يمانيون:
2024-09-09@21:11:35 GMT

لن يَمُـــرُّوا

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

لن يَمُـــرُّوا

حميد دلهام

لا شك أن مصابَ الأُمَّــة جللٌ في فقد قادة عظماء، وَرؤوس كبيرة وَوازنة في ميدان المعركة المشتعلة مع العدوّ الصهيوني المتغطرس ومن يقف في خندقه.. قادة عظماء إجلاء أفذاذ بحجم الشهيد القائد إسماعيل هنية، والشهيد القائد الميداني الشجاع الحاج فؤاد شكر.. هذا بلا شك ولا ريب أمر محزن وحدث مؤلم جِـدًّا.

. فخسارة الأُمَّــة في رحيل هؤلاء القادة وفي هذه الظروف الاستثنائية، والمرحلة الدقيقة، وَالمفصلية التي تمر بها الأُمَّــة في معركتها المتواصلة ضد الأعداء.. بالتأكيد ستكون خسارة فادحة، وَترقى إلى مستوى المصيبة والقرح التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله عز من قائل: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَـمَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِـمِينَ) هذا أمر مسلم به، وأمر لا جدال فيه، ولكن أُمَّـة دينها الإسلام، ونبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكتابها القرآن، وقادتها سفن نجاة وأعلام هدى، أُمَّـة بهذا التوصيف بالتأكيد لم ولن تسقط أَو تخسر المعركة.. ولن تعرف الهزيمة إليها سبيلاً، والتاريخ مليء بالشواهد والأدلة الكثيرة على ذلك..

فهذا رسول الله -صلى عليه وآله وسلم- والمسلمون معه، أصابهم ما أصابهم في معركة أحد، حَيثُ استشهد الكثير من خيار الصحابة -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، في مقدمتهم عم النبي الكريم حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله وَأسد رسوله، وغيره من خيار الصحابة بلغوا حدود السبعين، كما جرح رسول الله وشج وجهه الكريم، وَبلغت المصيبة والكرب بالمسلمين حداً لا يطاق، وأُصيبوا بغم عظيم.

ومع ذلك لم يهزم الإسلام، ولم تركع الأُمَّــة أَو تستكين.. فقد كانت الإجَابَة حاضرة وبقوة وحزم على قائد الشر وناطقه الرسمي وممثله الأول في تلك المعركة، عندما اعتلى إحدى الصخرات المرتفعة، ونادى بأعلى الصوت.. (اُعْـلُ هبل) فقد أجابه صوت الإسلام وبأمر رسول الله (بل الله أعلى وأجل).. ثم تمادى وحدّد موعدًا للقاء على أرض بدر من العام القادم، فأجابه ناطق رسول الله.. أن نعم فليكن موعدنا.

وفي اليوم التالي رغم القرح والألم والتعب، حدثت غزوة حمراء الأسد، ونهضت الأُمَّــة من جديد لتعلن البقاء، بل والنصر والظفر على أعدائها بما حقّقه المسلمون من نصر مؤزر ضد اليهود بعد غزوة أحد.. وكذلك وفاء نبينا الكريم بوعده وحضر أرض بدر لملاقاة أعداء الدين والملة حينها، ولكنهم جبنوا وتخلفوا عن موعدهم..

هذا يؤكّـد وغيره من شواهد التاريخ أننا أُمَّـة لا نستكين ولا ننهزم، وإن أصابنا قرح، أَو حقّق العدوّ بعض أهدافه، وقتل بعض قادتنا، فالشهادة في سبيل الله أسمى الأمنيات وَأعلى الغايات، ولا فرق في ذلك بين قائد وَفرد عادي، كما أن سقوط مثل هؤلاء الرموز في أرض المعركة، سيزيدها وقوداً واشتعالاً، وسيرفع السقف لدى محور المقاومة، وهو ما سمعناه ولمسناه من كُـلّ تصريحات وخطابات وتأكيدات قادة المحور بأن الحرب قد دخلت مرحلة جديدة، وأن العدوّ الغاشم فتح على نفسه من أبواب الشر والانتقام ورد الفعل الغاضب، ما لا يتوقعه أَو يدور بخلده.

أمر آخر.. لم ولن يستطيع العدوّ إخفاءه مهما حاول التجلد، وهو أن ذلك العدوّ الأرعن المتغطرس بات مديناً لكل عواصم اتِّخاذ القرار في محور المقاومة، وأن رد الصاع صاعين هو الخيار القائم والمطروح، بل وَالمعلن وبنبرة قوية في كُـلّ ما صدر من قادة المحور وكلّ من عاصمته الجريحة..

بالتأكيد الرد قادم.. وقادم لا محالة.. فماذا لو تم الردُّ بشكل منسق وموحَّد في آن واحد.. ألا تكون الضربة قاضية ساحقة ماحقة، وماذا لو تم رفع السقف إلى أقصى حَــدٍّ ممكن.. وتم تجاوز أية خطوط حمر تمنع استهداف أي مكان في كيان العدوّ الغاصب الظالم، واستهداف أي رأس ولو كان رأس نتنياهو وكلّ قادته ووزرائه.. فقد يحقّق الله المراد.. ولنتذكر قول ربنا العزير العظيم: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) صدق الله العظيم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رسول الله

إقرأ أيضاً:

الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئا!

أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

 

 

أكمل حزب الله رده على العدو “الإسرائيلي” بعد أسابيع من الإعداد والتجهيز والانتظار الصهيوني والأمريكي، وسط دوامة من الخوف والذعر والقلق التي عصفت بالكيان ومستوطنيه، وهذه الدوامة لا يمكنها أن تهدأ أو تنتهي، لأن الحزب ترك الحساب مفتوحًا وسط مواصلة عملياته المساندة لغزة، وأيضًا في ظل الترقب للرد الإيراني على جريمة اغتيال القيادي الكبير في حركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والرد اليمني على عدوان الحديدة، ولعل الحكمة من تجزئة الرد هو استمرارية هذه الحالة لدى العدو لاستنزافه إلى أقصى حدود ممكنة.
فيما يخص الرد اليمني، فالتحضير له قائم وله مساره الخاص، كما عاد وأكد قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب يوم الخميس الماضي، مع الإشارة إلى أن التوقيت سيكون مفاجئًا للعدو بإذن الله تعالى.
مسألة الرد قطعية وحتمية، ولا نقاش فيها، واليمن ليس لديه أي سقوف سياسية أو اعتبارات أخرى يمكن أن تؤثر في طبيعة وحجم الرد وتوقيته ولا نوعية الأهداف المرصودة، كل ما يمكن للقوات المسلحة أن تقدمه وتفعله لن تتردد ولن توفر جهدًا في سبيل إيلام العدو والتأثير فيه والجزاء قد يكون من جنس العمل.
الهم الأكبر بالنسبة لليمن، واليمنيين على لسان قائدهم ليس الرد، بل ما هو أكبر من ذلك في ظل المساعي الحثيثة والدؤوبة للارتقاء بالأداء العملياتي المناصر لفلسطين إلى مستويات مؤثرة أكثر، وهذا يعني أن اليمن يحسب حساب معركة مفتوحة مع احتمال معاودة العدو “الإسرائيلي” شن اعتداءات على المنشآت الحيوية والاقتصادية في البلد وهو ما يستوجب ردًا عاجلاً وفاعلاً.
مشاهد النيران المشتعلة في السفينة “سونيون” بحمولتها النفطية التي تصل إلى مليون برميل من النفط وبحكم ارتباط الشركة المشغلة لها بالكيان الغاصب، كانت تكفي ليعلن اليمن الإيفاء بالوعد وإعلان الرد على الاعتداء الصهيوني على خزانات النفط في ميناء الحديدة، وما نجمت عنها من حرائق كبيرة صورها نتنياهو كإنجاز دعائي، لكن هذا لم يكن لأن المسار هو فرض الحصار على الموانئ الفلسطينية المحتلة، وشرط توقف تلك العمليات هو وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
السؤال هو: لماذا تأخر الرد اليمني ومتى يمكن تنفيذه وما طبيعته؟
مسألة التأخير تكتيكية وضرورية في نفس الوقت، حيث أن قوات العدو في حالة استنفار مع داعميها الأمريكيين والغربيين والعملاء من الأنظمة العربية المطبعة التي تشارك بكل إمكاناتها في اعتراض القدرات والتصدي لأي صواريخ أو طائرات مسيَّرة قادمة من اليمن أو من إيران والعراق، والأمر يستدعي المناورة والبحث عن أي ثغرة لاختراق كل الأحزمة النارية المحيطة بالكيان.
في توقيت الضربة نعتقد أن الموعد اقترب، والأمر قد تكون له علاقة بالاحتفالات بمولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، كمناسبة لها ما بعدها في كل محطات اليمن السابقة على مدى أكثر من عقد من الزمن، وغير رسالة العسكر والأمن فثمة رسالة أخرى يجب إيصالها لأعداء الأمة، وهي التمسك بالنبي الأكرم وبمسراه والمقدسات الإسلامية والانتصار لفلسطين ومجاهديه واجب ديني وأخلاقي ويأتي في صلب الاستجابة لله ولرسوله الكريم.
بحكم المتابعة، فاليمن يحرص على تدشين فعاليات المولد أو تتويجها بعمليات نوعية كانت في السابق تقتصر على مهاجمة السعودية والإمارات قطبي العدوان الأمريكي على الشعب اليمني، وهذا العام قد يكون الاحتفال مختلفًا بطَي ورقة الأدوات الإقليمية المتصهينة كما طويت الأدوات المحلية ليبدأ عهد جديد من الجهاد بمواجهة قادة الكفر وقوى الاستكبار العالمي.
الرد اليمني في الأخير لم يعد منحصرًا في إطار العدوان “الإسرائيلي” على غزة وجرائم حرب الإبادة والتجويع فيها، بل أصبح متعلقًا بمبدأ السيادة والكرامة الوطنية بالنسبة لليمن، ومعيار الالتزام الديني والإنساني والأخلاقي، والرد سيكون بمثابة نهاية مرحلة وبداية أخرى في مواجهة العدو “الإسرائيلي” حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة المقدسات.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء توضح حكم التطوع بالصيام فرحا بمولد النبى الكريم
  • بيان لسياسي أنصار الله
  • 3 رحلات عمرة.. تكريم 650 من حفظة القرآن الكريم بالمنوفية (صور)
  • مسؤول أمني إسرائيلي: المعركة في لبنان تقترب وتوقيتها لم يتقرر بعد
  • وزير الإعلام في ندوة لمؤسسة الثورة: نحن بحاجة للرسول كقدوة خصوصاً في المعركة ضدَّ أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا
  • مسؤول إسرائيلي: المعركة في لبنان تقترب وتوقيتها لم يتقرر بعد
  • دعموش: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك
  • قبل ذكرى المولد النبوي.. كم مرة ورد لفظ الرسول في القرآن الكريم؟
  • حزب الله: المقاومة ازدادت قوة وهي لا تؤخذ بالتهديدات والتهويلات
  • الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئا!