تحت العنوان أعلاه، كتبت ايلينا خاريتونوفا، في "إزفيستيا"، متسائلة عن المستفيد من التصعيد حول النيجر وما إذا كانت أوروبا ستفقد نفوذها هناك.
وجاء في المقال: لقد تحولت النيجر اليوم إلى مركز تقاطع للمصالح الاستراتيجية لعدد من اللاعبين العالميين. من أجل فهم ما يحدث بالفعل في القارة الإفريقية، وتحديداً في النيجر، يجب النظر إلى ما هو أبعد من هذه القارة وما يجري فيها اليوم.
لم تكن القرارات الاستراتيجية التي اتخذتها واشنطن في أوائل العقد الأول من القرن الحالي لعرقلة مشروع التنمية الأوروبي تستهدف عاما أو عامين، إنما عقودا قادمة. فالنمو في إنتاج الهيدروكربونات في الولايات المتحدة، والضغط من أجل توريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، والتفاقم المتزايد للوضع بين روسيا والاتحاد الأوروبي، بل وكتلة الناتو كلها، حلقات في سلسلة واحدة.
في الواقع، تحولت أوروبا من فاعل جيوسياسي إلى موضوع للفعل. لقد أُغلق مشروع أوروبا الكبرى، وتم تخفيض إمدادات ناقلات الطاقة من روسيا بشكل حاد.
في ظل هذه الظروف، احتفظت فرنسا، التي تتلقى الكهرباء من محطاتها النووية، بمزايا اقتصادية إلى حد كبير.
يُذكَر أن النيجر توفر ربع إجمالي إمدادات اليورانيوم لدول الاتحاد الأوروبي، وحوالي 40٪ للصناعة النووية الفرنسية. والآن، فرنسا في طريق مسدود.
يمكن القول إن الخطة الاستراتيجية الأمريكية، التي جرى إطلاقها في العقد الأول من القرن الحالي، تسير على ما يرام. فمواقف فرنسا وأوروبا في إفريقيا تضعف بالفعل، وهنا نشهد تزامنا بين قرارات إفريقية داخلية مناهضة للاستعمار ومصالح أمريكية استراتيجية.
بالنسبة لأوروبا، خسارة النيجر في الواقع بمثابة إعلان حرب، لأن الخسائر والضرر الذي يلحق بالاقتصاد الأوروبي بشكل عام واقتصاد فرنسا بشكل خاص يمكن أن يكون كارثيًا. ولا يتعلق الأمر باليورانيوم فحسب، إنما وبالعقبة المحتملة في بناء خط أنابيب الغاز النيجيري- المغربي، وهو بديل لإمدادات الغاز من روسيا ومصمم لدعم الاقتصاد الأوروبي. يجب أن يمر خط أنابيب الغاز هذا عبر أراضي النيجر، وقد تمنع الحكومة الجديدة بناءه ، نظرًا لتوجهها المناهض للغرب.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار النيجر انقلاب عبد الرحمن تشياني
إقرأ أيضاً:
لا خطوط حمراء.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة المدى على روسيا
(CNN)-- قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) نُشرت السبت، إن أوكرانيا يمكنها إطلاق صواريخ فرنسية بعيدة المدى على روسيا "من منطق الدفاع عن النفس".
لم يؤكد بارو ما إذا كانت الأسلحة الفرنسية قد استُخدمت بالفعل. ومع ذلك، قال إنه لا توجد "خطوط حمراء" عندما يتعلق الأمر بدعم باريس لأوكرانيا.
تأتي تعليقات بارو بعد أيام فقط من استخدام أوكرانيا لصواريخ أتاكمز الأمريكية الصنع وصواريخ شادو ستورم البريطانية لضربات بعيدة المدى داخل روسيا للمرة الأولى. في السابق، زوّدت المملكة المتحدة وفرنسا أوكرانيا بصواريخ شادو ستورم لاستخدامها داخل حدودها.
وأطلقت روسيا، الخميس، صاروخًا باليستيًا متوسط المدى جديدًا على منطقة دنيبرو الأوكرانية، فيما قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه رد على استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية وبريطانية بعيدة المدى.