تصاعدت حدة الهجمات المتبادلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، أمس، في ظل استعدادات «حزب الله» للرد على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر. وهدد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، بـ«ردٍّ قوي ومؤثر وفاعل» على اغتيال شكر، بشكل منفرد أو عبر "المحور ".
وجدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي "بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيداً لإرساء حلّ يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701".

وأكد أن "سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى اصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، وهذا الضغط مستمر ونأمل أن يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت". وتابع "أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير اهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحل يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واعطائه حقوقه المشروعة".

وأضاف: "اتصالاتنا مستمرة ولن نوفّر اي جهد يؤدي الى وقف العدوان والتهديدات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان، كما أن الاجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات لمواكبة كل التطورات. أما الانتقادات المجانية التي يحلو للبعض تردادها، فلا نحن، ولا الشعب القلق، في وارد اعطائها أي أهمية، لأن المطلوب في هذا الوقت الدقيق أن نهتم بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة".
وكتبت" الشرق الاوسط": الرئيس ميقاتي على تواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار توحيد الجهود لكبح جماح تدحرج الوضع نحو تمدّد الحرب إلى الإقليم، وهو اتصل بوزراء خارجية مجموعة الدول السبع، وأكّد لهم تمسّك لبنان بوقف النار، مطالباً بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخرقها لأجوائه، واستعداده لتعزيز الجيش اللبناني لتوسيع انتشاره في الجنوب بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل» حتى الحدود الدولية، والتزامه بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وتأييده مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار في غزة، وهذا ما أبلغه أيضاً لدى اجتماعه، بحضور بوحبيب، مع سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وزملائهم من غير الدائمين فيه، متمنياً عليهم تبنّي الموقف اللبناني برُمّته؛ لأنه يُعِيد الهدوء إلى الجنوب، وسلّمهم، بناءً على رغبتهم، رسالة في هذا الخصوص.
كما أن المصادر الرسمية اللبنانية تستبعد ما يُشيعه البعض من تفاؤل لمنع التدحرج نحو الحرب، وهذا ما يدحضه ارتفاع وتيرة المواجهة، الثلاثاء، بين «حزب الله» وإسرائيل بشكل غير مسبوق يبدّد التفاؤل، وينمّ عن قيام إسرائيل، كما يقول مصدر أمني لبناني رسمي لـ«الشرق الأوسط»، بردود وقائية، تتوخّى منها توجيه رسالة لخصومها بأن ردّها بلا حدود، ولن يكون مقيداً بالأمكنة التي أدرجتها في بنك أهدافها، سواء أكانت في لبنان أو خارجه.

وكتبت" الديار": كشفت المعلومات ان الفريق المختص بملف لبنان في الايليزيه، درس جديا امكان قيام الرئيس ايمانويل ماكرون بزيارة الى لبنان، في رسالة واضحة «لاسرائيل»، الا انه عاد وتراجع عن الفكرة لاسباب ونصائح امنية تلقاها من اكثر من جهة، مكتفيا بايفاد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال الفرنسية، ستيفان سيغورنيه، في مسعى «لحصر» التصعيد، رغم ادراك باريس ان «الامور صارت بمطرح تاني»، وبالتالي ثمة استحالة للقيام بأي دور في الوقت الحالي، خصوصا في ظل تراجع الولايات المتحدة عن تأدية دور «الاطفائي» الجدي في هذه المرحلة، بعدما رأت ان الامور تفاقمت، رغم ان الزيارة تبقى ضرورية من الناحية المعنوية، دون ان تغير في الوقائع الميدانية، من هنا لا نتائج مرجوة من مهمة الضيف الفرنسي، سوى رسالة تضامن مع لبنان الرافض للحرب، متابعة بان سيغورنيه الذي تردد في قبول المهمة بداية، يحمل معه رسالة «شديدة اللهجة»، تتقاطع مع ما سمعه المسؤولون من الوفد البريطاني، تشدد على خطورة التدهور العسكري، بعدما باتت الامور اكبر من لبنان وساحته، من جهة، وتأكيد دعمها للشعب اللبناني بانه غير متروك.

من جانبه، أكد وزير الخارجيّة عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة "أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الامن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع".

وحذّر من "أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل". وأشاد بالاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد، معربًا عن "أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، خصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة".
كتب رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»: حان الوقت لمجموعة السبع لفرض وقف إطلاق النار في غزة. وكان وزراء خارجية «مجموعة السبع» شددوا على «ضرورة خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع ازدياد المخاوف من هجوم قد تشنه إيران وحلفاؤها على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إضافة الى قيادي كبير في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الفائت».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هجوم بريّ ضد لبنان.. هذا ما تُخطط له إسرائيل!

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، السبت، أنّ إسرائيل تستعد لمعركة مكثفة وطويلة على كافة الجبهات، بما في ذلك في الشمال مع لبنان وفي الضفّة الغربيّة.   وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" إلى أن الأمر الصعب الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي خلال هذه المعركة، هو حاجته إلى زيادة قوته البشرية إلى أقصى حد، بما في ذلك العناصر الإحتياطية.    وتقول الصحيفة أيضاً إنّ القضية الساخنة هي الحاجة المتزايدة للعمل على إعادة سكان المستوطنات الإسرائيلية المُحاذية للحدود مع لبنان إلى منازلهم، مع تقديم ضمانات تُشعرهم بالسلامة والأمن.   وكشفت "يديعوت" أن الأميركيين يتفاوضون سراً مع المسؤولين اللبنانيين بهدف التوصُّ إلى تسوية حتى قبل أن يستقرّ الوضع في غزة، وأضاف: "وفقاً لهؤلاء المسؤولين، فإنّ فُرص التوصل إلى مثل هذه التسوية، حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، ضئيلة".   كذلك، قالت "يديعوت" إنّ "حزب الله" غير مُستعد لسحب قواته وصواريخه إلى مسافة بعيدة عن الحدود، مشيراً إلى أن إسرائيل تُقدر أن اليوم الذي سيضطر فيه الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجومٍ واسع النّطاق في لبنان، جواً وبحراً وبراً، بات قريباً جداً من أجل تحقيق ما يرفضه "حزب الله" من خلال الوساطة الأميركية.   وأشارت "يديعوت" إلى أنَّ الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل المرحلة التحضيرية لحملة جوية وبرية واسعة النطاق في جنوب لبنان، موضحةً أنّ ذلك يحدث في أعقاب الهجوم الذي شنه "حزب الله" ضد إسرائيل يوم 25 آب الماضي وما رافقه من هجمات إسرائيلية ضد لبنان.    ووفقاً للصحيفة، فإن "التقديرات تشير إلى أن قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ قصيرة المدى حتى منطقة عكا، قد تضررت بشكل رئيسي"، لكنها أضافت: "لا يزال حزب الله يمتلك القدرة على الإطلاق، والآن - كجزء من الاستعدادات الإسرائيلية لحملة كبيرة في جنوب لبنان - يقوم سلاح الجو بتدمير هذه منصات الإطلاق بشكل منهجي، وفقاً لمعلومات استخباراتية أو طريقة طورها سلاح الجو لاصطياد تلك المنصات".   وتابعت: "من خلال هذا النشاط، الذي استمر بشكل مكثف في الأيام الأخيرة، يأمل الجيش الإسرائيلي في تقليل الأضرار التي ستلحق بإسرائيل خصوصاً عندما يقوم الجيش بمناورات في جنوب لبنان ويضرب أهدافاً أخرى في الأراضي اللبنانية من الجو. وفي الوقت نفسه، تم إحراز تقدم كبير في مسألة اعتراض الطائرات من دون طيار، إذ يتم إحباط تلك التي أطلقها حزب الله بنسب متزايدة".   كذلك، تلفت الصحيفة إلى أن تل أبيب قد تحتاج إلى الدور الأميركي معها، سواء في تحقيق التسوية من خلال المفاوضات الدبلوماسية أو حينما تقرر الدخول في حملة ضد لبنان يتم في نهايتها تكريس عودة سكان المستوطنات إلى منازلهم.
المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: ارتفاع فاتورة الخسائر في إسرائيل بسبب المواجهات مع لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل سلسلة الاعتداءات على الجنوب اللبناني
  • لافروف: المواجهة بين إسرائيل ولبنان وصلت إلى مستوى خطير جديد
  • إسرائيل تستفزّ حزب الله... هل تطيح بـ قواعد الاشتباك؟
  • خبير: هجوم إسرائيل على الدفاع المدني اللبناني نتج عنه وفاة 3 أشخاص
  • نتنياهو: أصدرت تعليمات للجيش بالاستعداد لتغيير الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان
  • الحرب على الأبواب.. إليكم ما قاله مصدر كبير عن الوضع بين لبنان وإسرائيل
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • حزب الله يهاجم منطقة شمال إسرائيل رداً على مجزرة فرون جنوب لبنان
  • هجوم بريّ ضد لبنان.. هذا ما تُخطط له إسرائيل!