استعرض محلل عسكري إسرائيلي حدود وقيود الرد الإيراني القادم على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، ودعا إلى خفض مستوى القلق الإسرائيلي من الهجوم المرتقب.

وتوقع رون بن يشاي في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت أن تحاول طهران تجنب إيقاع خسائر فادحة أو دمار في الجبهة الداخلية والبنية التحتية المدنية، حتى لا تثير "رد فعل مدمرا" من الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن وقوف الولايات المتحدة وما أسماه التحالف الدولي إلى جانب إسرائيل سيشكل عامل ردع وتقييد كبير لحجم الرد.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي في مقدمة مقاله "أجرؤ على القول إنه من الممكن خفض مستوى القلق، وربما الذعر، الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من الجمهور الإسرائيلي".

وتابع قائلا "راكمت إيران ووكلاؤها قدرات مثيرة للإعجاب لإطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة، بما في ذلك المفخخة منها. وقد يهاجمون المناطق الحدودية في الجولان والجليل الأعلى شمال إسرائيل، وقد يحاولون أيضا إلحاق الضرر بالمؤسسات الإسرائيلية والأفراد في الخارج. لكن في الوقت نفسه، تخضع إيران ووكلاؤها لسلسلة من القيود الثقيلة التي من شبه المؤكد أنها ستكبح شهوتهم للانتقام وتنفيذ الضربات المدمرة".

وأضاف "من المعقول أن نفترض أن إيران -في ضوء الجهود التي تستثمرها إيران حاليا على الساحة الدولية والتصريحات العدائية من جانب قادة الحرس الثوري الإيراني وكبار السياسيين الإيرانيين- تعتزم شن حملة مفتوحة ضد إسرائيل. حملة تستمر ربما يومين أو 3 أيام، يشارك فيها الوكلاء ويحاولون تحدي أنظمة الدفاع والاعتراض لإسرائيل والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لكنها ستكون محسوبة وليست مدمرة للغاية".

"نقاط ضعف إيرانية"

وزعم يشاي أن "إيران بلد ضعيف"، وأنه في حال قام بتوجيه ضربة مدمرة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن ذلك سيدفع إسرائيل لتدمير ما لا يقل عن 30% من صناعة النفط الإيرانية، وتدمير سدود المياه، ما قد يتسبب في حالة جفاف، وذلك حتى من دون الحاجة إلى مساعدة من الولايات المتحدة".

وأضاف أن إسرائيل يمكنها أن تدمر أيضا موانئ إيران ومنشآتها النووية ومنشآت الصناعة العسكرية، معتبرا أن "هذا هو عامل التقييد الرئيسي للرد الإيراني المحتمل".

أما العامل الثاني الذي سيؤدي إلى تقييد الرد الإيراني حسب رأيه، فهو "أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات وأنظمة الأميركيين والحلفاء، والتي تشمل الرادارات وقدرات الاعتراض التي تمكنت من صد 99% من الهجوم الإيراني السابق في 14 أبريل/نيسان الماضي"، حسب زعمه، فضلا عن "مساعدة بعض الدول العربية إسرائيل في اعتراض الصواريخ".

ويرى بن يشاي أن الغرض من الهجوم الإيراني السابق كان مجرد إرسال إشارة لإسرائيل بأن إيران لن تتردد في الدخول في حرب مباشرة.

لكنه لفت إلى أن الإيرانيين لم يبلغوا مثل المرة السابقة عن موعد هجومهم -حسب قوله- وأنهم يعتزمون تضليل أنظمة الاعتراض بطريقتين: "إطلاق كمية كبيرة من الصواريخ والمسيّرات من جميع الاتجاهات ومن كل أنواع الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، بحيث تربك وسائل الاعتراض وتتسبب في أخطاء قد تسمح لعدة صواريخ والعديد من المسيّرات بالوصول لأهدافها"، زاعما في الوقت ذاته أن "إسرائيل تمتلك أنظمة اعتراض ودفاع جوي لا مثيل لها في العالم، ما يجعل إيران تخشى الإخفاق هذه المرة أيضا".

دروس مستفادة

وذكر المحلل الإسرائيلي أن "الهجوم المخطط له ليس مجرد نتيجة لشهوة الانتقام الإيرانية، بل هو ضرورة للبقاء لدى النظام ليثبت لمواطنيه أن اغتيال هنية، المنسوب إلى إسرائيل، لا يدل على ضعفهم".

وأضاف أن "الإخفاق في الهجوم المخطط له لن يؤدي إلا إلى تفاقم التأثير والانطباع الذي خلفه اغتيال هنية في قلب طهران بين المدنيين الإيرانيين، ولذلك فهم ووكلاؤهم يخططون بالفعل للرد بناء على الدروس المستفادة من فشل الضربة في أبريل/نيسان الماضي"، حسب تقييمه.

وتحدث بن يشاي بشيء من التفصيل عن خطط الهجوم الإيرانية المحتملة، وقال "من المحتمل جدا أن يحاول الإيرانيون في الوابل الأول إطلاق صواريخ خيبر (يبلغ مداها 2000 كيلومتر، وتصل سرعتها إلى 16 ضعف سرعة الصوت)".

وأضاف "وقد يقومون في نهاية مسارهم بإطلاق رؤوس حربية على عدد من الأهداف في إسرائيل، وتحدي أنظمة آرو (حيتس) ومقلاع داود، القادرة على اعتراض الصواريخ، على افتراض أن إسرائيل لا تملك كمية كبيرة من هذه الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن"، مشيرا إلى أن الإيرانيين مع ذلك لديهم قيود تتمثل في عدد القاذفات التي ستطلق الصواريخ والحاجة للتنسيق الكبير مع "محور المقاومة".

ورأى أن العملية هذه المرة تعد "أكثر تعقيدا بالنسبة للإيرانيين وستحتاج لتحضير معقد وطويل لأسباب تقنية، كما تتطلب الكثير من جهود التنسيق بين إيران ووكلائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وللتذكير فقط، اغتالت إسرائيل حسن مهدوي، قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا (بقصف القنصلية الإيرانية) في الأول من أبريل/نيسان، ولم تبدأ إيران الرد إلا بعد مرور 13 يوما".

وقال "ستكون مواجهة تقنية وفنية صعبة، وخاصة معركة عقول، لكن من المعقول أن نفترض أن الإيرانيين سيحاولون ضرب أهداف عسكرية بشكل أساسي ولن يتسببوا في خسائر فادحة أو دمار على الجبهة الداخلية ومرافق البنية التحتية حتى لا يدفعوا إسرائيل للرد عليهم بالطريقة نفسها".

دور حزب الله

أما بالنسبة لدور حزب الله اللبناني في الرد، فيرى المحلل الإسرائيلي أن الحزب لن يشارك بكامل قوته في الرد عبر إطلاق طائرات مسيرة خفيفة وسريعة الانفجار.

وقال "تشير خطابات نصر الله (الأمين العام لحزب الله) والتصريحات التي أدلى بها شخصيات في إيران ولبنان إلى أن الإيرانيين لا يريدون أن يستخدم حزب الله القوة الكاملة لترسانته. يريد الإيرانيون من حزب الله، ذراعهم الإستراتيجية الطويلة، أن يحتفظ بقدراته لليوم الذي تتعرض فيه إيران ومنشآتها النووية لهجوم قوي".

وأضاف "سبب آخر لعدم استخدام حزب الله لكامل قوته هو الوضع الخطير العام في لبنان وخوف سكانه من أن مصير بلدهم وشعبهم سيكون هو نفسه مصير غزة. لذلك، سيعمل حزب الله، ولكن بشكل منفصل على ما يبدو، للانتقام لمقتل فؤاد شكر في بيروت، الذي كان أكبر شخصية عسكرية في المنظمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن الإیرانیین حزب الله

إقرأ أيضاً:

في "تصعيد دراماتيكي".. هل أرسلت إيران مئات الصواريخ إلى روسيا؟

أُبلغت الولايات المتحدة، أن إيران قد أرسلت أكثر من 200 صاروخ باليستي إلى روسيا، وهي الخطوة التي يقول عنها رؤساء الأمن إنها ستكون "تصعيدًا دراماتيكيًا" لشراكتها الدفاعية مع موسكو.

وقد أبلغ مصدر أوكراني صحيفة “سكاي نيوز” البريطانية، يوم السبت أن سفينة روسية سلمت صواريخ فاتح 360 قصيرة المدى من طهران إلى ميناء في بحر قزوين.

ولطالما خشيت أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب من أن تزود إيران روسيا بصواريخ باليستية.

حتى الآن، زودت قوات فلاديمير بوتين بكميات كبيرة من الطائرات دون طيار الهجومية بالإضافة إلى قذائف المدفعية والذخيرة.

تصعيدًا دراماتيكيًا لطبيعة الشراكة الدفاعية..

لكن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز قال في مناسبة في لندن: "إذا أرسلت إيران صواريخ باليستية..  فسيكون ذلك تصعيدًا دراماتيكيًا لطبيعة الشراكة الدفاعية".

كما أكد السيد بيرنز على كيفية إظهار الصراع بين روسيا وأوكرانيا لتأثير التكنولوجيا على ساحة المعركة.

واتهم هو ونظيره البريطاني، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني السير ريتشارد مور، روسيا بشن "حملة تخريب متهورة" في الحدث المشترك غير المسبوق يوم السبت.

وفي الوقت نفسه، قال المحلل العسكري شون بيل عن تسليم الصواريخ: "هذا يعني أن إمدادات روسيا المحدودة من صواريخ إسكندر الخاصة بها يمكن الآن تركيزها على أهداف بعيدة المدى وهذا أمر مقلق للغاية".
وأضاف: "نحن  نفهم أن الجنود الروس كانوا في إيران للتدريب خلال الأسابيع القليلة الماضية".

وفي الوقت نفسه، تم إسقاط عشرات الطائرات دون طيار في أوكرانيا بين عشية وضحاها في جميع أنحاء البلاد. ووفقًا للقوات الجوية الأوكرانية، تم استخدام 67 طائرة دون طيار في 11 منطقة، بما في ذلك كييف.

وقالوا إن ثمانية وخمسين منهم أسقطوا بأنظمة أسلحة إلكترونية. كما شوهدت بقايا طائرة دون طيار انتحارية خارج مبنى البرلمان الأوكراني في وسط كييف يوم السبت.

لكن الخدمة الصحفية للبرلمان الأوكراني قالت إنه لم تقع إصابات ولم يلحق أي ضرر بالمبنى. وفي مكان آخر، قُتل ثلاثة رجال وأصيب ثلاثة أشخاص في هجوم مدفعي على مدينة كوستيانتينيفكا الشرقية.

وقال حاكم منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين إن الهجوم ألحق أضرارًا أيضًا بمبنى شاهق وخطوط كهرباء محلية.

جاء ذلك بعد أسبوع من الهجمات الروسية بعيدة المدى، بما في ذلك الضربة الصاروخية على أكاديمية عسكرية ومستشفى في بولتافا، والتي أسفرت عن مقتل 55 شخصًا وإصابة 328 آخرين.
وفي الوقت نفسه، واصلت كييف شن ضرباتها الخاصة ضد روسيا.

وفي منطقة فورونيج الحدودية الروسية، قال حاكم المنطقة ألكسندر غوسيف إن ضربة بطائرة دون طيار تسببت في اندلاع حريق وتفجير "أجسام متفجرة" يوم السبت.

مقالات مشابهة

  • إيران تتوعد بانتقام "مرير ومختلف هذه المرة" ضد إسرائيل بعد مرور 40 يوما على اغتيال إسماعيل هنية
  • الخارجية الأوكرانية: قمنا باستدعاء القائم بأعمال السفير الإيراني وحذرناه من عواقب تسليم الصواريخ إلى روسيا
  • حتى لا تعبث بذيل الأسد مجددا.. قائد الحرس الثوري الإيراني يتوعد مجددا بالرد على إسرائيل
  • عشرات الصواريخ اللبنانية تضربُ إسرائيل.. بيانٌ من جيش العدو!
  • في "تصعيد دراماتيكي".. هل أرسلت إيران مئات الصواريخ إلى روسيا؟
  • الرئيس الإيراني: نقل العاصمة من طهران إلى قرب شواطئ الخليج
  • أقوى رد عسكري لقوات الانتقالي بعد الهجوم المباغت للحوثيين وسيطرتهم على مواقع جنوبية
  • ‏قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل استهدفت خلال الفترة الماضية 14 من سفننا في البحرين الأحمر والمتوسط
  • منصات كانت جاهزة لإطلاق الصواريخ.. إسرائيل تُعلن قصف بنى عسكرية لحزب الله في الجنوب
  • تقرير إسرائيلي: الإبداع الإيراني القاتل.. كيف أحاطت إسرائيل بحزام من نار؟