عاشت وتعيش بريطانيا هذا الأسبوع، أزمة مظاهرات وفوضى وسرقة من أنصار اليمين المتطرّف، الذين يناهضون كل شيء يتعلق بالمهاجرين والإسلام وفلسطين، وقد تطور الأمر إلى ما يشبه ما حدث في أمريكا إبان رئاسة دونالد ترامب، عندما قام أحد أفراد الشرطة، بوضع ركبته على رقبة جورج فلويد حتى توفي، فقامت بعد هذه الحادثة مظاهرات عارمة في أمريكا، لكن أحداث الشغب في بريطانيا، مختلفة، إذ أن الشرارة التي أوقدتها، يعتمد على كذبة كبيرة.
بدأت هذه الكذبة عندما قامت امرأة تحمل اسما حقيقياً بوضع تغريدة تحتوي على معلومات لا أساس لها من الصحة في تويتر حول هوية القاتل الذي اقترف جريمة القتل المروعة لثلاثة أطفال في ساوثبورت والتي حدثت الإثنين قبل الماضي. ثم بعد ذلك انتشرت هذه الكذبة بين ملايين الأشخاص الحقيقيين والمزيّفين الذين تمتلئ بهم شبكات التواصل، إلى الدرجة التي أصبح فيها من المستحيل احتواء الخبر المزيّف رغم تأكيدات الشرطة أن الحادثة لا علاقة لها بالإرهاب. حذفت المرأة التغريدة المضلِّلة بعد ساعة، لكن الخبر قد سارت به الركبان.
الطامة الكبرى هي أن هذه المشؤومة، قد ادّعت أن القاتل مسلم، ولاجئ سياسي، ويحمل اسم “علي”، وقد جاء على ظهر قارب السنة الماضية كلاجئ سياسي. كانت هذه المعلومات المكذوبة كافية في إثارة الشارع اليميني المتطرّف ضدّ المسلمين وفلسطين والمهاجرين الملوّنين بشكل عام. كانت بداية أعمال الشغب في الهجوم على المساجد أول الأمر، ثم محاصرة فندق مخصص للمهاجرين ومحاولة حرقه، ثم أعمال تخريبية أخرى من ضمنها سرقة للمحلات والاعتداء على كل من اختلف لونه عن الأبيض.
كل هذا الصخب والفوضى بسبب تأخر الشرطة بالإفصاح عن هوية المجرم، الأمر الذي أدّى إلى استغلال هذه الفجوة في المعلومات من قبل المتطرفين الذين ينتظرون هذه الفرصة بفارغ الصبر لتنفيذ أجنداتهم العنصرية ضدّ المسلمين.
الدرس الذي تعلّمه البريطانيون وأدركوه متأخرين، هو أن التقنية سلاح ذو حدين أحدهما له عواقب وخيمة، لأن الكذبة عندما تنتشر عبر شبكات التواصل مثل تويتر وتيليغرام وانستغرام وفيسبوك وتيك توك، فإنها تأتي بمثل هذه الفوضى وأعمال الشغب، ويصبح من الصعوبة السيطرة على الموقف. لم تفلح محاولة إمام المسجد في ساوثبورت إقناع هؤلاء العنصريين الذين حاصروا المسجد بأن القاتل ليس له علاقة بالإسلام، لأن هؤلاء لا تهمهم الحقيقة؛ بل إنهم كانوا ينتظرون هذا الفراغ المعلوماتي واستغلال ذلك في تنظيم المظاهرات عبر شبكات التواصل، لتنفيذ أجنداتهم المتطرفة والتي تضم قائمة طويلة من المطالبات العنصرية على قمتها الهجوم على الإسلام والمسلمين.
ليفهم الناس حقيقة هذا الاتجاه الغربي المتمثل في التيار اليميني الأبيض المتطرف ضدّنا كمسلمين، والذي فضحته هذه الكذبة الرقمية التي جاءت عبر تغريدة استمرت زهاء ساعة واحدة فقط ، قبل أن تتحوّل إلى عداء عنصري قاده يمينيون متطرفون من أمثال ستيفن ياكسلي لينون، الذي يستخدم الاسم الوهمي تومي روبنسون، عبر تويتر وتيليغرام، وهو يقضي إجازته في فندق فاخر كمهاجر في قبرص.
khaledalawadh @
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إعصار القنبلة يضرب واشنطن.. مشاهد مروعة ودمار يعصف بالساحل الأمريكي
بينما كانت ولاية واشنطن تستعد لاستقبال شتاء قاسٍ، جاء إعصار القنبلة القاتل ليضرب بكل قوته، مخلفًا وراءه مشاهد مروعة من الدمار والفقدان. رياح عاتية وأمطار غزيرة قلبت الحياة رأسًا على عقب، فأزهقت أرواحًا ودمرت منازل، وتركت السكان في مواجهة كارثة إنسانية لا تُنسى.
مشاهد من إعصار القنبلةضرب الإعصار القنبلي القاتل، واشنطن بسرعة رياح بلغت 74 ميلًا في الساعة، ما أدى إلى حدوث كارثة كبيرة، من أبرزها سقوط أشجار عملاقة على المنازل والسيارات، ما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير منازل بأكملها، وسط حالة من الحزن، وفق ما نشرته صحيفة «أسوشيتد برس».
محاولات كثيرة من رجال الإنقاذ، لإخراج الأشخاص من المنازل المدمرة، نتيجة ضرب الإعصار القنبلي القاتل ولاية واشنطن، لقد عمل الطاقم بلا كلل لإزالة الحطام من الطرق، كما أنهم هرولوا نحو شاحنة صغيرة حمراء محطمة تحت كومة من الأشجار والفروع، للاطمئنان إذا لم يكن بها أحد، خاصة أنها بدت وكأنّها كومة من الخردة المعدنية، إذ تضرر صندوق السيارة بالكامل ومعظم المقصورة بشكل كبير.
تحذيرات قوية من الطقس الشتويهناك العديد من التحذيرات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في معظم الولايات الأمريكية، من الطقس الشتوي، لذلك عليهم مراقبة الرياح العاتية ومراقبة الفيضانات، كما صدرت بعض الإشعارات قبل أن يتشكل نهر جوي من الفئة الخامسة، والذي غذته عاصفة الإعصار القنبلة، وتوجهه نحو الساحل الغربي.
يذكر أنّ الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، استعد خلال الأيام الماضية إلى استقبال «إعصار القنبلة» الذي يتوقّع أن يجلب معه رياحًا قوية وأمطارًا غزيرة بدءًا من يوم الثلاثاء حتى يوم الخميس، إذ يُشير خبراء الأرصاد الجوية، إلى أنّ نظام العاصفة سيشهد انخفاضًا كبيرًا في الضغط الجوي، خلال الـ48 ساعة المقبلة، بسبب نظام الضغط المنخفض المتجه إلى شمال كاليفورنيا وأوريجون.