يضربون الدفوف لاحتراف سعود عبدالحميد
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
لو تتبعنا مسيرة احتراف اللاعب السعودي في الخارج؛ لوجدنا أن الجميع لم يحقق الهدف المنشود من تلك التجربة، رغم أن هناك أسماء لامعة دلفت لهذا المجال، وكنا ننظر لها بعين العافية، على سبيل المثال (سالم الدوسري، حسين عبدالغني، فهد المولد، يحيي الشهري، عبدالله الحافظ، عبدالله عطيف، فؤاد أنور، مهند مجرشي، سامي الجابر) وغيرهم،
وتفاوت حضورهم الأدائي غير أنها لم تصل لدرجة مقنعة لأنهم حملوا الرغبة ونسوا أساس الاحتراف، الذي يحتاج للبناء من الصغر في التركيبة الجسمانية والبدنية والفنية، ولاشك أن حضور اللاعب الأجنبي عالي الجودة خلال الموسم الماضي اِنْعَكَسَ بشكل إيجابي على العنصر المحلي؛ لأن هناك معادلة كروية مفادها كلما اِرْتَفَعَ عطاء اللاعب الأجنبي كان من شأن ذلك تصاعد قرينه المحلي، وهذا ما لمسناه في الأداء الذي يجسده اللاعب سعود عبدالحميد، الذي بات واحدًا من أفضل اللاعبين المحليين وتحديداً الموسم الفارط، ويبقى السؤال هل ينجح الفتى الأسمر في تجسيد ذات العطاء خلال مشاركته بالدوري الإنجليزي الذي يقوده عينة مختلفة من اللاعبين المتميزين؛ نظراً لجودة العطاء والعناصر، وأشك أن يقدم الصورة المأمولة لأن المنافسين هناك يختلفون جملةً وتفصيلاً، ويقيني أن سعود لن يكون أوفر حظ من العناصر السابقة، الأمر الأخر العطاء الكبير الذي قدمه في المنافسات الماضية ساعده في ذلك؛ كونه يلعب وسط مجموعة متناغمة وإمكاناتها عالية منحته النجومية، والأكيد لو لعب لفريق آخر لن يعطي بذاك السخاء الذي جسده في الفرقةالزرقاء ،واذا ما أراد اللاعب الاحتراف الخارجي يتعين عليه أن يبدأ من مرحلة الفئات السنية لكي يتشكل بالصورة المطلوبة ويصبح لاعبا متمكنا في جميع المواصفات، ومن يُغني على احتراف عبدالحميد هدفه أن يغادر الصفوف الزرقاء بعيداً عن الاعتبارات الأخرى، صحيح سعود لاعب كبير، ولكن هذا لا يعني أنه سيترك فراغا عند رحيله في قالب الفرقة الزرقاء، فهناك عناصر قادرة على تحقيق ذات العطاء الذي جسده وسد مكانه، كالشهراني لو لعب بالجهة اليمني والبريك والأخير يملك من الخبرات ما يؤهله لقيادة هذا الموقع بكل ثقة، واذا كان هناك تخطيط للنهوض باللاعب المحلي لنقله لسلك الاحتراف الخارجي؛ فلابد من صناعته منذ الصغر ونجزم أن الاحتراف مهم في العملية التنظيمية بين أشكال الاحتراف الرياضي، ويساهم في توسع اللعبة ورفع مستوى الأداء، لكن ذلك مشروط، فليس كل لاعب نجح في دوري بلاده قادر على تحقيق ذلك عندما يرتدي زي الاحتراف الخارجي، وهنا لست بصدد تثبيط اللاعب سعود عبدالحميد؛ لأن نجاحه ارتقاء للكرة السعودية، ولكن أنشد أن يستفيد من تجارب العناصر السابقة التي لم تحقق مؤشرا عاليا من النجاح، ومادام أننا جلبنا أفضل اللاعبين المحترفين في الدوري يفترض أن يكون ذلك نموذجا لمن لديه توجه للعب خارجياً، وربما أن أجمل ما لمسناه خلال الفترة الماضية انفجار رغبات الكثير من الإعلاميين المناوئين للهلال، وتحفزهم لمغادرة الكابتن سعود الصفوف الزرقاء للاحتراف خارجياً، ومبررهم المهم أن يحترف ويترك الهلال بعيداً عن توضيح أدق التفاصيل، التي نحتاجها بهذا الصدد، والسؤال الأهم هل هناك طلب رسمي وصل لنادي الهلال او سعود عبدالحميد للاحتراف الخارجي، أم أنها مزايدات، كل شيء وارد في عالم الاحتراف.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان سعود عبدالحمید
إقرأ أيضاً:
ثمار الشهادة في سبيل الله
الثورة /متابعات
الشهادة كقيمة أخلاقية وإنسانية
الشهادة هي في جوهرها قيمة أخلاقية وإنسانية عظيمة، تمثل أسمى درجات الإيمان والشجاعة في سبيل الله. هذه القيمة تعبر عن استعداد المؤمن للتضحية بنفسه من أجل قضية عادلة، وتجعل الشهداء مثالًا يُحتذى به في قمة الأخلاق والتفاني. ومن خلال الشهادة، يضع الشهيد نفسه في أعلى مراتب العطاء، فالشهادة لا تُعطي فقط للمؤمن حياة خالدة، بل تجعل من تضحياته إرثًا خالدًا يساهم في بناء مجتمع قوي قائم على القيم الإيمانية والإنسانية.
التصدي للعدو وحماية الأمة.. يأتي على يد الشهداء وتضحياتهم
الشهادة في سبيل الله تمثل الدرع الذي يحمي الأمة ويعزز مكانتها أمام أعدائها. المؤمنون الذين يضحون بأنفسهم من أجل حماية أمتهم وتحريرها من الظلم ينالون بذلك أعلى درجات الإخلاص والتضحية. وقد ورد في القرآن الكريم تشجيع على مقاومة الأعداء والوقوف ضد الظلم، كما في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” فالآية تحث المؤمنين على الثبات وتذكر الله في مواجهة العدو، مما يعكس عظمة الصمود والشجاعة في سبيل الله.
اليوم المعركة هي معركة الأمة كلُّ الأمة، والاستهداف ليس جديدًا في واقع هذه الأمة؛ وإنما هو وفق مراحل مستمرة، ونحن في مرحلة مهمة وحساسة، ووجدنا أن ثمرة مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق المفهوم الصحيح، التقديم الصحيح، أثمر نصرًا في واقع هذه الأمة، وأصبحت نماذجه قائمة في الساحة وحاضرة في الساحة بكل نجاحٍ ملموسٍ وواضح. التجربة في فلسطين تجربة الجهاد والاستشهاد أثمرت نصرًا، حريةً، عزةً، كرامةً، ما نراه في قطاع غزة هو نموذج حي، يشهد لصحة وإيجابية وأهمية وضرورة هذا المفهوم، عندما يقدَّم بشكل صحيح كيف يصنع في واقع الأمة متغيرات مهمة وإيجابية، يصنع الحرية بإرادة الله “سبحانه وتعالى”، والكرامة والعزة والاستقلال، يصنع النصر.
عندما نجد النموذج في لبنان أمامنا متجسدًا ومنذ سنوات عديدة، منذ بداية انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان، ثم ما صنعته من انتصارات كبيرة في عام 2000م وفي عام 2006م، وما منَّ الله به -أيضًا- من انتصارات لاحقة في لبنان وسوريا وغيرها، وكذلك ما تقدمه المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم من ثبات وتضحيات عظيمة رغم استشهاد قادتها و في المقدمة أمين الأمة وشهيدها السيد حسن نصر الله وكذلك الثبات الأسطوري للمقاومة الفلسطينية رغم همجية العدو وحجم التضحيات و الدمار في قطاع غزة ما تزال ثابته منذ أكثر من عام, كما نجد ما قبل ذلك نموذجًا عظيمًا وكبيرًا متمثلًا بالثورة الإسلامية في إيران، حررت إيران الإسلام من هيمنة أمريكا، ومن نفوذ إسرائيل، ومن الأداة التي كان يعتمد عليها الأمريكيون والإسرائيليون في السيطرة على الشعب الإيراني المسلم، متمثلةً بالنظام الملكي و(الشاه) آنذاك، ثم فتحت المجال أمام الجمهورية الإسلامية لتكون نموذجًا ورائدًا كبيرًا في الساحة الإسلامية، في الحرية والاستقلال، والتصدي للهيمنة الأمريكية، والتصدي للعدو الإسرائيلي.
النموذج القائم في سوريا والعراق، والنموذج القائم والمتجسد في التضحيات الكبيرة وفي العزم الذي لا يلين الذي يقدمه شعب البحرين، نماذج تاريخية كثيرة في مختلف الأقطار العربية والإسلامية، وفي مختلف المراحل لأمتنا.
إن كل ذكرى من العزة، وإن كل ذكرى للنصر هي مرتبطة بهذا المفهوم العظيم، وهذا كافٍ في أن ندرك مدى أهميته، ومدى قيمته، ومدى ما يترتب عليه في واقع هذه الحياة الدنيا والآخرة.
واجب الأمة تعزيز روح التضحية بين الأجيال
واجب الأمة تجاه شهدائها لا يتوقف عند إحياء ذكراهم، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز روح التضحية في نفوس الأجيال المقبلة، يجب أن يُزرع في نفوس الشباب حب التضحية لأجل الله واستعدادهم لبذل أرواحهم في سبيل القيم والمبادئ النبيلة. فالحفاظ على إرث الشهداء يتمثل في إحياء هذا العطاء الخالد في قلوب المسلمين، ليصبحوا على أتم الاستعداد للذود عن حياض الأمة وقيمها.
ويأتي ذلك في إطار قوله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ” (الأنفال: 60)، فالآية تحث المسلمين على الاستعداد الدائم وتربية النفوس على الجهاد والصبر.
الاعتناء بأسر الشهداء
تقتضي مسؤولية الأمة نحو الشهداء الاعتناء بأسرهم، ومواساتهم والوقوف إلى جانبهم، لأنهم فقدوا أحب الناس إليهم من أجل رفعة الأمة، وهذا الوفاء لا يقل أهمية عن التضحية ذاتها، إذ يجسد تقدير المجتمع لذوي الشهداء ولتضحياتهم. ينبغي أن يكون لكل أسرة شهيد مكانة خاصة في المجتمع، وأن يكون هناك نظام كامل من الدعم والرعاية لهم، تعبيرًا عن تقدير الأمة لعطاء ذويهم وتكريمًا لما قدموه في سبيل الله.
ختامًا، يتبين لنا أن الشهادة ليست مجرد تضحيات عابرة، بل هي قمة العطاء في سبيل الله، هذا العطاء الخالد يزرع في الأمة الثبات، والعزيمة، والقوة لمواجهة كل الصعاب، ويحصنها من هيمنة الأعداء، من الطواغيت والمنافقين، كما أن عطاء الشهداء يخلق إرثًا من الإيمان والشجاعة يحافظ على بقاء الأمة، ويدفع بها نحو النصر.
أن واجبنا تجاه الشهداء في إحياء ذكراهم، وتعزيز روح التضحية في نفوس الأجيال، وتكريم أسرهم تقديرًا لما قدموه.
في كل شهادة نبض جديد لقلب الأمة، وفي كل تضحية تفتح أبواب العزة والكرامة، تحقيقًا لوعود الله لعباده المؤمنين بالنصر والثبات.