بين الدبلوماسية والحرب: العراق يسير على حبل مشدود
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
7 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: نوعية الرد الإيراني بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، سيحدد بشكل كبير مدى تأثر العراق بنشوب صراع إقليمي أوسع. العراق، وبصفته جزءًا من محور المقاومة، يواجه واقعًا معقدًا إذا نشبت حرب واسعة، إذ من المتوقع أن تشارك الفصائل العراقية في هذا الصراع، مما يضع البلاد في موقع حساس.
الاقتصاد العراقي سيكون من بين أولى الضحايا لأي تصعيد إقليمي، و المصارف العراقية تخضع لعمليات تقييم تحت إشراف وزارة الخزانة الأمريكية، مما يجعل النظام المالي العراقي رهينة للقرارات الأمريكية.
وفي حال اشتدت التوترات، فإن أسعار الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي ستشهد ارتفاعًا كبيرًا، ما سيزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد.
وإذا ما قررت الفصائل العراقية ضرب المصالح الأمريكية، والانضمام إلى إيران في التصعيد، فإن الرد الأمريكي المتوقع سيكون استهداف أهداف مختارة داخل العراق.
وهذا الوضع يحمل في طياته خطر تمادي إسرائيل وضرب المصالح الاقتصادية العراقية، بما في ذلك الموانئ والمنشآت النفطية، مما يزيد من تعقيد الموقف.
العراق يواجه قرارًا صعبًا جدًا في هذه الظروف، و الحكومة العراقية تسعى جاهدة للتهدئة وتجنب الانخراط في أي صراع مباشر، لكن أي هجوم إسرائيلي على العراق أثناء التصعيد سيجعل العراق مشاركًا مهمًا في الحرب، سواء كان ذلك بإرادته أم لا.
وهذه التحديات تتطلب من العراق إدارة دقيقة وحكيمة للأزمة، مع الأخذ في الاعتبار التوازنات الإقليمية والدولية.
ووفق تحليلات فان تجنب الانخراط المباشر في التصعيد، والبحث عن حلول دبلوماسية قد يكون السبيل الأمثل لتجنب المزيد من التدهور في الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.
النفط
وفي حال نشوب صراع إقليمي واسع ستتأثر إمدادات النفط العراقية وأسعار النفط العالمية بشكل كبير.
والعراق، كأحد أكبر منتجي النفط في العالم، يلعب دورًا حيويًا في تلبية الطلب العالمي على النفط، وأي اضطراب في إنتاجه أو تصديره سيؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق.
و قد تستهدف الهجمات الإسرائيلية أو الأمريكية المنشآت النفطية العراقية كجزء من استراتيجية الضغط على محور المقاومة، وهذا سيؤدي إلى تعطيل إنتاج النفط وتصديره، مما يؤثر بشكل مباشر على الإمدادات العالمية.
والعراق يعتمد بشكل كبير على موانئه في تصدير النفط، و أي هجمات على هذه الموانئ أو في المناطق القريبة منها ستعرقل عمليات الشحن، مما يؤدي إلى تأخير الشحنات وزيادة التكاليف.
كما أن الشركات الأجنبية التي تعمل في قطاع النفط العراقي قد تنسحب أو تقلص عملياتها بسبب المخاوف الأمنية، مما سيؤثر سلبًا على الإنتاج فيما نقص الخبرات الفنية والإدارية الأجنبية يمكن أن يحد من قدرة العراق على الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية.
وأي تعطيل في إنتاج النفط العراقي سيؤدي إلى نقص في العرض العالمي. وبالنظر إلى حساسية سوق النفط لأي اضطراب، سيؤدي هذا النقص إلى ارتفاع الأسعار بشكل سريع فيما الأسواق المالية تستجيب بشكل حاد للأحداث الجيوسياسية، وأي تصعيد في الشرق الأوسط سيزيد من التقلبات السعرية.
ومع تصاعد المخاطر الأمنية، سترتفع تكاليف التأمين على شحنات النفط من المنطقة، و هذه التكاليف الإضافية ستنعكس على أسعار النفط، مما يزيد من الأعباء على المستهلكين العالميين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع العراقي يعترف بتأجيل انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف كن العراق الى 2026
بعد التسريبات التي طفت أخيرا حول الاتفاق بين بغداد وقوات التحالف الدولي على الانسحاب، كشف وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي التفاصيل.
وأوضح في مقابلة مع العربية اليوم الأحد 8\9\2024 أن اللجان العسكرية العليا بين الجانب العراقي والأميركي توصلت إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف على مدى سنتين، وتحويل العلاقة إلى شراكة أمنية مستدامة. وقال “تم الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف على مرحلتين، المرحلة تبدأ هذا العام وتستمر حتى 2025 ، في حين تنتهي المرحلة الثانية في 2026
كما أشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعرب عن اعتقاده بأن مدة السنتين غير كافية للانسحاب طالباً إضافة سنة أخرى، لكن بغداد رفضت التمديد.
وأوضح أنه “تم تأجيل الإعلان عن الانسحاب بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة والانتخابات الأمريكية”
إلى ذلك، شدد على أن الحكومة ماضية نحن ماضون بخطتها في إنهاء مهمة التحالف الدولي ووضعت تفاهمات لذلك، مضيفا أن الأيام المقبلة ستشهد التوقيع على التفاهم الذي جرى في واشنطن
إلا أنه شدد على أن “العراق لا يسعى إلى قطع العلاقات مع واشنطن لكنه وضع الأسس البديلة لهذه العلاقة”. وقال:” نسعى إلى تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة وفق وجهة نظر الحكومة”
أما في ما يتعلق بالتوترات في المنطقة منذ تفجر الحرب في قطاع غزة، يوم السابع من أكتوبر الماضي، فأكد الوزير العراقي أن الاتصالات التي أجرتها الحكومة العراقية لعبت دورا مهما للتهدئة وعدم الرد على قصف قاعدة عين الأسد وتجنيب المنطقة توسيع الصراع
كما أكد أن مصلحة البلاد تقضي الابتعاد عن أي محور
وعن مزاعم الفساد في وزارة الدفاع، أشار العباسي إلى أنه “لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي وجود فساد”، قائلا “هناك دعم للدوائر الرقابية التي تعمل على مكافحة الفساد في الوزارة”.
أما عن العلاقة مع السعودية، فأوضح أنها في أحسن حالتها، لافتا إلى فتح مركز “سويف” للتنسيق الاستخباراتي العالي. وقال ” سنسعى خلال زيارتنا القادمة للسعودية إلى توقيع الاتفاق الأمني المشترك ”
كما شدد على أن الحدود السعودية العراقية في أحسن حالتها ومن المناطق الآمنة جدا.
يذكر أن ما يقارب 2500 جندي أميركي ما زالوا يتواجدون في العراق ضمن التحالف الدولي، تحت مهمة تدريبية واستشارية ومعاونة القوات العراقية، بعد أن خفض عددهم إثر دحر تنظيم داعش من البلاد عام 2017.
إلا أن هذا التواجد أثار حفيظة بعض الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية الموالية لإيران في البلاد، ودفع بغداد إلى إطلاق سلسلة اجتماعات مع الجانب الأميركي منذ أشهر من أجل انهاء مهمة التحالف