لوفيغارو: الرئيس التونسي يسحق منافسيه قبل انتخابات شكلية بامتياز
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي يطمح لولاية ثانية، نجح في تهميش المعارضة وسحق أي منافسة محتملة، وذلك على وقع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تونس.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه سيكون لدى رئيس الدولة المنتهية ولايته عدد قليل من الخصوم في الانتخابات المقرر إجراؤها في السادس من تشرين الأول/أكتوبر القادم، بعد أن أدى القانون الانتخابي الذي سنَّه والقضاء التابع له إلى إقصاء المرشحين الأكثر جدية.
قبل 24 ساعة من الموعد النهائي لتقديم الترشحات للانتخابات الرئاسية التونسية، قدّم الرئيس قيس سعيّد ترشّحه مصحوبًا بأكثر من 200 ألف تزكية، علما بأن 10 آلاف توقيع كانت كافية للمصادقة على ملفّه. ويعتبر ذلك وسيلةً لإظهار شعبيته ومواصلة الحملة التي بدأها قبل بضعة أسابيع بكثرة ظهوره.
حتى تاريخ 31 تموز/يوليو، تقدم ما لا يقل عن 108 مرشحين لرئاسة الجمهورية التونسية، لكن من غير المرجح أن يجتازوا المرحلة التمهيدية.
وفي الخامس من آب /أغسطس، تم تقديم خمسة ملفات فقط إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وكان واحد منها فقط مكتملا والأمر متروك للمتقدمين لاستكمال النقائص قبل 11 آب /أغسطس، الذي يوافق موعد الإعلان عن الترشيحات المقبولة.
قواعد أقرها سعيّد
ذكرت الصحيفة أن سعيد وضع قواعد هذه المنافسة التي يعتزم الفوز بها عن طريق استعمال جميع الوسائل لإبعاد جميع منافسيه، وخاصة الأكثر مصداقية.
وأشارت إلى أنه من خلال انقلابه على السلطة في 25 تموز /يوليو 2021، قضى سعيّد على الانتقال الديمقراطي الذي بدأ قبل عشر سنوات مع الثورة التونسية، وذلك بإزالة جميع الهيئات الوسيطة وحل الهيئات الدستورية وإسكات معارضيه من خلال الترهيب واستخدام المرسوم 54 الخانق للحريات وسجن بعضهم.
أطلق سعيّد العنان لسيطرته، ودعم الرأي العام إلى حد كبير نيته في تجديد حوكمة البلاد، وهي الرغبة التي أعلنها دون مزيد من التفاصيل خلال حملته الانتخابية الناجحة في سنة 2019. وبعد خمس سنوات من الإطاحة بالنظام، أصبح قيس سعيّد الزعيم الوحيد على رأس السلطة ولكن حصيلة عمله غير ملموسة والنظام السياسي الجديد الذي يروج له غير مقنع، حسب التقرير.
وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن سعيّد لن يتمكن من تحقيق أداء أفضل من نسبة 72 بالمئة من الأصوات التي تم جمعها في سنة 2019. مع ذلك، اعتمد قانونا انتخابيا أدرج جزءا منه في دستور 2022، والذي نقله إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بدعم المحكمة الإدارية.
وحسب المعارضين، تسمح هذه الأحكام بانتقاء الترشيحات وبالأخص، استبعاد الخصوم السياسيين لا سيما من خلال منع الأشخاص المعنيين من الحصول على وثيقة تثبت خلو سجلهم الجنائي من المخالفات والسوابق (بطاقة عدد 3)، وهي وثيقة ضرورية لدخول السباق الانتخابي. وكانت الصعوبات كبيرة لدرجة أن مجموعة من المرشحين نددوا في بيان بما اعتبروه مساسًا بحقوقهم المدنية والسياسية.
"تراجع الشعبية"
ذكرت الصحيفة أن النظام في تونس ضمن بالفعل مصير أولئك الذين يمكنهم التأثير حقا على هذه الانتخابات. فهم في الأغلب يخضعون للمرسوم عدد 54، ومتّهمون بالتآمر ضد أمن الدولة أو غسيل الأموال. ومن بين الاتجاهات السياسية المختلفة، يشترك الجميع في أنهم كشفوا بالتأكيد في وقت مبكر جدا عن رغبتهم في الترشح للرئاسة. ومن بينهم قادة أحزاب، مثل عبير موسي عن الحزب الدستوري الحر، ولطفي المرايحي عن الاتحاد الشعبي الجمهوري، وعصام الشابي عن الحزب الجمهوري، وغازي الشواشي عن التيار الديمقراطي.
في المقابل، قدم آخرون بيادقهم في تكتم. داعمين بشدة لمسار 25 تموز/يوليو 2021، تضع حركة الشعب أمينها العام زهير مغزاوي في الصفوف الأمامية، دون أن تأخذ أي مسافة مسبقة من السلطة. وقد تميل عدة أحزاب صغيرة إلى تبني نفس الحذر، خاصة أن التوتر الحالي للرئيس تجاه منافسيه، وفقا لأشخاص مقربين من حملته، سوف تغذيه استطلاعات الرأي التي تشير إلى انخفاض مذهل في شعبيته.
ومن المفترض أن يكون وزير بن علي السابق، منذر الزنايدي، مرشحا أيضا لأنه كثف من نشر مقاطع الفيديو عبر الإنترنت يسلط فيها الضوء على التجاوزات التي قام بها قيس سعيّد. مع ذلك، يمكن أن يكون الزنايدي منافسا جديا لم يتخذ قراره رسميا بعد، لكن لا نعلم إن كان سيتمكن من استكمال ملفه من باريس حيث يقيم، وتقديمه في الوقت المحدد مع وثيقة السجل الجنائي الشهيرة، إلى جانب 10 آلاف تزكية من المواطنين دون أن يطلق جميع إنذارات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وحسب الصحيفة، تنبئ الاستعدادات للانتخابات الرئاسية بنتائج تصويت غير مفاجئة ولكنها مثير للانقسام، لاسيما أن سعيّد يملك جميع السلطات ويتحكم في جميع موارد الدولة. وبناء على ذلك، يرى الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي خليل الزاوية أن "هذه ليست انتخابات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية التونسي تونس الانتخابات التونسية قيس سعيد صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قیس سعی د
إقرأ أيضاً:
لوفيغارو: إستراتيجية ترامب مستوحاة من الملاكم تايسون
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الأزمات تتوالى بوتيرة مستمرة منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب، حيث تواصل إدارته سيطرتها على الحكومة الفدرالية من خلال إجراءات مستهدفة ورمزية، ويحكم هو بموجب المراسيم الرئاسية وباسم حالة الطوارئ الوطنية، مستخدما سياسة الضرب أولا ثم التفاوض بعد ذلك.
واستعرضت الصحيفة -في تقرير بقلم أدريان جولمز وافتتاحية بقلم فيليب جيلي- بعض الأزمات التجارية والدبلوماسية التي أثارها الرئيس مع بعض الدول، متذرعا تارة بضرورة مكافحة الهجرة أو تهريب المخدرات، أو إعادة التوازن التجاري، ليحل بعضها فورا بعد الحصول على تنازلات أو خشية عواقب وخيمة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: نتنياهو وترامب من التدابر إلى التصالحlist 2 of 2واشنطن بوست: ترامب يدق آخر مسمار في نعش القوة الأميركية الناعمةend of listوقالت افتتاحية الصحيفة إن إستراتيجية ترامب مستوحاة من صديقه الملاكم مايك تايسون الذي يرى أن "كل شخص لديه خطة قبل أن يتلقى لكمة في الأسنان"، فهو يضرب أولا ثم يتفاوض، ولكنه في مجال التفاوض لم يحترم سوى قانون واحد هو قانون "الضغط الأقصى" الذي يهدف إلى الحصول على الصفقة الأكثر ملاءمة.
ومع فجر ولايته الثانية، تحرر ترامب من الاتفاقيات والقيود التي قيدت ولايته الأولى، فاستولى على الإدارة الفدرالية وأعطى مفاتيح الخزنة لخادمه المليادير إيلون ماسك، وبدأ يفرض بها الرسوم الجمركية يمينا ويسارا، قبل أن يرفع سماعة الهاتف ويبدأ المفاوضات مع نظرائه.
إعلان اضرب أولا ثم فاوضوتكشف الخطوات الأولى التي اتخذها ترامب -حسب الافتتاحية- عن سمات للرئيس، كالسماح بسحب رافعة للحصول على نتيجة على أرض أخرى، من التجارة إلى الهجرة أو الدفاع، ثم تعود القاعدة القديمة المتمثلة في القوة مع الضعيف والحذر مع القوي.
وقد تجسد أسلوب الإدارة من خلال الأزمة المنظمة التي اندلعت مع كندا والمكسيك، حيث تم تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من هذين البلدين، بعد أن توصلت المكسيك أولا لاتفاق أعلنت بموجبه "التعزيز الفوري للحدود الشمالية بـ10 آلاف من أفراد الحرس الوطني، لوقف تهريب المخدرات، وفي المقابل وافقت الولايات المتحدة على "العمل على وقف تهريب الأسلحة الأوتوماتيكية إلى المكسيك".
وتوصلت كندا أيضا إلى اتفاق، وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنه تم التوصل إلى اتفاق مؤقت، تلتزم بموجبه كندا بمكافحة الاتجار بالفنتانيل وتعزيز أمن الحدود، ومن المقرر تعليق الرسوم الجمركية المقررة لمدة 30 يوما على الأقل بينما يعمل البلدان على التوصل إلى حل منسق.
وبدت هذه التسهيلات من جانب جيران أميركا وشركائها الاقتصاديين بمثابة أول انتصار دبلوماسي لترامب، وفي غضون 48 ساعة هدأ خطر الحرب الاقتصادية، وظهرت كأنها خدعة تهدف إلى الحصول على مزيد من التعاون، ولكن صحيفة وول ستريت جورنال التي وصفت التدابير الجمركية بأنها "الحرب التجارية الأكثر غباء في التاريخ"، ورأت أن انهيار أسعار الأسهم في وول ستريت الذي أعقب هذه الإعلانات، ساهم في موقف ترامب التصالحي المفاجئ.
وفي نهاية الأسبوع، حقق ترامب نجاحا دبلوماسيا آخر في بنما، ولقد سمعت تهديداته باستعادة السيطرة على القناة بالقوة إذا لزم الأمر، كما اقترحت الدانمارك على الولايات المتحدة توسيع وجودها في غرينلاند، ولكنها أوضحت أن الممتلكات الدانماركية الضخمة ليست للبيع.
إعلانلكن التوترات انتقلت الآن إلى الصين، وقد فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 10% على واردات الصين، وردت الصين بإجراءات مماثلة، ولكن هذه قد تكون مجرد وسيلة للتفاوض قبل الاجتماع المقبل بين ترامب وشي جين بينغ، حسب الصحيفة.
وأخيرا يبقى السؤال قائما هل سيتغلب القرب الأيديولوجي على المصالح الأنانية للولايات المتحدة؟ وبالتالي كيف سيكون التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تزعج تصريحاته المحرضة على الحرب ترامب "صانع السلام"، أو رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي لا تزال ميزانيتها العسكرية بعيدة عن مستويات حلف شمال الأطلسي؟
ارتباك وفوضىأما في واشنطن -كما يقول جولمز- فيطبق إيلون ماسك، الذي لا يشغل أي وظيفة رسمية سوى كونه اليد اليمنى للرئيس، على الإدارة الفدرالية الأساليب المعمول بها في عالم شركات التكنولوجيا الفائقة في كاليفورنيا، وقد قامت الفرق الصغيرة التي جمعها بالسيطرة فعليا على خوادم الحاسوب التابعة للإدارات المستهدفة، ومنعت الموظفين المدنيين من الوصول إلى مكاتبهم، مبررة هذه الإجراءات بضرورة إجراء إصلاح عميق للدولة الفدرالية.
ومع أن حالة الارتباك والفوضى التي نشأت لم تفعل حتى الآن الكثير لزيادة كفاءة الحكومة، كما يطلق على الإدارة غير الرسمية التي يرأسها ماسك، فإن هذه المداهمات كان لها أثر بث الذعر بين كبار المسؤولين.
قام رجل الأعمال الملياردير بتأسيس فرق عمله في مكاتب إدارة الموارد البشرية في الحكومة الفدرالية ومكتب إدارة الموظفين، وأعاد تسمية الخدمات الرقمية باسم "إدارة فعالية الحكومة" بقيادة زملائه من شركاته المختلفة، وقد تمكنت هذه الفرق من الوصول إلى نظام الدفع التابع لوزارة الخزانة، حيث تمركز رواتب جميع الموظفين الفدراليين.
وكان الهدف الأول لإصلاح هذه الفرق هو الوكالة الفدرالية الأميركية للتنمية الدولية، حيث دخل مساعدو ماسك إلى مقرها الرئيسي، وعلقوا خادم الإنترنت وعطلوا الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني للموظفين، وأوقفوا اثنين من كبار المسؤولين عن العمل بعد احتجاجهما على الاقتحام.
إعلانوبرر ماسك -على شبكته إكس- الاقتحام قائلا إنها "ليست تفاحة بداخلها دودة، بل هي كرة من الديدان" هكذا وصف الوكالة التي نسقت المساعدات الإنمائية الأميركية في جميع أنحاء العالم "نيابة عن الشعب الأميركي" منذ ستينيات القرن الماضي، وتدير مجموعة واسعة من البرامج من المساعدات الإنسانية إلى الحملات الطبية إلى المساعدة للدول الفقيرة، كما تقول الصحيفة.
كابوس من صنع ترامبوسلط النقاد الضوء على رمزية هجوم أغنى رجل في العالم على وكالة تنمية تساعد البلدان الفقيرة، ولكن البيت الأبيض أبرز "المشاريع السخيفة للبيروقراطيين"، مستشهدا بمشاريع تمولها الوكالة من أجل "المساواة والإدماج في مكان العمل في صربيا"، وبتمويل "المركبات الكهربائية في فيتنام"، و"أوبرا المتحولين جنسيا في كولومبيا"، وبرامج "إعادة تحديد الجنس في غواتيمالا" وتمويل أبحاث علم الفيروسات في مختبر ووهان.
ولم يتم إغلاق الوكالة بعد، وتم وضعها تحت السيطرة المباشرة لوزارة الخارجية، وحتى الآن بقي رد فعل المنتخبين الديمقراطيين صامتا على هذا الإجراء الأول ضد وكالة فدرالية يعتمد إنشاؤها وميزانياتها على تصويت الكونغرس.
وقالت الديمقراطية إليزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ إن "دونالد ترامب ورفاقه من المليارديرات عازمون على الاستيلاء على هذه الحكومة حتى تعمل بشكل أفضل بالنسبة لهم وأسوأ بالنسبة للجميع. ما يحدث ليس طبيعيا.. نحن نعيش كابوسا من صنع ترامب وإيلون ماسك، ويجب علينا أن نستيقظ".
وقارن أحد كتاب الأعمدة في صحيفة نيويورك تايمز أساليب موظفي ماسك باستيلاء الإدارة الأميركية المؤقتة على الدولة العراقية بعد غزو العراق عام 2003، حيث خلقت بسبب مزيج من عدم الكفاءة والغطرسة حالة من الفوضى جعلت البلاد غير قابلة للحكم.
وخلص جولمز إلى أن هذه الأزمات المتكررة أدت إلى تحويل الانتباه جزئيا عن جلسات الاستماع لـ3 من أكثر المرشحين إثارة للجدل في الإدارة الجديدة، مثل مرشح ترامب لرئاسة مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل، وتعيين روبرت كينيدي جونيور وزيرا للصحة، وترشيح تولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية.
إعلان