جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-11@08:45:44 GMT

هل أنت "إيجابي"؟!

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

هل أنت 'إيجابي'؟!

 

مدرين المكتومية

هل سألت نفسك ذات يوم ما إذا كنت قادرًا على التخلص من همومك وأعبائك الحياتية لا سيما اليومية منها؟ وهل توصلت إلى طريقة للتعامل بإيجابية مع مختلف تحديات الحياة وضغوطها التي قد تدفع البعض منا إلى الشعور بالإحباط واليأس؟

هذه ليست مقدمة كتاب في التنمية البشرية، ولا جزءَ من كلمات مُدرب في إحدى المحاضرات التي تطالبك بفتح نافذة غرفتك كل يوم والنظر بإيجابية إلى جمال الدنيا، أو حتى النظر إلى المرآة ومخاطبة نفسك بكلمات تساعد على شحن الطاقة الإيجابية، وكأنك بطارية هاتف محمول تريد أن تصل بها إلى مستوى 90% قبل أن تخرج من بيتك!

لا شك أن جميعنا يمر بهذه المواقف، والكثير منا يشاهد ويُتابع مقاطع الفيديو التي تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، بل وتقتحكم هواتفنا اقتحامًا، بعدما يُرسلها صديق أو أخ أو حتى أحد الوالدين، بهدف "تحفيزك" و"تشجيعك" و"دعمك نفسيًا" على تحمل تحديات الحياة والتعاطي معها بصورة إيجابية، مع التأكيد على أهمية أن تنزع عن نفسك أي لمسة سلبية قد تظهر عليك أو في تصرفاتك أو في تعاملاتك مع الآخرين.

.

من المُستَفِز حقًا أن نجد كثيرين من حولنا يطالبوننا بأن نظل "إيجابيين" وأن نُطلق ابتساماتنا العريضة في الهواء ليل صباح، وأن نظل ننظر إلى نصف الكوب الملآن، وأن نتوقف عن النقد والشكوى، لأن هذه التصرفات "سلبية" وتصرف أنظارنا عن "الإيجابيات العديدة" في الحياة!!

بالله عليكم، هل هكذا يُمكن أن نعيش حياتنا؟ وهل التخلص من الأعباء يكون عبر نكرانها وتجاهلها بحجة التركيز على الإيجابيات؟ بالتأكيد: لا، طبعًا.

الحياة مُتخمة بالتحديات، كما إنها عامرة بالفرص، ودورنا أن نسعى لتحقيق أكبر قدر من النجاح على شتى المستويات، سواء في حياتنا الشخصية أو الأًسرية أو الوظيفية، وحتى مع أولئك الذين نلتقي بهم صدفة. لا يُمكن أن نحيا في هذه الدنيا مثل الإنسان الآلي "الروبوت"، فقط ينحصر دورنا في العمل والإنتاجية، دون مشاعر. لا يُمكن أن نظل نردد عبارات النجاح والتميُّز والجودة وغيرها، وهي بالفعل أمور جديرة بالتحقُق، لكن في الوقت نفسه علينا أن نؤمن أننا بشر نُصيب ونُخطئ، وأننا نتألم كما نفرح، ونضحك كما نبكي، ومن غير المعقول أن ننسى إنسانيتنا التي جُبلنا عليها، لأننا فقط نريد أن نكون "إيجابيين".

التطورات المتلاحقة التي تحدث لنا ومن حولنا، في العمل والأسرة، تُلزمنا بأن نتحلى بأكبر قدر من الهدوء والتوازن النفسي، كي نحافظ على صحتنا ونواصل المسير، لكن ذلك لن يتحقق إذا ما قمعنا مشاعرنا السلبية وأنكرناها؛ بل يُمكننا أن نفعل ذلك بالتعبير عن غضبنا أحيانًا أو البكاء أو الفضفضة لصديق أو قريب. علينا أن نمارس حياتنا بصورة إنسانية وطبيعية، على نحو وسطي يضمن الاعتدال وعدم الغلو أو التفريط.

نصيحتي لكل من يبحث عن النصيحة، كُن ما تكون، وافعل ما تفعل، لكن وازِن بين أفعالك، لا تبكي ولا تشتكي كثيرًا، لكن في الوقت نفسه عبِّر عن عدم رضاك عن علاقاتك الشخصية أو في بيئة العمل. لا تعش بمفردك في هذه الحياة، لكن لا يُعقل أن يكون الجميع أصدقاءك! مارس الحُب بعقلانية من خلال اختيار شريك الحياة الأنسب إلى شخصيتك، ولا تتردد لحظة في بناء علاقة مع من تراه  "قريبًا" فعلًا. التزم بالتصرفات الإيجابية، ولا تركن إلى السلبيات، لكن لا يجب أن يمنعك ذلك من التحلي بالواقعية، والسير على طريق الحياة العملية بكل ما فيه من جمال أو قُبح، وآمن أنك جميل في حد ذاتك، وأن قلبك يستحق أطيب القلوب، وأن سعادتك بيديك، فلا تضعها في يد أحد آخر لا يُقدِّرها ولا يعرف كيف يُنمِّيها!!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد 10 آلاف عام من انقراضه.. علماء يعيدون «الذئب الرهيب» إلى الحياة

الذئب الرهيب.. إحياء الموتى أو إعادة حيوان منقرض للحياة يعد من المخيلات التي تأتي للعقل البشري، ولكن لا يمكن أن تستوعبها الحقيقة، ودائما ما تراه الغالبية العظمى من البشرية ضربا من المستحيل، ولكن المفاجأة الكبرى هي ما أعلنه عدد من الباحثين من شركة «كولوسال بيوساينس»، بإعادتهم الذئب الرهيب إلى الحياة من جديد.

إحياء الذئب الرهيب

باحثون من شركة «كولوسال بيوساينس»، وهي شركة أميركية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، أعلنوا نجاحهم في «إحياء» نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم «الذئب الرهيب» الذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام.

كان الإعلان قنبلة موقوتة فجرت موجة من التساؤلات في الأوساط العلمية والأخلاقية، خصوصا أن هذا الذئب الجديد يعتمد على حيوان موجود أصلا، ولا يستند إلى الجينوم الكامل للذئب الرهيب.

الذئب الرهيب «الذئب الرهيب» سيد الجليد

تسيد «الذئب الرهيب» الغابات المتواجدة في أميركا الشمالية وفي أجزاء من أميركا الجنوبية، طوال فترة بدأت من نحو 250 ألف سنة، وصولا إلى نهاية العصر الجليدي الأخير.

وعلم العلماء بوجوده بعد أن عثروا على أكثر من 4 آلاف هيكل عظمي تم اكتشافها في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم، خاصة لحيوانات العصر الجليدي.

الذئب الرهيب

كما يُعتقد أن الذئاب الرهيبة كانت تعيش وتصيد في مجموعات، مثل الذئاب الحديثة، وكانت قادرة على قتل فرائس كبيرة جدًا عبر التعاون الجماعي.

وتشير الأبحاث التي درست جمجمتها الثقيلة وفكها القوي، إلى أن هذه الحيوانات كانت أكثر اعتمادًا على القوة وليس السرعة أو الذكاء العالي.

ويعتقد العلماء أن تغير المناخ بعد العصر الجليدي، ومن ثم انقراض الفرائس الكبيرة التي كان يعتمد عليها الذئب الرهيب مثل الماموث والبيسون القديم، كانت من أسباب انقراضه، إلى جانب منافسة الذئب الرمادي الذي كان أكثر قدرة على التكيّف مع الفرائس الأصغر.

واكتسب الذئب الرهيب أهمية ثقافية خاصة، نظرًا لحجمه الضخم ونمط حياته المرعب، ولذلك استلهم منه الكلب المخيف الذي ظهر في مسلسل «صراع العروش».

الذئب الرهيب كيف تم إعادة إحياء الذئب الرهيب

اعتمدت شركة كولوسال بيوساينس على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة لإعادة إحياء الذئب الرهيب، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب من هذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام.

والحمض النووي هو ببساطة شيفرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية.

بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون الجينات التي حصلوا عليها من الذئب الرهيب، بعد ذلك، تضاف إلى جينات الذئاب الرمادية الحديثة لتتوافق مع السمات الجينية للذئب الرهيب، مما أدى إلى ولادة 3 جِراء تحمل صفات الذئب الرهيب.

شملت التعديلات الجينية 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، بهدف إعادة إنشاء الصفات المميزة للذئب الرهيب، مثل حجم الجسم الأكبر «لتعكس البنية القوية للذئب الرهيب»، وشكل الجمجمة الأعرض (لتتناسب مع السمات التشريحية للنوع المنقرض)، وفراء أكثر كثافة وطولًا «للتكيف مع البيئات الباردة التي كان يعيش فيها الذئب الرهيب».

هل هي حقا ذئاب رهيبة؟

وقد تمكّن العلماء إلى الآن من استخراج أجزاء متفرقة من الحمض النووي للذئب الرهيب، إلا أن هذه الأجزاء لا تكفي لبناء جينوم كامل يتيح إعادة إحياء الكائن بصورة مطابقة. وحتى في حال توفر عدد كبير من شظايا الحمض النووي، فإن ربطها معا بدقة لإنتاج كائن حي مطابق تماما للذئب الرهيب يظل أمرا بالغ الصعوبة في ظل التقنيات الحالية.

لهذا السبب، يعتمد العلماء على كائن قريب وراثيا، كالذئب الرمادي، ويقومون بإدخال جينات محددة من الذئب الرهيب تمنحه بعض صفاته المميزة.

وقد أثار هذا الإعلان البحثي جدلا واسعًا في المجتمع العلمي، وتعلقت تساؤلات العلماء بما إذا كانت هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعتبر بالفعل ذئاب رهيبة حقيقية أم مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، لأنها في النهاية اعتمدت على هيكل لذئب آخر.

إلى جانب ذلك، فهذه الكائنات تحمل جينات معدّلة وقد تواجه مشاكل في النمو أو الجهاز المناعي، وكذلك الاندماج مع الكائنات الأخرى، إلى جانب التكيّف العقلي والسلوكي، وهنا ينبع سؤال: هل من الأخلاقي تخليق حيوانات قد تعاني نفسيًا أو صحيًا لكونها «كائنات مصنّعة»؟

ويطرح العلماء في هذا السياق سؤالا آخر: كيف ستعيش هذه الكائنات؟ فالنُظم البيئية التي عاش فيها الذئب الرهيب لم تعد موجودة كما كانت، وإعادة إدخال كائن مفترس كبير الحجم قد يضر بأنواع حيوانات حديثة أو يُحدث خللا في التوازن البيئي.

من جانب آخر، فإن هناك مخاوف بشأن ظهور طفرات جديدة غير مدروسة قد تتسبب في تخليق كائنات ذات سلوك عدواني أو غير متوقع.

اقرأ أيضاًعمره 50 مليون عام.. ظهور كائن مهدد بالانقراض في البحر الأحمر «صور»

البشرية مهددة بالانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي

«شيطان البحر العملاق».. أسماك المانتا راي مهددة بالانقراض

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: النساء والأسر تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة جراء تفاقم الأزمة الكارثية في غزة
  • مانشستر يونايتد يتعادل إيجابيًا مع ليون في الدوري الإنجليزي
  • روسيا: تقدّم إيجابي في محادثات إسطنبول مع الولايات المتحدة حول البعثات الدبلوماسية
  • كيف عاد الذئب الرهيب المنقرض إلى الحياة من جديد؟.. اعرف القصة كاملة
  • عُمان وقطر ضمن أفضل الدول بجودة الحياة للعام 2025 (إنفوغراف)
  • عودة من الانقراض بعد 10 آلاف.. نجاح تجربة إعادة الذئب الرهيب إلى الحياة
  • الخارجية الأمريكية: نأمل أن يمثل تشكيل الحكومة الانتقالية خطوة إيجابيّة نحو سوريا شاملة
  • غرائب الحياة من حفاة الى طغاة ومن عباد لله الى عبيد اللات
  • حكم التأمين على الحياة .. اعرف الأدلة من القرآن والسُنة
  • بعد 10 آلاف عام من انقراضه.. علماء يعيدون «الذئب الرهيب» إلى الحياة