أحد مواقعها يزوره 115 مليون يوميا.. اتجاه عالمي لسن تشريع يسمح بمشاهدة المواد الإباحية بالبطاقة الشخصية للحد من تأثيرها السلبي على الأطفال
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
ربما يكون قانون صفير تأثيرا كبيرا على مستوى العالم، ورغم الجهود الكبيرة التي سعدت إليها الكثير من مجتمعات العالم للحد من انتشار المواد الإباحية، خصوصا بين شريحة الأطفال، إلا أن الأرقام ونسب المشاهدة تكشف القصور الشديد في الإجراءات التي تم اتخاذها، ولكن يبدوا أن هناك بصيص أمل للقضاء على هذا السرطان من داخل المنازل، حيث تتجه الولايات المتحدة الأمريكية لتعميم قانونا يلزم المواقع التي تنشر تلك المواد الإباحية بضرورة التأكد من سن المشاهد، وذلك عبر إظهار البطاقة الشخصية للتأكد من السن قبل السماح له بالمشاهدة.
وتحت عنوان "قانون بسيط يفعل المستحيل"، نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، تقريرا مطولا عن تلك الخطوة التي تم تطبيقها عبر قوانين محلية بعدد من الولايات الأمريكية، حيث ذكرت أن هذا القرار كان له آثار كبيرة، وجعل هناك بالفعل تراجع في صناعة الإباحية على الإنترنت في الأماكن التي تم تطبيق القانون بها، ولاقى هذا الإجراء ترحيبا كبيرا بين الأسر، حيث كان عمليا في الحد من وصول الأطفال دون الـ18 عاما إلى تلك المواد، وكذلك كانت سببا لعدم إقدام شريحة من البالغين على دخول تلك المواقع لعدم رغبتهم بعرض بطاقته الشخصية بتلك المواقع.
البداية كانت من عام
بحسب الصحيفة الأمريكية، كانت البداية في 15 يونيو 2022، وذلك حين أنجزت نائبة تشريعية جديدة في مجلس النواب في ولاية لويزيانا شيئًا لا يمكن أن يدعيه أي مشرع أو ناشط آخر في البلاد: أصدرت قانونًا يغير صناعة الإباحية على الإنترنت، حيث يؤكد مشروع القانون الذي قدمته النائبة لوري شليغل أن "المواد الإباحية تخلق أزمة صحية عامة ولها تأثير كارثي على القاصرين، والملفت للنظر أنه لم يعترض أحد في مبنى الكابيتول في باتون روج على هذا البيان.
ويحمّل مشروع القانون مواقع الويب الإباحية مسؤولية ما لم تنفذ مواقع الويب طرقًا معقولة للتحقق من العمر، فباختصار، تطلب من المستخدمين إظهار بطاقة هوية حكومية لإثبات أنهم يبلغون من العمر 18 عامًا أو أكثر، وقد وقع الحاكم الديمقراطي جون بيل إدواردز ، الذي لم يكن معجبًا بالأغلبية الجمهورية في الهيئة التشريعية ، على مشروع القانون بعد حوالي أسبوع من وصوله إلى مكتبه.
الإباحية كارثي على الأطفال
ويبدو أن هناك إجماعًا مهمًا قد ظهر على أن تعرض الأطفال للمواد الإباحية هو أحد الأشياء العديدة التي تؤثر سلبًا على عقول جيل زد، فالقلق يتصاعد في جميع أنحاء البلاد بسبب أزمة الصحة العقلية المدمرة والمذلة التي يعاني منها هذا الجيل، والبعض يلوم وسائل التواصل الاجتماعي، ويتناغم الآخرون لإضافة الحساسية المفرطة والتشخيص الزائد والثقافة العلاجية، وبالكاد يبدو الأمر وكأنه قفزة لإلقاء اللوم على الإنترنت بلا حدود في سلة اللوم.
كما جاء بقانون لويزيانا، أنه قد تؤثر المواد الإباحية أيضًا على نمو الدماغ وعمله ، وتساهم في الإصابة بالأمراض العاطفية والطبية ، وتشكل الإثارة الجنسية المنحرفة ، وتؤدي إلى صعوبة في تكوين علاقات حميمة إيجابية أو الحفاظ عليها ، فضلاً عن تعزيز السلوكيات الجنسية التي تنطوي على مشاكل أو ضارة. والإدمان .
لويزيانا كانت البداية
على الرغم من أن فاتورة التحقق من العمر في لويزيانا هي الأولى من نوعها ، إلا أنها لم تكن الأخيرة، فقد تم تمرير مشاريع قوانين متطابقة تقريبًا في ست ولايات أخرى - أركنساس ومونتانا وميسيسيبي ويوتا وفيرجينيا وتكساس - بهوامش غير متوازنة مماثلة، ففي يوتا وأركنساس، فقد تم تمرير مشاريع القوانين بالإجماع، وتم تمرير القوانين بهوامش ساحقة في الهيئات التشريعية التي يسيطر عليها كلا الحزبين ووقعها كقانون من قبل الحكام الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وفي ما يزيد قليلاً عن عام واحد، ربما أصبحت قوانين التحقق من العمر هي السياسة الأكثر انتشارا في البلاد، وهي تخلق فوضى في صناعة الإباحية التي اعتبر الكثيرون أنها مستحيلة في الواقع تنظيمها.
وعلى عكس الجهود السابقة للحد من الإباحية على الإنترنت التي أعلنت ببساطة أن المواقع تشكل خطرًا على الصحة العامة، فإن هذه القوانين ليست رمزية، ولكنها أصبحت بالفعل لها تأثيرات حقيقية على كيفية قيام صناعة الإباحية الضخمة على الإنترنت بالأعمال التجارية، وهو ما دفع الرابطة التجارية لصناعة الإباحية بأمريكا رفع دعاوى قضائية، ضد يوتا ولويزيانا، ولكن في الوقت نفسه ، لم يكن أمام الشركات الإباحية خيار سوى الامتثال للقوانين.
تأثير مبهر وغير مسبوق
وأشار التقرير إلى الانتشار الواسع الذي تحظى به المواقع الإباحية حول العالم، فيكيفي أن نشير إلى أن أحد المواقع الإباحية، تخطى عدد المستخدمين عالميا الكثير من المواقع الشعيرة، وعلى رأسها موقعي Amazon أو Netflix، وفي عام 2019، أصدرت الشركة المالكة للموقع الإباحي بياناتها، وجاء فيها أنه تمت زيارة الموقع 42 مليار مرة، أي ما يعادل 115 مليون مرة كل يوم، وهو رقم ضخم جدا بالنسبة لموقع منفرد، وما ما يشير لحجم المتابعات لتلك المواد عالميا إذا ما تم حصر كافة المواقع وعدد مشاهداتها.
ولكن القانون الجديد كان له تأثير السحر، فوفقًا لـ Ethical Capital Partners ، وهي شركة الأسهم الخاصة التي تمتلك الموقع الإباحي المشار إليه سابقا، فقد انخفضت حركة المرور في لويزيانا بنسبة 80 في المائة، وذلك بعد تطبيق هذا القانون، وفي الولايات الثلاث الأخرى حيث كانت القوانين سارية منذ شهور - يوتا ، ميسيسيبي ، وفيرجينيا – قامت تلك الشركة بشيء غير مسبوق: لقد توقفت ببساطة عن العمل، حيث يتم الترحيب بالمستخدمين في هذه الولايات الذين يحاولون زيارة الموقع بمقطع فيديو آمن للعمل لنجمة إباحية مرتدية ملابس تشرح قرار الموقع بالانسحاب من الولاية.
لذلك على الرغم من أن اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وصناعة الإباحية التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار يتعارضان مع القوانين ، إلا أنهما يبدو أنهما وحدهما إلى حد كبير في هذا الموقف، وبحلول الأول من يناير 2024 (عندما يدخل قانون مونتانا حيز التنفيذ) ، سيعيش حوالي 54 مليون أمريكي في ولايات يُطلب منهم تحميل هويتهم للوصول إلى مواقع الويب الإباحية، وذلك إذا ما اختارت تلك المواقع الإباحية العمل هناك من الأساس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على الإنترنت الإباحیة ا من العمر التی تم
إقرأ أيضاً:
أهل غزة يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العمري الأثري المدمر.. فيديو
عرضت وكالة “وفا” الفلسطينية مقطع فيديو لمواطنين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد العمري الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة.
وأظهرت لقطات تم تصويرها قبل وأثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حجم الدمار الذي لحق بالمسجد العمري الكبير نتيجة القصف.
الصحة العالمية: 14 ألف فلسطيني يحتاجون الإجلاء الطبي من غزة مصر ترفع درجة الجاهزية لاستقبال مُصابي الحرب في غزةيواصل الفلسطينيون رفع الأذان وإقامة صلاة الجماعة على أنقاض المسجد العمري الكبير، الذي تعرض للتدمير جراء استهدافه من قبل الطائرات الإسرائيلية في قلب البلدة القديمة بمدينة غزة.
والمسجد العمري، المعروف أيضًا باسم "مسجد غزة الكبير"، هو الأكبر والأقدم في قطاع غزة، ويقع في المدينة القديمة. يُعتقد أنه بُني على أنقاض معبد وثني قديم، وقد استخدمه البيزنطيون لبناء كنيسة في القرن الخامس الميلادي. يُعتبر المسجد العمري ثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى في القدس ومسجد أحمد باشا الجزار في عكا.
تعرض المسجد العمري لقصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي في 8 ديسمبر 2023، مما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل. وقد وثق بعض الأفراد الأضرار التي لحقت بالمعالم الأثرية للمسجد، والتي تضررت كما تضررت معظم المنازل في القطاع.
في ظل التساؤلات حول مصير المسجد العمري والمواقع الأثرية الأخرى في غزة، أكد متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن "الأولوية تكون عادة للحالة الإنسانية الطارئة، ولكن يجب أيضًا حماية التراث الثقافي بجميع أشكاله وفقًا للقانون الدولي، الذي ينص على أن الممتلكات الثقافية تُعتبر بنية تحتية مدنية ولا يجوز استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية".
وأضاف: "وضعت اليونسكو آلية لرصد الأضرار منذ بداية الحرب، بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية والمعلومات الواردة من أطراف ثالثة، بما في ذلك شركاؤنا والوكالات التابعة للأمم المتحدة الموجودة على الأرض، بالتعاون الوثيق مع مكتبنا في رام الله".
وأشار الخبير الأثري الفلسطيني فضل العطل إلى أن المواقع الأثرية في غزة لم تتعرض في الحروب السابقة لهذا القدر من الدمار، موضحًا أن "هذه الحرب شهدت تدميرًا مباشرًا، مثل المحراب الشمالي وكل القباب التي أضيفت إلى المسجد العمري على مر آلاف السنين والتي دُمرت بالكامل".
وعن إمكانية ترميم المواقع المتضررة بعد انتهاء الحرب، أعرب فضل العطل عن بعض الأمل، قائلاً: "يمكننا إعادة ترميم المواقع المتبقية أو أجزاء منها التي دُمرت بالكامل، مثل موقع البلاخية، وهو أقدم ميناء بحري يعود تاريخه إلى 800 سنة قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف الجدار الروماني الذي دمرته جرافات ودبابات الاحتلال في الجزء الغربي".
وأكد الخبير الغزي في حديث سابق للجزيرة نت أن "المساجد والكنائس والثقافة في قطاع غزة" لم تسلم من العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إعادة ترميم المسجد العمري ممكنة، لكنها ستكون "عملية طويلة ومكلفة للغاية نظرًا لمساحته الكبيرة".