بعد مرور أكثر من 10 أشهر على الحرب الدائرة في غزة، تتسلل روسيا إلى المشهد العسكري في المنطقة، بعد أن حضرت سياسياً في موقف مناقض للموقف الأمريكي عبر رفضها لاستمرار الحرب ولمخططات "إسرائيل" في الأراضي المحتلة.

مؤخراً تزايدت الأنباء عن تقديم روسيا دعماً عسكرياً للحوثيين في اليمن، الذين انخرطوا في الصراع منذ بدايته، رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.

مصادر ومسؤولون أمريكيون قالوا إن السعودية والولايات المتحدة نجحتا في ثني روسيا عن تزويد الحوثيين بشحنة من الصواريخ والمعدات العسكرية أواخر يوليو الماضي، فما هي دوافع روسيا في مثل هذه الخطوة؟ وما تأثير ذلك على المشهد العسكري والأمني في المنطقة؟

تسليح الحوثيين

وبالنظر لطبيعة السجال بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ليس غريباً أن تفكر أو تتجه روسيا لدعم الحوثيين عسكرياً، نظراً للأهمية الاستراتيجية لليمن على طريق التجارة العالمي وتأثير عملياتهم على الوجود الأمريكي في المنطقة.

و(السبت الماضي 3 أغسطس) نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة قولها إن "روسيا كانت تستعد لتسليم صواريخ ومعدات عسكرية للحوثيين أواخر يوليو الماضي، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة بناء على ضغوطات وجهود سعودية وأمريكية".

وبحسب المصادر فإن "السعوديين فور أن علموا بخطط روسيا لتسليح الحوثيين حذروا موسكو من تسليح أحد أكبر خصومهم"، في حين قال مصدران إن "واشنطن طلبت بشكل منفصل من السعوديين، المساعدة في إقناع موسكو بعدم إرسال الشحنة".

وحتى اللحظة لم يتأكَّد تسلّم الحوثيين أسلحة أو معدات روسية، لكن شبكة "سي إن إن" أشارت إلى أن "روسيا نشرت أفراداً عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين أواخر يوليو الماضي".

كما نقلت الشبكة عن المصادر قولها إن "المسؤولين الأمريكيين شاهدوا سفناً روسية كبيرة تتوقف بشكل غير عادي في جنوب البحر الأحمر، ونزل منها أفراد روس، واستقبلهم عناصر من الحوثيين في قارب ونقلوهم إلى اليمن".

وسبق أن حذرت وكالات المخابرات الأمريكية، في يوليو الماضي، من احتمال تسليح روسيا للحوثيين في اليمن بصواريخ متقدمة مضادة للسفن، رداً على دعم إدارة الرئيس جو بايدن للضربات الأوكرانية داخل روسيا بأسلحة أمريكية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها إن "البيت الأبيض أطلق حملة سرية لمحاولة منع موسكو من تسليم الصواريخ للحوثيين الذين ينفذون هجمات ضد السفن في البحر الأحمر".

كما أوضح مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن "الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة الأمريكية لمنع نقل موسكو الصواريخ إلى اليمن تتمثل في استخدام دولة ثالثة لمحاولة إقناع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعدم الانضمام إلى إيران في توفير الأسلحة للحوثيين".

دوافع روسيا

ويبدو أن روسيا وجدت أخيراً طريقة للرد على الدعم الغربي والأمريكي لأوكرانيا، خصوصاً بعد منح واشنطن كييف إذناً باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن "الروس نظروا إلى تسليح الحوثيين، وتقديم المشورة للحوثيين، وسيلة للانتقام من إدارة بايدن، لقرارها بالسماح لأوكرانيا بضرب داخل الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة الأمريكية".

وبحسب الشبكة فإنه "من غير الواضح لمجتمع الاستخبارات الأمريكي ما إذا كان التحذير السعودي هو ما دفع روسيا للتخلي عن خطتها لتسليح الحوثيين، أم أنه كان واحداً من العوامل التي أدت لتراجع الرئيس بوتين وتغيير رأيه".

وفي مطلع يونيو الماضي تحدث بوتين عن احتمالية تزويد أطراف تناصب الولايات المتحدة العداء بالأسلحة، رداً على الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وقال بوتين، في لقاء مع الصحفيين في بطرسبورغ على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي: "نفكر في موضوع أنه إذا كان هناك من يرى أن من الممكن توريد الأسلحة إلى منطقة العمليات القتالية لتوجيه ضربات إلى أراضينا وخلق مشاكل لنا، فلماذا لا يحق لنا أن نورد الأسلحة من الصنف ذاته إلى تلك المناطق، حيث ستوجه ضربات إلى المواقع الحساسة لتلك الدول التي تقوم بمثل هذه الخطوات تجاه روسيا؟".

التعامل بالمثل

ويبدو أن روسيا تحاول أن تكسب بعض الأصدقاء في المنطقة، سواء كانوا دولاً أو جماعات، من باب "التعامل بالمثل"، وفقاً للخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء ركن محمد الصمادي، موضحاً في تصريح صحفي نقله موقع"الخليج أونلاين":

من المنطقي أن تقوم روسيا بدعم جماعات أو دول، عسكرياً واقتصادياً، لمجابهة الدعم الأمريكي اللامنقطع والكبير لأوكرانيا في الحرب الروسية.

 

الرد على الدعم الأمريكي لأوكرانيا هو أهم الدوافع لروسيا في دعمها للحوثيين عسكرياً.

 

الحوثيون قاموا منذ نهاية العام الماضي بإعاقة الملاحة عبر البحر الأحمر، وقد نجحوا في ذلك من خلال استهداف السفن الإسرائيلية، وانتقلوا لاستهداف القطع البحرية البريطانية والأمريكية.

 

الولايات المتحدة منذ ذلك الحين تحاول أن تقيد القدرات اليمنية العسكرية، من خلال استهداف اليمن وقصف ميناء الحديدة، وتدمير الطائرات المسيرة ومنصات إطلاق الصواريخ والرادارات.

 

اليمن بحاجة لمنظومات دفاع جوي ورادارات وصواريخ قادرة على ضرب القطع البحرية، وهذا من شأنه أن يشكل خطورة كبيرة جداً على القطع البحرية البريطانية والأمريكية التي تعبر البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب.

 

استعانة الولايات المتحدة بالسعودية يهدف إلى الضغط على روسيا، لوقف تصدير الأسلحة للحوثيين واستخدام نفوذها لإجبار موسكو على ذلك، التي لا تريد أن تضحي أيضاً بالعلاقات مع المملكة.

 

الولايات المتحدة قد تدفع السعودية لإغراق الأسواق بالنفط، وهذا سيؤدي إلى إلحاق أضرار بالغة بالاقتصاد الروسي الذي يعاني من ضغوط كبيرة من جراء الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية.

 

بالرغم من تجميد إرسال شحنة الأسلحة الروسية إلى الحوثيين، فإن هذا لا يمنع إعادة إرسالها مجدداً.

 

الرياض تسعى لعدم وصول أي أسلحة نوعية من روسيا للحوثيين، كـ"صواريخ كروز" أو الصواريخ فرط صوتية أو تلك المضادة للسفن، خشية أن تستخدم مستقبلاً لاستهداف مصالحها.

 

الأسلحة الروسية سيكون لها تأثير كبير جداً حيث تمتلك قدرات تفجيرية عالية، ودقة إصابة، وتستطيع أن تتعامل مع القطع البحرية، وقد تكون قادرة على مقاومة الحرب الإلكترونية والتشويش.

 

روسيا نشرت خبراء في اليمن لمساعدة الحوثيين منذ عدة أشهر، وعلى الرغم من موافقتها على القرارات الأممية التي تستهدفهم فإنها لا تزال تقيم علاقات معهم.

 

حتى ولو لم تصل الأسلحة الروسية للحوثيين فإن لديهم عدة صواريخ، بعضها يصل مداه إلى قرابة 2000 كم، وقادرة على ضرب تل أبيب وحيفا، إضافة إلى صواريخ بمديات مختلفة، وطائرات مسيرة، وزوارق مسيرة انتحارية.

 

لدى الحوثيين أيضاً قدرات تقنية روسية وأخرى كورية أو إيرانية، وهم حالياً يقومون بعملية التصنيع والتطوير داخل الأراضي اليمنية، ومن الصعوبة جداً القضاء على هذه القدرات من قبل الولايات المتحدة، وبريطانيا.

 

إيقاف صفقة الأسلحة الروسية قد تؤثر على قدرات الحوثيين، لكن ما لديهم من أسلحة ودعم إيراني كفيل أن يجعلهم قادرين على الاستمرار في إعاقة الملاحة في البحر الأحمر.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

مجلة دولية: مليشيا الحوثي تشبه حركة طالبان والمجتمع الدولي يدعم لسنوات تقسيم اليمن

أكدت مجلة "السياسة والمجتمع الدولي" الألمانية، في تقرير لها، أن أساليب مليشيا الحوثي تشبه إلى حد كبير حركة طالبان، في حين لا يزال الغرب والمجتمع الدولي يسمح لها بمواصلة تحديد قواعد اللعبة ودعمه لسنوات بشكل غير مباشر لتقسيم اليمن، من خلال سياسة الاسترضاء للحوثيين وفصل شبكات الاتصالات، وتقسيم المكاتب الحكومية إلى شمال وجنوب، وتقسيم أنظمة الضمان الاجتماعي، والتخلي عن النظام المصرفي والنقدي الموحد للبلاد.

وقالت المجلة الدولية في تقريرها، إن "أساليب الحوثيين تشبه إلى حد كبير، تلك التي تتبعها طالبان، لكن الغرب لا يزال يسمح لهم بمواصلة تحديد قواعد اللعبة".

وأوضحت أن الحوثيين "يحتجزون حالياً نحو 60 موظفاً من المنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة - أو بالأحرى تم اختطافهم. وأما مكان وجودهم فغير معروف، ولا يُسمح لهم بالاتصال بالمحامين أو الحصول على الأدوية، وهم في معزل عن العالم الخارجي، كما يؤكد الخبراء".

وذكرت المجلة في تقريرها الذي ترجمته إلى العربية وكالة خبر، أن "من بين المختطفين موظفين من الأمم المتحدة والسفارات والوكالات الإنسانية الذين يعملون منذ سنوات من أجل تحسين إمدادات المياه والحكم اللامركزي ومشاريع الطاقة في اليمن".

واستغربت المجلة من إجراءات الاعتقالات الحوثية التي طالت موظفين أمميين، ومضايقة ومصادرة ممتلكات معارضيها، وفرضها نظاما "إرهابيا" يعيد إلى الأذهان نظام حركة طالبان في أفغانستان.

تقول المجلة في تقريرها: "ورغم أنه ليس من غير المألوف أن يتعرض موظفون دوليون للاعتقال والمضايقة في بعض الأحيان في أجزاء أخرى من العالم، فإن موجة الاختطاف التي تشنها مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء منذ مايو لم يسبق لها مثيل".

ويتطرق التقرير في إلى اتساع دائرة الإجراءات القمعية بـ"تعمد الحوثيين لسنوات طويلة تغيير قواعد اللعبة عندما يتعلق الأمر بالسلوك الذي يتماشى مع الساحة الدولية. فهم يصعدون ويستفزون ويهاجمون"، مشيراً إلى أن "كل هذا يتم وفقا لخطة مدروسة. مرت عشر سنوات الآن منذ أن احتل الحوثيون صنعاء لأول مرة".

وفي توضيح أكثر يضيف: "وبدأت المضايقات ومصادرة الممتلكات واعتقال المعارضين السياسيين وإقامة نظام إرهابي حقيقي ضد سكان البلاد"، مؤكداً أن "بعض الأشياء تذكرنا بحركة طالبان".

وأشار إلى أنه "منذ ذلك الحين تم التراجع بشكل منظم عن الإنجازات السابقة مثل البرلمان الفعال وحرية الصحافة أو الالتحاق بالمدارس الشاملة، مع إلقاء اللوم في الغالب على المعارضين الخارجيين المزعومين".

وذكر التقرير أنه منذ احتلال مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً "لأجزاء من البلاد همش الحوثيون الإنجازات السابقة مثل البرلمان العامل، وحرية الصحافة، والالتحاق بالمدرسة، وألقي اللوم بشكل كبير على خصوم خارجيين مزعومين".

وأشار إلى أنه "بدلاً من تركيزهم على التنمية الاقتصادية لبلد في حالة خراب، فرض الحوثيون ضرائب حرب جديدة، ويواجه أولئك الذين لا يدفعونها السجن".

وفي الوقت نفسه، ينتظر الموظفون العموميون في الأراضي التي يحتلها الحوثيون رواتبهم منذ سنوات. ويتعرض شمال غرب اليمن لإفقار منهجي، ويقدر الخبراء الآن أن حوالي 90 في المائة من الناس هناك يعيشون في فقر. وهو رقم قياسي عالمي وفقاً للتقرير.

طرق التصعيد

المجلة تطرقت في تقريرها أيضاً إلى تعطيل المليشيا الحوثية لحركة الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي، وتهديدها المستمر، في ظل العمليات العسكرية التي تنفذها إيران عبر ما تسميه "محور المقاومة".

ذكر التقرير أنه "كجزء من ما يسمى محور المقاومة، عمد الحوثيون إلى تعطيل الشحن في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023. وفي هذا الأسبوع فقط هاجموا ناقلة النفط اليونانية "سونيون"، موضحاً أن هناك "ما لا يقل عن 30 سفينة تضررت بسبب هجمات الطائرات بدون طيار، مما تسبب في غرق اثنتين منها".

بالإضافة إلى ذلك "استولى الحوثيون على ناقلة السيارات "جالاكسي ليدر" وهي الآن في ميناء الحديدة ويمكن زيارتها مقابل رسوم قدرها 5 دولارات"، مشيراً إلى أنه "منذ ذلك الحين، استثمرت الولايات المتحدة وشركاء الاتحاد الأوروبي في تدابير سلامة الشحن في البحر الأحمر".

ويصيف التقرير: "وفي 19 يوليو، صعّد الحوثيون وهاجموا تل أبيب مباشرة بطائرة بدون طيار إيرانية الصنع معدلة مما أسفر عن مقتل شخص واحد. وردت القوات الجوية الإسرائيلية في اليوم التالي بتدمير احتياطيات نفطية رئيسية في الحديدة".

ويصف التقرير "ربط الحوثيين حملتهم بالوضع في فلسطين" بـ"خطوة ذكية" وذلك "لمواجهة تضاؤل دعمهم في اليمن".

وقال "استهدف الحوثيون بشكل متزايد مجتمع المساعدات الدولية، خلال الأسابيع الأخيرة، وخاصة الجمعيات الشريكة في اليمن". رغم أن "برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كان يشكو من إساءة استخدام الحوثيين المنهجية للمساعدات الغذائية واستخدامها كسلاح، منذ عام 2018".

ووفقاً للتقرير، "خضعت بعض المنظمات الدولية العاملة للضغوط الحوثية، إذ أصدرت حكومة المليشيا تعليمات لشركاء المساعدات التابعين للأمم المتحدة بالعمل فقط مع المنظمات الصديقة للحوثيين وحتى إشراكها في قوتهم العاملة".

وتطرق التقرير إلى مزاعم اطلقها الحوثيون في يونيو الماضي، بـ"أنهم اكتشفوا شبكة تجسس إسرائيلية أمريكية في اليمن ونشروا مقاطع فيديو لاعترافات مزعومة لموظفين سابقين في السفارة الأمريكية في صنعاء". بما في ذلك تعزيزهم الحملة الممنهجة "صور (مدهشة) على شبكات التواصل الاجتماعي وقنواتهم التلفزيونية، والتي تضمنت شعارات شركاء دوليين، بما في ذلك شركاء ألمان، كجزء من حلقة التجسس هذه".

وقال إن الحوثيين اقتحموا أوائل أغسطس الماضي "مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في صنعاء، وصادروا المركبات والأثاث والخوادم وهو أمر نادر الحدوث، وسرعان ما تلت ذلك موجة من عمليات الاختطاف".

وتعتبر المجلة الدولية في تقريرها "ان موجة الاختطاف ليست استراتيجية جديدة بالنسبة للحوثيين، فقد اختطفوا عمالاً محليين من قبل في عامي 2019 و2023. لكن تكثيف عمليات الاختطاف هذه كان له تأثير سياسي هائل في اليمن".

نقطة تحول

السياسة الغربية والعالمية وان أبدت مشاعر القلق تجاه سياسة التصعيد الحوثية الإرهابية مؤخراً، وتبعات استسلام المجتمع الدولي لمطالب المليشيا واسترضائها في وقت سابق، إلا أن الفتور لا يزال طاغيا عليها، والخطوط التي كانت حمراء في السابق أصبحت وردية اليوم.

يقول التقرير، إنه "من الواضح أن الغرب قلق من الاستفزاز الأخير للحوثيين، وقد عبر عن مخاوفه وكرر تذكيراته وصعد من خطابه".

ويضيف: قد لخص المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج الوضع بدقة وقوة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 يوليو 2024، قائلا: "إن مسار التطور في اليمن إذا تُرك دون معالجة فقد يصل إلى نقطة تحول".

وعلى الرغم من كل المشاعر، فإن الاستجابة العالمية لأفعال الحوثيين كانت فاترة بشكل لا يصدق. فما كان في السابق خطوطا حمراء أصبحت وردية الآن، وفقاً للتقرير.

وذكر أن المجتمع الدولي استسلم "في السنوات الأخيرة، لأي مطلب جديد تقدم به الحوثيون وتجاهل بشكل روتيني انتهاكاتهم للحريات الفردية أو منع المساعدات الدولية. وعلى الرغم من كل هذا التصعيد، استمر الغرب في إظهار التفهم تجاه الحوثيين ودعمهم بشكل غير مباشر".

وأكد أن "استرضاء الحوثيين لم يؤد إلا إلى تعزيز سلطتهم ومنحهم انطباعا بأنهم يفعلون الشيء الصحيح. فقد تمكنوا من إرسال مبعوثين إلى التجمعات الدولية واستخدام قنوات خلفية غير رسمية لإشراك آخرين في المحادثات أو المفاوضات نيابة عنهم. وقد أدى هذا إلى انتهاك حتى أصغر الاتفاقات الملموسة باستمرار، في حين يظل الشركاء الدوليون صامتين".

ويحذر التقرير أن استمرار استرضاء الإرهابيين الحوثيين "يقربهم من هدفهم النهائي: إقامة دولتهم الخاصة"، لافتاً إلى أن اليمن "انقسم بشكل متزايد منذ 10 سنوات - ليس من خلال المفاوضات السياسية، كما في السودان وجنوب السودان، ولكن خطوة بخطوة على مستويات أدنى".

ويوضح أكثر خطورة هذه الانقسام بالقول: "إذ يتم فصل شبكات الاتصالات، وتقسيم المكاتب الحكومية إلى شمال وجنوب، وتقسيم أنظمة الضمان الاجتماعي، والتخلي عن النظام المصرفي والنقدي الموحد للبلاد".

ويقرع التقرير ناقوس خطر التقسيم إلى دولتين أو عدة دول، داعياً إلى أنه "لا ينبغي لنا أن نتفاجأ إذا كان هناك حل دولتين أو حتى حل متعدد الدول في المستقبل المنظور، دون مشاركة الأمم المتحدة"، موضحا أن "المجتمع الدولي دعم هذا بشكل غير مباشر لسنوات من خلال سياسة الاسترضاء تجاه الحوثيين".

وأشار إلى أن المراقبين السياسيين الدوليين اعتادوا على الارتباك والفوضى المتزايدة. والتعود على ما هو غير عادي يؤدي في بعض الأحيان إلى قبوله. وبالنسبة لليمن، فإن هذا يعني حركة دينية قبلية تتوحد في شكل دولة، بينما نشاهد اليمن تنهار وتنجرف إلى المجهول، حد تعبيره.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة قلقة من تسليح روسيا للحوثيين
  • بيان قوي لمجلس التعاون الخليجي بشأن مليشيات الحوثي وتهريب الخبراء الإيرانيين إلى اليمن وموقف حاسم من الوحدة اليمنية
  • "التعاون الخليجي" يدين استمرار تدخلات إيران في اليمن وتهريب الخبراء والأسلحة للحوثيين
  • الخارجية الروسية: روسيا ودول الخليج تدعو إلى تجنب الصراع المسلح في اليمن
  • مليشيات الحوثي تفتعل فوضى جديدة في إب مستغلة المولد النبوي.. اعتداء وحشي على تاجر وتهديد بإغلاق محله
  • مجلة دولية: مليشيا الحوثي تشبه حركة طالبان والمجتمع الدولي يدعم لسنوات تقسيم اليمن
  • منظمة حقوقية تدين مقتل رجل مُسن تعذيباً على أيدي مليشيات الحوثي
  • وسط صراخ النساء.. مليشيات الحوثي تقتحم منزل الشيخ شاكر الهتاري بصنعاء وتطرد أبناءه وبناته منه بالقوة
  • ممثلية إيران ترد على مزاعم إرسال صواريخ باليستية إلى روسيا
  • إيران ترد على مزاعم إرسال صواريخ باليستية إلى روسيا