الجزيرة:
2024-09-09@21:27:01 GMT

السنوار خلفا لهنية.. 5 دلالات ورسائل

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

السنوار خلفا لهنية.. 5 دلالات ورسائل

قبل أن يصل عدد أيام الأسبوع الأول من رحيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إلى نهايته، تناقلت وسائل الإعلام بيانا من الحركة يعلن اختيارها يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لهنية.

أخذ السنوار مكان الشهيد هنية، وعلا السرج الحماسي اسم جديد، لا يكن أي مشاعر ود لإسرائيل، ولا تنظر إليه دوائر الأمن والسياسة ولا المستوطنون بارتياح، بل تصنفه تل أبيب بالرجل الأخطر عليها في المنطقة.

السنوار -العارف بإسرائيل وهي أيضا عارفة به- يتولى رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس من قلب الميدان، رغم أنه أحد أكثر المطلوبين الذين تجيش لهم إسرائيل ما تملك من مال وسلاح وقدرة استخباراتية، وعون وإسناد دولي.

الرئيس الرابع.. دلالات ورسائل

يأخذ السنوار هذا المنصب ليكون رابع قادة حماس الذين تولوا هذا المنصب بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل والشهيد إسماعيل هنية.

لكن المثير في الأمر أن هذا الاختيار لم يأخذ من الوقت والجهد، معشار ما تأخذه الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في العالم العربي، وحتى في دولة الاحتلال التي يعيش أقطابها في السياسية صراعا شديدا يتفاقم فيه بأسهم بينهم، كلما فتح الباب لتناوب سياسي أو لخلافة مسؤول.

وإذا كان الاحتفاء الكبير إسلاميا وعربيا وكان الرد الشعبي السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي على اختيار السنوار، فإن رسائل هذا الاختيار تجاه إسرائيل كانت قوية ومؤثرة، ولن تمر بهدوء على دوائر القرار الإسرائيلي، ومن أبرز تلك الرسائل:

قوة الرد على عدوان إسرائيل: حيث يعتبر الرجل عنوان "الصقورية" داخل حماس، وأحد أكثر عناصرها حدة تجاه الاحتلال، وأشدها عنادا وأقواها مراسا، وفق ما يصفه به الإعلام الإسرائيلي، والدوائر الأمنية التي رافقته على غير الود والتقدير في سنوات الاعتقال.

رسالة الإجماع: حيث أكدت حماس أن قرار استخلاف السنوار على المكتب السياسي بعد هنية اتخذ بالإجماع، وهو ما يناقض الآمال الإسرائيلية بإحداث شرخ بين قيادات الحركة الأكثر إثارة لغضب إسرائيل، والأكثر قدرة على زيادة الغضب والألم في صفوف القيادات والمؤسسات والشعب الإسرائيلي، وهو ما يعني أن محاولات دق الإسفين التي راهنت عليها تل أبيب قد أتت بعكس ما أريد منها. استمرار رمزية الطوفان: حيث يرتبط اسم السنوار بشكل خاص بطوفان الأقصى، كما يمثل أيضا عنوانا لإخفاقات بإسرائيل في دعواها المتواصلة بتصفية قادة الحركة والوصول إليهم، وهو ما يعني أن حماس قررت مزيدا من إثارة القلق والغضب لدى الاحتلال، وأكدت أيضا استمرارها في السير قدما في خيار المواجهة العسكرية، رغم مضي 10 أشهر من الحرب المتواصلة على القطاع. إعادة الشأن السياسي إلى الميدان: بعد أن ظل لسنوات طويلة، بيد المجموعة القيادية في الخارج، وهو ما يؤكد أن الأولوية الحالية هي للميدان، ولمواجهة العدوان عسكريا، بالتزامن مع مسار التفاوض الذي يبدو أنه وصل إلى طريق مسدود بفعل تعنت نتنياهو ورفضه المستمر لإنهاء الحرب وتقديم أي تنازلات. كما أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية جاء لينسف العديد من فرص التفاوض التي كانت متاحة للوسطاء ورحلت مع دماء الشهيد هنية، فقد أصبح الصوت الأعلى للميدان ورجاله، ورشقاته الصاروخية، رغم أن فريق التفاوض ذاته الذي كان في عهد هنية سيستمر كما كان، وفقا لممثل حماس في لبنان أسامة حمدان.

وبوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعد أن كان رئيس أقوى قطاعاتها وأهمها، وهو قطاع غزة، والمخطط الأساسي لطوفان الأقصى، فإن آمال إسرائيل في هزيمة سريعة للقطاع باتت أبعد مما كانت، فمع كل عملية اغتيال لقيادي يتفاقم غضب غزاوي، وتتولد أكثر من مسار وخطة للانتقام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المکتب السیاسی وهو ما

إقرأ أيضاً:

ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!

قد تكونُ حركة "حماس" من أكثر اللاعبين الفلسطينيين خطراً على إسرائيل، فوجودها في أوساط النسيج الفلسطينيّ وتحرّكاتها بات يفرضُ الكثير من المسؤوليات عليها باعتبارها العنصر الذي يُقرر حسم حرب غزّة من عدمها عبر المفاوضات التي دخلت مرحلة قاتمة ومجهولة.   يُمثل لبنان قاعدة فعليّة لـ"حماس" سياسياً وعسكرياً بعد غزة. صحيحٌ أن مفاوضيها يظهرون في دول أخرى، لكن لبنان يمثل عنوانهم الأوّل على الصعيد التفاوضي والسياسي وأيضاً العسكريّ. السبب الأساس هنا هو أنّ الحركة ترى أنّ أقوى حلفائها يتمركز في لبنان، وهو "حزب الله"، لكن يحيى السنوار، زعيم الحركة، لا يرى أنّ قاعدته بيروت، بل مصرِ التي تمثل معبره الأول خارج غزة ومن ثمّ إيران التي يرى فيها معقله الآمن، إن بقيَ حياً بعد الحرب الطويلة.   لماذا كلّ ذلك؟ هل هناك إنقسامٌ في أوساط "حماس" حول النفوذ المرتبط بلبنان؟ منذ تنفيذ "حزب الله" ردّه ضد إسرائيل يوم 25 آب الماضي، باتت الحسابات مُختلفة، فنفوذ الحركة بات تحت الرصد أكثر من قبل الحزب، علماً أن التنسيق ما زال ضمن المستويات السياسية والعسكرية. هذا الأمر تفرضهُ المعركة الحالية، و"حزب الله" يسعى لأن يُعطي نفسه هامشاً جديداً لإعادة السيطرة على ميدان الجنوب وسط إمكانية تبلور تسوية بين الأميركيين والإيرانيين.   يُعول "حزب الله"، اليوم أكثر من الغد، على ما قد تنتجهُ كل المباحثات التي تجري على صعيد جبهة غزة وجنوب لبنان، وذلك رغم التهديدات الإسرائيلية التي توجهها تل أبيب بشن عمليّة برية، وآخرها كان أول من أمس على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هاليفي.   ضُمنياً، يرى الحزب أنه بحاجة إلى إعطاء المفاوضات حيزاً من الوقت، لكنه في الوقت نفسه ما زال متمسكاً بقاعدة واحدة: "إن وسعت إسرائيل حربها ضد لبنان سنوسع الجبهة".   في الواقع، يرى "حزب الله" نفسهُ مرتاحاً في إدارة الجانب الميداني، لكنه في الوقت نفسهِ لا يريد دخول اللاعبين الآخرين أكثر على الخط كي لا "يشوشوا" على عملياته أو كي لا يبادروا باتجاه افتعال عمليةٍ قد تدفع إسرائيل لردّ كبير أقسى وأعمق من الرّد الذي نفذته عقب هجوم الحزب في أواخر آب. هنا، المقصود بهؤلاء اللاعبين هم "حماس" و"الجماعة الإسلامية" وغيرهما من التنظيمات، حتى أنّ نشاط "سرايا المقاومة" يُعتبر مضبوطاً وتحت سيطرة الحزب. تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ إن كل هذه الأمور تفهمها "حماس" في لبنان، لكنّ السنوار قد لا يرى هذا الأمر مُناسباً له، فالضغط من جانب لبنان يجب أن يكون أكبر وأكثر بالنسبة له، وهذه الخلاصة تبرز من خلال تحليل ما يُنقل عنه وعن الشروط التي يفرضها وعن الأفكار والطروحات التي يقدّمها من غزة، حيث يتواجد.   لهذا السبب، فإن "حماس" في لبنان تقعُ بين "شاقوفين"، الأول وهو علاقتها بـ"حزب الله" ومسعاها لإثبات وجودها معه عسكرياً من دون الإضرار بمصالحه، والثاني يتصل بإبقاء ارتباطها مع السنوار والالتزام بأي توجيهات قد تأتيها منه عبر قادة آخرين يتواصلون معه.   أمام كل ذلك، يُمكن القول إن "حماس" باتت أمام أزمة مُستجدة داخل لبنان، خصوصاً أن رئيس مكتبها السياسيّ الجديد، أي السنوار، كان يريدُ فتح معركة أكبر من جنوب لبنان ليزيد من شروطه داخل غزة، إلا أن "حزب الله"، الذي يقبع جناح "حماس" في لبنان تحت غطائه، لم يعطهِ ذلك وخصوصاً خلال ردّه يوم 25 آب الماضي.. فمن ستُرضي "حماس" في لبنان إذاً؟ السنوار أم "حزب الله"؟   مصادر مطلعة على أجواء "حماس" أكّدت لـ"لبنان24" إن الأخيرة ملتزمة تماماً بسقفها الممنوح لها في لبنان، وفي الوقت نفسه هي على ارتباط كامل بما يقوله السنوار وما تضعه القيادة السياسية للحركة على صعيد أي ملف.   بدوره، يقول الخبير العسكريّ والإستراتيجي هشام جابر لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" هو الذي "يُدوزن" عمل "حماس" في لبنان، مشيراً إلى أنّ الحركة في لبنان هي التي تُبلغ السنوار بالواقع وتشرحُ له مضامين الميدان هنا، وتابع: "مسؤولو حماس في لبنان هم الذين يعرفون الأوضاع أكثر من السنوار، فالأخير بعيد وفي غزة وبالتالي فإن المذكورين هم الذين يعون تفاصيل الأمور أكثر".   ووجد جابر أن دور حركة "حماس" في لبنان كمرجعية للواقع هنا بالنسبة للسنوار، يمنع حدوث أي انقسامٍ على صعيدها، مشيراً إلى أن مصلحة "حماس" هي في البقاء ضمن كنفِ "حزب الله"، وإن حاولت الحركة الخروج من هذا الغطاء، عندها فإن للحزب أدواته وأساليبه التي تجعل الأمور مضبوطة.   إذاً، تتفهّم "حماس" في لبنان خصوصية "حزب الله" وأهميته بالنسبة لإيران، كما أنها تعلم تماماً خطورة المجازفة بأي حرب شاملة، لأن ذلك سيؤدي إلى إنهاك الحزب وبالتالي خسارة طهران ورقة إستراتيجية كبرى في المنطقة.   على هذا الأساس، تسير الحركة في لبنان، في حين أن السنوار يسعى لزيادة الضغط أكثر واستثمار أي تطور على جبهة لبنان لصالحه.. لكن السؤال الأكبر: إلى أي مدى سيبقى "حزب الله" ملتزماً مع السنوار وشروطه وسط ضغط البيئة الحاضنة عليه بسبب الحرب التي طال أمدها؟ الإجابة المحورية ستظهر لاحقاً وخلال المرحلة المقبلة..
 
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إيران تتوعد بانتقام "مرير ومختلف هذه المرة" ضد إسرائيل بعد مرور 40 يوما على اغتيال إسماعيل هنية
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • الاحتلال يحقق في تسريب وثائق عن حماس تهدف لتشكيل الرأي العام في إسرائيل
  • غالانت ينتظر "خطأ" من السنوار وشقيقه للوصول إليهما
  • إسرائيل.. السلطات العسكرية تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحماس
  • غالانت يتوعد الأخوين السنوار
  • ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية
  • السنوار كابوس إسرائيل المزمن.. رحلة البحث في عقله عبر دوراته الدراسية