تعرف على الطوباوي فرانز ياجرشتاتر الشهيد
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بذكري وفاة الطوباوي فرانز ياجرشتاتر الشهيد.
ولد فرانز ياجرشتاتر في 20 مايو عام 1907م في سانت راديغوند بمقاطعة لينز بالنمسا، من اسرة فقيرة تعمل بالزراعة، والده فرانز باشماير وأمه روزاليا. وتوفى والده اثناء الحرب العالمية فقامت جدة الطفل إليزابيث هوبر بتربيته تربية مسيحية حقيقية.
وكان الوضع سيئا جداً بسبب ما سببته الحرب العالمية الأولى من فقر وآلام كثيرة ومشقة.
تلقى فرانز تعليمًا أساسيًا في المدارس المحلية وتفوق في القراءة والكتابة وعاني الكثير بسبب فقره، فتزوجت أمه من المزارع هاينريش ياجرشتاترالذى تبنى الطفل فرانز وقام بالإنفاق عليه. واظهر فرانز اهتماماً كبيراً بالقراءة وخصوصاً الكتب الدينية.
وعندما كان شاباً ارتبط بعلاقة عاطفية مع خادمة تعمل بالمزرعة تدعى تيريزيا اور وأثمرت هذه العلاقة بإنجاب طفلاً. وبعد ذلك افترقا بسلام. وطلب منها المغفرة.
في عام 1933، ورث فرانز مزرعة والده بالتبني. ثم التقى بفرانزيسكا شوانينجر ، وهي امرأة كاثوليكية متدينة بشدة، ووقعا في الحب. تزوجا الخميس المقدس، 1936، وبعد المراسم شرعوا في رحلة حج إلى روما.
وشكل هذا الزواج المقدس نقطة تحول في حياة فرانز ياجرشتاتر، فأصبح شديد الإيمان، فكان هو زوجته فرانشيسكا يصليا دائما وكان الكتاب المقدس مرجعاً دائما لحياتهما. لقد ساعدا بعضهما البعض في التعمق في الصلاة والحياة الروحية. وكان فرانز يخدم في كنيسة الرعية "سانت راديغوند". وانضم الى الرهبنة الثالثة الفرنسيسكانية.
وأنجب ثلاثة بنات وهم " روزاليا وماريا والويسيا". قاما بتربية بناتهما على الإيمان والصلاة والتقوى ومخافة الله. واستدعى للخدمة العسكرية في عام 1940م في الوقت الذي استولى الحزب النازي على السلطة في النمسا وتم تجنيده في الجيش الألماني، وأنهى تدريبه الأساسي، ولكنه أعفي من الخدمة العسكرية بواسطة التصريح الذي يمنح للمزارعين.
فقد رأى فرانز أن المسيحية والنازية لا يمكن التوفيق بينهما تماما. فرأى الدمار الذي تسببت فيه الحروب وموت كثير من الشباب.
وهكذا في 23 فبراير 1943، تم استدعاء فرانز مرة أخري إلى الخدمة العسكرية فرفض الانصياع لأمر التجنيد ورفض أيضا القسم لهتلر، فحاولت والدته واقاربه والعديد من الكهنة تغيير رايه، فكانت زوجته فرانشيسكا تأمل في أن تكون هناك طريقة للخروج من هذا المأزق.
إلا أنها وافقت في النهاية على قراره الصعب الذي يسبب له الموت. فقام فرانز بشرح موقفه فقال انا كاثوليكي ولا يمكن أن اقاتل الناس الأبرياء من أجل حزب نازي يريد أن يسيطر ويغزو ويستعبد الشعوب فهذا ضد إيماني. فصلى فرانز وطلب النصيحة من الأسقف جوزيف كالاسانز فليسر "أسقف لينز" فخرج من لقاءه مع الأسقف حزيناً للغاية، لأن الأسقف لم يجرؤ على التحدث معه بصراحة لأنه يخاف من الحزب. وتم تجنيده مرة أخرى وابلغ فرانز المؤسسة العسكرية بأنه يرفض أداء الخدمة العسكرية وانه يرفض القتال من أجل الدولة النازية.
وأنه لا يمكن أن يكون الأنسان نازياً وكاثوليكياً في نفس الوقت. فيجب علينا أن نطيع وصايا الله. التي تقول أجبب قريبك كنفسك والتي تنهي عن الحرب والقتال. وكان على استعداد أن يخدم في المستشفيات التي تعالج الجنود المصابين. فسجن فرانز احتياطياً لمدة شهرين في لينز وكانوا يعذبونه كثيراً، فكانت زوجته تشجعه على الثبات لكي لا يفقد إيمانه في هذه الظروف الصعبة. وفى السادس من شهر يوليو عام 1943م حكم على فرانز بالإعدام بتهمة رفض الانصياع للأوامر العسكرية، فجرد من اهليته للخدمة في الجيش ومن حقوقه المدنية أيضا.
فقد علم إنه قبل عام أعدم كاهناً نمساوياً لأنه رفض أداء الخدمة العسكرية وله نفس قناعاته، أعطت هذه الأخبار الدعم الروحي والراحة لفرانز. وكان أثناء سجنه يطلب دائما التناول من القربان المقدس ويقوم بقراءة الكتاب المقدس وكان يضع بجانبه صوره بناته. وفى 9 أغسطس عام 1943م تم إعدامه بالمقصلة في سجن براندنبورغ-جوردن. كان عمره 36 سنة.
فتم تطويبه في القداس الاحتفالي أقامه الكاردينال خوسيه سارايفا مارتينز في لينز، النمسا يوم 26 أكتوبر عام 2007م.
فرانز ياجرشتاتر نبي ذو رؤية عالمية وبصيرة نافذة إنه مثال ساطع في إخلاصه لصوت ضميره، ومدافع عن اللاعنف والسلام، وصوت تحذير من الأيديولوجيات، وشخص مؤمن كان الله حقًا جوهر حياته ومركزها.
تستند شهادته النبوية للحقيقة المسيحية إلى تحليل واضح وجذري وبعيد النظر لبربرية النظام اللاإنساني والملحد للنازية، وأوهامها العرقية،
وأيديولوجيتها للحرب وتأليه الدولة. قاده ضميره المثقف الناضج إلى قول "لا" حازمة للنازية وتم إعدامه بسبب رفضه المستمر لحمل السلاح كجندي في حرب هتلر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط الخدمة العسکریة
إقرأ أيضاً:
جدارا تنظم ندوة عن الشهيد وصفي التل .
#سواليف – محمد الأصغر محاسنه / اربد .
نظمت #جامعة_جدارا صباح امس في مدرج ابن رشد في الجامعة ندوة بعنوان ” #الشهيد_وصفي_التل في الذكرى الثالثة والخمسين ” نظمتها عمادة شؤون الطلبة و رعاها الدكتور شكري المراشدة رئيس هيئة المديرين للجامعة ورئيس الجامعة الدكتور حابس الزبون ، وشارك فيها : الدكتور وائل التل والدكتور عبدالرحيم مراشدة، والمحامي محمد عزمي القرالة وادار مفرداتها الدكتور خالد مياس. واستهلت فعالية الندوة بكلمة لرئيس الجامعة الدكتور حابس الزبون رحب فيها براعي الندوة والمشاركين
قائلا : نستذكر اليوم شخصية أردنية عزيزة على قلوبنا كان لها دور سياسي واجتماعي على الصعيد الوطني والعربي، ناظل من اجل الأردنيين ، فقد كان وصفي رجل دولة بكل ماتعني في تحمل المسؤولية، هاجسه الوحيد ان ينعم الأردنيين بحياة هنيئة، من تعليم ومشاريع تنموية ، فكان له الفضل الكبير في انشاء اول جامعة أردنية، والإهتمام بالزراعة من الغور إلى الصحراء ، والشباب الذين كان يرى بهم صناع الغد القادم .
واستعرض الدكتور وائل التل اول المتحدثين في الندوة حياة الشهيد منذ ولادته في “عرب كير ” في تركيا ودراسته الإبتدائية في اربد حتى وصل الجامعة الأمريكية ليتخرج منها بتخصص الفلسفة والعلوم. وعن الدور السياسي للشهيد تحدث التل عن معارضة وصفي دخول حرب ١٩٦٧ لأنها حرب قبل اوانها . من جانبه تحدث استاذ الأدب العربي في جامعة جدارا الدكتور عبدالرحيم مراشدة عن الشخصية الكاريزمية التي نالت حب الأردنيين بوصفه رجل دوله وسياسة وعلم ، إضافة لكونه وطنيا وعروبيا . وأضاف المراشدة نادرا مانجد في هذا الوقت العصيب وفي زمنه بالذات رجلا مشبعا بسؤال الهوية وهاجس الانتماء ، لذا جاء اختياره رئيسا للوزراء في عهد المغفور له الحسين بن طلال عن حكمة ودراية تتناسب والسياق التاريخي للأردن ، واستحضر المراشدة قول المتنبي :”وسوى الروم خلف ظهرك روم / فعلى أي جانبيك تميل . المحامي محمد عزمي القرالة رئيس منتدى عرار المتحدث الثالث في الندوة تحدث عن الخطر الذي واجهته الأمة وحذر منه الشهيد التل ، وهذا مانعيشه اليوم من ضعف للأمة جراء التخلي عن الموقف العروبي في مواجهة التمدد الاستيطاني والتوسعي للعدو الصهيوني. وأضاف القرالة على شباب اليوم ان يطلعوا على فكر وصفي السياسي الذي وضعه لخدمة الأردن والعروبة ..
رحل وصفي أخضراً يانعاً قبل استكمال مشروعه الوطني والقومي الذي آمن به، وبرحيله خيم الحزن على امتداد الوجع والجغرافيا. عشق وصفي وطنه الأردن وسخّر كل فكره وخبرته لخدمته وخدمة أبنائه وسخّر فكره أيضاً لخدمة قضايا أمته، كيف لا وهو صاحب عبقرية فكرية وسياسية وعسكرية بكل ما في الكلمة من معنى، لقد كان مشروعاً وطنياً وعروبياً لم يكتمل بسبب استشهاده وهو يؤدي واجباً وطنياً عروبياً .