فلسطين المحتلة: حركة حماس: اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

وترجل جواد المدح فقيدنا أحمد بن حيدر

جاسم بن عيسى القرطوبي
كم هو مُؤلم فراق الأحبة وما أصعب العيون حين تنظر مودعة، تختلط مشاعرنا بالبكاء والأنين، ويحترق القلب حسرة وألماً، ونشعر بالاحتراق قد وصل لحناجرنا، يمتنع الكلام من الخروج، وتصبح أنفاسنا مختنقة لا ندري ماذا نفعل أن أردنا الكلام لا يخرج سوى همسات غير مفهومة متقطعة بأنين. 
فقيدنا أحمد بن محمد بن عبيد البلوشي والمعروف في صحم بابن حيدر وفي مسقط بأحمد عبيد- كما حكى لي هذا بنفسه عن نفسه- هو إمام مسجد العبور وخطيب جامع المنطيفة بولاية صحم الذي بلغ من تعلقه بها وبحبه لأم القُرى مُساهمته في تسمية فريقها باسم القُرى، بالإضافة إلى جهود الشيخ عامر بن عبدالله الخالدي وأبنائه وقرابته في ذلك. كان فقيدنا من الأصوات الندية في قراءة القرآن الكريم وعمودا من أكابر المادحين للجناب المُحمدي الشريف ومن وجهاء المجالس الذي يتألف أهل الشرف، ويكرم أهل الفضل ولا يطوي بشره عن أحد ولا يجفو أحدا ويقبل معذرة المسيء في حقه ويزور الكبار والصغار الفقير والغني، فتراه يخالط الناس بعين الأب الشفيق والأخ الرفيق وكان قلباً حنونا لمن يأتيه شاكيا أو طالبا لنصحه أو مستفيدا من علمه، فلا يدع جنازة إلا شيعها ولا مريضا إلا عاده ولا مسترفدا إلا رفده وأعانه، ولا واجب عرس أو زيارة إلا وذهب إليها، زرت معه مريضاً في مستشفى صحار المرجعي فأخذته العَبرة فشرع في الدعاء له رافعاً يديه فسمعت المرضى الآخرين يؤمنون لدعائه بل واستدعاه مريض آخر للسلام عليه وللدعاء له. وبلغ من دماثة خلقه وتواضعه تنازله عن موضع جلوسه للفقير وللغني على حدٍّ سواء، فكان كما وصفه محبوه: أنه من الناس الذين يعلمون الخير فيتبعونه والشر فيجتنبونه، نعم؛ ويتجلى هذا المعنى في تحمله الأذى الذي يحصل عادة لكلِّ أحد منَّا عند مخالطة النَّاس على اختلاف طبائعهم وأمزجتهم. فمخالطة هؤلاء تقتضي ألا يسلم المخالِط لهم من شر طبائعهم وسوء أخلاقهم ولكنه لما تمثل الحديث الشريف الصحيح عند أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يُخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يُخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم"، دلَّ على صدق تمتعه بخصال حميدة: كفضيلةالصبر، والعفو عن المظالم. إشراق وجه المَزُوْرِ البشوش لزائره سبب لتكرار زيارته إذ ينطبق عليه البيت القائل: وجه المرء خير من القِرى.. فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك. عمل في دولة البحرين بُرهة من الزمن والتقى فيها بالعالم الفقيه الشيخ محمد بن علي بن يعقوب الحجازي رحمه الله ولازمه ملازمة الظل للشاخص ورغم أنني سمعته يقول: أوصاه شيخه الحجازي ألا يقرأ قصيدة عن ظهر قلب ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها) فقد سمعته يقرأ أبيات قصيدة بالباء بل بالنقطة الغراء بل *** بسم الإله وحمده نيل الوطر ربي بفاتحة الكتاب من الردى *** والناس بالفلق احمنا ممن غدر، وسمعته يقرأ أبياتاً من ملحة الإعراب بل سمعته يقرض الشعر كقوله: يا مكفكف الدمع بالمنديل بس كافي. والتقى–رحمه الله - في البحرين أيضاً بأدبائها وشعرائها، فقد سألته عن الراحل عبد الرحمن محمد رفيع فقال: أعرفه وهو أيضًا يعمل مُراقبًا للشؤون الثقافية في وزارة الإعلام البحرينية. ثم عاد فقيدنا للسلطنة في باكورةَ النهضة المباركة فعمل بجدٍّ واجتهاد في البلاط السلطاني برهة من الزمن في فترة إدارة المُقدم سعيد بن سالم الوهيبي وزير ديوان البلاط السلطاني (السابق) - رحمه الله – له.


 

وبقي متنقلاً بعد تقاعده بين مسقط وصحم وكان في الطريق بينهما ذهابًا وقدومًا لا يمر بمسجد ليصلي فيه أو سوقاً ليتبضع للبيت ولضيوفه منه إلا وله معارف وأصحاب وأرحام لم يهجر زيارتهم أبداً. وكانت مائدته لنا دواء وغذاء وهكذا طعام الصالحين، وبين قوسين كان يحب من السمك السكل أو سكن أو الكوبيا (Rachycentroncanadum). وكان–رحمه الله- يسرد لنا قصص الصالحين كالملا بخيت، مرددا قول الإمام الشافعي رحمه الله:أحبُ الصالحين ولست منهم... لعلي أن أنال بهم شفاعة، وأكره من تجارتهُ المعاصي... وأن كنَّا سواء في البضاعة، فكأننا نسمع رد الإمام أحمد بن حنبل على الإمام الشافعي: تحبُ الصالحين وأنت منهُم.. لعلهُم ينالو بكَ الشفاعة، وتكرهُ من تجارتهُ المعاصي... حماكَ الله من تلك البضاعة. وكان يحكي لنا من قصص البحرين بالتفصيل ويكررها كثيرا، وأجمل منها هنا الشيء اليسير مثلا: كان يحكي عن طريقة حفظ الأخشاب وما هي طريقة التخزين التي إذا حفظت بها الخشب فلن يتلف ولو لعشرات السنين؟ وعن قصة ذلك السفّان الماهر الذي طُلِبَ منه أن يصنع سفينة فاشترط مبلغاً من المال ثم استعانوا بأجنبي لتنفيذ المُهمة فلما أخفق الأجنبي رجعوا لذلك السفان المحلي البارع فصنع لهم أسطورة السفن ولكن طلب منهم مبلغاً أعلى ومضاعفا عن المبلغ السابق ليثبت لهم أنَّ اليد العاملة المحلية تعدل إن لم تفق الأجنبية بكل خير، وكان يحكي لنا عن الحِد وهي منطقة بالبحرين وزيارته للشيخ الحِدّي، وكان يحكي لنا عن جلالي التي زرناها بمعيته ورأينا الإكرام له والإقبال عليه من فناني البحرين ووجهائها على حد سواء، وما سمي السفر هكذا إلا لأنه يُسفر عن أخلاق المرء أي يكشف لك السفر عن أخلاق المرء الطبيعية، فالشاهد أننا لم نرَ منه إلا كل خير وخير وخير فجزاه الله عنَّا خير الجزاء وسمعت منه الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء. وأما عن معرض الكتاب فالمرات التي صحبته فيها كان لا يشتري إلا الموسوعات والمخطوطات والكتب النادرة، واطلبه عينيه فسيعطيك إياهما وهو ضاحك مستبشر وأما عن الكتب فكانت اللائحة موضوعة على مكتبته في صحم: ألا يا مستعيرَ الكُتْبِ دعني - فإنَّ إعارتي للكُتْب عارُ - فمحبوبي من الدنيا كتابي - وهل أبصرتَ محبوبًا يُعارُ؟؟،وأما في مسقط فلديه مكتبة عامرة بمختلف الكتب المقروءة والمرئية بل والمسموعة فكان – رحمه الله – من المعتنيين بالتوثيق وجمع القصاصات بل وكتابة تواريخها عليها، فكم رأيتُ قصاصاتي الشعرية في مكتبته مقيداً عليها المكان والزمان واللقب، رأيت هذا في مكتبة مسجده العبور... تختم السطور وفيه ما لم يكتب، فأذكر طلبه مني متفضلا عليَّ أن أكتب قصيدةً بمناسبة رحلة علاجه بالهند وعودته منها فشاء الحق أن يمرض حتى أتاه اليقين فكتبت مرثيتي الشعرية هذه حفظاً للود والشوق بتبيان ولسان حالي كما قال حافظ لشوقي في التأبين: قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياء لكن سبقت وكل طول سلامة قدر وكل منية بقضاء. 

مقالات مشابهة

  • حماس تنفي مزاعم العدو بشأن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية
  • وترجل جواد المدح فقيدنا أحمد بن حيدر
  • حماس تنفي مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بخصوص اغتيال “هنية”
  • حماس تكشف تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية
  • حماس ترد على أكاذيب إسرائيل: اغتيال إسماعيل هنية بصاروخ موجه وليس قنبلة
  • كشف تفاصيل جديدة عن اغتيال إسماعيل هنية
  • " قنبلة داخل الوسادة".. الأحتلال ينشر تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية
  • عطل مفاجئ في عملية إسرائيلية كاد أن ينقذ إسماعيل هنية.. اعتراف إسرائيلي
  • تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران
  • إسرائيل تكشف تفاصيل عملية اغتيال «إسماعيل هنية» في طهران