فاز بجائزة نوبل للسلام.. من هو رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
يتولى محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام رئاسة الحكومة المؤقتة في بنجلاديش، بعد أن فرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد من البلاد وسط انتفاضة جماعية، أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص ودفعت الدولة الواقعة في جنوب آسيا إلى حافة الفوضى.
وبحسب ما جاء في صحيفة «الجارديان» البريطانية، أعلنت جوينال عابدين، السكرتيرة الصحفية للرئيس محمد شهاب الدين، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، القرار خلال اجتماع ضم قادة عسكريين ومنظمي الاحتجاجات الطلابية التي ساعدت في إبعاد «حسينة» عن السلطة وقادة أعمال بارزين وأعضاء من المجتمع المدني.
ومن المتوقع أن يعود «يونس»، وهو خصم سياسي قديم لحسينة، قريبًا من باريس حيث يعمل مستشارا لمنظمي الألعاب الأولمبية، بحسب تقارير إعلامية.
كان يونس خبيراً اقتصادياً ومصرفياً، وقد نال جائزة نوبل للسلام عام 2006 عن عمله في تطوير أسواق القروض الصغيرة، وحظي بإشادة واسعة النطاق لجهوده في انتشال الآلاف من براثن الفقر من خلال بنك جرامين، الذي أسسه في عام 1983، والذي يقدم قروضاً صغيرة لرجال الأعمال الذين لا يحق لهم الحصول على قروض مصرفية عادية.
وقالت السكرتيرة الصحفية للرئيس محمد شهاب الدين إنَّ أعضاء الحكومة الجديدة الآخرين في بنجلاديش سيتقررون قريبا بعد مناقشات مع الأحزاب السياسية وأصحاب المصلحة الآخرين.
وكان الرئيس في بنجلاديش قد حل البرلمان يوم الثلاثاء، مما مهد الطريق أمام إدارة مؤقتة وإجراء انتخابات جديدة، كما أمر شهاب الدين بالإفراج عن زعيمة المعارضة خالدة ضياء من الإقامة الجبرية، وهي منافسة قديمة لحسينة أدينت بتهم الفساد في عام 2018.
فيما كان يونس الذي وصف استقالة حسينة بأنها «يوم التحرير الثاني» للبلاد، قد واجه اتهامات بالفساد أثناء حكمها، والتي وصفها بأنها ذات دوافع سياسية.
وفرت حسينة إلى الهند بطائرة هليكوبتر بينما تحدى المتظاهرون حظر التجوال العسكري للسير إلى العاصمة، حيث اقتحم الآلاف في نهاية المطاف منزلها والمباني الأخرى المرتبطة بحزبها وعائلتها.
وانتُخبت حسينة، التي حكمت بنجلاديش لمدة عشرين عاما من الأعوام الثلاثين الماضية، لولاية رابعة في قيادة البلاد التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة في يناير، بعد اعتقال آلاف من زعماء المعارضة والعمال.
وجاءت الأنباء التي تفيد بأن «يونس» سيقود الحكومة المؤقتة وسط تقارير تفيد بأن قائد الجيش في بنجلاديش الجنرال واكر الزمان أبلغ مكتب حسينة بأن القوات لن تتمكن من فرض حظر التجوال الذي دعت إليه وسط الاحتجاجات، في الليلة التي سبقت فرارها من البلاد .
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بنجلاديش مظاهرات بنجلاديش الشيخة حسينة واجد محمد يونس فی بنجلادیش
إقرأ أيضاً:
محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
في قلب النضال السوري ضد الاستعمار الفرنسي، برز اسم محمد الأشمر الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته كأحد أهم قادة المقاومة الذين رفضوا الخضوع للاحتلال، وساهموا في إشعال جذوة الثورة السورية الكبرى (1925-1927). لم يكن الأشمر مجرد مقاتل حمل السلاح، بل كان رمزًا للعزيمة والنضال في وجه القوى الاستعمارية، وشخصية محورية في الكفاح من أجل استقلال سوريا. فمن هو محمد الأشمر؟ وكيف أصبح أحد أبرز رموز المقاومة في التاريخ السوري؟
النشأة والتكوينوُلد محمد الأشمر في دمشق في أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح المقاومة. تأثر منذ صغره بحالة الغليان السياسي التي كانت تشهدها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، وشهد بنفسه القمع الذي تعرض له أبناء بلده، مما دفعه إلى الانخراط مبكرًا في صفوف المقاومة.
دوره في الثورة السورية الكبرىمع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، كان محمد الأشمر من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثوار. تميز بشجاعته وقدرته على قيادة المعارك، حيث خاض مواجهات شرسة ضد القوات الفرنسية، خاصة في دمشق وغوطتها، وتمكن من تحقيق انتصارات مهمة ضد المحتل.
لم يكن الأشمر مجرد مقاتل، بل كان منظمًا بارعًا، إذ ساهم في تسليح الثوار وتدريبهم على أساليب القتال، كما عمل على توحيد الصفوف بين مختلف الفصائل المقاومة لضمان استمرار الثورة.
معاركه ضد الفرنسييناشتهر الأشمر بدوره في معركة الغوطة، حيث قاد مجموعة من الثوار في مواجهة القوات الفرنسية المدججة بالسلاح. ورغم قلة العتاد، تمكنوا من تكبيد العدو خسائر فادحة. كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن دمشق أثناء قصفها من قبل القوات الفرنسية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالصمود والمقاومة.
ما بعد الثورة: استمرار النضالبعد تراجع الثورة السورية الكبرى، لم يتوقف الأشمر عن النضال، بل واصل مقاومته بطرق مختلفة، حيث شارك في دعم الثوار في مناطق أخرى، وساهم في الحركات الوطنية التي كانت تسعى لطرد الاستعمار. كما لم يقتصر نشاطه على سوريا، بل امتد إلى فلسطين، حيث دعم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني.
رغم مرور عقود على رحيله، لا يزال محمد الأشمر يُذكر كواحد من أعظم أبطال المقاومة السورية. كان نموذجًا للثائر الذي لم يتخلَ عن قضيته، وبقي صامدًا حتى النهاية. اليوم، يُعد اسمه جزءًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، ورمزًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن