لبنان ٢٤:
2025-01-08@23:45:31 GMT

روسيا على خطّ كبح جماح إيران

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

روسيا على خطّ كبح جماح إيران



كتبت روزانا بومنصف في" النهار": بالتزامن مع وصول قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الى المنطقة بدءاً من إسرائيل وعقد لقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين يرجح أنها للتنسيق الدفاعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل قبيل الهجوم الذي هدّدت إيران بالقيام به، زار سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويغو طهران والتقى عدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين.


الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الذي استقبل شويغو نقل عنه قوله بعد اللقاء إن إيران "ستتلقى إجابات" عن جريمة اغتيال هنية لكنها "لا تسعى إلى توسيع نطاق هذه الأزمة في المنطقة".
وثمة اهتمام ديبلوماسي بهذه الزيارة حول ما إن كانت تتصل بإعطاء زخم معنوي لموقف إيران بالتزامن مع تليين هذا الموقف في ظل خشية روسية من تصعيد إقليمي قد يؤثر على وجودها في سوريا ومنشآتها العسكرية في غربها.
مركز الثقل في التطورات المتسارعة في المنطقة يقع راهناً بين إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بالإضافة الى الولايات المتحدة. وروسيا لا تبدو في الواجهة بل في الخلفية في ظل صراعها القائم مع الغرب حول أوكرانيا. ولكن هذا لا يمنع أن ينظر بعض المراقبين الى توقيت الزيارة على خلفية احتمال مساهمة روسيا في كبح جماح إيران أو على الأقل تشجيعها في اتجاه الحذر من حرب كبيرة يمكن أن تؤدي الى انزلاق المنطقة ككل والانعكاسات الكارثية على الجميع بما في ذلك التقاء المصالح وزيادة التعاون بينهما.
وفي ظل عجز أميركي عن التدخل بحسم إن من أجل الاتفاق أو من أجل منع الحرب، فقد تكون فرصة لروسيا أن تتقدّم وتؤدّي دوراً مؤثراً في هذا السياق. وهذا الانطباع عززه وصول وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الى طهران في زيارة هي الأولى لمسؤول أردني لإيران منذ 20 عاماً، وخلفيتها الأساس هي إبلاغ طهران بعدم تساهل الأردن مع أي صواريخ تخرق أجواءه السيادية، ولكن الأردن بما يستند إليه من علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة قد يكون حمل رسالة لثني إيران عن مهاجمة إسرائيل في ظل الاقتناع بأن الرد على مقتل هنية الذي كان محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لتوسيع نطاق" الصراعات الإقليمية، قد يلبّي طموح هذا الأخير.  وهو ما يجب الحذر منه جنباً الى جنب مع اقتناع يسوقه حلفاء إيران بأن إسرائيل تسعى الى استدراج الولايات المتحدة الى الحرب، بحيث لا ينبغي السقوط في هذا الفخ الذي نصبه نتنياهو. وينقل البعض من هؤلاء المراقبين، أن ثمة منطقاً يتم إسماعه لإيران من أنها عضّت على جرحها في اغتيال أبرز كبار القادة لديها وهو قاسم سليماني، فيما يعتقد أنه أهم لإيران من إسماعيل هنية على رغم أن اغتيال الأخير حصل في قلب طهران وهو ما تحتاج إيران للرد عليه أكثر من أي أمر آخر.  
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إیران من

إقرأ أيضاً:

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

لشهر ينايرَ (كانون الثاني) رنّة مؤلمة في طهران. لا تستطيع أن تنسى ما حدث في الثالث منه في 2020. رجل بعيد أسقط ما كانت تعده خطاً أحمر. قُتل قاسم سليماني على مقربة من مطار بغداد. قُتل قائد «فيلق القدس». مهندس «استراتيجية الأذرع» ومشروع «الضربة الكبرى» ضد إسرائيل.

لا تستطيع طهران في الشهر الحالي إلا أن تنظر بقلق وتوجس إلى العشرين منه. ففي هذا اليوم سيسقط البيت الأبيض مرة أخرى في يد الرجل الذي أمر بقتل سليماني. الرجل الذي انسحب من الاتفاق النووي وجفَّف عروق الاقتصاد الإيراني.
وكان يمكن اعتبار آلام الشهر محتملة لولا المرارات التي خلّفها الشهر الرهيب السابق. رجل اسمه بشار الأسد كانت إيران قد ألقت بكل ثقلها لإبقائه. رجل نجح سليماني في إقناع فلاديمير بوتين بالتدخل لإنقاذه من «طوفان» معارضيه وهذا ما حصل. مدد التدخل الإيراني - الروسي عمر نظام الأسد، لكن «السيد الرئيس» اختار النجاة بنفسه من «الطوفان» الذي أطلقه من إدلب رجل اسمه أحمد الشرع.
صعد بشار إلى طائرة المنفى من دون أن تراوده رغبة المعاندة على الحلبة. المعاندة التي أنهت معمر القذافي وعلي عبد الله صالح. غادر من دون البراعة في رسم المشهد الأخير التي أجادها «الرفيق» البعثي صدام حسين.
توَّج فرار الأسد سنة الشهور المؤلمة لإيران التي شملت اغتيال حسن نصر الله ويحيى السنوار، فضلاً عن اغتيال إسماعيل هنية في ضيافة «الحرس الثوري» في طهران. ردَّ بنيامين نتانياهو على السنوار ونصر الله بـ«طوفان» من النار أنهك غزة ولبنان ولم يرحم «المستشارين» الإيرانيين في سوريا، مما جعل نظام الأسد يسقط كثمرة ناضجة.
في مكتبه في طهران يقلّب مسعود بزشكيان الأوراق والأيام. حظه سيئ. جاءته الرئاسة في زمن الطوفانات. كان الرجل يحلم بفتح النوافذ ولو تدريجياً وعلى استحياء. وبإبرام هدنات طويلة إذا تعذّر إنهاء الحروب. زيادة الاهتمام بالاقتصاد وصعوبات المعيشة لاسترجاع شرائح واسعة من خيبات تكررت. تصاعُد الهدير في الإقليم مُقلق ولا يسمح بالتقاط الأنفاس. صحيحٌ أن ملف سوريا والأذرع لم يكن يوماً من مسؤولية الرئيس. إنه من مسؤولية جنرالات «الحرس» و«فيلق القدس» وتحت رقابة المرشد. لكنَّ الصحيح أيضاً هو أن الاستحقاقات داهمة.
لا بد من القراءة، وهي صعبة كالاستنتاجات. يعرف بزشكيان أن «حماس» قاتلت بشراسة، لكنه يعرف أيضاً أن غزة ستخرج من الشق العسكري في النزاع لتنشغل بإعادة الإعمار وتضميد الجروح. إطلاق المعتقلين الفلسطينيين في أي صفقة لا يُلغي أن غزة قد دُمِّرت ودفعت ثمناً إنسانياً باهظاً.
يتمشى في مكتبه. في القرى الحدودية قاتل «حزب الله» اللبناني بشراسة ودفع ثمناً مرتفعاً. هذا لا يُلغي أنه أُصيب في الحرب بخسارتين هائلتين؛ خسارة قائده حسن نصر الله التي يصعب عليه تعويضها، وخسارة العمق السوري الذي لا تسمح الجغرافيا بتعويضه. من دون العمق السوري لا يستطيع الحزب أن يخوض حرباً ضد إسرائيل، خصوصاً بعدما أبرزت الحرب الهوّة التكنولوجية الهائلة بينه وبين إسرائيل. خيارات الحزب صعبة. الحدود اللبنانية - الإسرائيلية تحت رقابة القرار 1701 وجنرال أمريكي، وطريق سليماني بين طهران وبيروت أُغلقت بإحكام.
كانت المفاجأة السورية أكبر من القدرة على الاحتمال. تشظى «محور الممانعة». وسمعت دول عدة كلاماً صارماً في الآونة الأخيرة: «لا بد من إنهاء زمن الفصائل والجيوش الموازية». «على الفصائل العودة إلى خرائطها. لا يحق لها إرسال صواريخها ومُسيَّراتها في مهمات إقليمية». «السلاح يجب أن يكون في عهدة الدولة وحدها. لا يجوز صرف رواتب من الخزينة لفصائل متهمة بأدوار إرهابية». العراق لا يريد أن يكون ساحة حرب. وصواريخ «الحوثي» لن تعوّض صمت الأذرع الأخرى.
كان العقاب شديداً. الآلة الإسرائيلية تهدد إيران نفسها، وأمريكا ليست بعيدة. تشترط أمريكا لقبول إيران أن تكون بلا أذرع إقليمية وبلا قنبلة نووية. هذه أصعب أيام البلاد وأصعب أيام المرشد.
يقلّب بزشكيان جمر المشاهد السورية. واضح أن دمشق ستغرف من قاموس آخر. يوزع الشرع على زواره تعابير الطمأنة. يوحي بأن ما حدث مجرد تغيير داخل الخريطة وليس مشروع «طوفان». سقطت الحلقة السورية من سبحة الممانعة فانفرط عقدها. يحاول الزوار التكهن بما يدور في رأس الشرع. ها هو يستهلّ عهده بمطالبة الفصائل بالذوبان في وزارة الدفاع. هل سيحاول اقتباس النموذج التركي أم أن الأمواج ستتدافع في اتجاه نموذج صعب؟ الأكيد أن الزوار لم يذرفوا دمعة على إخراج إيران من الخريطة السورية.
استعادة سوريا إلى «محور الممانعة» شديدة الصعوبة في المدى المنظور. هذه المهمة أكبر من قدرات «الحشد» العراقي و«حزب الله» اللبناني ومحفوفة بالأخطار. تهاجمه الأسئلة. هل على إيران تغيير مقاربتها لشؤون الإقليم والاكتفاء بدور أقل؟ هل تعب بوتين من عناد الأسد فتركه لمصيره؟ هل قرر سلطان إسطنبول معاقبة والي دمشق لرفضه المتكرر أن يصافحه؟ اتهم المرشد علي خامنئي إسرائيل وأمريكا بالوقوف وراء ما جرى في دمشق. قال أيضاً إن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور»، في إشارة إلى تركيا.
ما أصعب الشرق الأوسط. أرض فِخاخ ومشقّات ومفاجآت. يعرف بزشكيان الرنّة المؤلمة لهذا الشهر في طهران. تُضاعف قسوة المشهد شهور مرارات كثيرة مرت بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع.

مقالات مشابهة

  • مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: تواجد طهران في سوريا قانوني
  • إيران تطلق سراح صحفية إيطالية بعد أسابيع من اعتقالها
  • فايننشال تايمز: في استقبال ترامب.. إيران تبدأ مناورات برية وبحرية وجوية ضخمة
  • إيران تضاعف من مناورات الشتاء العسكرية.. ما علاقة ترامب بها؟
  • الولايات المتحدة تتهم روسيا بدعم طرفي الصراع في السودان
  • مسؤول عسكري أردني سابق: إسرائيل أداة لتنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة
  • ماكرون: يجب على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تخطط لعقوبات جديدة ضدّ روسيا تستهدف قطاع النفط
  • ماكرون: على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالتفاوض بشأن الصراع في أوكرانيا
  • إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع