قال الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن معهد بحوث الإلكترونيات يلعب دورا في في دعم بيئة ريادة الأعمال، والحاضنات التكنولوجية، والشركات الناشئة؛ تنفيذًا للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي2030 التي تهدف إلى تحويل المؤسسات التعليمية إلى مراكز للابتكار، وتعزيز قدرات المؤسسات البحثية.

دور بارز لمعهد بحوث الإلكترونيات في دعم بيئة ريادة الأعمال 

وأشاد الوزير بجهود المعهد المتميزة في تطوير قطاع الإلكترونيات بمصر، ومُساهمته الفاعلة في تنفيذ مبادرة توطين صناعة تكنولوجيا الإلكترونيات، التي تستهدف نشر الوعي بين طلاب المدارس والمعاهد والجامعات بأهمية توطين تكنولوجيا صناعة الإلكترونيات والاتصالات والمعلومات، وتقديم برامج تدريبية قصيرة وطويلة الأجل لطلاب المدارس والشباب لتطوير مهاراتهم، وتحديث المناهج التقنية، وإعداد دبلومات مهنية تتماشى مع أحدث التطورات في مجال الإلكترونيات، وتقديم الدعم التقني، واللوجستي، والإداري، والقانوني لرواد الأعمال والشركات الناشئة، والتركيز على البحث، والتطوير، والتصميم والتصنيع؛ لتطوير منتجات إلكترونية مبتكرة.

البرنامج يمنح 71 طالبًا و13 فريقًا فائزًا في مسابقات وطنية 

أعلنت الدكتورة شيرين عبدالقادر رئيس معهد بحوث الإلكترونيات ورئيس مجلس إدارة مدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث وصناعة الإلكترونيات، عن بدء برنامج دعم واحتضان رواد الأعمال في مجالات الإلكترونيات وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والطاقة، ويهدف البرنامج الذي ينطلق من مقر المدينة إلى دعم الشباب، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، من خلال تقديم منح لدراسة مجالات «الخلايا الشمسية، الميكروإليكترونكس، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني».

دور بارز لمعهد بحوث الإلكترونيات في دعم بيئة ريادة الأعمال 

وأشارت الدكتور شيرين عبدالقادر إلى فوز 71 طالبًا بمنح البرنامج من أصل 200 طالب، تقدموا لها من مختلف الجامعات «عين شمس، الإسكندرية، كفرالشيخ، النهضة، مصر للعلوم والتكنولوجيا، الأزهر، فاروس، النيل، MSAK، الفيوم، المعهد العالى للتكنولوجيا، أكاديمية أخبار اليوم»، بالإضافة إلى ذلك تم اختيار العشر فرق الأُول في مؤتمر الأوليمبياد السادس لقطاع علوم الحاسب والمعلومات «صنع في مصر»، التكنولوجيا المبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، الذي عقد يوليو الماضي، وركز على مشاريع الذكاء الاصطناعي، والثلاث فرق الأُول في مسابقة الابتكارات العلمية والهندسية في نسختها الثالثة ISEIC 2024 والتي تنظمها كلية الدفاع الجوي سنويًّا بالأكاديمية العسكرية المصرية.

كما أعلنت الدكتور  شيرين عبدالقادر إطلاق مبادرة «ابدأ مشروعك الخاص لتأسيس شركتك» لدعم الأفكار الإبداعية والنماذج الأولية، التي تهدف إلى تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع واقعية، موضحة أن آخر موعد للتقديم في هذه المبادرة حتى 8 أغسطس الجاري، وأنه يمكن الاطلاع على كافة التفاصيل والتسجيل عبر الرابط .

وأكدت شيرين عبدالقادر أن المعهد والمدينة يقدمان دعمًا شاملاً لرواد الأعمال والشركات الناشئة، ويضم المعهد أكثر من 230 خبيرًا و28 مختبرًا مجهزًا بأحدث التقنيات؛ بهدف تقديم خدمات متنوعة، مثل «الاستشارات العلمية، وورش العمل التدريبية؛ مما يساهم في تطوير المنتجات، ونمو الشركات الناشئة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التعليم العالي وزارة التعليم العالي الجامعات الجامعات الحكومية بحوث الإلکترونیات

إقرأ أيضاً:

اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

بقلم : ذ. محمد مفضل

هل يمكن اصلاح منظومة تعليمية تعرضت للتدهور لفترة طويلة؟ و هل هناك محاولات جادة مبنية على نظرة استراتيجية بعيدة المدى؟ قد يكون الجواب المتسرع بنعم أو لا مجانبا للصواب لأن عملية الإصلاح معقدة و تتطلبمقاربة ميدانية تبحث في مكامن النجاح و الخلل و في المتدخلين في العملية و مدى مقاومتهم أو استعدادهم لتنزيل الإصلاح على أرض الواقع.

أحيل في البداية على خلاصات عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو حول علاقة المجتمع بالتعليم، حيث تؤكد نظريته السوسيولوجية على دور مؤسسات التعليم في إعادة انتاج التفاوت الاجتماعي. لم تكن هذه الخلاصة أكثر صدقا وواقعية في وصفها لواقع التعليم الجامعي في المغرب مثل اليوم و خصوصا مع انتشار الجامعات الخاصة التي تحقق لمنتسبيها النجاح الأكاديمي و تعزز رأسمالهم الثقافي و مكانتهم الاجتماعية، في حين أن الجامعات العمومية، خصوصا ذات الولوج المفتوح، تبقى ملجأ لعموم الطلبة حيث الاكتظاظ و الهدر و ضعف الإمكانات و التكوين و يبقى فشل أغلب الطلاب في تحقيق الرأسمال الثقافي المطلوب دليلا، في الخطاب الرسمي،  ليس على فشل المنظومة بل فشلهم كأفراد منتمين إلى طبقات غير محظوظة. هكذا يصبح الفشل قدرا طبقيا و ليس نتيجة لإصلاحات و سياسات فاشلة.

نبه بازل برنشتاين، عالم الاجتماع البريطاني إلى دور التعليم في إعادة انتاج  التفاوت الاجتماعي كذلك، لكن من منظور لغوي، حيث يميل النظام التعليمي، حسب رأيه، إلى تفضيل اللغة الأكثر تعقيدا و تجريدا و التي تستخدمها الطبقات الوسطى و ما يتبع ذلك من تفوق في اللغات و التقنيات، الأمر الذي يجعل الطلبة من طبقات دنيا في وضع غير متكافئ.

تساهم الجامعة في المغرب في توزيع المعرفة و السلطةبطريقة غير متكافئة، و لعل آخر إصلاح للتعليم العالي يشهد على تأثير الفوارق الاجتماعية على التعليم وإعادة انتاجها من طرف هدا الأخير. تم تنزيل نسخة جديدة من الإصلاح الجامعي [إسريESRI] ، الميثاق الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار بداية السنة الجامعية2023-2024 ، و يتضمن ضمن محاور أخرى، مهمة دمج المهارات الرقمية و اللغوية و مهارات الحياة في المنظومة البيداغوجية الجديدة. وفرت الوزارة بعض المناصب المالية الخاصة بتوظيف أساتذة محاضرين و تمويل شراء حواسيب للكليات، لكنها لم توفر مهندسين و تقنيين كما وعدت بذلك الوزارة لمؤازرة الأساتذة في تنزيل هذا الإصلاح.

تنزيل الشق المتعلق باللغات الأجنبية و مهارات القوة أبان عن مشاكل قيمية و هيكلية لها علاقة بالسياق العام للسياسات التعليمية بالمغرب. بالنسبة للغات، تعاقدت الوزارة مع منصة أمريكية لتعليم اللغات بمبالغ كبيرة، روزيطا ستون، التي تتعامل مع الطالب كزبون توفر له منتوجا موحدا و من المفروض أنه، أي الطالب، يتوفر على وسائل التواصل مع المنصة و الاشتغال عليها.

نظرا لكثرة المشاكل التقنية المتعلقة بتفعيل الحسابات على منصة روزيطا و استعمالها للتعلم، أصبح همٌ أغلب الطلبة هو حل المشاكل التقنية التي لها علاقة بالمعرفة الرقمية للطلبة، و بعدم تطابق الهواتف مع المنصة، و عدم توفر الطلبة على رصيد بهواتفهم للاشتغال بالمنصة عن بعد، و عدم احتساب المنصة لساعات الاشتغال على المنصة [ضرورة انجاز 30 ساعة في اللغتين الفرنسية و الإنجليزية]، هذه الوضعية الأخيرة دفعت بعض الطلبة، لعدم توصلهم لأي تفسير أو تأويل لهذه الوضعية، إلى استعمال برمجيات بمقابل للرفع من عدد الساعات المسجلة في حسابهم في روزيطا، الأمر الذي أفسد العملية برمتها. كما أن مئات الطلبة، رغم توفرهم على حساب بروزيطا، لا يتم استدعاؤهم لاجتياز الامتحانالنهائي رغم توفرهم على شرط 30 ساعة، لأن أسماءهم غير متضمنة في تقارير روزيطا. أين هي عملية التعلم؟ ضاع انتباه و جهد الطلبة في حل مشاكل تقنية لم يجدوا من يساعدهم على حلها، و في آخر المطاف يُحمل الطالب و الأستاذ مسؤولية فشل جزء من إصلاح المنظومة البيداغوجية، رغم أن مصدر الفشل هو مؤسساتي حيث لم توفر المؤسسة الوسائل التقنية و الموارد البشرية اللازمة لإتمام العملية في أحسن الظروف كما يتم فعلا في مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي لا تعرف مشاكل من هذا النوع.

الوجه الثاني للإصلاح البيداغوجي المتعلق بمهارات القوة هو أكثر قبحا من حيث المحتوى و من حيث التدبير التقني و من حيث شروط التقييم. جل وحدات مهارات القوة لا تستجيب لشروط التعليم الجامعي، مجرد وحدات لتلقين معلومات يمكن الحصول عليها باستعمال الانترنت والذكاء الاصطناعي. هل يحتاج طالب بكلية العلوم مثلا أن يعرف فنون الطبخ و الفنون الشعبية كأغاني العيطة، أو أن يعرف تواريخ المعارك؟ من الأكيد أن هناك خلل في التصور، تصور للثقافة كفلكلور، كأرقام و تواريخ، كأسماء و مسميات، كلٌ متشظي لا يستطيع دماغ الطالب جمعه إلا لحظات ثم يهوي الكل إلى فج عميق من النسيان. رغم ضعف المضمون الذي تم تجميعه بمقابل، و رغم دهشة الطالب أمام تدني مستوى المعرفة الملقنة بالجامعة المغربية، يعيش الطالب، تحت ضغط الضرورة، في وهم التعلم على منصة أخرى اسمها مودل، و التي تقدم ما أنتجه الإصلاح، من فيديوهات و دروس توجد محتويات أحسن منها بفضل نقرة في عالم الانترنت. عندما حلت لحظة المراقبة المستمرة، اجتاز الطالب امتحانا في المنزل بمساعدة الذكاء الاصطناعي و وسطاء بمقابل أو دون مقابل، و حصل أغلب الطلاب على 20، 19 أو 18/20، تحتسب بنسبة 50 بالمائة من النقطة النهائية، في مؤسسات التخصص العلمي، حيث قد تمنح شهادة لطالب نجح أكثر في وحدات بعيدة عن تخصصه العلمي، بفضل نقط قد تكون غير مستحقة. هكذا يتم دعم التكوين العلمي. ثم يأتي الامتحان النهائي الحضوري على المنصة، فيجتاز الطلبة الامتحان في قاعات الامتحان أو بالمنزل[!]، بمساعدة وسطاء أو برمجيات الذكاء الاصطناعي، وتتكرر نفس المهزلة.

ما يشهد عليه هذا التنزيل للإصلاح البيداغوجي هو عدم تحقق الأهداف التي كان مخططا لها، لم يتعلم الطالب اللغة بطريقة بيداغوجية جديدة ومتطورة، بل كان همه حل المشاكل التقنية، و مشاكل الاتصال و الانفصال، الامر الذي تركه هائما في عالم من التيه و التساؤل لا يفارق فكره، ماذا يقع حولنا؟ من المسؤول؟ أين الإصلاح؟ ثم يعيد نفس الأسئلة عندما يتذكر امتحان مهارات القوة، ويبتسم في قرارة نفسه، و يشكر الذكاء الاصطناعي و كرم الإنترنت.

من هو المسؤول و من هو الضحية؟ أرجو أن يجيب المسؤولون عن هذا الإصلاح عن هذه الأسئلة حتى يقتنع العطار أن ما أفسده الدهر يصعب إصلاحه بمساحيق سطحية. تربة الإصلاح أعمق من ذلك و تحتاج إلى عطار من نوع خاص، ينصت لنبضات الثقافة المحلية و متطلبات الانخراط الجدي في الحداثة.

مقالات مشابهة

  • رئيس غرفة الأخشاب: إصدار تطبيق إلكتروني لدعم المستثمرين خطوة جيدة لتحسين بيئة الأعمال
  • غرفة الأخشاب: تطبيق إلكتروني جديد لدعم المستثمرين وتحسين بيئة الأعمال
  • دعم ريادة الأعمال التقنية والمنشآت الناشئة.. 1.7 مليار تمويل بنك التنمية الاجتماعية
  • «إسلامية الشارقة»: دعم التعليم العالي زكاة مشروعة
  • نائب التنسيقية يدعو لإنشاء منصة وقاعدة بيانات محددة لدعم شباب رواد الأعمال
  • الزراعة تنجح فى استنباط صنف جديد من الرمان
  • "سوق صحار الدولي- ليالي الموج" يعزز جهود تمكين رواد الأعمال
  • برلماني: انضمام مصر لمؤشر جاهزية الأعمال خطوة لتحسين بيئة الأعمال
  • اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر
  • لدعم التمكين الاقتصادي.. انطلاق برنامج « ريادة الأعمال والتثقيف المالي» بقرى حياة كريمة بالمنيا