الثورة /هاشم الاهنومي / (وكالات)

غير خاف على أحد أن دويلة الامارات احدى الدول العربية التي خذلت القضية الفلسطينية، قضية الأمة المركزية وحافظت على علاقاتها وتطبيعها مع العدو الإسرائيلي، فمنذ السابع من أكتوبر للعام الماضي شن الكيان الصهيوني ابشع جرائم بحق الإنسانية وعلى المجتمع البشري في قطاع غزة وبشتى آلات القتل وافتك أنواع الأسلحة، مخلفا الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين في ظل صمت عربي ودولي ،حيث شكلت ولا تزال دولة الإمارات الاستثناء العربي البارز بالوجهة الآمنة لليهود في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وأبرزت وكالة بلومبرغ الدولية أن أعداد السياح الإسرائيليين، الذين كانوا يترددون كثيرا على الإمارات، لم تتراجع سوى قليل في الأشهر الأخيرة.
وذكرت الوكالة أن هذا التراجع يأتي رغم أن الإسرائيليين واليهود يقولون إنهم لا يزالون يشعرون بالأمان في الإمارات باعتبارها الاستثناء العربي الوحيد.
وأشارت الوكالة إلى أنه على خلاف دول عربية أخرى، لم تخرج في الإمارات مظاهرات دعما للفلسطينيين أو احتجاجا على إسرائيل.
وسلطت الوكالة الضوء على الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في العمل على حل الصراع في غزة، وقالت إنه “من خلال المساعدات المقدمة لغزة والعلاقات مع إسرائيل تظهر أبوظبي نفوذها الدبلوماسي”.
وأصبحت الإمارات أبرز دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل خلال الثلاثين عاما الماضية ضمن ما يعرف باسم اتفاقات إبراهيم، التي رعتها الولايات المتحدة في 2020م.
وحافظت الإمارات على علاقاتها مع إسرائيل خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبعد اتفاق التطبيع، أسست إسرائيل والإمارات سريعا شراكة اقتصادية وثيقة على خلاف اتفاقي السلام المبرمين منذ عقود مع مصر والأردن، اللذين لم يسفرا عن علاقات تجارية مهمة.
وتم توقيع اتفاق للتجارة في 2022م، وبدأ رواد أعمال إسرائيليون في التوافد على الإمارات في رحلات مباشرة من تل أبيب وأقاموا علاقات أعمال جديدة ووسعوا علاقات قائمة كانت طي الكتمان من قبل.
ووفقا لبيانات من دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، نمت التجارة بين البلدين، العام الماضي، 17 %، لتصل إلى 2.95 مليار دولار.
وأضافت دائرة الإحصاء أنه رغم تباطؤ الوتيرة بعد الحرب ظلت التجارة أعلى بنسبة 7 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من 2024م.
وحسب الوكالة، هدأت الحرب الدائرة في قطاع غزة من وتيرة الأنشطة التجارية بين إسرائيل والإمارات وأصبحت العلاقات التي كانت موضع ترحيب في السابق تجري بعيدا عن الأنظار في ظل غضب يجتاح العالم العربي بسبب الصراع.
وحرصت الإمارات على الترويج الإعلامي الكثيف بأنها تقدم المساعدات للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، بعدما أدى الصراع إلى نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في رفح، جنوبي القطاع، وسط شح في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وفي نهاية الشهر الماضي، دعت أبوظبي إلى “نشر بعثة دولية مؤقتة” في القطاع، حيث دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها العاشر، بينما لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين الطرفين برعاية الوسطاء تراوح مكانها.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، قولها إن “ترسيخ السلام والأمن وإنهاء المعاناة الإنسانية يجب أن يبدأ بنشر بعثة دولية مؤقتة في غزة، بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية”.
وأوضحت أن هذه “البعثة الدولية ستكون مسؤولة عن الاستجابة بكفاءة للأزمة الإنسانية التي يواجهها المواطنون في غزة، وإرساء القانون والنظام، وإرساء أسس الحكم، وتمهيد الطريق لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة”.
من جانبه ذكر موقع أكسيوس الأمريكي، الشهر الماضي، أن مسؤولين من “الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات عقدوا اجتماعا في أبوظبي لمناقشة الخطط الخاصة بغزة بعد انتهاء الحرب”.
وخلصت الوكالة “ إلى أن أبوظبي تستخدم هذه العلاقات، وتريليونات البترودولارات لديها، للعب دور قيادي في الجهود الدبلوماسية والمساعدات في الصراع، فضلا عن استعدادها للمساعدة في الاستعداد لسيناريو ما بعد الحرب، ويشمل ذلك إرسال قوات أمنية إلى غزة”.
وقال ستيفن هيرتوغ – الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن أحد دوافع الإمارات قد يكون “جعل نفسها وسيطا دبلوماسيا مهما يمكنه التعامل مع كل من إسرائيل ومصر بطريقة لا تستطيع القيام بها سوى قِلة من البلدان الأخرى”.
وأضاف: “تتعرض الإمارات أيضا لبعض الضغوط لإحداث تأثير إيجابي على فلسطين نظرا للقدر الهائل من الانتقادات التي تتعرض لها في المجال العام العربي”، بسبب إقامة علاقات مع إسرائيل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: إسرائيل السبب الرئيسي للأزمات التي تشهدها المنطقة (فيديو)

أكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى لإشعال المنطقة من خلال استمرار حكومته في الاستفزازات داخل المسجد الأقصى ومناطق الضفة الغربية، إضافة إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين، موضحًا أن إسرائيل هي السبب الرئيسي وراء الأزمات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك عمليات الهدم والتدمير والاعتقالات.

عاجل| نتنياهو: إسرائيل تواجه خطرا أيديولوجيا.. وسيتم بحث تداعيات حادث معبر الكرامة خبير شئون إسرائيلية: الوضع بالضفة الغربية قابل للانفجار في ظل الاجتياحات المستمرة

وأوضح الحرازين، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأحد، أن نتنياهو يسعى لخلط الأوراق في المنطقة بهدف مواصلة جرائم حكومته ضد الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التي دعا فيها إلى تهجير الفلسطينيين ونقل نموذج قطاع غزة إلى الضفة الغربية، والتي دفعت وزير الخارجية الأردني للرد في مؤتمر مشترك مع نظيره الألماني، معتبرًا تلك التصرفات الإسرائيلية بمثابة إعلان حرب على المملكة الهاشمية الأردنية، مما يزيد من التوتر في المنطقة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن نتنياهو يحاول إيجاد ذرائع لمواصلة جرائمه ضد الفلسطينيين، مما يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو المشكلة الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، في ظل نهج حكومي يميني متطرف يسعى لإثارة الذعر وعدم الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • محمد البدري: الرئيس السيسي نجح في خلق تأييد دولي للقضية الفلسطينية
  • بعد إطلاق صواريخ منها..إسرائيل تأمر بإخلاء مناطق في شمال غزة
  • مصر: لا حل في المنطقة دون إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية
  • سلطنة عُمان تؤكد على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.. عاجل
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • الرئاسة الفلسطينية تحذّر من انفجار يحرق المنطقة بسبب إسرائيل
  • الرئاسة الفلسطينية: المنطقة تدفع ثمن سياسات إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل السبب الرئيسي للأزمات التي تشهدها المنطقة (فيديو)
  • «حركة فتح»: إسرائيل تسعى للقضاء على الهوية الفلسطينية
  • سائحة أمريكية: السعودية هي البلد الأكثر أماناً بالعالم وما شاهدته من تطور وتقدم مثير للانتباه.. فيديو