الوطن:
2025-03-31@18:05:19 GMT

د. محمد العقبي يكتب: تنسيقية شباب الأحزاب (الكيان)

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

د. محمد العقبي يكتب: تنسيقية شباب الأحزاب (الكيان)

نُكمل في هذا المقال ما بدأناه حول كيانات صورة 30 يونيو، التي اتفقنا على أنها نشأت من باب الضرورة وسد الثغرات لتحقيق تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية تواكب أفكار الصورة.

واليوم نتناول كياناً نجح في ما فشلت فيه الحياة الحزبية منذ نشأتها، التي يرى معظم المؤرخين أنها كانت في عام 1907، فلم ينجح أحد في أن يخلق كياناً يضم أكثر من 400 شاب مُسيس يمثلون 26 حزباً، ومعهم مستقلون في سياق سياسى يستمر نحو 6 سنوات ومستمر إلا «تنسيقية شباب الأحزاب».

وللتنسيقية خصوصية، فرغم الأثر الكبير الذي يُحدثه معظم كيانات ثورة يونيو، فإن عملية إدارتها وتشغيلها وحساب مؤشرات نجاحها معروفة ومضمونة وواضحة، ولكن تنسيقية شباب الأحزاب عملية تقوم بمسألة صعبة، وهى إدارة العلاقة السياسية بين ممثلى 27 حزباً بأفكار وتوجّهات وآراء وطموحات وأيديولوجيات، وإلى جانب مجموعة من المستقلين لم يجدوا في هذه الأحزاب من يمثلهم، فقرروا أن يبقوا مستقلين، وهنا تأتى الصعوبة الكبرى في خلق التناغم بين أحزاب متنافسة ومتناقضة ومستقلين لم يجدوا في الأحزاب ما يُقنعهم بالانضمام إليها من الأساس.

ولكن إذا كانت لديك أوركسترا، فمن الطبيعي أن يكون لكل آلة صوت مميز وإيقاع ونغمة مختلفة، حتى إذا آمن كل العازفين باللحن وقدرة المايسترو على القيادة تجد أن هذه الآلات وعازفيها يشكلون أوركسترا تعزف سيمفونية متناغمة، الجيتار إلى جانب الدرامز والكمان مع البيانو والدف مع الساكسفون والوطن يطرب من هذه المعزوفة السياسية التي تضمن سريان الدم في عروق الحياة السياسية لعشرات السنوات القادمة.

فشباب حزب التجمع إلى جوار حزب الوفد، ومعهم شباب حزب النور وحزب العدل ومستقبل وطن والحزب المصري الاشتراكي وغيرها من الأحزاب، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

وأصبحت «التنسيقية» التي يحب أعضاؤها أن يطلقوا عليها اسم «الكيان» نسقاً منظماً في كل شىء، بداية من الالتحاق الذي يتم عبر موقعها الإلكتروني ثم الانضمام في لجان لها مهام محدّدة ثم تقوم هذه اللجان بدراسة موضوعات وعمل أوراق بحثية وتطور الأمر لوجود منصة إخبارية تنشر مقالات وتنتج بودكاست وتعقد ندوات وتشارك في فعاليات.

ومن بعد دخل ممثلو «التنسيقية» في العمل التنفيذي، فظهر 5 من نواب المحافظين، لعل أبرزهم إبراهيم الشهابي، المنتمي إلى حزب الجيل في محافظة الجيزة، وبلال حبش المنتمي إلى «المصريين الأحرار»، نائب محافظ بني سويف، إلى جانب وجود نواب لـ«التنسيقية» على مدار دورتين في البرلمان المصري في مجلسى الشيوخ والنواب وصل عددهم إلى نحو 48 نائباً، اقتربت من معظمهم أثناء عملى بوزارة التخطيط، ووجدت فيهم فهماً عميقاً للقضايا التشريعية وقدرة عالية على فهم الدور النيابي، ورغم أن اتجاهاتهم السياسية مختلفة فعماد خليل يختلف أيديولوجياً عن طارق الخولي وأميرة العادلي ومحمد عبدالعزيز عن رامي جلال، إلا أن جميعهم لديهم التزام سياسي بما تتوافق عليه رؤية «التنسيقية».

هذه الكوادر التي دخلت الحاضنة السياسية في هذا الكيان عمرها الافتراضى السياسي لن يقل عن 20 سنة تعمل وتجتهد لإبقاء المياه السياسية الحزبية وغير الحزبية في مصر نابضة وفاعلة، وكل عضو في تنسيقية شباب الأحزاب سيتحول إلى كادر ثم قيادة قادرة على تعليم عشرات غيره ونقل خبراته وفق آخر مؤسسية، وأتوقع أن نرى على رؤوس الأحزاب في 2030 عدداً كبيراً من شباب «التنسيقية» يملأون سماء مصر ويعبّرون عن مرحلة جديدة من العمل الحزبي بقواعد التكامل والتنافس الشريف وإعلاء مصلحة الوطن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شباب الأحزاب تنسیقیة شباب الأحزاب

إقرأ أيضاً:

محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!

لولا لطف الله وفضله، ودعوات الصالحين والصادقين من أبناء وبنات السودان لكان السودان اليوم في اللا وجود والعدم كدولة وشعب وتاريخ وحاضر ومستقبل.

فما كان مخطط للسودان خطير، ولا يحتمله العقل البشري الطبيعي، وذلك ما ستكشفه الأيام للناس، وحتى قبل أيام وقبل تحرير القصر بيومين فإن ما كان يدبر من مكر وسوء للسودانيين أمر فوق الخيال، ولكن قواتكم المسلحة وأبناء السودان افشلوا بفضل الله وجسارتهم المخطط الثاني ودخلوا إلى القصر بأرجلهم وزحفاً على الأقدام لا على ظهر المقاتلات أو الدبابات حتى تفاجأ العدو وهرب مذعوراً وتحرر القصر وانفتحت القوات نحو الخرطوم حتى جنوبها.

أحمدوا الله كثيراً في هذه الأيام المباركة، وأشكروا جيشكم العظيم على هذه التضحيات الجسام، ثم فليستعد الناس إلى العودة للخرطوم وإلى غيرها من المدن، لأن الأوطان تُحمى بأهلها وبوجودهم، فالمخطط أصله وأساسه أن يغادر أهل السودان بلادهم إلى الأبد لإستئصالهم واستبدالهم فهذه الحرب هي حرب استبدال، ولنا في غزة وأهلها الصامدون قدوة حسنة، فكانت غزة تُضرب كلها وتقصف منازلها من العدو الصهيوني ويموت الآلاف من الأطفال والشيوخ ولا يغادرها أهلها أبداً .. لماذا؟! لأنه الوطن والحق والشرف، ولذلك ظلت غزة دوماً تنتصر.

عودوا إلى دياركم للتحرير والتعمير، فليس للأوطان بديل، أما حربنا مع العدو وأسياده فحدها دارفور وامدافوق حتى يُطرد الأوباش من كل أرض السودان، فإن هم سيقاتلون، فسنقاتلهم في أي مكان حتى التحرير الكامل.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وما النصر إلا من عند الله، والله أكبر ولله الحمد.

محمد أبوزيد كروم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تنسيقية شباب الأحزاب: الشعب المصري يدعم القيادة السياسية في موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • الأحزاب المصرية تشيد بالموقف الشعبي الداعم للقيادة السياسية والرافض لتهجير الفلسطينيين
  • أعضاء ونواب تنسيقية شباب الأحزاب يشاركون في وقفات تضامنية لدعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير
  • تحالف الأحزاب: نجدد العهد والوعد خلف قيادتنا السياسية
  • محمد حامد جمعة يكتب: هزيمة كاملة
  • لواء رُكن (م) د. يونس محمود محمد يكتب: عاوزين جدة!!
  • تواصل ورسائل للقوى السياسية.. حصاد أنشطة وتصريحات وزير الشئون النيابية خلال فعاليات الأحزاب في رمضان
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • وزير الشئون النيابية: النخب السياسية والأحزاب عليها دور فى توعية الرأى العام
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!