معسكرات دارفور : 8 أغسطس 2024
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير : راديو دبنقا

"بعض النازحين بمعسكر كلمة في جنوب دارفور لم يتناولوا أي وجبة منذ ثلاثة أيام، وهنالك وفيات مستمرة وسط الأطفال وكبار السن، الأطفال يتضورون جوعاً ويتعالى صراخهم، الأوضاع بالغة السوء وأنا عاجز عن الوصف والتعبير".

يقول رئيس معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور الشيخ إسحاق محمد عبد الله لراديو دبنقا.



ومنذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي يشكو النازحون في دارفور من توقف المساعدات الإنسانية، بينما أدى الخريف والسيول أيضاً إلى صعوبة وصول المساعدات من تشاد عبر معبر الطينة، حيث ظل مسؤولو الوكالات الأممية يطالبون الحكومة بفتح المعابر الحدودية بما فيها معبر أدري على الحدود مع تشاد.
وتبلغ عدد الأسر المستحقة للمساعدات في معسكر كلمة بحسب المسح الذي أجرته إدارة المعسكر في أبريل الماضي أكثر من 142 ألف شخص.
ويصف الشيخ إسحاق في مقابلة مع راديو دبنقا الأوضاع في المعسكر بالمأساوية مطالباً المنظمات بالتدخل العاجل، وفتح المسارات والممرات الآمنة لمرور المساعدات.
وقال:" إن بعض الأمهات خرجن للزراعة منذ أكثر من عشرة أيام، وتركن أطفالهن في المنازل بدون أي مواد غذائية، واكتشفنا أن بعضهم لم يتناولوا أي وجبة منذ ثلاثة أيام والبعض الآخر لا يتناول سوى البليلة".
وأشار إلى وصول شاحنة مساعدات واحدة قبل ثلاثة أسابيع تحمل 900 جوال ذرة، وجرى توزيعها على النازحين جميعهم بالمعسكر الذين يبلغ عددهم 142 ألفاً و300 نازح بواقع 9 أوقيات لكل شخص وهي لا تكفيهم لمدة يوم واحد.
وكشفت منظمة الأغذية والزراعة يوم الجمعة الماضي، أن 5 شاحنات تحمل 190 طنًا متريًا من بذور الذرة الرفيعة في طريقها إلى نيالا، جنوب دارفور.
وفي مايو الماضي، كشفت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عن وفاة 66 طفلاً في معسكر كلمة نتيجة سوء التغذية وانعدام الأدوية الخاصة بالأطفال. كما توفي 38 من كبار السن و6 نساء حوامل خلال ذات الشهر.
وبشأن الموسم الزراعي أكد الشيخ إسحق إن النازحين شرعوا في زراعة المحاصيل، ولكنه تساءل في الوقت ذاته "كيف يمكن لجائع أن يزرع أرضه".
وكان تقرير للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يوم الخميس تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور، لا سيما معسكر زمزم للنازحين داخليا، مبيناً أن ذلك سيستمر خلال الشهرين المقبلين.
ويقع معسكر زمزم جنوب مدينة الفاشر على بعد حوالي 12 كيلومتراً، ويحوي أكثر من 500 ألف نازح، وهي واحد من المخيمات ال 171 التي سلط الضوء في دارفور.
ويرى النازحون في مختلف أرجاء دارفور إن أوضاعهم لا تختلف كثيراً عن معسكر زمزم.

غلاء طاحن

وفي ذات السياق قال الشيخ صلاح عبد القادر رئيس سنتر أربعة بمعسكر كلمة لراديو دبنقا إن النازحين في المعسكر يعانون الغلاء وندرة المواد الغذائية مع عدم توفر مصادر الدخل أو فرص العمل، ونبه إلى تفشي سوء التغذية وسط الأطفال والمسنين. وأشار إلى ارتفاع سعر جوال الذرة إلى 220 ألفاً، وملوة الذرة من 9 إلى 10 آلاف. وقال:"ليس هنالك ما يؤكل، والنازحون يضطرون لتناول العمباس وقشر الذرة". ويضيف" هنالك تفشي للملاريا بشكل وبائي، وإن عدم توفر الغذاء من شأنه أن يؤدي إلى وضع كارثي.
ونوه بتوقف حركة البيع والشراء لعدم توفر مصادر الدخل، وتابع مستنجداً "نحن بشر الرجاء انظروا إلينا بعين الرحمة نطالب الوكالات كلهن للاتجاه إلى دارفور"
من جهته وجه الشيخ إبراهيم أحمد عبد الله رئيس سنتر 3 في معسكر كلمة عبر راديو دبنقا نداءً إلى المجتمع الدولي للتدخل العاجل، ودعا للنظر بعين الاعتبار لمعاناة النازحين.
وأشار إلى أن جوال الدقيق زنة 25 كيلو بلغ 72 ألفا جنيه وكيلو الدقيق ثلاثة آلاف، وجوال الأرز 100 ألف جنيه، وكيلو الأرز أربعة آلاف، بينما بلغ رطل الويكة أربعة آلاف، ورطل الصلصلة 3500، ورطل السمك 5 آلاف، بينما بلغ سعر زجاجة الزيت 2200.

تسول

من جانبه كشف النازح عبدالله محمد من معسكر كساب بمحلية كتم في شمال دارفور عن تزايد ظاهرة التسول في المعسكر؛ بسبب الغلاء وندرة المواد الغذائية، وقال إن أسعار السلع ارتفعت على نحو غير مسبوق حيث بلغ سعر جوال السكر 165 ألف جنيه، ورطل السكر ألف وسبعمئة جنيه، وجركانة الزيت 172، وزجاجة الزيت 3 آلاف، ولفت إلى عدم توزيع مساعدات غذائية منذ وقت طويل.
وقال إن الخريف مبشر هذا العام، لكن عدم توفر الغذاء يهدد الموسم الزراعي، ودعا لإنقاذ النازحين في معسكر كساب من الجوع والمرض.
وفي شمال دارفور قال النازح إسماعيل خريف لراديو دبنقا إن النازحين في معسكر أبو شوك يعانون نقصاً حاداً في الغذاء وتفشي أمراض سوء التغذية. ونبه إلى عدم توفر فرص العمل، المحلات وإن الأسواق مغلقة بسبب الحرب.

سوء تغذية في معسكر السلام بنيالا

وكشف الدكتور محمد يحي وهو طبيب متطوع في مركز صحي معسكر السلام بنيالا لراديو دبنقا عن تسجيل 600 حالة إصابة بسوء التغذية وسط الأطفال بالمعسكر، ونحو 40 حالة اسبوعياً وسط النساء الحوامل منذ نهاية مايو الماضي.

من جانبه، كشف محجوب تبلدية شيخ معسكر السلام بولاية جنوب دارفور عن تردي الوضع الصحي بالمعسكر. وقال لراديو دبنقا إن انسحاب منظمة أي ام سي من نهاية شهر مايو أدى لتضرر النازحين في المعسكر الذين يبلغ عددهم 184 ألف نازح.

نداء

ومن ولاية وسط دارفور دعا الشيخ عبد الكريم يعقوب رئيس معسكر الحميدية بزالنجي عبر راديو دبنقا المجتمع الدولي لإنقاذ النازحين مشيرين إلى الانعدام التام للمواد الغذائية.
وفي ذات السياق يصف يوسف إدريس شوقار رئيس اللجنة القانونية لمعسكرات وسط دارفور في حديث لراديو دبنقا الوضع الإنساني في معسكرات دارفور بأنه كارثي مشيرا إلى عدم توفر الغذاء، وقال إن سعر ملوة الذرة يتراوح بين 10 و12 ألفاً، بينما تبلغ تكاليف طحن المد ألف جنيه، فيما بلغ سعر رطل السكر 200 جنيه، والصلصة ثلاثة آلاف جنيه.
وأشار إلى أن بعض النازحين يموتون جوعاً، وبسبب سوء التغذية، وعدم توفر العلاج المناسب، بينما يضطر بعضهم لتناول قشر الذرة.
وقال محذراً "الوضع لا يحتمل التأخير، ولو امتدت الأزمة لشهر أو شهرين، فإن خطر الموت يهدد الجميع".
من جهته كشف سيف الدين عبدالله هارون مسؤول الإعلام بمعسكر الحميدية لراديو دبنقا عن تفشي سوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن.
وتسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الأربعة غرب وشرق ووسط وجنوب دارفور ومعظم محليات شمال دارفور عدا الفاشر.

جبل مرة: مجاعة طاحنة



وتواجه مناطق سيطرة حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد في جبل مرة أوضاع مماثلة حيث أعلن جمال محمد موسى مقرر السلطة المدنية في قوله، الأسبوع الماضي، عن مجاعة طاحنة داعياً المنظمات للتدخل العاجل.
من جانبه قال آدم رجال الناطق باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور خلال اجتماع مع ممثلي الوكالات الأممية في يوليو الماضي بنيرتتي بوسط دارفور إن الحرب التي اندلعت في أبريل الماضي والعقبات التي تواجه وصول المساعدات بجانب فشل الموسم الزراعي، أدى إلى حدوث أزمة وندرة في المواد الغذائية. ووصف الوضع في المعسكرات بالمزري مبيناً أنها تعاني مجاعة وأغلبية الأسر لا تتحصل على وجبات.
وأشار إلى وجود 115 ألفاً من النازحين القدامى والجدد في نيرتتي بجانب 60 ألفاً من المجتمعات المضيفة، ونبه إلى نفاد المخزون الغذائي للمواطنين والنازحين القدامى بعد اقتسامها مع النازحين الجدد.
من جانبه، كشف القيادي في معسكرات النازحين في نيرتتي، آدم اوكرو، عن الانتشار الواسع للجوع وتفشي سوء التغذية وسط الأطفال والحوامل والمسنين، وحدوث وفيات في أوساطهم.
وقال إن عدداً كبيراً من النازحين لا يتناولون أي وجبات غذائية لمدة يومين، وبعضهم لا يتناولون سوى البليلة وأوراق الشجر.
وفي مناطق سيطرة حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد أيضا كشف رباني سعيد يوسف، عضو غرفة الطوارئ في شرق جبل مرة دربات تقع عن ارتفاع كبير في معدلات سوء التغذية وسط الأطفال.
وفي ذات السياق شكا النازح إسماعيل آدم موسى نازح من نيفاشا إلى دربات شرق جبل مرة من نقص في الغذاء والإيواء، وطالب بتدخل المنظمات كما تمضي النازحة مريم محمد آدم سليمان /ن نيفاشا في دربات نحن في حاجة ماسة للأكل والشرب.
من جهته كشف توبي هاروارد نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان خلال زيارته مناطق سيطرة حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد في يوليو الماضي عن دخول 77 طفلاً إلى مستشفى أطباء بلا حدود في روكرو بوسط دارفور خلال أسبوع واحد، وهم يعانون سوء التغذية الحاد مع مضاعفات طبية. وأضاف معدلات الوفيات آخذة في الارتفاع، وسيموت العديد من الأشخاص الأشد ضعفا دون مزيد من الدعم.
ويطالب النازحون في مختلف معسكرات دارفور الأمم المتحدة بالتدخل العاجل والإسراع في توصيل المساعدات، وناشدوا طرفي الحرب بوقف القتال وفتح المسارات الآمنة لمرور المساعدات.

ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني

#ساندوا_السودان
#Standwithsudan

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: معسکرات دارفور شمال دارفور جنوب دارفور النازحین فی وسط دارفور فی المعسکر وأشار إلى فی معسکر من جانبه عدم توفر وقال إن جبل مرة

إقرأ أيضاً:

جنوب السودان..اعتقال وزير النفط وضباط موالين لنائب الرئيس

أعلن متحدث باسم ريك مشار النائب الأول لرئيس جنوب السودان اليوم الأربعاء، اعتقال وزير النفط، وعدداً من كبار القادة العسكريين المتحالفين مع مشار، ما يهدد اتفاق السلام الذي أنهى حرباً أهلية استمرت 5 أعوام.

وجاءت الاعتقالات بعد قتال في الأسابيع القليلة الماضية في بلدة الناصر الاستراتيجية في الشمال، بين القوات الأمن وميليشيا الجيش الأبيض المؤلف بالأساس مقاتلين من قبيلة النوير، قبيلة مشار.
وقاتل الجيش الأبيض مع قوات مشار في الحرب الأهلية بين 2013 و2018 في مواجهة قوات موالية للرئيس سلفا كير من قبيلة الدنكا.
وقال بوك بوث بالوانغ المتحدث باسم مشار، إن وزير النفط بوت كانغ شول وهو من بلدة الناصر ونائب قائد الجيش غابرييل دوب لام اعتقلا بينما وضع مسؤولون عسكريون كبار متحالفون مع مشار رهن الإقامة الجبرية.
وأضاف بالوانغ "حتى الآن لم يقدم لنا أي سبب لاعتقال هؤلاء المسؤولين"، وتابع أن قوات أمن انتشرت حول مقر إقامة مشار لكن نائب الرئيس تمكن من التوجه إلى مكتبه صباح اليوم الأربعاء.
وفي أول تعليق من الحكومة، اتهم وزير الإعلام مايكل ماكوي القوات الموالية لمشار بالتعاون مع الجيش الأبيض ومهاجمة حامية عسكرية قرب بلدة الناصر الثلاثاء. اعتقال نائب قائد الجيش في جنوب السودان

ولم يعلق ماكوي على الاعتقالات، لكنه قال إن كير تعهد بمنع عودة البلاد إلى الحرب.
وقال ماكوي في بيان: "الحكومة تعكف على معالجة هذا الوضع وعلى الناس ألا ينتابهم الذعر أو يستمعوا إلى شائعات غير واقعية وبلا أساس ينشرها أعداء السلام والاستقرار".

على شفا الحرب وحصدت الحرب الأهلية التي اندلعت في ديسمبر (كانون الأول) 2013 بعد إقالة كير لمشار، ما يقدر بنحو 400 ألف، وأجبرت أكثر من 2.5 مليون على الفرار من منازلهم، وجعلت نصف السكان تقريباً وعددهم 11 مليون نسمة يجدون صعوبة في الحصول على ما يكفيهم من غذاء.
وتفادى اتفاق السلام في 2018 إلى حد كبير القتال المباشر بين قوات كير ومشار، رغم  تكرار أعمال عنف محلية.
وقال دانيال أكيش ثيونغ، المحلل البارز في شؤون جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية، إن الدولة الغنية بالنفط تبدو على شفا الحرب، وهذا احتمال يذكيه تزايد القدرة على الحصول على أسلحة بسبب الصراع في السودان المجاور، وأضاف "السلام الهش الذي حافظ على توازن دقيق بين الزعماء المسلحين المتنافسين منذ 2018، قد ينهار".

وأدت الحرب في السودان أيضاً إلى تعطل صادرات جنوب السودان من النفط الذي كان يمثل 90% من عائداتها من النقد الأجنبي.
ودعا الاتحاد الإفريقي وبعثة حفظ السلام للأمم المتحدة في جنوب السودان، الأسبوع الماضي، إلى كبح التصعيد في ولاية أعالي النيل التي تضم الناصرد  وحذرا من مغبة "عنف واسع النطاق".
وربط تير مانيانغ، رئيس مركز السلام والدعوة في جوبا، الاعتقالات بالقتال في بلدة الناصر وقال إنه يخشى المستقبل.
وقال: "ستنزلق البلاد على الأرجح إلى حرب ما لم تسيطر القيادة العليا للبلاد على الوضع".

مقالات مشابهة

  • ماكرون: مستقبل أوروبا يجب أن يتحدد بها وليس في واشنطن أو موسكو
  • مؤتمر دولي بلندن منتصف أبريل لـ«السلام وحماية المدنيين» في السودان .. وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة وفد بريطاني للتشاور
  • جنوب السودان..اعتقال وزير النفط وضباط موالين لنائب الرئيس
  • اعتقال وزير النفط وقادة عسكريين في جنوب السودان.. هل هي نذر حرب أهلية؟
  • كيف تكيفت أسواق دارفور مع تحديات رمضان في ظل الحرب؟
  • ترامب يحذر من أنه لن “يتسامح” مع زيلينسكي في هجوم جديد
  • نتنياهو: نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
  • غزة.. منظمات دولية تحذّر من عواقب تعليق المساعدات
  • وزير خارجية فرنسا: روسيا قرّبت منا خط جبهة القتال
  • طقس العرب يحذر من الغبار والسيول في المناطق الشرقية غدا الثلاثاء