يمانيون – متابعات
فاقم سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم الثلاثاء من أوجاع العدو الصهيوني.

ووجه السيد حسن الكثير من الرسائل سواء للداخل اللبناني، أو للخارج، شارحاً بالحقائق الدامغة حقيقة المشروع الصهيوني من عدوانه المتواصل على غزة، والطبيعة الإجرامية التي تريد قتل كل الفلسطينيين، ولو كان حتى بإلقاء القنبلة النووية.

أكد السيد حسن نصر الله على حتمية الرد الكبير والموجع، وقال: “إن رد حزب الله آت، وسيكون قوياً وفاعلاً، أيا تكن العواقب”، منوهاً إلى أن حزب الله “قد يرد وحده، أو ضمن رد جامع من محور المقاومة”، في إشارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية والقوات المسلحة اليمنية.

ولفت إلى أن قادة حزب الله واليمن وإيران “ملزمون بالرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف: “سنرد ولكن بتأن وروية والانتظار الإسرائيلي هو جزء من العقاب”، في تأكيد على أن تأخر الرد هو جزء من الاستراتيجية التي تهدف لإيقاع أكبر وجع للعدو الصهيوني الغاصب، في حين أوضح نصر الله ذلك بقوله: إن “إسرائيل كلها اليوم تقف على قدم ونصف، وحالة الانتظار اليوم هي جزء من المعركة”.

و ألمح السيد نصر الله إلى بعض من ملامح الرد، قائلاً :” إن “المصانع الإسرائيلية في الشمال يمكن تدميرها في ساعة واحدة”، مضيفاً “ما يملك العدو من مقدرات في الشمال يمكن استهدافها في أقل من نصف ساعة”، وهنا رسائل توحي بأن الرد اللبناني لن يقتصر على الشمال، فحسب وإن كانت الضربة مدمرة وواسعة، وأن الحزب سيتجاوز ردعه تصورات وتوقعات العدو الصهيوني.

وأكد أن “حساب العدو في الذهاب إلى حرب واسعة معقدة، وعندما يريد الذهاب إلى حرب لا يحتاج إلى ذريعة”، موضحاً أن العدو الصهيوني هو من اختار التصعيد مع لبنان وإيران ومن قبلهما اليمن.

وفي هذا الصدد اختتم نصر الله رسائله بقوله “ردنا آت إن شاء الله.. ردنا آت وسيكون قوياً وفاعلاً”.

العدو الإسرائيلي في وضع أصعب

وفي سياق متصل دعا الأمين العام لحزب الله “المقاومة في غزة والضفة إلى المزيد من الصبر والصمود”، موجهاً دعوته أيضا إلى “جبهات الإسناد بالاستمرار في العمليات كما في الأشهر الماضية”.

وشدد على أن “اغتيال كيان الاحتلال للشهيدين القائدين، السيد فؤاد شكر وإسماعيل هنية، يجب ألا يغطي على المشهد، من أجل إظهار أن إسرائيل منتصرة”، متبعاً حديثه بالقول: “لا شك أن استشهاد القائد إسماعيل هنية خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني ومحور المقاومة لكن هذا لا يضعفنا ولا يهزنا والدليل تصاعد المقاومة”، مشيراً إلى أن اغتيال القائدين جعل العدو الصهيوني في وضع أصعب.

وتابع حديثه: “اغتيال القائدين شكر وهنية لا يغير في طبيعة المعركة، وجعل ذلك وضع العدو أصعب، فعمليات الضفة تصاعدت والهجرة العكسية ارتفعت إضافة لضرر على كافة الأصعدة”، مردفاً بالقول “نحن في معركة لها أفق”.

ووجه نصر الله دعوته للشعب اللبناني، مطالباً بإدراك حجم المخاطر القائمة، ولا يجب على أحد الخوف من انتصار المقاومة”، مضيفاً “من لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعننا في الظهر”.

مخططات العدو ومخاطر انتصاره

وعلى صعيد متصل أكد السيد نصر الله أن “نتنياهو لا يريد وقفاً للحرب، ولإطلاق النار، ويصر على ذلك في كل الصفقات”.

وقال: “نتنياهو يريد إخضاع غزة والسيطرة الأمنية المطلقة عليها والإسرائيلي لا يقبل دولة فلسطينية حتى في غزة”، مضيفاً: “الضفة ُتقصف بسلاح الجو والمسيرات والمشروع هناك هو توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن وضمها رسميا”.

واستطرد: “الإسرائيلي يقول للجميع وللمجتمع الدولي إنه لا توجد دولة فلسطينية.. لم يحصل أي تقدم سياسي منذ 31 عاماً منذ أن تم عقد “اتفاق أوسلو””.

ونوه أمين عام حزب الله إلى أن “الكلام الأميركي عن دولة فلسطينية هو نفاق وكذب”، مؤكداً أن “الدفاع الأميركي عن “إسرائيل” مؤشر على أنها لم تعد كما كانت من حيث القوة والهيبة”، موضحاً أن “الاحتلال يستعين بالولايات المتحدة ودول غربية لحمايته لأنه ليس قادرا على حماية نفسه”.

وحذر نصر الله من أن “انتصار حكومة نتنياهو في غزة والضفة يعني أن المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية سيكونان في خطر كبير”.

وبين أن “المشروع الحقيقي لنتنياهو وحلفائه هو جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين”، مشدداً على أن “الخطر الإسرائيلي اليوم لا يواجه بالخوف والخضوع”، موضحاً أن “هدف هذه المعركة هو منع “إسرائيل” من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية”.

حياة الشهيد الراحل فؤاد شكر

وكان السيد نصر الله قد عرّج في مستهل خطابه على مناقب الشهيد فؤاد شكر “السيد محسن” وأدواره الجهادية العظيمة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني.

وقال نصر الله إن “السيد الشهيد فؤاد شكر، شارك في كل المعارك الأساسية في المقاومة في موقع القيادة والفعل”.

وأضاف أن الشهيد شكر كان من صناع النصر في عام 2000 وكانت غرفة العمليات الأساسية في عهدته خلال حرب تموز 2006″، منوهاً إلى أن السيد محسن كان يتواجد ليلاً ونهاراً في غرفة العمليات منذ اليوم الأول لـ”طوفان الأقصى”، ما يؤكد دوره المحوري في هذه المعركة التاريخية.

وأوضح أن “السيد الشهيد كان يصنع الرجال وكان مؤثراً في المحيط الذي يعمل فيه، والكثير من الشهداء هم من تلامذته”، متبعاً حديثه: “خسارتنا كبيرة جداً باستشهاد السيد محسن، ولكن هذا لا يهزنا على الإطلاق ولا يجعلنا نتردد أو نتوقف”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی السید حسن فؤاد شکر نصر الله حزب الله على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها

كتب: معن بن علي الدويش الجربا

عبر التاريخ قرأنا وسمعنا عن قصص وملاحم لانتصارات حققتها شعوب مستضعفة على قوى عالمية استعمارية عظمى، رغم ما تملكه هذه القوى من فائض جبار للقوة وفارق مهول في التسليح والتكنولوجيا، ولكن ما أن يتحقق هذا الانتصار حتى يبدأ العد العكسي باتجاة الضعف لهذه المقاومة تدريجيا مع مرور الزمن، فيغتنم العدو الفرصة السانحة للانقضاض عليها من جديد.. فكيف يحدث هذا؟!

لا يمكن أن تحقق الشعوب المستضعفة انتصارات على القوى العالمية الاستعمارية الكبرى إلا إذا توافرت عدة شروط. الشرط الأول (الحق) وهو شعور هذا الشعب المستضعف بأنه صاحب حق، حيث إن هذا الشعور يكسبه قوة معنوية عالية. الشرط الثاني (التضحية) وهو إمكانية هذا الشعب للتضحية، وعادة ما تكون هذه الإمكانية في أعلى درجاتها في الحالات الإيمانية الدينية. الشرط الثالث (مبدأ: ليس لدي ما أخسره)، وهي معادلة ترسلها هذه الشعوب المستضعفة للقوى العالمية بأنكم تخسرون أكثر مما نخسر، لأننا ليس لدينا ما نخسره. الشرط الرابع (الصبر)، حيث إن القوى العالمية لا تتأثر بالخسائر إلا على المدى الطويل.

إذا توفرت هذه الشروط، فإنه في الأغلب تستطيع هذه الشعوب المستضعفة تحقيق النصر على المستعمر، ولكن مع مرور الوقت يتغير شرط من أهم الشروط في معادلة النصر، الذي ذكرناها أعلاه وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). فعادة، بعد أن تحقق هذه الشعوب المناضلة النصر، تبدأ بعملية بناء الدولة والمجتمع وتحقق نهضة في جميع المجالات: اقتصادية وعمرانية وغيرها. ومن هنا، تعود القوى العالمية الاستعمارية للانقضاض مرة أخرى على هذا الشعب حيث إن هذا الشعب أصبح لديه ما يخسره، وسوف يضطر أن يفاوض.

بعد شرح النظرية، فمن الجيد العودة للواقع اليوم، وهو ما يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية، وخصوصا محور المقاومة. لا شك أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شكل تحولاً استراتيجياً في نظرية المقاومة ضد الكيان المحتل، حيث تحولت المقاومة من حركات نضال قومي عربي علماني، تمثلت في الحركة الناصرية في مصر والحركة القومية في سوريا والعراق، إلى حركة نضال عربي إسلامي، حيث اجتمع العنصر القومي بالعنصر الإسلامي، فأكسب المحور قوة فولاذية صلبة ليس من السهل كسرها، بعكس حركات النضال العلمانية.

سنلاحظ بعد عام 1979 انطلقت حركات المقاومة الإسلامية في الوطن العربي، خصوصاً في فلسطين ولبنان، وهو نتاج انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبذلك تشكل محور عربي إسلامي حقق نجاحات وانتصارات مذهلة خلال ما يقارب نصف قرن تقريباً.

بعد الانتصارات التي حققها هذا المحور، انطلقت التنمية في كل المجالات، وحقق هذا المحور تقدماً كبيراً في التنمية، لدرجة أن العدو بدأ يراهن على هذا الشرط الذي ذكرناه سابقاً، وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). حيث بدأ العدو يلوح بتدمير كل التنمية التي حققها محور المقاومة خلال النصف قرن الماضية، وهنا مربط الفرس وهنا تهزم المقاومات في العالم.

بالتأكيد، من المهم جداً أن تحافظ الشعوب على مكتسباتها من التنمية والتقدم الحضاري، ولكن عندما يحاول العدو استغلال ذلك كنقطة ضعف، فمن المهم إيصال إشارات قوية وحقيقية للعدو بأننا على استعداد أن نعود لنقطة الصفر لنبدأ النضال من جديد، كما فعلنا سابقاً، ونعيد معادلة (سوف تخسرون أكثر مما نخسر). عندها فقط سوف يفكر العدو ألف مرة قبل أن يهاجم، لأنه يعرف أن العودة للمعادلة السابقة سيكون هو الخاسر الأكبر فيها.

الخلاصة منطقتنا تمر بمرحلة مصيرية ووجودية، واذا لم يشعر العدو بأننا على استعداد تام لدفع اي ثمن مهما كان لتحقيق النصر فإنه سيقدم على تنفيذ خطته لتدميرنا.. انا لا اشك مطلقا أن منطقتنا العربية والإسلامية ستنتصر إذا حققت هذه المعادلة، بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.

مقالات مشابهة

  • ارتقاء 23 شهيداً جراء غارات العدو الصهيوني على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • من (وعي وقيم ومشروع) كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ ..
  • حين يُستهدف الرأس: إيران ومصير مشروع المقاومة
  • أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها
  • أبرز رسائل مؤتمر الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي
  • العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات واقتحامات في الضفة
  • عبد الرزاق مقري: إنهاء المقاومة سيؤدي لتغوّل اليمين الصهيوني على العرب
  • أبرز رشقات المقاومة الصاروخية منذ استئناف الحرب على غزة
  • خبير عسكري: هذه رسائل رشقة المقاومة الصاروخية الأكبر منذ أشهر
  • روجت لـ«حق إسرائيل في الرد».. بلاغ للنائب العام يتهم داليا زيادة بالتخابر ودعم الكيان الصهيوني