حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م بعنوان «نعمة الماء».

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة يهدف إلى التحذير البالغ من الإسراف ولو في قطرة ماء، ولو في الوضوء، ولو كان على نهر جار.

خطورة الإسراف في الماء

وأضافت وزارة الأوقاف أن غرض الخطبة بيان خطورة الإسراف في الماء في العبادات والعادات وغيرها، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراف في الوضوء، عدُّ الفقهاءِ الإسرافَ في الماء من مكروهات الوضوء، مع وجوب شكر نعمة الماء بالحفاظ عليها، وتنميتها، وعدم تلويثها.

نص خطبة الجمعة القادمة 

وفيما يلي نص خطبة الجمعة : الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، شَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ: فَقَدْ سَمِعْنَا فُقَهَاءَنَا الكِرَامَ وعلماءنا الأجلاء يَعُدُّونَ الإِسْرَافَ فِي اسْتِعمَال المَاءِ مِنْ مَكْرُوهَاتِ الوُضُوءِ، وَيُحَذِّرُونَ مِنْهُ تَحْذِيرًا شَدِيدًا، حَتَّى قَالَ أَحَدُهُمْ:مَكْرُوهُهُ فِي المَاءِ حَيْثُ أَسْرَفَا وَلَوْ مِنَ البَحْر الكَبِيرِ اغْتَرَفَا وَيَسْتَدِلُّونَ لِذَلِكَ بقَوْلِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ فقَالَ سَعْدٌ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ».أَرَأَيْتُم كَيْفَ أَنْكَرَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى مَنْ أَسْرَفَ فِي اسْتِعْمَالِ المَاءِ فِي الوُضُوءِ إِنْكَارًا شَدِيدًا؟ أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ عَدَّ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنَ الإِسْرَافِ فِعْلَ ذَلِكَ الَّذِي يَزِيدُ وَيَتَجَاوَزُ فِي اسْتِعمَالِ المَاءِ وهو يَتَوَضَّأُ مِنْ نَهْرٍ جَارٍ لَا يَنْضَبُ! كَمَا يَسْتَدِلُّ فُقَهَاؤُنَا الكِرَامُ وعلماؤنا الأجلاء عَلَى كَرَاهِيَةِ الإِسْرَافِ فِي المَاءِ أَثْنَاءَ الوُضُوءِ بِحَدِيثِ الرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ الوُضُوءَ، فَأَرَاهُ (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) الوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: (هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ، أَوْ تَعَدَّى، أَوْ ظَلَمَ). أَرَأَيْتُمْ إِلَى هَذِهِ العِبَارَاتِ الشَّدِيدَةِ القَوِيَّةِ الَّتِي عَبَّرَ بِهَا نَبِيُّنَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِيَصِفَ بِها المُسْرِفَ فِي اسْتِعْمَالِ المَاءِ في الوُضُوءِ؟! (أَسَاءَ، تَعَدَّى، ظَلَمَ)، انْتَبِهُوا عِبَادَ اللهِ! إِنَّهَا أَوْصَافٌ طَالَتِ المُسْرِفَ فِي المَاءِ وَهُوَ يَتَوَضَّاُ!أَيَخْطُرُ فِي بَالِ أَحَدِكُمْ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ الوُضُوءَ الَّذِي هُوَ طَاعَةٌ عَظِيمَةٌ، وَمُقَدِّمَةٌ لِعِبَادَةٍ جليلة هِيَ الصَّلَاةُ أَنَّ المُسْرِفَ فِي المَاءِ يُوصَفُ بِكُلِّ تِلْكَ الأَوْصَافِ الشَدِيدَةِ؟! ويُحَذَّر كُلَّ هَذَا التَّحْذِيرَ البَلِيغَ؟! فَكَيْفَ بِمَنْ يُسرِفُ وَهُوَ يَسْتَعْمِلُ المَاءَ فِي العَادَاتِ؟! كَيْفَ بِمَنْ يُهْدِرُ المَاءَ فِي مَا لَا يَنْفَعُ؟!إِلَى هَذَا الحَدِّ يُعَظِّمُ الشَّرْعُ نُقْطَةَ المَاءِ؟! إِلَى هَذَا الحَدِّ يُوقِظُ الوَحْيُ فِينَا الشُّعُورَ بقَدْرِ كُلِّ نُقْطَةِ مَاء؟! إِنَّ دِينَنَا القَوِيمَ يَعُدُّ الإِسْرَافَ صِفَةً ذَمِيمَةً نَهَى عَنْهَا رَبُّنَا سُبْحَانَهُ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ لَا يُحِبُّ المُتَّصِفِينَ بِهَا، فَقَالَ (عَزَّ مِنْ قَائِلٍ): {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ}، قَالَ عَطَاءٌ رَحِمَهُ اللهُ: «نُهُوا عَنِ الإِسْرَافِ فِي كُلِّ شَيْءٍ»، فَالإِسْرَافُ سَبِيلُ الهَلَاكِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، يَقُولُ رَبُّنَا (عَزَّ وَجَلَّ): {وَأَهْلَكْنَا المُسْرِفِينَ}.أَبَعْدَ هَذَا التَّحْذِيرِ الشَّدِيدِ الَّذِي رَأَيْنَاهُ فِي النُّصُوصِ الشَّرِيفَةِ يَسْمَحُ أَحَدُنَا لِنَفْسِهِ أَنْ يُضَيِّعَ قَطْرَةَ مَاءٍ؟! يَغْسِلُ يَدَيْهِ وَيَتْرُكُ المَاءَ جَارِيًا بِلَا فَائِدَةٍ مُنْشَغِلًا بِحَدِيثِهِ مَعَ صَدِيقِهِ! يَتْرُكُ المَاءَ سَائِلًا وَهُوَ مُنْشَغِلٌ بِمُحَادَثَةٍ هَاتِفِيَّةٍ! إِنَّ هَذَا لمِنَ الإِسْرَاف الذّمِيم، وَللهِ دَرُّ القَائِلِ:  إِيَّاكَ وَالإِسْـَرافَ فِـيمَـا تَبْتَغِي فَلَرُبَّـَما أَدَّى إِلَى التَّـقْتِـيـرِوَاسْتَعْمِلِ القَصْدَ الوَفِيرَ تَفُزْ بِهِوَاسْتَبْدِلِ التَّبْذِيرَ بِالتَّدْبِيرِ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:إن نُقْطَةَ المَاءِ تُسَاوِي حَيَاةً، وَإِهْدَارَ نُقْطَةِ الماءِ قَدْ يَعْنِي إِهْدَارَ حَيَاةٍ، إِنَّ المَاءَ سِرُّ الوُجُودِ، وَبِدُونِهِ لَا يَحْيَا مَوْجُودٌ، هُوَ سِرُّ البَقَاءِ وَمَصْدَرُ الرَّخَاءِ، إن المَاءَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ تَسْتَحِقُّ شكرًا عَظِيمًا يَحْفَظُهَا وَيُبَارِكُهَا، يَقُولُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، وَيَقُولُ ابْنُ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيُّ (رَحِمَهُ اللهُ): «مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوالِها، وَمَنْ شَكَرَها فَقَدْ قَيَّدَها بِعِقالِها».أَفَلَا نَشْكْرُ نِعْمَةِ المَاءِ بِالحِفَاظِ عَلَيْهَا، وَتَرْشِيدِ اسْتِخْدَامِهَا، وَتَنْمِيَتِهَا؟! إِنَّ مَنْ يَشْكُرُ اللهَ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ المَاءِ لَا يَضُرُّ بِالمَاءِ بِأَيِّ صُورَةٍ مِنْ صُوَرِ الإِضْرَارِ، لَا يُسرِفُ، وَلَا يُلَوِّثُ المَاءَ بِأَيِّ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ الَّتِي تَضُرُّ بِالصِّحَّةِ العَامَّةِ، فَلَا يُلْقِي القَاذُورَاتِ فِي المَاءِ، لَا يُلْقِي مُخَلَّفَاتِ البُيُوتِ والمَصَانِعِ وَغَيْرِهَا في المَاءِ، بَلْ يُبْقِي المَاءَ نَقِيًّا صَالِحًا يَنْتَفِعُ بِهِ العبَادُ، وَتَزْدَهِرُ بِهِ البِلَادُ، يَقُولُ نَبِيُّنَا (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ): «خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ».اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ وَارْزُقْنَا مِنْ عَظِيمِ فَضْلِكَ إِنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة ف ی الم اء ف ی اس ت ع الم س ر ف الو ض وء ه ذ ا ال ى الله فی الم

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تدشن مشروع”وتعاونوا على البر والتقوى”

يمانيون../
دشنت الإدارة العامة لشؤون المرأة بالهيئة العامة للأوقاف، اليوم بمؤسسة اليتيم التنموية، المرحلة الثالثة من مشروع “وتعاونوا على البر والتقوى”، الذي تنفذه الهيئة للعام 1446هـ بمبلغ أربعة مليارات ريال.

يستهدف المشروع الذي يأتي تزامنا مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله افضل الصلاة والتسليم دعم ورعاية دُور الأيتام، وتقديم مساعدات لمرضى السرطان والفشل الكلوي وذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي الفعالية التي اقيمت بالمناسبة أكدت مدير الإدارة العامة لشؤون المرأة بالهيئة أهمية إحياء هذه المناسبة التي تعتبر محطة للتقرب إلى الله تعالى من خلال تعزيز الارتباط بالقرآن الكريم والرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم.

وأشارت الى أن مشروع وتعاونوا على البر والتقوى ما هو الا نموذجاً بسيطاً من رحمة وعظمة ديننا الاسلامي ورسولنا الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

وتطرقت إلى مستجدات الأوضاع في غزة وفي ظل الوضع المخزي الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية من تخاذل وانبطاح أمام الصهاينة وهم يرتكبون أبشع المجازر والإبادة الجماعية في حق إخواننا في غزة وفلسطين.

ولفتت الى أن الهيئة العامة للأوقاف تسعى الى ترسيخ القيم الإسلامية وربط المجتمع بمثله الأعلى وقدوته وأسوته التي تجسدت فيه كل القيم الانسانية والمعاني النبيلة.

من جانبها اكدت ممثلة مؤسسة اليتيم أن ذكرى المولد النبوي مناسبة هامة لتجديد الإلتزام بتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعزيز روح الأخوة والتعاون بين الناس.

ولفتت الى ضرورة الاهتمام باليتيمات وتلمس احتياجاتهن باعتبار ذلك وصية الله والرسول والقرآن الكريم.

وفي ختام الفعالية تم تكريم وضيافة ٥٦ يتيمة في المؤسسة ومنحهن مبالغ مالية رمزية .

مقالات مشابهة

  • توجيه من وزارة الأوقاف في اليمن بشأن خطبة الجمعة القادمة
  • «أوقاف القاهرة» تنظم الاحتفالية السنوية لتكريم 320 طفلا من حفظة القرآن الجمعة المقبلة
  • "الأوقاف" اليمنية توجّه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتذكير بثورة 26 سبتمبر
  • هل يأثم من نام عن صلاة الفجر؟
  • اليمن.. وزارة الأوقاف توجّه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتذكير بثورة 26 سبتمبر
  • وزارة الأوقاف اليمنية تدعو إلى تخصيص خطب الجمعة للتذكير بثورة 26 سبتمبر ومخاطر الحوثية
  • الأوقاف تدشن مشروع”وتعاونوا على البر والتقوى”
  • الأوقاف تعلن افتتاح 19 مسجدًا الجمعة القادمة
  • وزارة الأوقاف تعلن افتتاح 19 مسجدًا الجمعة المقبل في المحافظات
  • الأوقاف: افتتاح 19 مسجدًا الجمعة القادمة