عاجل - مرعب إسرائيل.. السنوار خلفًا لإسماعيل هنية في قيادة حماس "بين تداعيات وتوقعات"
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
في تطور هام ومثير على الساحة السياسية الفلسطينية، تولى يحيى السنوار قيادة حركة حماس خلفًا لـ إسماعيل هنية، مما أثار ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي. السنوار، المعروف بشخصيته القوية ومواقفه الصارمة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، يُلقب بـ "مرعب إسرائيل" نظرًا لدوره البارز في تعزيز القدرات العسكرية للحركة وتحقيق نجاحات ميدانية لافتة.
عيون العالم تترقب كيف سيؤثر هذا الانتقال على مستقبل القضية الفلسطينية وعلاقات الحركة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
السنوار، ذو الشعر الأبيض الثلجي والحاجبين الأسودين، أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، هكذا وصفته وسائل إعلام عالمية ودولية كبرى.
قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عامًا، وهي معظم سنوات شبابه.من هو يحيى السنوار؟هددت إسرائيل بـ "اصطياده"، محمّلة إياه المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.أتمّ يحيى إبراهيم السنوار، في التاسع والعشرين من أكتوبر، عامه الحادي والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة في يوم 29 أكتوبر 1962.قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عامًا، وهي معظم سنوات شبابه.نشأ السنوار في مخيمات الصفيح بغزة وبين أزقتها الضيقة بعدما نزحت عائلته من مدينة المجدل عقب نكبة 1948. عاش حياة قاسية وسط ظروف صعبة، طبعت علامات قسوتها على شخصيته منذ طفولته.تلقَّى يحيى السنوار تعليمه في مدارس مخيم خان يونس، وأكمل دراسته بالجامعة الإسلامية حيث تخرج بشهادة في الدراسات العربية.بدأ نشاطه بالعمل الطلابي والتنظيمي تحت مظلة "الكتلة الإسلامية"، ومنها شق طريقه إلى أدوار أوسع تكللت بتأسيس جهاز "المجد"، الجهاز الأمني الداخلي لـ "حماس" المسؤول عن ملاحقة العملاء.كان السنوار داخل السجون الإسرائيلية مطلع التسعينات حين برزت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وبدأت بتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.تطورت علاقة السنوار بشخصيات الجناح العسكري لـ "حماس" داخل السجون، إذ بدأت الأسماء البارزة بالوصول إلى السجون والمعتقلات.السنوار لديه ذهن وعقلية أمنية، وله هوس أمني ونظرة أمنية للمحيط، ويعيش هذا الهاجس بشكل دائم، حتى قراءاته عن إسرائيل تركز على الجانب الأمني.أدار السنوار في بعض مراحل الأسر سياسة "براغماتية"، وكان يعقد صفقات في مراحل سابقة مع الإسرائيليين، وهو قادر على التوصل لحلول وسط ومساومات في مراحل معينة.اليوم، بينما تصف إسرائيل السنوار بالرجل "الحي الميت"، تكثف عمليات البحث عنه في قطاع غزة. حجم الحقد والتحريض والاتهامات الموجهة إليه تجعل من الصعب على إسرائيل التعايش مع بقائه في غزة.يرى من عرفوا السنوار أن أي زعيم إسرائيلي الآن أو في المستقبل لن يكون قادرًا على التعايش مع بقاء السنوار في قطاع غزة، مضيفين: "لا يمكن لإسرائيل أن تسلّم ببقائه حيًا". شهد شاهد من جيش العدوكان قد ذكر جنرال إسرائيلي سابق، أن يحيى السنوار، يحظى بمكانة عالمية كنوع من صلاح الدين الأيوبي الحديث.
ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية،، عن الجنرال عوفر فينتال، أن "زعيم حماس، يحيى السنوار، يحظى بمكانة عالمية كنوع من صلاح الدين الحديث"، مضيفا أن تلك المكانة العالية تعود إلى أن "إسرائيل تتفاوض مع قادة حماس وهو على رأسهم على اتفاق يعيد المحتجزين الإسرائيليين إلى منازلهم.
السنوار في عيون العدوالسنوار في عيون العدوقبل أسابيع قليلة من اغتيال "هنية"، أكد المسؤول السابق في جهاز الأمن العام في إسرائيل "الشاباك" ميخا كوبي أن هناك صعوبات في التواصل مع العالم الخارجي بالنسبة لرئيس حماس في غزة يحيى السنوار، مما يسبب صعوبة في التقدم بالصفقة.
وأوضح كوبي، الذي كان واحدا من الذين حققوا مع السنوار في السابق، في حديث مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "لا أحد يتدخل مع السنوار في القرارات المتعلقة بالأسرى. رغم انتمائه إلى حركة حماس، إلا أنه يتصرف بشكل مستقل، ولا ينسق مع أي طرف، ويتخذ قراراته بشكل مستقل".
السنوار شخصية قاتلةوأضاف: "السنوار لا يستمع إلى القيادة السياسية لحماس في الخارج، رغم أنه من المفترض أن يكون إسماعيل هنية وخالد مشعل هما القائدان والقادة الأعلى للحركة - ولكن عمليا السنوار هو من يقرر التحركات، لسبب بسيط أنه من النوع القوي الذي لا يرى أحد غيره".
ويقول كوبي إن "السنوار يفعل ما يناسبه وما يخدم مصلحته".
وأوضح أن الموساد ينقل رسائل من قطر ومصر ويرسل عبرهما رسائل إلى حماس، أما حماس فتمرر الرسائل إلى السنوار وفترة الانتظار دائما تكون حتى يجيب السنوار على هذه الرسائل، ويقول كوبي: "كي توافق على صفقة أو ترفضها عليك أن تأخذ موافقة السنوار".
ويصف كوبي شخصية السنوار القاتمة والقاتلة ويكشف ذلك تمامًا كما فعل الجيش الإسرائيلي الذي قضى على قادة كبار آخرين في حماس ووصل إليهم - وكان أيضًا قريبا من السنوار.
وأضاف: "قوات الأمن الإسرائيلية كانت قريبة من السنوار، لكنها لم تتحرك لأنها لم ترغب في إيذاء الأسرى القريبين منه. إنهم في الواقع ورقة هذا الزعيم الوحيد والقاتل، إنهم درعه البشري".
كيف صار السنوار مرعب إسرائيل؟توصيف استراتيجي.. كيف صار السنوار مرعب إسرائيل؟كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، هو صاحب القرار لأنه هو الموجود على الأرض.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة صدى البلد، أنا بدعي ربنا إسرائيل متعملش حاجة للسنوار لأنه عامل رعب لهم.
ولفت اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إلى أن تخلص دولة الاحتلال الإسرائيلي من يحيى السنوار سيكون أكبر انتصار لها منذ حرب 1948.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يحيى السنوار إسماعيل هنية يحيى السنوار خليفة اسماعيل هنية من هو يحيى السنوار اسرائيل غزة السابع من أكتوبر طوفان الاقصي 7أكتوبر عاجل یحیى السنوار مرعب إسرائیل السنوار فی
إقرأ أيضاً:
زمن سقوط الأقنعة «1 من 2 »
لا تتصف الأمة العربية بقدرة طبقتها الحاكمة ونظامها الرسمي على إضاعة كل نصر كبير، ولكن تتصف بمصيبة أخرى هي أنها عندما تخسر جولة في الحرب وتشيع فيها أجواء الهزيمة تسارع بالاستسلام وتقديم تنازلات مجانية من سيادتها وحرية قرارها لا تبرره الأوضاع الميدانية .
فما إن بدا أن الولايات المتحدة خططت على مدى شهور جهدا إسرائيليا - تركيا - أوكرانيا لدعم هجوم المعارضة المسلحة السورية قاد إلى إلى سقوط مهين للنظام الديكتاتوري لعائلة الأسد إلا وبادرت أطراف عربية وفلسطينية بمواقف جمعت بين الانكسار والأنانية في آن واحد.
في هذه الهرولة للانسحاق سقطت أقنعة كثيرة في العشرة أيام بين ٢٧ نوفمبر تاريخ إعطاء الإشارة للجولاني بالهجوم على حلب وبين ٦ ديسمبر تاريخ سقوط دمشق بلا قتال.
سقوط قناع صلابة النظام السوري: سواء بسبب استمرار نظام البعث السوري لـ ٥٣ عاما متصلة أو بسبب هيمنة الأمن على السياسة وعلى المجتمع أو بسبب موقفه الوحيد الصحيح وهو العداء لإسرائيل ورفض الانجرار للتطبيع صدق الكثيرون القناع الذي ارتداه النظام السوري مقدما نفسه كنظام صلب يحظى بقيادة قوية. في اختبار الهجوم المنسق أمريكيا - وتركيا سقط قناع بشار الأسد الذي اشتهر بمقولة: إن «القائد الذي يهرب إما جبان أو فاسد». فالأسد لم يكتف بالهرب لموسكو فارا بحياته ولكن فعل ما هو أخطر كقائد أعلى للجيش السوري وهو أمره هذا الجيش بإلقاء السلاح والتنحي عن مواقعه. لا يفسر ذلك فحسب الانهيار السريع للنظام بل يكشف عن حقيقة أن تمكن العدو الإسرائيلي من احتلال جبل الشيخ والمنطقة العازلة والوصول إلى أطراف دمشق ليس سببه قدرات مهولة للجيش الإسرائيلي بقدر ما كانت نتيجة منطقية لترك جيش مواقعه في الجبهة مع إسرائيل ومواقعه في حراسة المطارات وقواعد الدفاع الجوي في الداخل وتركها بدون مشغليها من المقاتلين فوقعت في فم الذئب لقمة سائغة. شتان ..شتان بين نهاية صدام حسين ونهاية بشار الأسد كقائدين لنظامين جمعتهما عقيدة البعث فكريا والاستبداد سياسيا ولكن فرق بينهما -في لحظة النهاية - شجاعة قائد وجبن الآخر.
سقوط قناع أكاذيب أبناء داعش والقاعدة عن الاعتدال والاستقلال: البدء بالكذب في التصريحات الأولى المؤسسة لأي قائد تنتقل إليه السلطة الفعلية هو هي أكبر بداية خاطئة وأكبر مؤشر سلبي شديد السلبية على مستقبل هذا البلد تحت قيادته أو قيادة تياره الفكري وإطاره العسكري. فرغم وضع الأمريكيين تحت تصرف الجولاني كل خبرات هوليوود العبقرية في صناعة الصورة وتحويل الرجل الشرير إلي رجل طيب فإن أحمد الشرع بدأ عهده بأكاذيب نختار فقط ٣ منها :
الأكذوبة الأولى : حررنا سوريا دون أي مساعدة من أحد وكل سلاحنا محلي أو استولينا عليه من المعارك مع النظام وقرار الهجوم لم يتم التنسيق فيه مع طرف خارجي: كشفت المعلومات الموثقة أن الهجوم تم بمسيرات وأسلحة أوكرانية «١٥٠ طائرة مسيرة أوكرانية وضباط تدريب أوكرانيين ومسيرات تركية « شاهين » وتدريب رعته المؤسسة الأمنية التركية والأمريكية داخل سوريا وعبر الحدود وتكفلت أطراف إقليمية بالتمويل. ودخلت الوصلة الإسرائيلية على خط التنسيق بقوة مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وتوافقت هذه الأطراف مع الشرع على بدء الهجوم بعد توقيع هذا الاتفاق لكي تستفيد من ضعف إيران وحزب الله داعمي الأسد الأساسيين خاصة بعد حالة عدم الاتزان مع غياب مركز المقاومة السيد حسن نصر الله. من الناحية العملية لا تقل مسؤولية حكام سوريا الحاليين عن مسؤولية النظام السابق في فتح طريق الجولان وطريق دمشق للاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد أن أعلن الجهادي الإسلامي صراحة أنه لن يحارب إسرائيل.
الأكذوبة الثانية لأحمد الشرع «انتقلت وتنظيمي إلى الاعتدال وقطعنا صلاتنا بداعش والقاعدة. في الأيام الأولى للجولاني في دمشق تم إحالة القاضيات السوريات للمعاش لأن المرأة في الفكر السلفي الوهابي ليست مواطنا كاملا بالطبع لا تصلح للإمامة الكبرى من قضاء أو رئاسة الدولة. وتبدو هنا التقية الجهادية مرجحة ومسألة إطفاء أنوار التسامح مع النساء والأقليات مسألة وقت.
الأكذوبة الثالثة: هو أن ثوار سوريا استوعبوا دروس الربيع الربيع العربي ولن يكرروا أخطاء الإسلاميين في الدول الأخرى ومنها التمكين واحتكار السلطة ونبذ الكفاءات الوطنية. إذ تم تعيين رئيس وزراء إسلامي لسوريا من أهل الثقة وكل خبرته أنه كان وزيرا في حكومة الجولاني في منطقة إدلب الصغيرة المحافظة الثامنة من حيث مساحة سوريا الكلية وهي الحكومة التي لم تتوقف مظاهرات أهل إدلب احتجاجا علي عدم فعاليتها وعلى سجونها وقسوتها على السكان وهي قسوة طالت القريب قبل البعيد فتنسب مصادر عدة لمحمد الجولاني قيامه قبل شهور باعتقال ثم باغتيال ميسر الجبوري أهم رفيق في رحلته الجهادية من العراق إلي سوريا.
سقوط القناع الفلسطيني حمساويا / فتحاويا : حقق بعض قيادات حماس في الخارج أعز أماني وتوقعات بعض الدوائر الإسرائيلية التي قالت: إن المكسب الرئيسي لغياب «استشهاد» السنوار هو تمتع قيادات حماس في الخارج بالتحرر من سيطرة قيادات الداخل وجناحها العسكري الذي قد ينعكس في مرونة أكبر في المفاوضات. انقلبت هذه القيادات علنا على إرث السنوار وهنية وصالح العاروري الأهم في الابتعاد عن الشؤون الداخلية للدول العربية وتصحيح أخطائها في الربيع العربي الذي جعلها تنحاز آنذاك للإخوان المسلمين في مصر وسوريا. فقد قام السنوار بإعادة العلاقات مع إيران وحزب الله ومكن ذلك المقاومة الفلسطينية من مضاعفة قوتها عشرات المرات ومباغتة إسرائيل في طوفان الأقصى في أكبر لطمة في تاريخها. مكن ذلك حماس من تغيير ميثاقها وإعادة صياغة هويتها ليست كفرع فلسطيني من الإخوان المسلمين ولكن كحركة تحرر وطني. عندما قام طوفان الأقصى اتضحت قيمة ما فعله السنوار إذ توحدت كل الشعوب العربية وكل تياراتها حول المقاومة ولم يفكر أحد في جذرها الأيدلوجي القديم. لكن هذا الإنجاز التاريخي تبدد مع تطورات المشهد السوري الجديدة. فمع انحياز حماس للقيادة الجهادية الجديدة في دمشق تم إحياء كل الخلافات معها وعليها في الشارع العربي عندما عادت وارتدت الثوب الأيدلوجي الصريح وأعادت الخصومة مع طهران وحزب الله داعميها الوحيدين بعد تخلي النظام العربي عنها هل أقنعت أنقرة مشعل بأنها بعلاقة الشراكة القائمة بينها وبين أمريكا وإسرائيل في سوريا ستكون قادرة على ضمان مكان لها في مستقبل غزة لا أحد يعلم. وسيكون من عادوا لرفع راية الإخوان أن يواجهوا معارضة الداخل التي تضم من ينتمون أكثر لإرث السنوار ومنهم خليل الحية وزاهر جبارين.
السلطة الفلسطينية التي تسابق الزمن للعودة إلى غزة وحكمها بأي ثمن. رفعت عنها قناع التحجج بأن منعها انتفاضة الضفة والتي كانت لتغير مسار ومصير الطوفان إنما يفرضه عليها الاتفاقات الأمنية مع إسرائيل.