شهادات أسرى مقدسيين عن التعذيب في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
تحت عنوان "أهلا بكم في جهنم"، أصدرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية تقريرا يوثق التغيّر الذي طرأ على ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر.
تضمن التقرير 55 شهادة لأسرى فلسطينيين من الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة تعكس "الظروف اللاإنسانيّة في السّجون الإسرائيليّة" نستعرض منها 3 شهادات لأسرى مقدسيين.
ووفق المنظمة الإسرائيلية، هناك "شبكة معسكرات هدفها الأساسيّ التنكيل بالبشر المحتجزين داخلها، فكلّ من يدخل أبواب هذا الحيّز، محكوم بأشدّ الألم والمُعاناة المتعمّدين وبلا توقّف".
تغطية صحفية| أسير فلسطيني في شهادة عن التعذيب الذي تعرض له: نقلونا إلى سجن مجدو بين حيفا وجنين وعندما نزلنا من الحافلة، قال لنا أحد السجّانين: "أهلا بكم في جهنم". pic.twitter.com/94e8KuPgei
— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) August 6, 2024
تعرية وصفعفي شهادة للمنظمة الحقوقية، يقول "ز.أ" عن ساعات اعتقاله يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول "لم يجلبوا لي طعاما، وكنت جائعا وعطشانا.. كنت أسمع صُراخ وبكاء أناس يبدو أنهم يتعرضون للضرب".
ولدى دخوله المعتقل، يضيف "فتشوني وأخذوا خاتم الزواج، وألقوه في سلة القمامة مع ورقة الأمانات التي تثبت مصادرة أموال منّي أثناء اعتقالي. بعد ذلك أمروني بأن أخلع ملابسي وفتشوني عاريا، السجان الذي أجرى التفتيش كان يصفعني كلما خلعت قطعة من ملابسي".
وتابع الأسير الذي أفرج عنه نهاية مارس/آذار "عندما خلعت نعلي أخذهما (سجان) وضربني بهما على رأسي بقوة آلمتني كثيرا. كان هناك سجّان آخر، هو أيضا ضربني أثناء التفتيش، الذي استمر نحو 5 دقائق".
وعن الوضع داخل غرف سجن النقب، يقول "كانوا يجرون العدّ (إحصاء الأسرى) 3 مرات يوميا، وفي أثناء ذلك يأمروننا أن نقف ووجوهنا نحو الحائط. في كل عدّ كان السجانون يضربوننا ويهينوننا: صفع، ركل، ضرب بهراوات حديدية وخشبيّة".
وأشار الأسير إلى مصادرة نسخ القرآن الكريم، موضحا أنه "إذا حدث أن عثر السجانون على قرآن أثناء التفتيش كانوا يُلقونه أرضا ويدوسونه بأقدامهم. صادروا أيضا سجاجيد الصلاة والمسابح، ومنعوا الصلاة بأي شكل الجماعية منها والفرديّة. كان ممنوعا علينا أن نصلّي بصوت مرتفع".
ويتابع "ز.أ" في إفادته "منعنا من غسل ملابسنا أو استبدالها، تفشت أمراض جلديّة لدى جزء من الأسرى، بعضهم عانى أيضا من البواسير، نتيجة الإمساك الناجم عن قلّة المياه واضطرارنا لاستخدام المرحاض فقط خلال السّاعة التي توفّرت فيها المياه. كما أن مشكلة الإمساك تفاقمت نتيجة التغذية الرّديئة نوعيّا وكميّا، مما سبّب للأسرى أمراضا معويّة".
ولخص الأسير المقدسي تجربته التي استمرت بالقول "أمضيت من قبل في السّجن 7 سنوات، ولكن لم أمرّ بمثل هذا الإذلال، لم أتعرّض لمثل هذا الاضطهاد ولم أشهد مثل هذا المسّ بكرامة الإنسان".
ضرب وانتهاك للخصوصية
وعن تجربتها، تقول الأسيرة "ن. ح" -التي اعتقلت عام 2021، وأفرج عنها في فبراير/شباط 2023- إن بداية المعاناة كانت في 7 أكتوبر "اقتحم زنزانتي أنا و5 سجينات أخريات نحو 20 سجّانا يحملون الهراوات وأخذوا يضربوننا لمدّة نصف ساعة تقريبا (…) صادروا منّا كل شيء كان لدينا في الزنازين: مراوح، أباريق كهربائيّة، طعام وما شابه. وقطعوا الكهرباء عن جميع الزنازين".
وتحدثت الأسيرة عن اقتحامات يومية متكررة لزنازين الأسيرات "دخل السجّانون إلى الزنزانة، ضربونا على رؤوسنا من الخلف ورشّوا كميات من رذاذ الفلفل في الزنزانة، وبدأنا جميعا نختنق. كما قاموا بتقييد أيدينا بأصفاد معدنيّة".
وتشير إلى أن اقتحامات الزنازين كانت تحدث قبل 7 أكتوبر، لكنها بعد ذلك التاريخ تتم "من قبل الرجال وتشكل انتهاكا فظّا للخصوصيّة (حيث) السجينات بدون غطاء للرأس وبملابس غير محتشمة".
وتنقل الأسيرة السابقة عن أحد السجانين قوله إنّهم حصلوا على الضوء الأخضر لفعل كلّ ما يريدونه بالسجناء في السجون.
وعن الطعام، تقول "حتى 7 أكتوبر كان المتّبع أن تطبخ السجينات لأنفسهن، وأن يوزّعن الطعام على الزنازين. لكن بعد ذلك، وكجزء من السياسة العقابيّة، مُنعنا من الطهي. وبدلا من ذلك، قدّمت لنا إدارة السجن طعاما فاسدا، مثل الخبز المُعفّن (…) كنتُ جائعة جدا لدرجة أنني حاولتُ إزالة العفن عن الخبز وأكله".
كما أشارت إلى انعدام زيارات الأهل والمحامي ووقف جميع العلاجات الطبيّة.
وضع كارثي
وفي شهادته، يقول الأسير "ص.ب" والذي اعتقل في أبريل/نيسان 2021 وأفرج عنه في مارس/آذار 2024 "بعد 7 أكتوبر 2023 أصبح الوضع في السجون كارثيا مقارنة بما مررتُ به من قبل. كانت إدارة السجن تعاقبنا بشكل جماعيّ على نحو دائم".
وأضاف "كان لكلّ سجين 3 دقائق كحدّ أقصى للاستحمام كل 3 أيام، لم يعد يسمح لنا بالخروج للشمس، أصبتُ أنا بفطر الأظفار، وكان العلاج الوحيد الذي تلقّيته هو الأكامول".
وتابع "كنّا معتمدين بشكل كامل على الطعام الذي وفّرته لنا إدارة السجن، الطعام سيئ ولم يتمّ طهيه كما ينبغي. حصلنا في وجبة الغداء على 3 ملاعق كبيرة من الأرز نصف المطبوخ فقط لكلّ سجين، وعلى حساء حارّ بدون طعم، وأحيانا على ملعقة صغيرة من التونة أو كوب من حبّات الذرة الساخنة بدون أيّ ملح أو بهار، وبيض نصف مسلوق رائحته كريهة".
وتابع "صادروا جميع الأجهزة التي كانت موجودة في الزنازين: التلفزيونات، الأباريق الكهربائيّة، البلاطات الكهربائيّة، المدافئ والمراوح، الوسائد، الشراشف، البطانيّات ومُلاءات الفرشات. لم يتركوا سوى بطانيّة واحدة لكلّ سجين".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 39 ألفا و653 فلسطينيا وإصابة 91 ألفا و535.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بتعليمة مصنفة “سري للغاية”.. أوامر فرنسية بتعميم التعذيب ضد الشعب الجزائري
كشفت يومية “ميديا بارت” الفرنسية اليوم الأحد أن التعذيب الذي مورس ضد الشعب الجزائري خلال ثورة التحرير الوطني كان قد عمم بموجب تعليمة للجنرال المجرم راوول سالان مصنفة “سري للغاية”, وجهت إلى جميع الضباط السامين لجيش الابادة الفرنسي.
وأشار التحقيق المعنون: “حرب الجزائر: أوامر عسكريين لتعميم التعذيب”, والذي استند إلى وثيقة أرشيفية مؤرخة في 11 مارس 1957 إلى أن “التعذيب قد أمرت به القيادة العسكرية الفرنسية في الجزائر بموافقة السلطة السياسية”.
وأضافت الوسيلة الاعلامية أنه “بعد تجربته (التعذيب) في الجزائر العاصمة سنة 1957 أوصى الجنرالات بتعميمه”.
وذكر صاحب التحقيق فابريس ريسيبوتي بشكل واضح وصريح اسم الجنرال راوول سالان, كونه صاحب التعليمة والتي كان موضوعها “استنطاق المشتبه بهم”.
وأضاف الصحفي ذاته, ان هذه المذكرة تبرر اللجوء الى التعذيب “بالتجارب الأخيرة المجراة في بعض المناطق حيث أبرزت الفائدة التي يمكن تحقيقها خاصة في المدن عبر عمليات الاستنطاق الشديدة والتي يتم استغلالها على الفور”.
كما اشارت الوثيقة إلى أن قادة الفرق العسكرية والفيالق ومصالح أقاليم الجنوب مطالبين حسب “هذه المذكرة الملزمة” بتنفيذ الأوامر في الوحدات التي يشرفون عليها في كل الجزائر والقيام بذلك “شفهيا”, حيث تم اسداء التعليمات “بعدم نشر هذا الأمر الشخصي كتابيا بأي شكل من الأشكال”.
وأكد صاحب التحقيق ” تلك هي الحال بالنسبة للعديد من تعليمات الجنرال سالان غير أن هذه التعليمة بالتحديد كان من الصعب كشفها” مشيرا إلى ” تمويه لغوي محكم” قبل أن يوضح أن المذكرة قد تضمنت علاوة على استجواب “المشتبه بهم”, ” طريقة الاستنطاق”.
من جهة أخرى, أشار التحقيق أيضا إلى أن الكلمات “تم اختيارها بعناية لتجنب الاتهامات المشينة والملاحقات القضائية إذا حدث وأن تغير الإطار السياسي”.
وعليه كان يجب, حسب صحفي ميديا بارت, القيام باستجوابات “حادة وشديدة إلى أبعد حد ممكن”, إذ كان الأمر يتعلق بالتسبب بالألم الشديد ل+المشتبه به+ لكسر مقاومته للكلام” مذكرا باستخدام الجيش الفرنسي لهذه الأساليب منذ حرب الهند الصينية باستخدامه أجهزة الصدمات الكهربائية بالإضافة إلى الإيهام بالغرق.
كما يكشف التحقيق أنه ” بتاريخ 10 مارس 1957 أي عشية نشر هذه التعليمة من قبل سالان, أصدر الجنرال ماسو مذكرة أخرى حول نفس الموضوع وجهها للفرقة العاشرة للمظليين التي كان يقودها في الجزائر”. و بعد أيام قليلة اي “في 23 مارس, جاء الدور هذه المرة على الجنرال ألار, قائد الفيلق العسكري في الجزائر العاصمة الذي تابع تنفيذ أوامر ماسو وسالان المتعلقة بتعميم الأساليب المستخدمة في الجزائر العاصمة”.
كما تم توثيق عمليات “الاختطاف المؤقت و المفاجئ لبعض السكان عن طريق الانتقاء العشوائي أو تحديدهم كمشتبه بهم بهدف استجوابهم” معتبرين أن ” كل جزائري يمكن استغلاله ” لاحتمال معرفته بنشاطات المجاهدين إن لم يكن هو نفسه متورطا فيها.
ويقر التحقيق بأن المسؤولية الفرنسية “ثابتة” في ممارسة التعذيب و أن هذه الممارسة كانت ” مرخصة من قبل السلطة السياسية ممثلة بحكومة الاشتراكي غي موليه أي من الجمهورية الفرنسية نفسها”.
في هذا السياق, تحدث صاحب التحقيق عن ما يعرف ب “قانون السلطات الخاصة” الذي تمت المصادقة عليه بأغلبية ساحقة في مارس 1956 و الذي, بموجبه, منح العسكريين ” السلطة المفرطة في تصنيف أي شخص على أنه مشتبه به، واحتجازه و استجوابه حسب رغبتهم “.
وخلص موقع ” ميديا بارت” بالقول “و بسبب هذا القرار السياسي, بلغ عدد الضحايا, دون تمييز في الجنس أو العمر أو الأصل, عشرات الآلاف حتى سنة 1962, إلا ان الدولة الفرنسية بقيادة دي غول أصدرت بعد اتفاقيات إيفيان مرسوما تم بموجبه العفو الذاتي عن هذه الجرائم “.