تعد إستراتيجية الصدمة والرعب أحد الأساليب التي تستخدم في علم النفس القتالي لإصابة العدو بالذعر والخوف والهلع، ويبدو أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اتبعت هذا الأسلوب في اختيار رئيس مكتبها السياسي الجديد يحيى السنوار، العقل المدبر لمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران الأسبوع الماضي.

اختيار حماس للسنوار فاق كل التوقعات وقلب الطاولة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والدول الداعمة له، حسب رأي مدونين.

وفي رسالة تحد واضحة وقوية للاحتلال، حماس تختار السنوار، بهذه العبارة تفاعل رواد العالم الافتراضي مع إعلان حماس.

رسائل بين يدي اختيار #يحيى_السنوار قائداً لـ #حماس????

– إن لغة القوة هي لغة المرحلة التي لا يفهم الاحتلال غيرها، فإن قتلتم هنية فقد جئنا لكم بصقر حماس وسيفها المسلول.

– كلمة حماس كلمة واحدة في السياسة والعسكر. "اخترناه بالإجماع وبايعناه" ليقود واحدة من أهم محطات الحركة دقةً… pic.twitter.com/08ae2xO5S1

— أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) August 6, 2024

وطرح أحد المدونين سؤالا: "لماذا تم اختيار السنوار في هذا التوقيت؟"، ويجيب بأن هذا الاختيار تم لعدة أسباب، أولا إنه مهندس طوفان الأقصى، ومن سيكون أقدر منه لاستكمال المعركة المفتوحة وتحمل تبعاتها؟

ثانيا: رسالة قوة من حماس تجاه إسرائيل، ولا تخلو من التحدي لها.

ثالثا: بهذا الاختيار تكون حماس قد رفعت الحرج عن أي دولة مضيفة لأي رئيس آخر لها، فقد تتعرض من خلال تلك الاستضافة للضغوطات والتهديدات الدولية.

رسائل حماس في اختيارها للسنوار رئيساً لها
د. إبراهيم حمّامي
06/08/2024
أعلنت حماس الليلة عن "اختيارها" ليحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لاسماعيل هنية رحمه الله، وبالإجماع…
الاختيار جاء بعد اقل من اسبوع على اغتيال هنية في طهران، والإعلان جاء مفاجئاً خاصة أن أسماء كثيرة…

— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) August 6, 2024

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الله الشايجي إن حماس اختارت المواجهة ردا على حرب إبادة الصهاينة وتعنت نتنياهو ومراوغاته وإفشاله للمفاوضات.

وأضاف أن "حماس قلبت الطاولة وفاجأت وصفعت نتنياهو وعصابته الفاشية المتطرفة واختارت أخطر صقر من صقورها، السنوار رئيسا لها، خاصة أنه صاحب الرأي الفصل والأخير داخل غزة والمفاوضات".

????????في رسالة تحدي قوية وبرسالة معبرة وبعد أيام من اغتيال #اسماعيل_هنية …
حركة #حماس تعلن تعيين أكبر صقورها #يحى_السنوار رئيسا لحركة #حماس….خليفة لإسماعيل هنية
????????وقد عجزت إسرائيل عن اغتياله لسنوات- وبعد 10 أشهر من حرب الإبادة لم تصل إلى السنوار واغتياله وهو داخل قطاع غزة وفي… pic.twitter.com/JEKW8I3tUH

— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) August 6, 2024

ورأى أحد المعلقين أن اختيار السنوار قائدا لحماس بمنزلة إعلان من الحركة وكل أبنائها التفافهم حول الطوفان خيارا وقرارا. وأشار إلى أن سرعة القرار والتشاور بين الداخل والخارج تعني أن آليات الشورى والأجهزة التنظيمية في حماس فاعلة، وهي قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية في لحظات دقيقة.

إختيار #يحي_السنوار بهذه السرعة بمرحلة حساسة ودقيقة وظروف إسثنائية يؤكد أن حركة حماس لازالت صلبة قوية متوحدة أمام المخاطر التي تواجهها.وأن هيكليتها لم تتفكك بل هي صامدة وتسير على نهج وركب قادة حماس الذين رحلوا وآخرهم هنية..وإسرائيل اليوم تواجه رجلا يعتبر الأقوى بالشرق الأوسط pic.twitter.com/GCtKln3GdZ

— Maya rahhal (@rahhalmaya83) August 6, 2024

وذهب آخرون إلى أن السنوار هو الأقدر على فهم الشخصية الإسرائيلية، وكيفية تفكيرها ومعرفة مواطن الضعف لديها، ويستطيع ضربها في ما يؤلمها ويؤثر سلبا في نفسيتها فتصاب بالإحباط والانهزامية، كما أن اختيار السنوار خلفا لهنية بالإجماع هي رسالة واضحة للعالم أجمع على وحدة قرار الحركة على اختيار الشخص المناسب للتعامل مع المحتل في هذه المرحلة.

وأضاف مدونون أن الحركة -باختيارها السنوار- اختارت طريق السلاح والمواجهة لآخر لحظة، بعيدا عن الدبلوماسية السياسية.

اختيار #السنوار خلفا #لهنية بالإجماع … رسالة واضحة للعالم أجمع على وحدة قرار الحركة على اختيار الشخص المناسب للتعامل مع المحتل في هذه المرحلة #طوفان_الأقصى

— محمد عبد العزيز الرنتيسي (@M_alrantisi1979) August 6, 2024

 

في المقابل، رأى آخرون أن القرار خطأ بسبب وجود السنوار في الداخل، مما يعوق عملية التفاوض والتحركات السياسية بين الدول لمنح الفرصة لمزيد من التباحث والتفاوض.

وأضاف مغردون أن السنوار ليس رجل سياسة، بل هو رجل سلاح ومقاوم من الطراز الرفيع، وكان من الأفضل أن يتم اختيار أحد أبناء الحركة من الخارج.

رأيي ان القائد في الخارج افضل لكي يقوم بعمليات تفاوض وتحركات سياسيه
الداخل في ظل الحرب يعتبر منعزل عن العالم

— LORD (@Lord_2025) August 6, 2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

السنوار يرسل برقية إلى جنبلاط ونجله

أرسل مكتب رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار، برقية إلى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط،  شكره فيها على  تضامنه وتعزيته بمقتل رئيس المكتب الراحل اسماعيل هنية ومرافقه.

كما تلقى رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، برقية شكر جوابية من مكتب السنوار، ردا على برقية التعزية باستشهاد هنية ومرافقه.

حماس: عدوان الاحتلال ضد التعليم الفلسطيني لن يفلح في طمس هويته وزير المالية الإسرائيلي: لا تقدم نحو تدمير حركة حماس مدنيا

وجاء في نص البرقيتين: "تلقينا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية بشهيدنا وفقيد الأمة القائد المجاهد إسماعيل هنية "أبو العبد" رئيس المكتب السياسي للحركة، ومرافقه الأخ المجاهد وسيم أبو شعبان "أبو أنس"، شاكرين لكم تضامنكم الممزوج بالمشاعر الصادقة والنبيلة، سائلين الله تعالى أن يبارك مسعاكم، ويحفظكم وبلادكم من كل سوء.

رمز الأمة وفلسطين أبو العبد

وأضاف السنوار في البرقية: "يرتقي شهيدنا القائد رمز الأمة وفلسطين أبو العبد في معركة طوفان الأقصى إحدى أشرف معارك شعبنا الفلسطيني التاريخية على درب القادة الشهداء؛ لتلتقي دماؤه ودماء أبنائه وأحفاده وعائلته، مع التضحيات العظيمة التي يقدمها أبناء شعبنا في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل، تأكيدا على أن دماء قادتنا ومجاهدينا ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا، وأن هذه الدماء الزكية والقوافل المباركة من الشهداء، ستزيدنا صلابة وقوة في مواجهة الاحتلال الصهيوني النازي، حتى دحره وكنسه عن أرضنا ومقدساتنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس".

 

وجاء فيها أيضا: "نؤكد أن الحركة ستبقى كما كانت دوما- ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وأن المبادئ السامية التي كان يدعو لها القائد الشهيد أبو العبد، ستظل ثابتة وحاضرة، وتمضي عليها حركتنا ومجاهدونا وفي مقدمتها وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، واجتماع كلمة أمتنا العربية والإسلامية، ونبذ الفرقة والخلاف، لنكون صفاً واحداً في وجه العدو الصهيوني، العدو الحقيقي لأمتنا، والتهديد الأكبر، المبني على التوسع في أطماعه لنهب خيرات الأمة ومقدراتها".

اغتيال هنية ومرافقه

وقتل هنية ومرافقه، يوم 31 يوليو، في مقر إقامته في طهران عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وبعد ساعات قليلة من اغتيال أحد أبرز قادة حزب الله في لبنان فؤاد شكر بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وكان الحرس الثوري الإيراني قال بشأن مقتل هنية، إن عملية الاغتيال "جرت بتخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني وبدعم من الادارة الأمريكية المجرمة".

وأضاف: "وفق التحقيقات، جرت هذه العملية الإرهابية بقذيفة قصيرة المدى ذات انفجار شديد ".

ومنذ مقتل هنية، ارتفع منسوب التوتر في الشرق الأوسط على خلفية توعد إيران وحزب الله بالرد.

 

 

مقالات مشابهة

  • السنوار يرسل برقية إلى جنبلاط ونجله
  • رسالة جوابية من مكتب السنوار لجنبلاط.. هذا ما تضمنته
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • غالانت ينتظر "خطأ" من السنوار وشقيقه للوصول إليهما
  • غالانت يتوعد الأخوين السنوار
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية
  • صيف 2024 الأحر على كوكب الأرض بسبب التغير المناخي
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية