موقع النيلين:
2025-03-16@22:14:46 GMT

الطريق إلى “جنيف” تصنعه السيادة الوطنية !

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

ولأنَّنا نعيش في السودان ، ونغرق في أزماته ، حيث بؤرة الاشتعال المركزية، فقد بدا لي أنَّ التحولات المفاجئة صارت القاعدة، والتوقعات المستندة إلى الحسابات السائدة هي الاستثناء.
طوال أمد الحرب على السودان ، وفي أشد فصولها وأشرسها، تعوَّد العالم على رؤيتها والتفاعل مع تطوراتها بنظرية ” النمر والضحية”، الجميع يترقب (ساعة الصفر) للانقضاض ، و يجري سباق محموم بين محاولات الاحتواء ، وترويضها تحت الأسقف القديمة التي ما تزال تعمل حتى اللحظة، ما زال الامريكان يستخدمون معنا نظرية ( العصا والجزرة).

ضغط الامريكان على الجيش السوداني من أجل الخضوع للمليشيات وإعادتها إلى السلطة بشتى السبل ، لم يوفروا حتى سلاح العقوبات ، استنفذوا كل كروت الضغط ، وآخرها اللغة التي صيغت بها الدعوة إلى جنيف ، خاطبت “البرهان” باعتباره قائداً للجيش وليس رئيساً للبلاد ، وكانت توقعاتهم أن يرضخ الجنرالات ويهرولون إلى “جنيف” ، ولكن الحقيقة كانت عكس توقعاتهم .

المفاجآت التي غيرت المسارات، بينما كانت تظن “امريكا” أنها المنتجة و المستثمرة للمفاجآت، كان رد الحكومة السودانية على دعوة “جنيف ” مفاجأة تلخصت في خمس نقاط:
أولاً: لماذا ارسلت الدعوة بإسم الجنرال البرهان دون صفة رئيس مجلس السيادة، هل يعتبر عدم اعتراف بالحكومة القائمة؟.

ثانياً:لماذا لم تتم مشاورة السودان في الوسطاء ومنهم من يساند ويدعم المليشيات المتمردة ؟.
ثالثاً:لماذا لم يتم تنفيذ مخرجات اتفاق المبادئ بجدة؟
رابعاً:اي اتفاق غير اتفاق المبادئ في جدة والذي ينص على إخلاء الأعيان المدنية ومنازل المواطنين لن يكون مقبولاً لدى الشعب السوداني .

رابعاً: قبل الدعوة لأي تفاوض جديد يجب ايقاف دعم المليشيات المتمردة .
خامساً: حكومة السودان لا ترفض الجلوس لأي تفاوض ولكن يجب أن يستند على ما سبق ، ويجب قبل الدخول في أي تفاوض أن تجلس الحكومة الأمريكية مع الحكومة السودانية للاستماع إلى ملاحظاتها .

هذا كان رد مجلس السيادة الانتقالي على دعوة “جنيف” ، وهو الموقف الذي دفع الولايات المتحدة إلى الانتقال من نظرية العصا إلى الجزرة ، ومن ثم هاتف “بليكين” ، الرئيس “البرهان” ، وأبلغه بإعترافهم بحكومته، وان مباحثات “جنيف” ستكون مرجعيتها اتفاق “جدة” ، وأبلغه أيضاً بقبوله اللقاء الثنائي بين حكومتي السودان والولايات المتحدة ، واقترح “بلينكن” أن يكون الاجتماع خارج السودان ، واقترح الجانب السوداني أن يكون اللقاء في “جدة” .

مفاجأة المفاجآت، كان النجاح الصارخَ الذي تحقق من خلال العملية التي ضربت مصالح الغرب لدينا في الرأس ، وهو النشاط الدبلوماسي الشرقي المكثف في السودان خلال الأسبوع المنصرم ،بدايةً بزيارة الوفد الروسي وليس انتهاء بزيارة وزير الخارجية ل”إيران” .

وفي العالم الموازي ، المليشيات تقاسي في ميدان القتال ، حيث لم يتوقف نزفُ القيادات وتخسر قائداً كل يوم في دارفور ،الجزيرة ، ام درمان ، والمدهش أن “ال دقلو” لا يُبدون تأثراً، بل عناداً ومكابرةً وسعياً دائماً لتغيير المعادلات، دون النظر ملياً في الإمكانات.

موقف حكومة السودان كان مبدئياً ، لأنها ملت الوعود الأمريكية الكاذبة ، ورأت أن مصالحها الاستراتيجية في الشرق ، واتجهت إلى ذلك بخطوات جادة ، وهو بالطبع ما يسبب رعباً للامريكان ، فالحلف السوداني- الشرقي هذه المرة سيمتد إلى عمق البحر الاحمر ، وستصبح القواعد الروسية حقيقة وليست مناورة ، لذلك سارع “بلينكن” بالقبول بكل شروط الحكومة السودانية، وهي المحاولة الأخيرة لإنقاذ المصالح الأمريكية في السودان، ولكن حسب ظني فقد ( سبق السيف العزل) .
محبتي واحترامي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“المياه الوطنية”: 15 مارس الجاري مهلة أخيرة لتوثيق عدادات المياه قبل إيقاف الخدمات الإضافية

شددت شركة المياه الوطنية على ضرورة توثيق عدادات المياه عبر قنواتها الرقمية قبل 15 مارس 2025، مبينة أنه سيترتب على عدم التوثيق توقف الخدمات الإضافية، مثل: رفع الطلبات والبلاغات، وصولاً إلى إيقاف خدمة المياه.
وبيّنت أنها سخرت كل قنواتها الرسمية لتنفيذ طلبات توثيق عدادات المياه، مشيرة إلى أنها خصصت صفحة إلكترونية في موقعها الرسمي، تتضمن دليلاً إرشاديًا وإجابات عن الاستفسارات الشائعة حول توثيق عدادات خدمة المياه. يأتي ذلك ضمن مبادرة توثيق العدادات وربطها بالهُوية الوطنية أو الإقامة للمستفيد الفعلي، مما يحقق للعملاء الاستفادة الكاملة من خدمات المياه، ورفع مستوى موثوقية العدادات.
ودعت الشركة عملاءها الذين لم يوثقوا عداد خدمة المياه في عقاراتهم إلى الاستفادة من المهلة التي بانتهائها سيتم إيقاف الخدمات الإضافية، وعدم إتمام أيّ طلب أو خدمة أو شكوى للمستفيد، مبينةً أن آخر الإجراءات المترتبة على عدم التوثيق هي فصل الخدمة عن العدّاد لحين التوثيق والربط.
وأوضحت أن توثيق العداد يتيح للمستفيد الفعلي طلب الخدمات، ومتابعة حالتها من خلال القنوات الرقمية، واستقبال الفواتير والرسائل النصية المرتبطة بعداده، كما يمكن للمستفيد معرفة تفاصيل حسابه، ومتابعة استهلاكه، واستقبال الإشعارات في حال ارتفاعه.
وأشارت الشركة إلى أن توثيق عداد خدمة المياه يضمن حقوق الجميع سواء مُلاك أو مستأجرين، وأنه بعد انتهاء أو إنهاء عقد إيجار العقارات التي لديها عدادات مستقلة يعود عداد المياه باسم المالك، أما إذا كان العقار في وحدات سكنية متعددة فيجب على الملاك تكوين اتحاد ملاك وتعيين ممثل يقوم بتوثيق العداد، مبينةً أنه في حال كان هناك مجموعة مستأجرين في عقار واحد بعداد مشترك، يبقى العداد مرتبطًا بمالك العقار، وإذا كان العداد باسم شخص متوفى يجب على الوكيل الشرعي للورثة توثيق العداد عن طريق إضافة الحساب وإرفاق الوكالة الشرعية.

مقالات مشابهة

  • زيمبابوي تعلن استعدادها لسد حاجة السودان من سلعة “الشاي”
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • السوداني يعلن عن مقتل “داعشي خطير”
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تشارك باجتماع المؤسسات الوطنية في جنيف
  • “الوطنية لحقوق الإنسان” تشارك في الاجتماع السنوي للمؤسسات الوطنية بجنيف
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تشارك في اجتماع جنيف
  • شاهد بالصور.. رئيس مجلس السيادة يواسي أسرة وأطفال الشهيد اللواء “بحر”
  • “المياه الوطنية”: 15 مارس الجاري مهلة أخيرة لتوثيق عدادات المياه قبل إيقاف الخدمات الإضافية
  • الحملة الوطنية للعمل الخيري بنسختها الخامسة عبر منصة “إحسان” تتجاوز تبرعاتها مليار ريال