عُمر العامين الرهيب.. 6 خطوات لتمري بهذه المرحلة بسلام
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
يستمتع الآباء والأمهات برؤية أطفالهم وهم يكبرون أمام أعينهم ويكتسبون المهارات الكافية لكي تبدأ شخصياتهم المستقلة في التبلّور. ومع ذلك، قد تكون هذه المراحل الانتقالية مثل كابوس على الوالدين، إذ عادة ما يشعر الطفل مع دخوله في عُمر العامين تقريبا بالارتباك من الأوامر واتخاذ القرارات، فيبدأ الدخول في نوبات عنيفة من الغضب والاستياء.
هذه التغيرات السلوكية يُعرّفها علم التربية والطفولة بـ"مرحلة العامين الرهيبة".
ما مرحلة عُمر العامين الرهيب؟يشير مصطلح "مرحلة العامين الرهيبة" إلى فترة طبيعية في نمو الطفل، وفيها يبدأ الانتقال تدريجيا من طور الاعتماد على البالغين إلى الرغبة في الاستقلال والتعبير عن الذات.
السلوك النموذجي لهذه المرحلة يبدأ غالبا ببلوغه نحو 18 شهرا، ويمكن أن يستمر حتى 4 سنوات (شترستوك)وفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فإن تلك المرحلة تتميز بزيادة النشاط البدني، وزيادة التعبير عن المشاعر، وتقلبات المزاج، ونوبات الغضب.
ورغم أن الآباء يتوقعون أن تحدث هذه التغيرات مع بلوغ الطفل عامه الثاني، فإن السلوك النموذجي لهذه المرحلة يبدأ غالبا ببلوغه نحو 18 شهرا، ويمكن أن يستمر حتى 4 سنوات.
لماذا تحدث؟نظرا إلى أن الرغبات الجديدة في الاستقلالية والتعبير عن الذات تتطور في الوقت الذي لا يزال فيه نمو الطفل العاطفي والدماغي غير مكتمل بعد، وتتزامن مع متغيرات جديدة، بدنية وسلوكية، مثل تعلُّم المشي والكلام وامتلاك الرأي واختبار أطياف متنوعة من المشاعر، يمكن أن يؤدي هذا كله لكثير من الإحباط عند الطفل، ويدفعه لسلوكيات يسيطر عليها الغضب والرغبة في العصيان.
كما أن الطفل يدخل هذه المرحلة، لأن مهاراته اللفظية والجسدية والعاطفية ليست متطورة بشكل جيد، فقد يشعر بالإحباط بسهولة عندما يفشل في التواصل على نحو كاف أو عند أداء أي مهمة. على سبيل المثال:
عندما لا يملك الطفل المهارات اللغوية للإشارة بوضوح إلى ما يريده. عدم امتلاك الصبر الكافي لانتظار دوره أو فهم أبعاد بعض المواقف. المبالغة في تقدير تنسيق اليد والعين لديه، فلا يتمكن مثلا من صب السوائل لنفسه أو التقاط الكرة، رغم رغبته الشديدة في ذلك. متى تعرفين أن طفلك بدأ تلك المرحلة؟العَرَض الأبرز لتلك المرحلة هو بالطبع سلوك الطفل. ونظرا لأن مستويات الإحباط مرتفعة لدى الصغار بطبيعتهم، فمن المرجح ملاحظة ما يلي:
1- المزيد من نوبات الغضب: تتراوح نوبات الغضب من التذمر الخفيف إلى الانهيارات الهستيرية الشديدة. وبالإضافة إلى البكاء في أثناء نوبة الغضب، قد يلجأ طفلك في فترة العامين الرهيبة إلى العنف الجسدي، مثل الضرب، والركل، والعض، ورمي الأشياء.
2- المعارضة والعصيان: يكتسب طفلك مهارات وقدرات جديدة يوميا. ومن الطبيعي أن يرغب في اختبار هذه المهارات والقدرات. قد يؤدي هذا إلى اعتراضه على أشياء كان على ما يرام معها في السابق، مثل الإمساك بيده لعبور الشارع أو مساعدته في ارتداء ملابسه.
ومع اكتساب طفلك مزيدا من الاستقلال، قد يبدأ في الإصرار على القيام بمزيد من الأشياء بنفسه أيضا، سواء كان قادرا من الناحية البدنية على إكمال المهمة أم لا. كما قد يقرر فجأة أنه يريد المساعدة في القيام بأشياء يتقنها بالفعل.
3- تقلبات المزاج: في لحظة قد يكون طفلك سعيدا، وفي اللحظة التالية يصرخ ويبكي ويشعر بالتعاسة. كل هذا نتيجة ثانوية للإحباط الناتج عن الرغبة في القيام بالأشياء بنفسه دون امتلاك المهارات اللازمة لفهمها أو التفاوض عليها.
طرق التعامل المثلى مع طفلكأسهل طريقة للتعامل مع مرحلة السنتين الرهيبة هي الحفاظ على هدوئك، مع وضع النصائح التالية في الاعتبار:
1- الالتزام بالروتين قدر الإمكانيحب الأطفال الصغار القدرة على التنبؤ بما يحدث، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالأمان. لذا، حاولي أن تثبّتي روتين تناول الطعام واللعب والنوم بشكل منتظم.
2- احذري من التعب والجوعيمكن لنا جميعا أن نصاب بالانزعاج عندما نشعر بالتعب أو الجوع الشديد. لذا، احملي معك دوما مجموعة من الوجبات الخفيفة الصحية لتجنب نوبات الجوع، وحاولي ألا تقومي بالمهمات واللقاءات الخارجية قبل وقت القيلولة.
3- امنحي طفلك خياراتمثلا، دعيه يختار إذا ما كان سيتناول الفواكه أم الساندويتشات على الإفطار، أو إذا ما كان يريد ارتداء القميص الأحمر أو الرمادي. فكلما زادت قدرته على اتخاذ القرارات بشأن الأشياء الصغيرة، قل إحباطه.
فقط أوضحي له أنه ليس لديه خيار عندما يتعلق الأمر بالسلامة، لذا، فإن مقعد السيارة مثلا ليس اختياريا -ولكن الكتاب الذي يريد اصطحابه معه في السيارة اختياري.
4- اختيار أنسب الوسائل لتشتيت الانتباهاحرصي على وضع عدة خيارات يمكنها تشتيت طفلك عن الدخول في نوبة من نوبات الانهيار العصبي، على سبيل المثال يمكن للعبته المفضلة أو الانخراط معك في نشاط محبب، مثل "الاستغماية" (الغميضة) أو حتى مشاركتك في المطبخ، أن تصنع فارقا ضخما في مزاجه العام.
نوبات الغضب جزء من سلوك الأطفال الصغار الطبيعي حتى بلوغ سن 4 أو 5 سنوات (شترستوك) 5- اختاري معارككإن قول "لا" لكل طلب يمكن أن يجعل طفلك يشعر بأنه لا يتم سماعه، لذا استسلمي أحيانا، في حدود المعقول. فقط لا تستسلمي للمطالب في أثناء نوبة الغضب، ولكن بعد أن يهدأ.
6- الثناء على سلوكه الحميدلاحظي طفلك عندما يتصرف بشكل جيد، وامنحيه الثناء على ذلك، قولي "شكرا لك على طلبك اللطيف واستخدام كلماتك، بدلا من البكاء والصراخ"، أو "لقد كنت صبورا جدا عندما كنا ننتظر في الطابور. شكرا لك، الآن يمكننا الذهاب للعب"، لأن هذا من شأنه أن يعلّمه السلوكيات الصحيحة، ويساعده تدريجيا في إدارة مشاعره والتعبير عن نفسه بشكل واضح.
هل يعاني طفلك مشاكل سلوكية؟رغم أن نوبات الغضب جزء من سلوك الأطفال الصغار الطبيعي حتى بلوغ سن 4 أو 5 سنوات، فإنه تجب استشارة طبيب الأطفال المتخصص إذا كانت نوبات الغضب شديدة جدا، أو استمرت لمدة 15 دقيقة أو أكثر، أو انطوت على إيذاء الطفل نفسه ومن حوله، وذلك للتأكد من أنه لا يعاني أي مشاكل سلوكية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه المرحلة نوبات الغضب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
10 نصائح أساسية لسلامة طفلك على منصات الألعاب
في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه الالعاب الالكترونيه ممتعة ومفيدة للأطفال في بعض الحالات، يمكنها أيضًا أن تشكل مخاطر على صحتهم البدنية والعقلية والاجتماعية، ولضمان تجربة آمنة وممتعة لهم على منصات الألعاب ينبغي التقيد ببعض النصائح.
أبرز المخاطر
وهناك العديد من المخاطر المرتبطة بالألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال وتتضمن:
الإدمان على الألعاب: يمكن أن يؤدي اللعب المفرط إلى الإدمان؛ ما يترتب عليه قضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام الشاشات على حساب النشاطات الأخرى مثل الدراسة أو التفاعل الاجتماعي أو ممارسة الرياضة. وهذا قد يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
التأثير على الصحة البدنية: الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة، وضعف البصر، وآلام في الظهر والعنق نتيجة للوضعية غير الصحيحة أثناء اللعب. كما قد تؤدي الألعاب إلى قلة النشاط البدني، وهو أمر ضار لنمو الأطفال.
التأثير على الصحة النفسية: بعض الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف قد تؤدي إلى زيادة مستويات القلق أو التوتر عند الأطفال. وهناك أيضًا بعض الدراسات التي تشير إلى أن الألعاب العنيفة قد تؤدي إلى زيادة العدوانية في سلوك الأطفال.
التأثير على العلاقات الاجتماعية: عندما يفرط الأطفال في اللعب على الإنترنت أو في ألعاب الفيديو، قد يصبحون منعزلين اجتماعيًا؛ ما يقلل من تفاعلهم مع الأصدقاء والعائلة. كذلك قد يعانون من قلة المهارات الاجتماعية، وصعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.
التعرض لمحتوى غير لائق: بعض الألعاب الإلكترونية قد تتضمن تفاعلات مع لاعبين آخرين من مختلف الأعمار والثقافات. وهذا يعرض الأطفال لخطر التعرض لمحتوى غير لائق، مثل العنف أو الألفاظ البذيئة، وقد يتعرضون أيضًا للتهديدات أو التنمر عبر الإنترنت.
مشاكل النوم: اللعب المتأخر ليلًا أو التعرض للأضواء الزرقاء من الشاشات قد يؤدي إلى مشاكل في النوم، مثل الأرق؛ ما يؤثر على صحة الأطفال النفسية والبدنية.
الانعزال عن التعليم: عندما يركز الطفل بشكل مفرط على الألعاب الإلكترونية، قد يقل اهتمامه بالدراسة أو الأنشطة الأخرى المفيدة مثل القراءة أو تعلم مهارات جديدة؛ ما يؤثر على تحصيله الأكاديمي.
تقليل المخاطر
من خلال اتخاذ بعض التدابير، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالألعاب الإلكترونية وضمان تجربة آمنة ومفيدة للأطفال. ومن أبرز ما يمكن القيام به:
تحديد وقت اللعب: من المهم تحديد وقت محدد للأطفال للعب بالألعاب الإلكترونية. ويمكن استخدام أدوات لضبط وقت اللعب على الأجهزة.
التحقق من تصنيف الألعاب: تأكد من أن الألعاب التي يلعبها الطفل مناسبة لعمره وتوفر محتوى تعليميًا أو ترفيهيًا آمنًا. مع العلم أن معظم منصات الألعاب توفر تصنيفات عمريّة توضح محتوى اللعبة، مثل العنف أو الكلمات غير المناسبة.
مراقبة الأنشطة عبر الإنترنت: يجب أن يتواصل الأهل مع الأطفال حول نوعية الأشخاص الذين يتفاعلون معهم عبر الإنترنت.
تشجيع الأنشطة البديلة: تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة أو القيام بأنشطة أخرى تسهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعقلية.
تفعيل الرقابة الأبوية: استخدام الأدوات المتاحة على الأجهزة للحد من الوصول إلى محتوى غير مناسب.
مراقبة التفاعلات: في حال كان الطفل يلعب ألعابًا عبر الإنترنت مع لاعبين آخرين، يجب مراقبة تفاعلاته. وينصح بالتحقق من المحادثات النصية أو الصوتية للتأكد من عدم تعرض الطفل للتنمر أو محتوى غير لائق.
إعداد كلمة مرور: من الأفضل أن تكون حسابات الأطفال محمية بكلمة مرور لضمان عدم الوصول إلى الألعاب أو المحتويات غير المناسبة.
التعليم والتوعية: تحدّث مع الأطفال عن كيفية حماية خصوصيتهم أثناء اللعب عبر الإنترنت، مثل عدم مشاركة معلومات شخصية أو كلمات المرور مع الآخرين.
الابتعاد عن الألعاب العنيفة: يُفضل أن يتجنب الأطفال الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف أو محتوى غير لائق؛ لأن هذه الألعاب قد تؤثر على سلوكهم وتفكيرهم.
مراجعة بيانات الخصوصية: تأكد من أن إعدادات الخصوصية في منصات الألعاب تضمن حماية الطفل من الوصول إلى محتوى غير لائق أو تفاعل مع غرباء.
ومن خلال اتباع هذه الإجراءات، يمكن ضمان تجربة آمنة وممتعة للأطفال على منصات الألعاب.
إرم
إنضم لقناة النيلين على واتساب