صحيفة البلاد:
2024-09-09@21:58:19 GMT

لسان البلاد

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

لسان البلاد

فيما كنت أطالع الكتاب الجديد الذي أصدره الأستاذ محمد عمر العامودي، ويضم مقالاته الأسبوعية تحت عنوان: “حديث الأربعاء، استرعى انتباهي ما ذكره المؤلف من أن وزير التعليم العالي اتصل به استجابة لمقاله في حدود عام 1415ه، حول إعادة النظر في سن التقاعد لأستاذ الجامعة.

لقد انتهى وانقضى عهد كانت فيه الصحافة مرآة المجتمع، إذ كانت الصحافة لسان الناس، بل كانت منذ عهد أحمد شوقي المتوفي عام 1932م بحسب وصفه لها:
لكل زمان مضى آيـة وآية هذا الزمان الصحفْ
لسان البلاد ونبض العباد وكهف الحقوق وحرب الجنف

وقد اشتكى لي ذات عام، حينما كنت في مركز معلومات مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، الدكتور الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان، من أن محتويات الصحف أصبحت لا شيء، فقلت له: يا شيخي العزيز توجد في الجريدة ما بين 20 إلى 30 صفحة يومياً، فلو افترضنا أنها فارغة، ففيها على الأقل صفحة واحدة تستحق المطالعة، بل ربما عمود من أعمدة الرأي يستاهل الريالين المدفوعيْن لشرائها، وقد صادق على كلامي، فلا أدري أهي مجاملة لعدم الخوض في جدل، أم أنه -رحمه الله-، اقتنع.

لكن القراء للصحف، تناقصوا منذ العام 1415ه، الذي نشر فيه مقال الأستاذ العامودي، وهذه الظاهرة شملت الصحف في العالم كله. وأذكر أن الكاتبة المصرية سناء البيسي قالت في أحد مقالاتها في الأهرام، إن الصحيفة لم تعد قادرة على توفير رواتب العاملين فيها. وقال رئيس مجلس إدارة الأهرام الأستاذ عبد المحسن سلامة في مقال منذ بضع سنوات، إن الأهرام تباع بجنيهين ولكي تغطي التكاليف فينبغي أن يرتفع سعر النسخة الواحدة إلى 10 جنيهات.

ونتيجة لهذا التناقص، بلغ الرجيع من الصحف أكثر من 90%. ورأت المكتبات والبقالات التي كانت تبيع الصحف، عدم جدوى الجهد اليومي لاستلام الصحف في الصباح وإرجاعها في المساء مع ما يلزم لذلك من تسلم واستلام وعد المبيعات وتسليم القيمة. فلم تعد هناك أي قيمة، وذلك أدى إلى تسكير نظام توزيع الصحف، ففي جدة كان اسطول التوزيع أكثر من 100 حافلة صغيرة تتحرك في الأحياء الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية من حدود شرم أبحر إلى الخمرة بل وإلى مكة المكرمة والليث ورابغ، وأصبح الجمر رماداً ، وتوقفت أيضا الإعلانات الصحفية، ومنها إعلانات شركة أرامكو التوعوية، وتراكمت الخسائر داخل المؤسسات الصحفية، ولم تعد الصحف آية هذا الزمان كما قال أمير الشعراء، وحل التغريد على منصة تويتر محل الصحافة.

وإن المرء ليعجب كيف أن الصحافة رغم كوادرها العالية التأهيل، لجأت إلى بيع ما تاجرت فيه من عقارات قبل 30 سنة، وهو حل جزئي ومؤقت، ولم تعد الصحافة مرآة المجتمع، وارتاح كثير من المسؤولين من النقد، فهل من حل لا يجوع فيه الذئب ولا تفنى الغنم؟

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الصحافة الورقية إلى أين؟ ندوة تثقيفية بنادي اليخت المصري بالاسكندرية

نظمت اللجنة الثقافية التابعة لنادي اليخت المصري بالاسكندرية، مساء اليوم الاثنين، ندوة بعنوان "الصحافة الورقية إلى أين؟" قدمها النائب المهندس طارق السيد عضو مجلس النواب والكتاب الصحفي طارق إسماعيل، أدار اللقاء أحمد بسيوني.

جاء ذلك بحضور القنصل ماريو دي بسكولي، قنصل عام إيطاليا بالإسكندرية، وشوكت سعد وكيل نقابة الصحفيين، واللواء محمد نور الدين أحد أبطال معركة كبريت وأحد أفراد الكتيبة 603 ولفيف من الشخصيات العامة والصحفيين والإعلاميين والمثقفين.

قال النائب المهندس طارق السيد عضو مجلس النواب خلال كلمته: إن صناعة الصحافة تشهد تحولات جذرية غير مسبوقة، مدفوعة بالثورة الرقمية وتطور التقنيات الحديثة، أبرزها الذكاء الاصطناعي، وهذه التحولات تطرح تحديات كبيرة على الصحافة الورقية التقليدية، وتدفعها إلى إعادة تقييم دورها ووظائفها، والبحث عن آليات جديدة للتكيف والبقاء.

وأضافت أن العوامل المؤثرة على الصحافة الورقية من حيث تغير سلوك القارئ يفضل القراء حاليًا الحصول على الأخبار بشكل فوري وعلى مدار الساعة، مما يجعل سرعة نشر الأخبار عبر المنصات الرقمية ميزة تنافسية كبيرة، لافتًا أن المنصات الرقمية تتيح تقديم محتوى مخصص لكل قارئ بناءً على اهتماماته وتفضيلاته، وهو ما يصعب تحقيقه في الصحف الورقية و تحول المعلنون بشكل متزايد نحو المنصات الرقمية، مما يؤثر سلبًا على إيرادات الصحف الورقية المعتمدة بشكل كبير على الإعلانات المطبوعة.

وأشار إلى أن تكاليف طباعة وتوزيع الصحف الورقية مرتفعة، مما يزيد من الضغوط المالية على الناشرين حيث يوجد 7 مؤسسات صحفية تنتج صحف ورقية لافتًا أن الذكاء الاصطناعي يهدد ببعض وظائف الصحفيين التقليدية، مثل كتابة التقارير الإخبارية الروتينية، ولكنه يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة المحتوى وتسريع عملية الإنتاج.

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي طارق إسماعيل خلال كلمته أن الصحافة الورقية تواجه تحديات كبيرة في ظل التطور التكنولوجي، ولكنها تمتلك أيضًا فرصًا هائلة للتطور والابتكار، من خلال تبني استراتيجيات جديدة و التركيز على تقديم قيمة مضافة للقراء، يمكن للصحف الورقية أن تستمر في الازدهار في العصر الرقمي.

وأكد أنه على الرغم من هذه التحديات، لا يزال هناك مستقبل للصحيفة الورقية. فالكثير من القراء يفضلون قراءة الصحيفة الورقية للاستمتاع بتجربة القراءة المميزة، وللحصول على تحليلات عميقة لا يمكن الحصول عليها من خلال وسائل الإعلام الرقمية. كما أن الصحيفة الورقية تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي حيث هي أكثر من مجرد وسيلة لنقل الأخبار، فهي شريك في حياتنا اليومية، تساعدنا على فهم العالم من حولنا، وتشكل وجهات نظرنا.

وأضاف أن الصحيفة الورقية تتيح للمقالين والكتاب مساحة واسعة لتقديم تحليلات معمقة وشاملة للقضايا المعقدة فهي تشجع القارئ على التفكير النقدي والتدقيق في المعلومات، بعيدًا عن الإغراءات السطحية للإعلام الرقمي ولطالما ارتبطت الصحيفة الورقية بالمصداقية والموضوعية، حيث تخضع جميع المقالات والتقارير لعمليات تدقيق صارمة قبل النشر.

وأكد أنه لا بد أن نستعيد الصحافة الورقية الي رونقها علي ما هي كانت عليه في الماضي، حيث تمنح الصحيفة ثقة كبيرة لدى القراء، ويجعلها مرجعًا موثوقًا به وتتميز قراءة الصحيفة الورقية بتجربة حسية فريدة لافتا أن عند قراءة الصحيفة الورقية تشعر و كأنك تحمل جزءًا من التاريخ بين يديك، و تستمتع بتصفح الصفحات وتسليط الضوء على الكلمات و العبارات التي تلفت انتباهك، هذه التجربة تمنح القراءة عمقًا خاصًا، وتساعد على الاستيعاب والتذكر بشكل أفضل.

واختتم حديثه أن الصحافة الورقية هي أمن قومي على رغم من أنها تواجه تحديات كبيرة، ولكنها ليست محكوم عليها بالزوال فبفضل قدرتها على تقديم محتوى عالي الجودة وبناء مجتمعات قارئة، يمكن للصحافة الورقية أن تستمر في الوجود وتلعب دورًا هامًا في تشكيل الرأي العام ونشر المعرفة.

مقالات مشابهة

  • الصحافة الورقية إلى أين؟ ندوة تثقيفية بنادي اليخت المصري بالاسكندرية
  • تحضير طاجن لسان عصفور بخطوات بسيطة ولذيذة
  • عناوين الصحف الفلسطينية اليوم - 9 سبتمبر 2024
  • وزير الأوقاف خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف: الاصطفاف خلف فضيلة شيخ الأزهر هو المبدأ والمنطلق لنا
  • جدل الصحف الورقية… والافتراضية
  • إدريس وهيكل.. عبقري يصف عبقريًا
  • أسباب الحريق الهائل في ناقلة نفط كانت في طريقها إلى عدن
  • تتوج الأهرام للمشروبات عملها في السوق المصري لأكثر من 120 عام من خلال استثمار30 مليون يورو إضافية والإنتقال الى مقر رئيسي جديد
  • الأهرام: مشاركة مصر في المنتدى الصيني ــ الإفريقي تشير إلى انفتاحها تجاه الشرق
  • تعليم المنشأه الأول على سوهاج بمسابقة الكاريكاتير الصحفي