سيول مدمرة تجتاح شمال السودان وسط مخاوف بيئية كبيرة
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
اجتاحت، يوم الثلاثاء، سيول ضخمة عدة مناطق في شمال السودان، مما أدى إلى تدمير أكثر من 10 آلاف منزل بشكل كلي وجزئي.
وكانت حدة الأمطار والسيول كبيرة في المناطق الواقعة شمال مدينة دنقلا، إضافة إلى مدينة أبو حمد في ولاية نهر النيل والتي تعتبر المركز الرئيسي لأنشطة تعدين الذهب في البلاد، مما أثار مخاوف بيئية كبيرة بسبب اختلاط مياه السيول بمخلفات مواقع التعدين المنتشرة بكثرة هناك وجرفها إلى نهر النيل المصدر الرئيسي لمياه الشرب وري المشاريع الزراعية.
وفي حين لم تصدر بيانات رسمية حتى الآن عن حجم الخسائر، إلا أن ناشطون في المنطقة أشاروا إلى مقتل 10 على الأقل، وإصابة نحو 50 شخصا، بسبب تساقط المباني، أو الغرق في مجرى السيل.
ووفقا لتقديرات أولية فقد فقدت أكثر من 10 آلاف أسرة في مدينة أبو حمد والقرى والمناطق المحيطة بها المأوى في ظل أوضاع إنسانية وصحية بالغة الخطورة، ونقص كبير في المستشفيات والأدوية والمياه الصالحة للشرب.
وقال محمد عثمان وهو من الناشطين الطوعيين في المنطقة إن الآلاف من الأطفال وكبار السن يعيشون في العراء ويتعرضون للدغات الحشرات السامة والناموس ونواقل الأمراض وسط نقص حاد في الخدمات الطبية ووسائل الرعاية الأولية.
وأوضح عثمان في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "الوضع مأساوي للغاية والجميع في حالة هلع بعد أن فاجأتهم مياه السيول والأمطار في ظل أوضاع إنسانية واقتصادية سيئة أصلا وفي ظل تحمل المنطقة لضعف طاقتها الاستيعابية من السكان بسبب موجة النزوح الكبيرة إليها من مناطق الحرب خلال الأشهر الماضية".
وحذر خبراء بيئيون من أن يؤدي اختلاط مخلفات التعدين الضارة بالمياه إلى كوارث صحية وبيئية كبيرة في وقت تشهد فيه البلاد هشاشة كبيرة في القطاعات الصحية والبيئية بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عام ونصف.
ورأت حنان مدثر، استشاري أنظمة البيئة والمياه والتنمية المستدامة أن منطقة أبو حمد لها خصوصيتها إذ تعتبر واحدة من المناطق التي تشهد أنشطة تعدين كبيرة وتستخدم فيها المواد الضارة بالبيئة بشكل واسع.
وقالت لموقع سكاي نيوز عربية "ما يحدث الآن يفتح الباب أمام كل السيناريوهات خصوصا في ظل الانفلات البيئي في المنطقة الناجم عن انتشار التعدين العشوائي وعدم وجود رقابة عليه".
وتضيف "السيول هذه تؤدي إلى جرف المخلفات نحو مجاري المياه والآبار الجوفية التي تستخدم في الشرب وري الزراعة، وما يصاحب ذلك من تلوث بيئي بشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان".
ويتزايد الخطر أكثر في ظل تقارير تحدثت عن جرف مياه السيول لكميات ضخمة من مخلفات الذهب المخزنة في مزارع ومنازل ومدارس في العديد من المواقع المحيطة بالمنطقة.
ويتحول 99.9% من الركام المستخلص منه الذهب لنفايات، وعندما تهطل الأمطار وتجرف الوديان مخلفات الزئبق إلى الأنهار تتلوث مياه الشرب والري مباشرة بالزئبق والسيانيد ومخلفات التعدين الأخرى.
وتشير حنان مدثر إلى أنه ووفقا لتوقعات مؤشر الأرصاد الجوي التابع للهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا، فإن السودان قد يشهد أعلى معدلات لسقوط الأمطار هذا العام وقد تفوق الفيضانات التي يمكن ان تنجم عنها تلك التي حدثت في العام 1946.
لكن وفقا لخبيرة البيئة حنان مدثر فإن الوضع في هذا العام ربما يكون أسوأ بسبب النقص الحاد في الخدمات الصحية والبيئية اللازمة للحد من انتشار الأمراض المصاحبة للسيول والفيضانات كالحميات والاسهالات المائية والكوليرا وغيرها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مدينة أبو حمد السودان أخبار السودان سيول السودان مدينة أبو حمد السودان أخبار السودان
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب تقترب من مستويات قياسية وسط مخاوف النمو
ارتفعت أسعار الذهب قليلاً بعد تجاوزها مستوى 3 آلاف دولار للأونصة يوم الجمعة، حيث طغت مخاوف النمو الاقتصادي على تجنب الحكومة الأميركية الإغلاق الحكومي.
تم تداول السبائك بالقرب من 2990 دولاراً للأونصة، بعد أن تراجعت من أعلى مستوى لها على الإطلاق، والذي بلغ نحو 3005 دولارات للأونصة، بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأميركي خطة إنفاق جمهورية، مهدت الطريق للموافقة على حزمة تمويل حكومية.
لا تزال الأسواق تراقب تداعيات أجندة الرئيس دونالد ترمب التجارية العدوانية، والتي شهدت دخول مؤشر "إس آند بي 500" في تصحيح الأسبوع الماضي، قبل أن ينتعش يوم الجمعة.
جاء هذا الارتفاع في ختام أسبوع حافل بالأحداث، بما في ذلك تنفيذ آخر تهديدات الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية، والمخاوف من الركود، والمحادثات السياسية المرتبطة بمستقبل أوكرانيا.
ثقة باستمرار ارتفاع الأسعار
ساعدت حالة عدم اليقين والرغبة المتزايدة في الملاذات الآمنة، على دفع أسعار الذهب للارتفاع بنسبة 14% حتى الآن هذا العام، مما يمدد المكاسب السنوية القوية للمعدن في عام 2024.
وتزداد ثقة البنوك في استمرار ارتفاع الأسعار، حيث تضع أهدافاً كانت تبدو غير معقولة لكثير من المستثمرين قبل بضعة أرباع فقط. في الأسبوع الماضي، توقعت مجموعة "ماكواري" أن تصل الأسعار إلى 3,500 دولار للأونصة في الربع الثاني، بينما رفعت "بي إن بي باريبا" توقعاتها لتظهر متوسط أسعار أعلى بكثير من 3,000 دولار للأونصة.
في أماكن أخرى، سيراقب المستثمرون مجموعة من اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع، حيث تختبر سياسات ترمب التجارية صبر صانعي السياسات.
في الولايات المتحدة، يواجه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مهمة صعبة تتمثل في طمأنة المستثمرين بأن الاقتصاد لا يزال على أرضية صلبة، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن صانعي السياسات مستعدون للتدخل بالدعم إذا لزم الأمر.
تم تداول الذهب الفوري بارتفاع نسبته 0.2% عند 2,988.58 دولار للأونصة في الساعة 8:22 صباحاً في سنغافورة، بعد أن ارتفع بنسبة 2.6% الأسبوع الماضي. لم يسجل مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري تغيراً يُذكر. أما الفضة، فكانت شبه مستقرة، في حين تراجع كل من البلاتين والبلاديوم.