يحيى السنوار.. بعد مشاورات داخلية معمقة اتسمت بالمسئولية العالية، اتفقت قيادة حركة حماس على المباشرة بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة، لتسفر عن اختيار يحي السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، خلال الأسبوع الماضي.

تعتبره دولة الاحتلال الإسرائيلي مهندس عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف عمليتها "السيوف الحديدية" على القطاع، والتي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى.

وقالت حماس، إنها «تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت مقتل عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة».

وحسب النظام الأساسي للحركة، فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم حوالي 50 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي للحركة، هم من ينتخبون الرئيس.

من هو يحيي السنوار رئيس حركة حماس الجديد؟

- ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 7 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل عام 1948 وغيرت اسمها إلى (عسقلان).

- تلقى السنوار تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالريوس في شعبة الدراسات العربية.

- نشأ السنوار في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات.

- تزوج السنوار في 21 نوفمبر 2011 من سمر محمد أبو زمر، وهي سيدة غزية حاصلة على ماجستير تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة، له ابن واحد يدعى إبراهيم.

النشاط السياسي لـ يحيي السنوار

- كان ليحيى السنوار نشاطا طلابيا بارزا خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

- شغل مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس.

يحيي السنوار وإسماعيل هنية

- ساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987.

- أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من الشيخ أحمد ياسين- عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم «مجد».

- وكانت مهمة هذه المنظمة الكشف عن عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية، وما لبثت أن أصبحت هذه المنظمة النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس.

اعتقالات يحيي السنوار وحياته في السجن

- اعتقل السنوار لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. في عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.

- في 20 يناير 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

- خلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى «حماس» في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

- تنقل بين عدة سجون، منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي، عانى خلالها من آلام في معدته، وأصبح يتقيأ دما وهو في العزل.

- حاول الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

- في سجن المجدل، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي.

- وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك، ويجهز حبلا طويلا، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة.

- تعرض لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، إذ عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات.

- حرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، وصرح شقيقه غداة الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة يحيى 18 عاما، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عاما.

يحيي السنوار مؤلفات يحيي السنوار داخل السجن

استثمر يحيى السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، ومن أبرز مؤلفاته:

ترجمة كتاب «الشاباك بين الأشلاء»، لكارمي جيلون، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.

ترجمة كتاب «الأحزاب الإسرائيلية عام 1992»، ويعرف بالأحزاب السياسية في إسرائيل وبرامجها وتوجهاتها خلال تلك الفترة.

رواية بعنوان «شوك القرنفل» صدرت عام 2004 وتحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

كتاب «حماس: التجربة والخطأ»، ويتطرق لتجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن.

كتاب «المجد» صدر عام 2010 ويرصد عمل جهاز «الشاباك» الصهيوني في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى تطور نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات التي طرأت عليها وحدودها.

النشاط السياسي والعسكري ليحيي السنوار بعد السجن

- أطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة «وفاء الأحرار».

- تمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة، ولم تنجح إسرائيل خلال عدوانها الذي شنته على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.

- بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.

- كان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

- أجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.

- عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة «الإرهابيين الدوليين»، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

- انتخب يوم 13 فبراير 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية.

- حاول في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.

- في مارس 2021، انتخب رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.

- تعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية إسرائيلية في مايو 2021.

- يوصف السنوار بأنه شخصية حذرة، لا يتكلم كثيرا كما لا يظهر علنا إلا نادرا، كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة.

دور يحي السنوار في عملية طوفان الأقصى

تعتبر إسرائيل يحيي السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف عمليتها «السيوف الحديدية» على القطاع، والتي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى.

وبعد ثلاثة أسابيع من الصراع في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس عام 2023، اقترح السنوار في أعقاب عملية طوفان الأقصى إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المختطفين في الصراع، إلا أن نتنياهو ومجلس الحرب الاسرائيلي رفض العرض مرارا قبل أن يتراجع ويقبل بصفقة تبادل جزئية بداية شهر ديسمبر 2023، نتج عنها وقف لاطلاق النار لمدة أربع ايام، إطلاق سراح 240 أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، بمقابل اطلاق سراح 105 مدنيين إسرائيليين والسماح بإدخال المساعدات الانسانية والوقود الى قطاع غزة، من بعدها أستأنفت الحرب.

يحيي السنوار يحيى السنوار وطوفان الأقصى

- بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

- أصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم «السيوف الحديدية»، إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر.

- في 14 نوفمبر فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على قيادات من حماس تشمل تجميد أصول وحظر السفر، ومن بينهم السنوار.

- أصدرت السلطات الفرنسية في 30 نوفمبر مرسوما يقضي بتجميد أصول السنوار لمدة ستة أشهر.

- لم يظهر السنوار علنا خلال هذه الحرب، وذكرت صحيفة «هآرتس» أنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في غزة، وأخبرهم بلغة عبرية سليمة أنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يتعرضوا لأي مكروه.

- في 6 ديسمبر 2023، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محاصرة قوات الجيش الإسرائيلي منزل السنوار لكن لم يتم الوصول إليه، ويعتقد مسؤولون في الجيش أنه يدير العمليات مع باقي قادة الجناح العسكري لحماس من داخل شبكة الأنفاق التي بنتها الكتائب تحت الأرض.

- يوم 20 مايو 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت ومن جهة أخرى يحيي السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية بتهم ارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر 2023.

اقرأ أيضاًعاجل| حماس تختار يحيي السنوار رئيسا للحركة خلفا لـ إسماعيل هنية

أسير محرر يكشف ما وعد به السنوار داخل السجن قبل 13 عاما

مسؤول في إدارة بايدن: «السنوار» قادر على إدارة المفاوضات من موقع قوة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسماعيل هنية حركة حماس صواريخ القسام يحيى السنوار معركة طوفان الأقصى السنوار يحي السنوار يحيي السنوار زوجة يحيى السنوار من هو يحيى السنوار شقيق السنوار السنوار رئيسا لحركة حماس عملیة طوفان الأقصى یحیى السنوار یحیی السنوار السنوار فی إطلاق سراح خلال فترة حرکة حماس قطاع غزة فی سجن

إقرأ أيضاً:

تطورات اليوم الـ407 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة

غزة - صفا

دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ407، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 43736 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 103370، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ408 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 14 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ407 من "طوفان الأقصى"
  • قناة إسرائيلية: السنوار «الصغير» يدير قوات حماس في ميدان القتال على غرار أخيه
  • تطورات اليوم الـ407 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 13 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 18 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • ما بعد طوفان الأقصى.. في البحث عن اتجاه ثالث في المقاومة
  • تغيرات كبرى في الشخصية الإسرائيلية قادت إلى طوفان الأقصى.. دراسة جديدة (2من2)
  • تغيرات كبرى في الشخصية الإسرائيلية قادت إلى طوفان الأقصى.. دراسة جديدة (2 من 2)