دراسة تكشف أضرار اتباع نظام الكيتو
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
أوضحت نتائج دراسة حديثة أن "الكيتو دايت"، النظام الغذائي المعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة تناول الدهون الصحية، يمكن أن يؤدي إلى انسداد الشرايين ويؤثر سلبا على ميكروبيوم الأمعاء، من خلال رفع مستويات الكوليسترول وتقليل البكتيريا المعوية المفيدة.
وقال ديلان طومسون، أستاذ جامعة باث الذي أشرف على الورقة البحثية المنشورة في مجلة Cell Reports Medicine: "نظام الكيتو الغذائي فعال في فقدان الدهون، لكنه يأتي مع تأثيرات أيضية وميكروبية متنوعة قد لا تناسب الجميع".
وفي الدراسة التي استمرت 12 أسبوعا، اتبع 53 بالغا سليما إما نظاما غذائيا معتدلا من السكر، أو نظاما غذائيا منخفض السكر (أقل من 5% من السعرات الحرارية من السكر) أو نظام الكيتو الغذائي (أقل من 8% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات).
ورفع نظام الكيتو الغذائي مستويات الكوليسترول، وزاد من البروتين الدهني بي، والذي يمكن أن يسبب تراكم اللويحات في الشرايين، وخفض البيفيدو بكتيريا (Bifidobacteria)، وهي بكتيريا محبة للكربوهيدرات تساعد في هضم الألياف وامتصاص العناصر الغذائية وتعزيز المناعة.
وأوضح الدكتور راسل ديفيز، الذي قاد الدراسة، أن "نظام الكيتو الغذائي قلل من تناول الألياف إلى نحو 15 غ يوميا".
وأضاف: "قد يساهم هذا الانخفاض في البيفيدو بكتيريا في عواقب صحية كبيرة طويلة المدى مثل زيادة خطر الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض القولون العصبي، وزيادة خطر الإصابة بعدوى معوية وضعف وظيفة المناعة".
ويوصي الباحثون بدلا من ذلك بتبني نظام غذائي منخفض السكر، بحجة أنه يعزز فقدان الدهون "دون آثار صحية سلبية واضحة".
وفقد متبعو نظام الكيتو الغذائي في المتوسط 2.9 كغ في 12 أسبوعا، بينما فقد متبعو نظام السكر المنخفض 2.1 كم فقط في المتوسط.
ومع ذلك، خفض النظام الغذائي المقيد بالسكر الكوليسترول بشكل كبير دون تغيير بكتيريا الأمعاء بشكل ملحوظ.
وهذه ليست الدراسة الأولى التي تستكشف كيف يمكن لنظام الكيتو الغذائي أن يؤثر على الأمعاء. فقد حدد بحث أجري عام 2020 من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن بكتيريا البيفيدو انخفضت في نظام الكيتو الغذائي قصير المدى.
وحذر تحليل جري عام 2022 من أن هذا الانخفاض قد يكون ضارا بصحة القولون ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني والاكتئاب.
وأثبتت حمية الكيتو أنها مفيدة في بعض الحالات، حيث يمكنها خفض ضغط الدم وتقليل الالتهابات والمساعدة في السيطرة على النوبات لدى الأطفال المصابين بالصرع حتى مع تحذير بعض خبراء الصحة من أنها نظام غذائي غير مستدام وسريع الإصلاح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكيتو دايت الكربوهيدرات الدهون الصحية انسداد الشرايين و ميكروبيوم الأمعاء نظام الکیتو الغذائی
إقرأ أيضاً:
دراسة: تناول كميات قليلة من السكر بأول ألف يوم من الحياة يحمي من الأمراض المزمنة
تشير الأبحاث إلى أن تقليل كمية السكر التي تتناولها الأجنة في الرحم والأطفال بعد الولادة يمكن أن يحميهم من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم عندما يكبرون.
ويكشف هذا الاكتشاف عن فترة حرجة للتغذية الصحية في أول 1000 يوم من الحياة حيث يمتص الأطفال في البداية العناصر الغذائية من أمهاتهم ثم ينتقلون إلى التركيبات الغذائية وأطعمة الأطفال.
ووجد العلماء، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" أن تقييد تناول السكر إلى المستويات الواردة في الإرشادات الغذائية في وقت مبكر من الحياة كان مرتبطا بانخفاض بنسبة 35% في معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في منتصف العمر وانخفاض بنسبة 20% في ارتفاع ضغط الدم.
كما يبدو أن اتباع نظام غذائي منخفض السكر يؤخر ظهور الأمراض المزمنة، حيث يظهر مرض السكري وارتفاع ضغط الدم بعد أربعة أعوام وسنتين على التوالي لدى الأشخاص الذين تناولوا القليل من السكر في بداية الحياة مقارنة بأولئك الذين تناولوا كميات أكبر بكثير.
وقالت تاديجا غراشنر، من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "إن التعرض لبيئة منخفضة السكر نسبيا في الرحم وفي مرحلة الطفولة المبكرة يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بعد عقود من الزمان، كما يؤخر ظهورهما".
واستغل الباحثون تجربة طبيعية في المملكة المتحدة عندما انتهى عقد من تقنين السكر والحلويات بعد الحرب في عام 1953. أثناء التقنين، كان بدل السكر مماثلا للمستويات المحددة في الإرشادات الغذائية الحديثة، لكن الاستهلاك تضاعف تقريبا بعد فترة وجيزة من رفع القيود، من حوالي 40 غراما إلى 80 غراما في اليوم.
باستخدام بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، قارن العلماء الصحة في منتصف العمر لـ 38000 شخص تم الحمل بهم وولدوا أثناء التقنين و22000 شخص تم الحمل بهم بعد ذلك بفترة وجيزة.
وجد تحليلهم، الذي نُشر في مجلة "ساينس"، أن معدلات الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم كانت أقل بكثير بالنسبة لأولئك الذين تم الحمل بهم وبلغوا عامين من العمر أثناء تقنين السكر. كان الوقت الذي قضاه في الرحم مسؤولا عن حوالي ثلث الانخفاض في المخاطر.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأن لا تزيد نسبة السكريات الحرة -تلك المضافة إلى الأطعمة والمشروبات والموجودة بشكل طبيعي في العسل والشراب ومشروبات الفاكهة والخضروات غير المحلاة- عن 5% من السعرات الحرارية اليومية، أي ما يعادل 30 غراما أو سبعة مكعبات سكر للبالغين. ولا توجد إرشادات للأطفال دون سن الرابعة، ولكن يُنصح بتجنب المشروبات المحلاة بالسكر والأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف. وفي المتوسط، يستهلك البريطانيون ضعف الكمية اليومية الموصى بها تقريبا.
وقالت غراشنر: "نريد جميعا تحسين صحتنا ومنح أطفالنا أفضل بداية في الحياة، والحد من تناول السكر المضاف في وقت مبكر خطوة قوية في هذا الاتجاه. لكن الأمر ليس سهلا على الإطلاق. فالسكر المضاف موجود في كل مكان، حتى في أغذية الأطفال والرضع، ويتعرض الأطفال لقصف من الإعلانات التلفزيونية للوجبات الخفيفة السكرية".
وأضافت: "في حين أن تحسين الثقافة الغذائية بين الآباء ومقدمي الرعاية أمر أساسي، يجب علينا أيضا تحميل الشركات المسؤولية عن إعادة صياغة أغذية الأطفال بخيارات أكثر صحة وتنظيم تسويق وتسعير الأطعمة السكرية التي تستهدف الأطفال. وبفضل المعلومات الأفضل والبيئة والحوافز المناسبة، يمكن للوالدين تقليل التعرض للسكر بسهولة أكبر لأطفالهم وأنفسهم".
وقال البروفيسور كيث غودفري من جامعة ساوثهامبتون: "هذا دليل جديد مقنع، ويوفر مزيدا من الدعم لحقيقة أن تقليل تعرض الجنين والطفل حديث الولادة للسكر له فوائد دائمة تشمل خفض خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم في مرحلة الكهولة".
وأضاف: "تتوافق النتائج مع أبحاثنا التي تظهر انخفاض معدلات السمنة لدى أطفال الأمهات اللاتي يتناولن أطعمة ذات مؤشر غلايسيمي (Glycaemic Index) منخفض أثناء الحمل والتي يتم هضمها وامتصاصها بشكل أبطأ، مما يتسبب في ارتفاع أبطأ في مستويات السكر في الدم".
وقالت الدكتورة نينا روجرز، زميلة البحث في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "هناك أدلة قوية على أن ارتفاع مستويات استهلاك السكر لدى الأطفال والبالغين يمكن أن يساهم في ضعف الصحة، ولكن هذه الدراسة الجديدة تسلط الضوء على أهمية اتباع نظام غذائي منخفض السكريات المضافة في المراحل الأولى من دورة الحياة، خلال فترة ما قبل الولادة والسنوات الأولى من الحياة، للحماية من ضعف الصحة في منتصف العمر".
وأضافت: "وتشير النتائج إلى أنه ينبغي تطوير تدخلات الصحة العامة خلال هذه الفترة الحرجة من التطور لتمكين الوصول بسهولة إلى أنظمة غذائية عالية الجودة ومنخفضة السكر وبأسعار معقولة".