أبو ظبي المنطقة الأكثر أماناً للصهاينة… وأبرز البلدان العربية خذلاناً للقضية الفلسطينية..!
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
الثورة /هاشم الاهنومي / (وكالات)
غير خاف على أحد أن دويلة الامارات احدى الدول العربية التي خذلت القضية الفلسطينية، قضية الأمة المركزية وحافظت على علاقاتها وتطبيعها مع العدو الإسرائيلي، فمنذ السابع من أكتوبر للعام الماضي شن الكيان الصهيوني ابشع جرائم بحق الإنسانية وعلى المجتمع البشري في قطاع غزة وبشتى آلات القتل وافتك أنواع الأسلحة، مخلفا الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين في ظل صمت عربي ودولي ،حيث شكلت ولا تزال دولة الإمارات الاستثناء العربي البارز بالوجهة الآمنة لليهود في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وذكرت الوكالة أن هذا التراجع يأتي رغم أن الإسرائيليين واليهود يقولون إنهم لا يزالون يشعرون بالأمان في الإمارات باعتبارها الاستثناء العربي الوحيد.
وأشارت الوكالة إلى أنه على خلاف دول عربية أخرى، لم تخرج في الإمارات مظاهرات دعما للفلسطينيين أو احتجاجا على إسرائيل.
وسلطت الوكالة الضوء على الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في العمل على حل الصراع في غزة، وقالت إنه “من خلال المساعدات المقدمة لغزة والعلاقات مع إسرائيل تظهر أبوظبي نفوذها الدبلوماسي”.
وأصبحت الإمارات أبرز دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل خلال الثلاثين عاما الماضية ضمن ما يعرف باسم اتفاقات إبراهيم، التي رعتها الولايات المتحدة في 2020م.
وحافظت الإمارات على علاقاتها مع إسرائيل خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبعد اتفاق التطبيع، أسست إسرائيل والإمارات سريعا شراكة اقتصادية وثيقة على خلاف اتفاقي السلام المبرمين منذ عقود مع مصر والأردن، اللذين لم يسفرا عن علاقات تجارية مهمة.
وتم توقيع اتفاق للتجارة في 2022م، وبدأ رواد أعمال إسرائيليون في التوافد على الإمارات في رحلات مباشرة من تل أبيب وأقاموا علاقات أعمال جديدة ووسعوا علاقات قائمة كانت طي الكتمان من قبل.
ووفقا لبيانات من دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، نمت التجارة بين البلدين، العام الماضي، 17 %، لتصل إلى 2.95 مليار دولار.
وأضافت دائرة الإحصاء أنه رغم تباطؤ الوتيرة بعد الحرب ظلت التجارة أعلى بنسبة 7 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من 2024م.
وحسب الوكالة، هدأت الحرب الدائرة في قطاع غزة من وتيرة الأنشطة التجارية بين إسرائيل والإمارات وأصبحت العلاقات التي كانت موضع ترحيب في السابق تجري بعيدا عن الأنظار في ظل غضب يجتاح العالم العربي بسبب الصراع.
وحرصت الإمارات على الترويج الإعلامي الكثيف بأنها تقدم المساعدات للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، بعدما أدى الصراع إلى نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في رفح، جنوبي القطاع، وسط شح في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وفي نهاية الشهر الماضي، دعت أبوظبي إلى “نشر بعثة دولية مؤقتة” في القطاع، حيث دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها العاشر، بينما لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين الطرفين برعاية الوسطاء تراوح مكانها.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، قولها إن “ترسيخ السلام والأمن وإنهاء المعاناة الإنسانية يجب أن يبدأ بنشر بعثة دولية مؤقتة في غزة، بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية”.
وأوضحت أن هذه “البعثة الدولية ستكون مسؤولة عن الاستجابة بكفاءة للأزمة الإنسانية التي يواجهها المواطنون في غزة، وإرساء القانون والنظام، وإرساء أسس الحكم، وتمهيد الطريق لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة”.
من جانبه ذكر موقع أكسيوس الأمريكي، الشهر الماضي، أن مسؤولين من “الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات عقدوا اجتماعا في أبوظبي لمناقشة الخطط الخاصة بغزة بعد انتهاء الحرب”.
وخلصت الوكالة “ إلى أن أبوظبي تستخدم هذه العلاقات، وتريليونات البترودولارات لديها، للعب دور قيادي في الجهود الدبلوماسية والمساعدات في الصراع، فضلا عن استعدادها للمساعدة في الاستعداد لسيناريو ما بعد الحرب، ويشمل ذلك إرسال قوات أمنية إلى غزة”.
وقال ستيفن هيرتوغ – الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن أحد دوافع الإمارات قد يكون “جعل نفسها وسيطا دبلوماسيا مهما يمكنه التعامل مع كل من إسرائيل ومصر بطريقة لا تستطيع القيام بها سوى قِلة من البلدان الأخرى”.
وأضاف: “تتعرض الإمارات أيضا لبعض الضغوط لإحداث تأثير إيجابي على فلسطين نظرا للقدر الهائل من الانتقادات التي تتعرض لها في المجال العام العربي”، بسبب إقامة علاقات مع إسرائيل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي
وسط حديث عن ضم أراض أوروبية وعجز في أوساط الدول الديمقراطية وفي ظل مشاهد أداء التحية النازية، يهيمن تقارب دونالد ترامب الصادم مع روسيا على مشهد جيوسياسي يعيد إلى الأذهان بالنسبة إلى كثيرين حقبة صعود الفاشية والرد الغربي الضعيف في ثلاثينيات القرن الماضي.
ورغم أن قرنًا يفصل بين الحقبتين، فإن مؤرخين على ضفتي الأطلسي يخوصون في أعماق تخلي ترامب عن عقود من المبادئ الأميركية والأوروبية في وقت يشهد فيه العالم حروبا ونزاعات.
وقال جون كونيلي المؤرخ من جامعة كاليفورنيا في بيركلي "نعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي لأنها كانت فترة حاسمة عندما كانت الديمقراطيات أمام امتحان وفشلت في وضع حد للدكتاتوريين".
وأفاد "في هذه الأيام، يتم الإقرار بأنه كان باستطاعتها تشكيل جبهة موحدة ضد هتلر وتجنّب الحرب".
وفي مثال على ذلك، أعادت إهانة ترامب العلنية للرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، ونبرته التصالحية حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد 3 سنوات على الحرب، إلى الأذهان ضم ألمانيا عام 1938 إقليم السوديت.
وبينما كانت سيطرة أدولف هتلر على المنطقة الواقعة في تشيكوسلوفاكيا حينذاك موضع خلاف، قبلت بها القوى الأوروبية لاحقا من خلال اتفاقية ميونخ التي فشلت في الحد من طموحات الفوهرر العسكرية.
إعلانعبّر زيلينسكي عن المخاوف ذاتها، وقال إن من شأن السماح لبوتين بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا أن يشجّعه على السيطرة على أراض أخرى، في مولدوفيا مثلا أو حتى في رومانيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ويطمع ترامب نفسه بالاستحواذ على غرينلاند "بطريقة أو أخرى"، رغم أن الجزيرة جزء من الدانمارك، وهي عضو مؤسس لحلف شمال الأطلسي إلى جانب الولايات المتحدة.
مقارنة لا مفر منها
ويقول يوهان شابوتو -وهو فرنسي متخصص في ألمانيا النازية- إنه "لا مفر من المقارنة لأن معظم اللاعبين السياسيين -أي باختصار قادة العالم- يشيرون بأنفسهم إلى التطور الذي قاد إلى الحرب العالمية الثانية، وهو النازية".
وحتى قبل أن يؤدي مستشار ترامب الملياردير إيلون ماسك ما رأى فيها كثيرون تحية نازية، أثارت ولاية الرئيس الأولى جدلا واسعا بشأن الطبيعة الفاشية لحكمه.
وقال كبير موظفي ترامب في ولايته الأولى، جون كيلي، إن "التعريف العام للشخص الفاشي" ينطبق على ترامب. واتفق مساعدون آخرون له بينهم الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي مع هذه الرؤية.
وازداد الجدل مع تجاهل ترامب لأعراف الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض وتحرّكاته الرامية لإحداث انقلاب في الإدارات العامة والسياسة الخارجية.
ولطالما قاوم الخبير السياسي والمؤرخ الأميركي روبرت باكستون استخدام مصطلح "الفاشية"، معتبرا أنها "كلمة تولد التوتر أكثر مما تقوم بدور التوضيح".
لكنه تراجع عن موقفه بالنسبة لترامب حتى قبل إعادة انتخابه بأصوات أكثر من نصف الناخبين الأميركيين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشار باكستون إلى تشجيع ترامب أنصاره للهجوم على الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021، فيما سعى لانتزاع السلطة رغم خسارته الانتخابات قبل أسابيع على ذلك.
إعلانوقال باكستون لـ"نيويورك تايمز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الفاشية لدى ترامب " تتفجر من الأعماق بطرق مقلقة للغاية، وهو ما يشبه بشكل كبير الفاشية الأصلية".
الحق مع الأقوى
منذ عودته إلى السلطة، يستحضر تجاهل ترامب للقانون الدولي وحربه التجارية مع الحلفاء والخصوم على حد سواء واستهزاؤه بالسيادة الوطنية، عقلية "الحق مع الأقوى" التي سادت بين الحربين العالميتين.
يشير المؤرخ الفرنسي والخبير بالمحرقة تال بروتمان إلى وجود "العديد من أوجه التشابه في ما يتعلق بالجمود السياسي وضعف بعض الأفكار المقبولة والدوس على القانون الدولي والاستخدام غير المقيّد للقوة والفظاظة مع حلفائه".
ويضيف "هناك تعريفات عدة للفاشية، لكن لدى جميعها صفة رئيسية هي القوة الضارية".
لكن أمورا كثيرة تغيرت أيضا على مدى القرن الماضي. تحقق كل من الولايات المتحدة وأوروبا ازدهارا اقتصاديا بشكل لم يكن من الممكن تخيله بعد الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير، والتي وفرت أرضا خصبة لصعود أنظمة استبدادية في ألمانيا وإيطاليا.
وأشار كونيلي إلى أن "الغريب هو أن الولايات المتحدة انتخبت رجلا معاديا للديمقراطية رغم النمو الذي يشهده اقتصادها".
وبعد الحرب العالمية الثانية، أنشأ المجتمع الدولي مؤسسات لضمان التعاون وتجنّب سفك الدماء على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي.
كما تم تعزيز المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للتشجيع على احترام سيادة القانون.
وقال شابوتو "بعد العام 1945، قررنا حرفيا أن نجعل العالم أكثر تحضّرا ونجعله مدينة نحترم فيها القانون بدلا من قتل بعضنا بعضا".
لكن يبدو أن هذه الضوابط تلقت الآن ضربة قوية.
وقال كونيلي إن "هذه القوانين قائمة لكن المشكلة هي في أن إدارة ترامب لا تحترمها، وهو أمر مفاجئ بالنسبة للجميع".
إعلانوأضاف أن "الولايات المتحدة لم تستخلص العبر من التاريخ".