يمانيون:
2025-01-14@02:49:16 GMT

لن يَمُـــرُّوا

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

لن يَمُـــرُّوا

حميد دلهام

لا شك أن مصابَ الأُمَّــة جللٌ في فقد قادة عظماء، وَرؤوس كبيرة وَوازنة في ميدان المعركة المشتعلة مع العدوّ الصهيوني المتغطرس ومن يقف في خندقه.. قادة عظماء إجلاء أفذاذ بحجم الشهيد القائد إسماعيل هنية، والشهيد القائد الميداني الشجاع الحاج فؤاد شكر.. هذا بلا شك ولا ريب أمر محزن وحدث مؤلم جِـدًّا.

. فخسارة الأُمَّــة في رحيل هؤلاء القادة وفي هذه الظروف الاستثنائية، والمرحلة الدقيقة، وَالمفصلية التي تمر بها الأُمَّــة في معركتها المتواصلة ضد الأعداء.. بالتأكيد ستكون خسارة فادحة، وَترقى إلى مستوى المصيبة والقرح التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله عز من قائل: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَـمَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِـمِينَ) هذا أمر مسلم به، وأمر لا جدال فيه، ولكن أُمَّـة دينها الإسلام، ونبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكتابها القرآن، وقادتها سفن نجاة وأعلام هدى، أُمَّـة بهذا التوصيف بالتأكيد لم ولن تسقط أَو تخسر المعركة.. ولن تعرف الهزيمة إليها سبيلاً، والتاريخ مليء بالشواهد والأدلة الكثيرة على ذلك..

فهذا رسول الله -صلى عليه وآله وسلم- والمسلمون معه، أصابهم ما أصابهم في معركة أحد، حَيثُ استشهد الكثير من خيار الصحابة -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، في مقدمتهم عم النبي الكريم حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله وَأسد رسوله، وغيره من خيار الصحابة بلغوا حدود السبعين، كما جرح رسول الله وشج وجهه الكريم، وَبلغت المصيبة والكرب بالمسلمين حداً لا يطاق، وأُصيبوا بغم عظيم.

ومع ذلك لم يهزم الإسلام، ولم تركع الأُمَّــة أَو تستكين.. فقد كانت الإجَابَة حاضرة وبقوة وحزم على قائد الشر وناطقه الرسمي وممثله الأول في تلك المعركة، عندما اعتلى إحدى الصخرات المرتفعة، ونادى بأعلى الصوت.. (اُعْـلُ هبل) فقد أجابه صوت الإسلام وبأمر رسول الله (بل الله أعلى وأجل).. ثم تمادى وحدّد موعدًا للقاء على أرض بدر من العام القادم، فأجابه ناطق رسول الله.. أن نعم فليكن موعدنا.

وفي اليوم التالي رغم القرح والألم والتعب، حدثت غزوة حمراء الأسد، ونهضت الأُمَّــة من جديد لتعلن البقاء، بل والنصر والظفر على أعدائها بما حقّقه المسلمون من نصر مؤزر ضد اليهود بعد غزوة أحد.. وكذلك وفاء نبينا الكريم بوعده وحضر أرض بدر لملاقاة أعداء الدين والملة حينها، ولكنهم جبنوا وتخلفوا عن موعدهم..

هذا يؤكّـد وغيره من شواهد التاريخ أننا أُمَّـة لا نستكين ولا ننهزم، وإن أصابنا قرح، أَو حقّق العدوّ بعض أهدافه، وقتل بعض قادتنا، فالشهادة في سبيل الله أسمى الأمنيات وَأعلى الغايات، ولا فرق في ذلك بين قائد وَفرد عادي، كما أن سقوط مثل هؤلاء الرموز في أرض المعركة، سيزيدها وقوداً واشتعالاً، وسيرفع السقف لدى محور المقاومة، وهو ما سمعناه ولمسناه من كُـلّ تصريحات وخطابات وتأكيدات قادة المحور بأن الحرب قد دخلت مرحلة جديدة، وأن العدوّ الغاشم فتح على نفسه من أبواب الشر والانتقام ورد الفعل الغاضب، ما لا يتوقعه أَو يدور بخلده.

أمر آخر.. لم ولن يستطيع العدوّ إخفاءه مهما حاول التجلد، وهو أن ذلك العدوّ الأرعن المتغطرس بات مديناً لكل عواصم اتِّخاذ القرار في محور المقاومة، وأن رد الصاع صاعين هو الخيار القائم والمطروح، بل وَالمعلن وبنبرة قوية في كُـلّ ما صدر من قادة المحور وكلّ من عاصمته الجريحة..

بالتأكيد الرد قادم.. وقادم لا محالة.. فماذا لو تم الردُّ بشكل منسق وموحَّد في آن واحد.. ألا تكون الضربة قاضية ساحقة ماحقة، وماذا لو تم رفع السقف إلى أقصى حَــدٍّ ممكن.. وتم تجاوز أية خطوط حمر تمنع استهداف أي مكان في كيان العدوّ الغاصب الظالم، واستهداف أي رأس ولو كان رأس نتنياهو وكلّ قادته ووزرائه.. فقد يحقّق الله المراد.. ولنتذكر قول ربنا العزير العظيم: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) صدق الله العظيم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رسول الله

إقرأ أيضاً:

عاملُ المبادرة وثمراتُه

د. محمد عبدالله شرف الدين

المبادرة عامل، وليس هو الناصر؛ وما النصر إلا من عند الله تعالى؛ لكنه عامل فعال وقوي، بل يغيّر مجرى ما رسمته خطط العدوّ، ولذا طالما علمنا الله تعالى الاستثمار لعنصر المبادرة في القرآن الكريم، فقال سبحانه: (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا، فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا، فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا)، [سُورَةُ النَّازِعَاتِ، ٣- ٥]؛ لأَنَّ دخول العدوّ إلى عقر الدار فيه إفساد وإذلال نبهنا عليه الله تعالى: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً، وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ)، [سُورَةُ النَّملِ، ٣٤]، وكذلك ديدنهم باستمرار.

لقد بادر النبيُّ، وهو المعلّم، في يوم بدر وخيبر وتبوك، وحث الإمام عليُّ- عليه السلام- أمته قائلًا: “اغزوهم قبل أن يغزوكم”.

وهنا يتراءى على مستوى واقعنا المعاصر فاعلية وقوة وتأثير دعوة قائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قواتنا المسلحة اليمنية إلى المبادرة بتوجيه ضربات استباقية ضد العدوّ الأمريكي والإسرائيلي.

كان العدوُّ الإسرائيلي والأمريكي يحضّر لضربات شاملة ومكثّـفة على اليمن على غرار الضربات التي وجّهها لحزب الله في لبنان، وعلى غرار اكتساحه وأدواته الاستخباراتية في سورية، مع نشوته التي أثملته في سورية.

لقد استقدم العدوّ الأمريكي بوارجه الحربية إلى أقرب نقطة في البحر، ولا يقترب العقربُ إلا ليلدغَ، فبادرت القوات المسلحة اليمنية بالاشتباك مع العدوّ الأمريكي، واستمرت بعضُ الاشتباكات لما يقارب تسع ساعات جهنمية على العدوّ، وبعضها الآخر حدث فينة العدوان على اليمن.

فيا ترى ما نتائجُ استثمار القوات المسلحة اليمنية لعنصر المبادرة ضد العدوّ الأمريكي والإسرائيلي؟

من المقطوع به ابتداءً كسنة إلهية لأهل الحق أن عنصر المبادرة يجني ثمرات، وما (طوفان الأقصى) منا ببعيد.

أما على مستوى مبادرة القوات المسلحة اليمنية بشن ضربات ضد العدوّ الإسرائيلي والأمريكي؛ فقد حقّقت ثمرات انتصارية، ودفعت مخاطرَ محدقة، وثبّتت الأمن والاستقرار، هذا إجمالًا، وتفصيلُه:

لم يكن عنصر مبادرة اليمانيين قيادة وشعبًا وليدَ لحظة عدوان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي على اليمن؛ إنما هي مبادرة امتدت في العُمق الزمني إلى فينة تبئيرِ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- للقضية الفلسطينية بوصفها القضيةَ المركَزية للأُمَّـة وتفعيل شعار الصرخة بما يواكبه من توعية جماهيرية، وثمرة هذه المبادرة اكتسابُ الشعب اليمني الوعيَ الناضج تجاه القضية، مع الإعداد المُستمرّ للمواجهة، وأصبح ذلك أرضيةً قوية للمراحل المستقبلية.

فعند انطلاق عملية (طوفان الأقصى) كان السيد القائد يوجّه عن كثب الخروج الجماهيري لمساندة العملية، مع التحَرّك العسكري ضد العدوّ الإسرائيلي، فلم يكن في حسبان العدوّ دخولُ اليمن بشكل قوي وسريع في خط المواجهة؛ إذ كان يريد أن يستفردَ بغزة، فاختلطت أوراق العدوّ التخطيطية، فتجاوز اليمن عقبة ما افتعله العدوُّ من صراعات داخلية يمنية، هذا التجاوز الذي كان سيحقّقه النظام السوري فيما لو كان بادر، كمبادرات اليمانيين، فالله يقول: {وَليَنصُرَنَّ الَلَّه مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، [سُورَةُ الحَجِّ، ٤٠].

وفي معركة البحر أعد العدوّ الأمريكي والإسرائيلي عدته، وعند العد التنازلي لساعة الصفر، تفاجأ العدوّ باشتباك استمر لساعات؛ مما أفشل تمامًا شن الضربات الشاملة والمكثّـفة على اليمن، وفي فترة متراخية عاود العدوّ المحاولة، وفي لحظة ابتداء العدوّ شنَّ العدوان؛ باغتته القوات المسلحة اليمنية باشتباك حال دون استمرار العدوان، كما خطط له، ومع كُـلّ محاولة عدوان العدوّ الأمريكي والإسرائيلي على اليمن؛ يجد العدوُّ عنصرَ المبادرة اليمانية محبِطًا لمخطّطاته العدوانية.

وفي بَرِّ التربة اليمنية، شكّل القبضُ على خلايا تجسسية تخدمُ العدوَّ خيبة أمل؛ إذ عوّل العدوّ كَثيرًا عليها في المعركة.

إن أهمَّ ثمرة يجنيها اليمانيون هي رضا الله تعالى، بنصر دينه، ثم تتوالى الانتصارات، منها إخفاقُ العدوّ في اليمن من تحقيق أدنى مستوى مما قد حقّقه ضد بقية محور القدس والجهاد والمقاومة، بل تحقّق تنامي القدرات اليمنية في شتى المجالات.

وفي الأخير؛ قال دان كواليك، أُستاذ بجامعة بيتسبرغ الأمريكية: “أعتقد أننا بحاجة إلى المزيد من اليمنيين في العالم! قيل: إن العالم قد تخلَّى عن غزة، نعم؛ أنا أوافق! كلهم إلا اليمن!

اليمنيون سوف يذهبون إلى الجنة.. والبقية منا سوف نحرقُ في الجحيم؛ لأَنَّنا لم نفعل ما يكفي لأجل غزة!”.

وقال لاري ويلكرسون، عقيد في الجيش الأمريكي: “اليمنيون سيغرقون حاملاتِ الطائرات الأمريكية”.

والحق ما شهدت به الأعداء.

مقالات مشابهة

  • تعز.. تكريم 275 حافظاً وحافظة لكتاب الله الكريم
  • 45 يوما فقط.. موعد بداية شهر رمضان الكريم 2025
  • إمامًا في مسرى النبي الكريم
  • خابت رهاناتُكم
  • 5 أنواع مختلفة للنور في القرآن الكريم.. يوضحها علي جمعة
  • ‏بيان عسكري من قوات درع السودان
  • 5 أنوار فى القرآن الكريم .. علي جمعة يوضحها
  • كيفية الرقية بالقرآن الكريم وحكم الشرع فيها.. اعرف الطريقة السليمة
  • عاملُ المبادرة وثمراتُه
  • طوقُ الشعب وعيْنُ القائد