بوابة الوفد:
2024-09-09@21:01:57 GMT

معشوقتى لا ترحلى «الأخيرة»

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

حبيبتى، كما كنت فى طفولتى حلمى، وفى شبابى منتهى طموحى أن أصبح كيانًا على بلاطك صاحبة الجلالة بثوبك الورقى البهى، ستظلين وجعى وأنا أراك تتوارين ضعفًا أمام شراسة الشاشات والمواقع الإلكترونية، وقد طرحت فى ثلاث مقالات سابقة المشاكل التى تواجه الصحافة الورقية مع بعض الحلول المتعلقة بتعظيم موارد الدخل، خاصة العودة للإعلانات المبوبة، الاعتماد على الكفاءات وإغلاق أبواب الوساطة فى تعيين الصحفيين، تركيز المنتج الصحفى على استهداف الشباب، توقف الصحف الورقية عن إنشاء مواقع ويب مجانية لها وأن تكون تلك المواقع باشتراكات تصب فى موارد الصحيفة الورقية، مع ضرورة القبول بأن نموذج عمل الصحف القديم قد انتهى ويجب التطوير.


وأصل هنا إلى خطوات أخرى أساسية للنهوض بالمنتج الصحفى الورقى لمحاولة استعادة التواجد على الساحة ولو نسبيًا بعيدًا عن قرارات الإغلاق للإفلاس، وتتمثل الخطوات فى، أولا: تغطية كل المجتمع، أي أن تعكس المادة الصحفية الورقية احتياجات ومصالح مجتمعاتها بدءًا من القاعدة للقمة، مع تنوع تلك الخدمات المقدمة ما بين الأخبار، الرأى، الترفيه، ثانياً: تطوير المادة الصحفية لتتماشى مع بساطة العصر دون لغة معقدة أو معلومات مركبة، ليسهل فهمها خاصة بين الشباب، ثالثاً: مراعة التنوع والتعددية المجتمعية المختلفة من الأعراق، الثقافة، الاقتصاد، الدين، وهو ما يستوجب إعطاء مساحات أكبر للمراسلين بالمحافظات لتغطية أخبار أبناء المحافظات سواء فى التعليم، الاقتصاد، الثقافة، أعمال التنمية، الكشف عن الفساد، أخبار المنظمات الأهلية والمؤسسات الخيرية والشركات، وهكذا، كل هذا له تماس اهتمام بالقراء، وسيدفعهم لشراء الصحيفة الورقية.
رابعًا، يجب أن تتميز المادة الصحفية الورقية بالجرأة فى تقديم الخبر والمعلومة والنقد دون أى خوف وأن يسهم نظام الدولة فى تلك الحرية، مع التزام الصدق والموضوعية لكسب ثقة القارئ، مما يجعلها قوية ومقنعة، ولا يتم فى ذلك إهمال عوامل الجذب فى الإخراج الصحفى من عناوين بارزة ومثيرة للاهتمام، الصور الرسومات، تصميم الصفحات وهكذا، خامسًا: التركيز على المادة الصحفية الإرشادية التى ترشد القارئ لطرق سهلة وسريعة للتغلب على مشاكل الحياة، وتدعم من طاقتهم الإيجابية، وتوعيهم بحقوقهم وواجباتهم، سادسًا : يجب أن تركز الصحف الورقية على المواد الصحفية المحفزة للمشاعر ودفع القارئ إلى التحرك بإيجابية تجاه الأحداث، وإلى التعبير عن الرأى وعدم السلبية، وهو ما يجعل الصحيفة لصيقة بالقارئ وكأنها جزء منه معبر عنه وخادم لاحتياجاته فى الحياة.
سابعاً: من الضرورى أن تحافظ الصحيفة الورقية على اتساقها فى جودة المادة المقدمة فى كل قسم، أى يجد فيها كل قارئ على اختلاف اهتمامه ما يشبع هذا الاهتمام بصورة متعادلة لا خلل فى الكم، الكيف ولا تمييز، مع التجديد وعدم التكرار، والتركيز على القصة الخبرية، فالأخبار لم تعد ملائمة للورقى أمام سيل الصحف الإلكترونية سريعة التحديث اللحظى للأخبار، ثامنا: ضرورة التركيز على القضايا العالقة التى لم يتم حلها فى المجتمع، والسعى إلى نشر الأطروحات والآراء التى تساعد على حل تلك القضايا، وإن لم يكن بشكل جماعى فبشكل فردى، وهو ما يجعل الصحيفة بمثابة المستشار أو المرشد الاجتماعى للقارئ.
تاسعًا: أن يكون هناك جسر تواصل دائم بين القارئ والصحيفة فى سلاسة دون تعقيد أو فوقية فى التعامل، كأن يكون للصحيفة خط ساخن مخفض التكلفة تتلقى من خلاله مكالمات القراء وتعليقاتهم ومشاكلهم وتتفاعل معها وتستجيب لها فى الأعداد التالية للصحيفة بالنشر، وهو أمر يسعد القارئ ويشعره بأن الصحيفة بيت آخر له يستقبل مشاكلة وتعليقاته وآرائه، وهو ما يقوى العلاقة بين القارئ والصحيفة وبين كتاب الصحيفة أيضًا، عاشرًا: أن تفاجئ الصحيفة القراء بالتغيير اللطيف بين وقت وآخر، سواء فى الأبواب، شكل الصفحات، المنتج الصحفى بالتطوير، لأن القولبة تؤدى إلى ملل القارئ، والملل والاعتياد يؤدى إلى الانصراف وبحث القارئ عن بديل أكثر إثارة.
ما كتبته محصلة دراسات بحثية إنجليزية وعربية فى إطار إنقاذ الصحافة الورقية من الموت، فلا ترحل حبيبتى ولا تُخرب بيوت العاملين بها.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد الصحف الإلكترونية المواقع الإلكترونية وهو ما

إقرأ أيضاً:

بحضور رئيس تحرير "الفجر" الدكتور مصطفى ثابت.. وزير الأوقاف يلتقي رؤساء تحرير الصحف

عقد وزير الأوقاف لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، بحضور رئيس تحرير موقع "الفجر" الدكتور مصطفى ثابت، وذلك بهدف مناقشة خطط الوزارة في محاربة التطرف وبناء وعي مجتمعي متكامل.

 أكد الوزير أن الوزارة تعمل على أربعة محاور رئيسية؛ الأول هو تشغيل كافة طاقات الوزارة في أنحاء مصر لتحصين المجتمع ضد الفكر المتطرف وزيادة الوعي المصري تجاه هذا الخطر. المحور الثاني يتناول مواجهة التطرف اللاديني، مثل الإلحاد، التنمر. أما المحور الثالث فهو موجه لبناء الإنسان، والمحور الرابع يتعلق بصناعة الحضارة، التي تعتبر الحلم والأفق البعيد الذي تسعى إليه الوزارة.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة لا تزال تدرس قدراتها الذاتية للاشتباك في كل الملفات، مع الحرص على تقديم شيخ الأزهر ودعمه شخصيًا ومنصبًا. 

وأوضح أن الشعب المصري يحب أن يرى المؤسسات الدينية متحدة تحت قيادة واحدة، بدءًا من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، مضيفًا أن نقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية يجب أن تكون جزءًا من هذه المنظومة المتكاملة.

بروتوكولات التعاون والمشاريع المشتركة

أبرز الوزير توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ووزارة الري لنشر ثقافة استهلاك المياه، حيث تم التعاون مع شيخ الأزهر لقيادة هذه الحملة. كما تم طباعة كلمة الإمام الأكبر في أحد مؤتمرات وزارة الري السابقة وتوزيعها على خطباء الأوقاف، لتكون باكورة الحملة.

وأشار الوزير إلى أهمية دور الإعلام الرقمي في العصر الحالي، حيث أكد أن السوشيال ميديا هي “منبر العصر”، وأن الوزارة ستبذل مجهودًا كبيرًا في تطوير الأئمة بأساليب جديدة وجذابة لمخاطبة جميع الفئات. وبدأت الوزارة في التواصل مع وزارة الاتصالات لإطلاق منصة إلكترونية تفاعلية جديدة للأوقاف، تستهدف جميع الأعمار والفئات، بما في ذلك تصميم ألعاب ومحتوى ديني يستهدف الأطفال.

دور المؤسسات الدينية في مكافحة التطرف وتعزيز الأخلاق

أوضح الوزير أن مواجهة التطرف على وسائل التواصل الاجتماعي ضرورية، حيث يستغل المتطرفون مثل “الإخوان والدواعش” هذه المنصات لجذب الشباب والأطفال. ولهذا تعمل الوزارة على تطوير محتوى إلكتروني إيجابي ومؤثر لمواجهة هذا التحدي.

وفي إطار تعزيز الأخلاق، أعلن الوزير عن إطلاق مبادرة “خلق عظيم” بالتعاون مع وزارة الثقافة، والشباب والرياضة والتي ستنطلق في شهر ربيع الأول، وتتضمن ندوات في قصور الثقافة ومراكز الشباب. تلقى الوزير خطابًا من مفتي الهند، مفتي جنوب السودان، وكينيا ونيجيريا يثنون فيه على الحملة ويعلنون عن إطلاق مبادرات مشابهة في بلدانهم.

تطوير المؤذنين والمبادرات الثقافية

أعلن الوزير عن برنامج تدريبي لمدة عام في أكاديمية الأوقاف لتخريج المؤذنين ورفع كفاءة العاملين الحاليين. وأشار إلى أنه سيستفيد من تجربة تركيا في هذا المجال مع “تمصيرها” لتتناسب مع الواقع المصري.

وأكد الوزير على أهمية إقامة “صالون ثقافي” يجمع بين العلماء والمثقفين، حيث يكون الحوار بعيدًا عن الاحتقان وتحت مظلة العقد الاجتماعي.

إدارة الأوقاف الاقتصادية وتطوير الأئمة

أكد الوزير دعمه للتحول الاستثماري في إدارة أوقاف مصر، مشيرًا إلى عرض هذا الملف على رئيس الوزراء والاتفاق على خطة متكاملة في هذا المجال. وأعلن عن مبادرة جديدة تحت اسم “يوم مع الوزير”، والتي ستعقد كل يوم سبت، حيث يجمع الوزير إمامًا من كل محافظة لقضاء اليوم معًا في أكاديمية الأوقاف لمناقشة مختلف القضايا.

ختامًا، وجه الوزير الشكر للدكتور مختار جمعة، الوزير السابق، على جهوده في دعم الوزارة وتطوير أدائها.

مقالات مشابهة

  • الصحافة الورقية إلى أين؟ ندوة تثقيفية بنادي اليخت المصري بالاسكندرية
  • عناوين الصحف الفلسطينية اليوم - 9 سبتمبر 2024
  • وزير الأوقاف خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف: الاصطفاف خلف فضيلة شيخ الأزهر هو المبدأ والمنطلق لنا
  • جدل الصحف الورقية… والافتراضية
  • تحليل: التقارير الصحفية الأمريكية مناورة ورسائل للفصائل العراقية
  • تحليل: التقارير الصحفية الأمريكية مناورة ورسائل للفصائل العراقية - عاجل
  • شاهد.. الصحفية عائشة الماجدي تنشر صور لأحد أفراد الدعم السريع هدد باحتلال شندي وتتوعده: (غايتو رجال شندي بخلوك للشُفع ولا يخسرو فيك طلقة)
  • بحضور رئيس تحرير "الفجر" الدكتور مصطفى ثابت.. وزير الأوقاف يلتقي رؤساء تحرير الصحف
  • الكاتبة الصحفية سماح حسن: استراتيجية 2030 تهدف إلى تأهيل المرأة لسوق العمل
  • ماذا يحدث لجسمك إذا واظبت على تناول الخضروات الورقية؟.. فوائد كثيرة