لأول مرة وزير الخارجية الأميركي يتصل بالبرهان وبيان الخارجية يصدر بصفة “رئيس مجلس السيادة” وليس قائد القوات المسلحة. مجرد وجود من يُلاحظ الأمر ونقله “كأول مرة” فدة بيعني إنه تطور، لكن هل ثمن الاعتراف برئيس مجلس السيادة هو التخلي عن مطلوب تنفيذ اعلان جدة!؟ هل مجرد الاتصال يعني تغيّر في السياسات؟ هل لو اتصل بايدن أو هاريس المرة القادمة سيطرحوا الاستسلام؟!

هل كُنّا محتاجين نقعد ١٥ شهر حتى يحصل الأمر دة؟ أم مفروض يكون الطبيعي من أول يوم؟! لازم نحاول نفهم التطور دة بيخدم منو، وهل هو جاي في سياق محاولة الأميركان تقديم ترضية للبرهان في شخصه عشان يمشي جنيف؟ ولا محاولة لحرف النقاش عن دعوة جنيف للاتجاه الخاطئ؟ وبدل ما يكون النقاش عن الشكل والمحتوى، يصبح النقاش عن الشكل فقط؟ ولا دة تغير استراتيجي؟.


النقاط التالية هي أفكار أولى:

– حسب بيان الخارجية الأميركية ما تزال دعوة المنبر موجهة للقوات المسلحة في مقابل مليشيا الدعم السريع، وليس للحكومة السودانية، فما معنى الاعتراف برئيس مجلس السيادة بدون الاعتراف بالحكومة التي يرأس مجلس سيادتها؟! هل ذلك مجرد جزرة تُلقى لبرهان في شخصه؟! هل ما يزال البرهان عند موقفه برفض مشاركة الإمارات في أي منبر تفاوضي؟!

– مشكلة دعوة منبر جنيف الأساسية انها منبر جديد بالكُليّة تقوم عليه الولايات المتحدة بدون المملكة العربية السعودية، رغم محاولة بيان الخارجية الأميركية وضع نص تهويمي عن “البناء على عمليات جدة” دون ذكر اعلان المبادئ نصّاً، ورغم محاولة المبعوث الأميركي تسويق جنيف بالأمس مع سعد الكابلي وتسميتها “جدة ٣”، وهو منبر يعلم المبعوث وغيره بأنه لا علاقة له بمنبر جدة. سعي الولايات المتحدة لإنشاء منبر جديد تنفرد بإدارته وبدون أي مرجعيات تفاوضية واضحة. هل هذا التنازل يُراد به محاولة لإدخال السودانيين في نموذج فلسطيني يصبح التفاوض لأجل التفاوض وبدون أي مرجعيات، وتنعقد الجولات وتنفض لأنها صارت سوقاً سياسياً لذاتها؟

– الولايات المتحدة لأول مرة منذ ١٥ شهراً تعترف برئيس مجلس السيادة، وبالتأكيد ليس لأنها اكتشفت ذلك اليوم، بل لأنها في حوجة لانعقاد منبر جنيف بعد فشلها في التأثير على مسار الحربين الأخريتين في العالم -غزة وأوكرانيا- ولذلك فهي تسعى لتقديم أقل حدّ ممكن من التنازلات للسودان، وتحصد مقابله أكبر قدر من المكاسب السياسية خصوصاً عشيّة انتخاباتها الرئاسية، وما نقل المنبر لسويسرا إلا لكثافة التركيز الإعلامي غير المتوفر في جدة.

– الحكومة السودانية صنّفت مليشيا الدعم السريع كقوة إرهابية بعد حلّها وإلغاء قانونها، فليس هناك أي مبرر للقبول بإنشاء منبر تفاوض جديد، ويجب الاكتفاء بضرورة الضغط للإيفاء بمقررات منبر جدة وإعلان مبادئ ١١ مايو ٢٠٢٣ قبل المُضي في أي خطوات أخرى.

– لا يجب بأي حال السماح لأي طرف داخلي -قحت/تقدم- أو الخارجية -الولايات المتحدة- أن تقوم بحصر قضية وطنية كهزيمة غزو مليشيا أبوظبي وتجاوز تحدي بقاء الدولة والسيادة الوطنية في طابعها الإنساني. تحاول الولايات المتحدة وقحت/تقدم تصوير الحرب في السودان كمأساة إنسانية فقط، ويسكتون، هي مأساة إنسانية ومعاناة لأهلنا وأحبابنا واصدقائنا ولا شك، ولكن لا يجب السكوت دون الخوض في أسبابها من الفاعلين والداعمين المحليين والخارجيين.

– لماذا يجب أن نقبل العودة للتفاوض مع “الضنب” بعد ان بدأ مسار مع “صاحب الضنب”!؟
احمد شموخ

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مجلس السیادة

إقرأ أيضاً:

البرهان يلتقي وفد المحفظة السامرائية الأمريكية برئاسة القس فرانكلين غراهام

استقبل السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان اليوم بمكتبه وفد منظمة المحفظة السامرائية بالولايات المتحدة الأمريكية برئاسة القس فرانكلين غراهام، بحضور السفير د.علي يوسف وزير الخارجية والفريق الركن الصادق إسماعيل محمود رئيس اللجنة الوطنية المشتركة للطوارئ الإنسانية.وقدم الوفد في مستهل اللقاء، شكره لرئيس المجلس السيادي ولحكومة السودان على التنسيق المحكم والتسهيلات التي قدمتها من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها في جنوب كردفان.وأعرب الفريق أول الركن البرهان عن تقدير حكومة السودان لجهود المحفظة السامرائية التي تعمل في السودان منذ سنوات طويلة، والتي إمتد جهدها لإنشاء مستشفيات في القضارف وهمشكوريب.وقال الفريق الركن الصادق إسماعيل محمود رئيس اللجنة الوطنية المشتركة للطوارئ الإنسانية في تصريح صحفي أن اللقاء يأتي في إطار الرؤية الإستراتيجية التي إعتمدتها حكومة السودان بشأن العون الإنساني، والتي شدد فيها رئيس مجلس السيادة على أن موقف السودان ثابت في التعامل مع متطلبات الشأن الإنساني دون أي أغراض سياسية أو إعلامية وان منطلقاتها هي تقديم المساعدات للمواطنيين السودانيين دون تمييز للون أو عرق أو منطقة أو دين.من جانبه أعرب القس فرانكلين غراهام، الرئيس التنفيذي لمنظمة المحفظة السامرائية بالولايات المتحدة الأمريكية عن سعادته بزيارة السودان مشيداً بمجهودات الحكومة السودانية في تسهيل إنسياب المساعدات الإنسانية للمحتاجين .مبينا أن منظمة المحفظة السامرائية ظلت تعمل بالسودان لمدة ٣٠ عاماً وتقدم خدماتها في كافة أنحاء البلاد وأضاف أن اللقاء تطرق للأنشطة والبرامج التي يمكن أن تقدمها المنظمة في المستقبل في مختلف القطاعات لاسيما القطاع الصحي مشيراً إلى التعاون المثمر بين المنظمة ووزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية.وأوضح القس فرانكلين أن اللقاء كان فرصة لتبادل الأفكار والرؤى بشأن العمل الإنساني.معرباً عن أمله في أن يحظى السودان بمزيد من الدعم خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها.وقال أنه سينقل ما لمسه خلال هذه الزيارة للجهات والمؤسسات الأمريكية حتى تضطلع على التحديات التي يواجهها السودان في الشأن الإنساني وعبر عن تمنياته في إعادة الارتباط بين الإدارة الأمريكية وحكومة السودان وذلك لخدمة المصالح المشتركة للبلدين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا تفاوض ولن نعود إلى منبر جدة مرة أخرى – فيديو
  • البرهان يتخذ خطوة مفاجئة تجاه منبر جدة
  • البرهان يلتقي وفد المحفظة السامرائية الأمريكية برئاسة القس فرانكلين غراهام
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الملف السوري يبدو أنه ليس على قائمة أولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أن السؤال حول وجود اتصال مع إدارة ترامب يجب أن يوجه لهم، سوريا بابها مفتوح للتواصل
  • الخارجية الأمريكية تعلن إلغاء التأشيرات والبطاقات الخضراء لمؤيدي حماس
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام يؤكد ضرورة ترقية علاقات السودان الخارجية
  • رئيس مجلس القيادة يستقبل سفير الولايات المتحدة الاميركية
  • البرهان يؤكد ضرورة ترقية علاقات السودان الخارجية
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع
  • المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا