ما علاقة التخطيط الإستراتيجي وإدارة المخاطر في تحقيق رؤية عمان 2040؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أثير – جميلة العبرية
قال المهندس حارب البوسعيدي المشرف العام على مديرية رؤية عمان 2040 أن الوحدة تحرص على متابعة الرؤية وتنفيذها وفق مسارين هما مسار أولويات الرؤية وترابطها والتعامل مع معطيات المرحلة، ومسار الجهود المبذولة في بناء مكونات المنظومة الشاملة لرؤية عمان 2040″.
وبين البوسعيدي في عرضه ضمن المؤتمر الأول لإدارة المخاطر أن الأقرب في شأن إدارة المخاطر هو متابعة أولوية حوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع، حيث تحرص الحكومة على توفر هذه الإدارة في مؤسساتها.
وقال إن التوجه الإستراتيجي في شأن حوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع يعمل على أن يكون الجهاز الإداري مرن ومبتكر وصانع المستقبل وقائم على مبادئ الحكومة الرشيدة ويتصف بالإنتاجية، مبني على أسس سليمة في التخطيط والتنظيم والمتابعة والتقويم والتطوير.
وأشار إلى سلطنة عمان تقدمت 10 مراكز في مؤشرات الحوكمة العالمية (الكفاءة)، وهو مؤشر به وحدة الاستخبارات الاقتصادية تقيس قدرتنا كحكومة في إدارة المخاطر على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
وذكر أيضًا بأن هناك فرص تحدث من المخاطر، حيث أعيد إستراتيجية جهة حكومية بعد سنتين من بدء تنفيذها بسبب خلوها من خطط إدارة المخاطر.
كما أشار إلى أنه هناك تصور وضع لبرنامج تمكيني في تطوير الخطط الإستراتيجية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد موضحًا العلاقة بين التخطيط الإستراتيجي ودراسة المخاطر تكمن في المكون التخطيطي ومستوى التخطيط ومستوى المخاطر وذلك بفهم البيئة وتطوير الخطة وتنفيذها.
وذكر البوسعيدي أن الجهات تركز على التفاعل مع المخاطر وتغفل دراسة التخطيط الإستراتيجي لإدارة المخاطر، فهناك فجوة في الزمن المطلوب لدراسة العواقب المخاطر الإستراتيجية.
وأضاف: توضح الدراسات بأنه هناك تعقيد متزايد وترابط المخاطر في المؤسسات الحكومية يتطلب نهجًا إستراتيجيًا لإدارة المخاطر لها مشابهًا لما يتم في القطاع الخاص، وأيضًا معظم المؤسسات الحكومية تستخدم عملية إدارة مخاطر دفاعية وتفاعلية غالبًا ما تتجاهل المخاطر الإستراتيجية إضافة لدراسات تشير إلى أن القطاع العام يواجه تحديات فريدة في إدارة المخاطر بسبب اختلاف المعايير والقيود وطبيعة المنظمات الحكومية البيروقراطية والمجزأة.
وتساءل البوسعيدي في عرضه عن الوضع الراهن لرؤية عمان 2040 في إدارة المخاطر موضحًا الإجابة بأن مفهوم إدارة المخاطر ككل معروف للأطراف والوحدات الحكومية إلا أنه لا يترجم إلى واقع عملي ملموس يمس المهام التنفيذية والعمليات التشغيلية ويسعى إلى الحد من هذه المخاطر.
وقال بأن هناك جهود في إدارة المخاطر يحتاج الدفع بها إلى الأمام وهي:
وأوصى البوسعيدي بإيجاد كيان مركزي يعنى برسم السياسات المعنية بإدارة المخاطر وضمان تكامل المؤسسات (الكيان ليس بالضرورة أن يكون هيكل وقد تكون لجنة)، وإيلاء الاهتمام لتفعيل التقسيمات المعنية بإدارة المخاطر وهذا يتضمن: تعيين الكوادر المعنية بإدراة المخاطر وتدريب الكوادر المعنية بإدارة المخاطر وتفعيل المتابعة المركزية لضمان جاهزية هذه التقسيمات، وكذلك ضمان دمج إدارة المخاطر ضمن الخطط الإستراتيجية للجهات الحكومية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: فی إدارة المخاطر عمان 2040
إقرأ أيضاً:
أندرو مارشال أبو التقييمات الإستراتيجية الأميركية
أندرو مارشال باحث وخبير إستراتيجي أميركي بارز في مجال التخطيط والدفاع العسكري، ولد عام 1921 وتوفي عام 2019. لقب بألقاب عدة منها "يودا البنتاغون" و"الرجل الغامض للبنتاغون" و"أبو التقييمات الإستراتيجية" الأميركية.
بدأ مسيرته المهنية في مؤسسة الأبحاث والتطوير (راند) عام 1949، وفي عام 1973 تولى منصب رئيس مكتب التقييم الإستراتيجي (مركز للبحوث في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون") أكثر من 40 عاما، وهي أطول مدة شغلها مسؤول رفيع في منصب بالبنتاغون على الإطلاق.
المولد والنشأةولد أندرو ويليام مارشال في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان شمال شرق الولايات المتحدة الأميركية في 13 سبتمبر/أيلول 1921.
نشأ في أسرة بسيطة ومتواضعة من أصول إنجليزية، كان أبوه بنّاء وكانت والدته ربة منزل.
عاش في ظل الكساد الكبير سنة 1921، الذي كانت أميركا أولى ضحاياه، مما شكل وعيا مبكرا لديه بالتغيرات الاقتصادية والسياسية في العالم، كما تميز بقدرات تحليلية منذ صغره.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، حصل مارشال على إعفاء من الخدمة العسكرية بسبب مرض في القلب.
أولى اهتماما كبيرا بالتاريخ والشؤون العسكرية والتكنولوجيا الدفاعية، وهو ما قاده إلى العمل في مصنع للطائرات العسكرية المسيرة.
توفيت زوجته الأولى ماريسبير في 2004 بعد زواج استمر أكثر من 50 سنة، أما زوجته الثانية آن ويلر سميث فتوفيت في 2017.
درس مارشال في جامعة "واين ستيت" في ديترويت، ورغم عدم حصوله على البكالوريوس، فقد قُبل في برنامج الدراسات العليا للاقتصاد في جامعة شيكاغو، تحت إشراف مفكرين بارزين منهم ميلتون فريدمان وجورج ستيغلر.
إعلانوبعد حصوله على الماجستير، بدأ تألقه في تحليله وفهمه العميق للإستراتيجيات الدفاعية بعيدة المدى، إضافة إلى قدرته على توقع مستقبل العلاقات السياسية الدولية ومجرى القضايا الأمنية القومية.
تأثر مارشال بعديد من المفكرين منهم هيربرت سيمون في مجال الاقتصاد وعلم النفس والذكاء الاصطناعي وتوماس شيلينغ الخبير في الإستراتيجية النووية وألبرت وولستر المحلل الإستراتيجي في مؤسسة "راند" وكارل فون كلاوزفيتز، وهو جنرال وفيلسوف عسكري ألماني.
ونقلت صحف أميركية عن أصدقاء ومقربين منه تأكيدهم أنه "تميز أثناء مشواره الأكاديمي بطرحه للأسئلة الصحيحة والعميقة التي كانت تبنى على رؤية مستقبلية بعيدة المدى".
التجربة المهنية والإستراتيجيةتواصل بعد تخرجه مع عدد من المتخصصين والباحثين وأسهم في تطوير مجال أنظمة الإنذار المبكر تحسبا لأي حروب مستقبلية، وبحث معهم طرقا للتقليل من احتمالية وقوع أي هجوم نووي.
وانضم مارشال سنة 1949 إلى مؤسسة "راند" التي تعنى بتحليل الدراسات والسياسات العسكرية، وعمل فيها مع شخصيات بارزة مثل هيرمان كان وناثان لايتس وجيمس شليزنغر على الإستراتيجيات النووية ونماذج الردع العسكري.
وفي عام 1973 عينه الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون رئيسا لمكتب التقييم الإستراتيجي، وهو مركز للبحوث والدراسات في البنتاغون، كانت مهمته استشراف التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية والفرص التي تلوح أمامها، وقد أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإغلاقه في مارس/آذار 2025.
تقاعد مارشال في 2015، وقد وصفه موقع "ديفينس نيوز"، بأنه رجل الظل الذي عمل بصمت في الخفاء، لكنه ترك أثرا عميقا في منظومة الأمن القومي الأميركي، سواء أثناء الحرب الباردة أو في العقود التي تلتها خاصة لدى صناع القرار السياسيين والعسكريين الأميركيين.
وصف الصحفي دوغلاس ماكغري في مجلة "وايرد" الأميركية عام 2002 مارشال بأنه "الأكثر غموضا"، وقال عنه إنه "أحد أقوى قادة وزارة الدفاع تأثيرا على صناع القرار".
إعلانوأضاف أن ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي، ووزير الدفاع دونالد رمسفيلد ونائبه بول وولفويتز وهارولد براون، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الراحل جيمي كارتر كانوا من بين تلاميذ مارشال.
وبدوره قال مارشال في لقاء مع مجلة "وايرد" نشر في مارس/آذار 2003، إنه أسهم في تكوين الرؤى الإستراتيجية المستقبلية للجيش الأميركي، في وقت كانت أميركا تستعد لغزو العراق.
استشرف مارشال المستقبل التكنولوجي، وكان من المنظرين لفكرة تغيير الجيش الأميركي بشكل جذري، تحت مفهوم "التحول العسكري"، عبر التركيز على استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتطوير طائرات مسيرة وأنظمة ذاتية التشغيل، وأيضا تعزيز القدرات العقلية والبدنية للجنود عن طريق التكنولوجيا والدواء.
دعا إلى تمويل مشاريع "جريئة" في البحث العسكري الأميركي، ومراقبة التجارب الدفاعية في دول مثل السويد والصين للاستفادة منها.
ونقل موقع "نيوز ديفانس" عن الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا قوله إن مارشال "كان نموذجا لمسؤولي البنتاغون الذين يؤمنون بأن القوة الحقيقية ليست فقط في العتاد والجنود، بل في الذكاء والتفكير الإستراتيجي بعيد المدى والقدرة على توقع ما هو قادم، وهذه الفكرة كانت نادرة في الأوساط العسكرية آنذاك".
وأشاد النائب الأميركي ماك ثورنبريري بجهود مارشال في توجيه الدفاع والأمن القومي في الاتجاه الصحيح.
سعى مارشال لدراسة القوة العسكرية للاتحاد السوفياتي، إلى جانب الإستراتيجيات العسكرية التي يستعملها في الحروب.
كما درس نقاط الضعف والقوة، وكان من الأوائل الذين دعوا لاستخدام الأقمار الاصطناعية والحوسبة وأنظمة القيادة والتحكم لتحويل طبيعة الحرب من عددية إلى ذكية.
ساعد فهمه لكل ذلك في توجيه السياسات الأميركية في فترة الحرب الباردة، كما أبرز أهمية التفكير بعيد المدى في التنافس بين القوى العظمى.
إعلانوحسب مواقع روسية فقد روج مارشال لفكرة إجبار أميركا الاتحاد السوفياتي على المنافسة، وانخراطه في سباق تسلح مكلف يفوق قدرته الاقتصادية، مما أدى إلى زيادة إنفاقه وتدهور اقتصاده.
ومع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الـ20، شك مارشال في قدرة الاتحاد السوفياتي على المنافسة وتنبأ بتفككه، كما أسهم في إستراتيجية الردع الأميركي، واستخدمت وزارة الدفاع الأميركية تقاريره لبنائها وتحيينها.
كما دعم مارشال الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان في مشروع مبادرة الدفاع الإستراتيجي، التي عرفت بـ"حرب النجوم"، وكانت تتمثل في بناء درع صاروخي فضائي حام لأميركا من الصواريخ النووية.
ورغم عدم تنفيذ المشروع فإنه أثار خوف الاتحاد السوفياتي، وجعل من الصعب عليهم التنبؤ برد الفعل الأميركي.
الوفاةتوفي مارشال في 26 مارس/آذار 2019، في منزله بمدينة أرلينغتون بولاية فيرجينيا الأميركية، وهي المدينة التي قضى فيها معظم سنوات حياته.
وتكريما له أنشأ وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رمسفيلد "منحة أندرو مارشال" الدراسية، للطلاب المتميزين في مجال تحليل السياسات في مدرسة "باردي" التابعة لمؤسسة "راند ".