في #أسبوع_الموت أصبح لكُلٍ ثأره – د #منذر_الحوارات
وكأن إسرائيل كانت تنتظر لحظة شبيهة بهذه، سقوط صاروخ على قرية مجدل شمس السورية في الجولان المحتل، راح ضحية هذا الصاروخ التائه إحدى عشرطفلاَ كانوا بمثابة الذريعة المنتظرة لتُدخل إسرائيل الجميع في أتون الحرب لحسم ملف ما تقول عنه اذرع ايران في المنطقة، فسارعت إلى اغتيال القائد المهم في حزب الله فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية في خرق أمني خطير يشير إلى حجم تغلغل الموساد في هياكل الحزب وأجهزته، وفي غضون ثمان ساعات تم اغتيال الشخصية الفلسطينية الأميز إسماعيل هنية في قلب طهران عاصمة المحور مما شكل صفعة لها ومحورها، فقد اثبتت اسرائيل انها تخترق خصومها مخابراتياً حتى النخاع، لدرجة ان ايران لم تستطع حماية ضيف المرشد الأعلى من الاستهداف .
اشتعلت نيران الغضب في كل مكان في فلسطين بالذات بعد أن فاقمت دولة الاحتلال الجرح ورشت الملح عليه بإعلانها أن القائد الكبير واللغز المحير محمد الضيف قد تأكد اغتياله في هجوم المواصي، والآن بعد أن حلّ الحزن على الشركاء ما هو شكل ثأرهم ؟ حماس التي تخوض حرب مُنهكة وغير متكافئة منذ عشرة شهور لا بد أن ترد بطريقة تثبت انها تثأر لقائِديها الكبيرين، أما حزب الله فإنه دخل الحرب للمشاغلة بالتالي فإن فكرة الانخراط في حرب واسعة ليست ضمن أولوياته لأنه يعلم تماماً عواقب توسيع الحرب وبأنها ستكون بمثابة الكارثة عليه وهذا يجعله يضبط إيقاع الرد بشكل مدروس خشية الوقوع في الهاوية.
اماً إيران المثكولة بإنتهاك حرمة أراضيها وسيادتها وهيبتها بالإضافة إلى الغضب الداخلي فإنها أصبحت ملزمة بالرد وإثبات أنها قادرة على الدفاع عن امنها وهيبتها وثقة حلفائها بها، لكن السؤال كيف تدخل حرباً وهي التي جاهدت لوضع صيغة مرنة تُبعد الحرب عن أراضيها وتشاغل بها اعدائها خارج حدودها، فمنذ عقود وهي تنشيء الميليشيات كي تكون أداتها في إبعاد الحروب عنها فيما عُرف بالدفاع المتقدم، لكن بعد ان تزعزعت ثقة الكثيرين بها بالذات بعد الرد الباهت على قتل القادة الإيرانيين في السفارة الإيرانية في دمشق حيث ألقى ذلك الرد بظلال قاتمة حول صدقيتها ومقدرتها على التعامل الجاد مع إسرائيل، والآن بعد ان جاءت لحظة الحقيقة بسبب ذهاب نتنياهو بعيداً في استفزازها وحلفائها تجد نفسها بعد سنين من اللعب عن بعد في مواجهة احتمال حرب حقيقية قد تجرها ومحورها إلى مواجهة دامية مع الولايات المتحدة وهو ما لا تريده إيران قبل إنجاز برنامجها النووي.
مقالات ذات صلة الغطرسة المُدمرة 2024/08/06صار واضحاً ان اغلب قادة محور المقاومة بما فيهم ايران يهندسون رداً لا يتجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية بالتالي فإن شكل الرد يبقة أسيراً لهذا الخيار لذلك يحاول المحور اختيار الرد بطريقة تعيد هيبته في نفس الوقت تبقي الخيار مغلقاً على حرب واسعة وتلك معضلة بالنسبة له، فإسرائيل تدفع بكل قوتها لإدخالهم في هذا الصراع، بالنسبة لحزب الله فمن المتوقع أنه يفكر برد من نوع العمل مثل قتل شخصية كبيرة في دولة الاحتلال وهو يحاول أن يميز نفسه عن إيران لكنه في النهاية سيسير وفق خطتها وفي ركابها، اماً إيران فموقفها أكثر حرجاً والدلائل تشير ان ردها سيأتي من الأراضي السورية ربما مع صواريخ بالستية من إيران تهاجم مواقع إسرائيلية منتقاة بعناية، اماً الحوثيين فساحتهم هي باب المندب مع بعض الصواريخ على اسرائيل، بالنسبة لحماس فهي منخرطة في مواجهة حامية مع دولة الاحتلال لكنها مضطرة للرد بطريقة مختلفة هذه المره، ربما تحاول الوصول إلى شخصية اسرائيلية بوزن كبير.
اذاً نحن أمام مواجهة منضبطة بمعايير صراع لا يريد له محور المقاومة أن يخرج عن إطار المواجهة التكتيكية كي لا يؤدي إلى توسع الصراع وفي نفس الوقت تحفظ ماء وجه كل الأطراف المتضررة، لكن طبيعة الإجراءات في إسرائيل تشير بأنها تستعد لحرب واسعة وكبيرة وكأنها تريد وضع الجميع على حافة الهاوية في مواجهة احتمال حرب كبرى وبالتالي إما أن يخوضها المحور او يقر بالحقائق على الأرض ويعود بخطواته إلى الوراء كي لا تنكشف الحقائق المرة وفي كلى الحالتين فإننا في مواجهة تغير جوهري يحول إسرائيل إلى شرطي المنطقة فبعد أن كانت تلجأ إلى الولايات المتحدة في تطويع الأصدقاء قبل الأعداء ستتحول منذ تاريخ ثأر المحور إلى رجل المنطقة يأمر فيطاع بدون وساطة امريكياً او تدخلها وهذا سيؤدي إلى ذهاب دم هنية ورفاقه وشعبه هباءاً على مذبح الطموحات الإقليمية المتخيلة والعبثية .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أسبوع الموت فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
اليمن في مواجهة (إسرائيل وأدواتها)
كشفت تصريحات وزير حرب كيان العدو الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان المتعلقة بطريقة الرد على عمليات الإسناد التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية لإخواننا في قطاع غزة عن نقاط مهمة هي في الحقيقة متوقعة وغير مستبعدة من قبل السلطات في صنعاء فيما يتعلق بتحريك أدوات العدوان وأذرعه واستخدامهم كورقة ضغط عليها من أجل إجبارها على إيقاف عمليات الدعم والإسناد لغزة بعد أن عجز الكيان المؤقت ومن خلفه الشيطان الأكبر وحليفتها بريطانيا عن ذلك .
ليبرمان قال في تصريحاته ما نصه (يجب ألا ننتظر الصاروخ الباليستي التالي الذي سيطلقه الحوثيون، يجب مهاجمة جميع البنى التحتية للطاقة الموجودة تحت تصرفهم، يجب تدمير جميع الموانئ البحرية وخاصة ميناء الحديدة، وتدمير جميع الأرصفة الأخرى، حتى الرصيف الأخير، يجب تدمير جميع المطارات ومهابط الطائرات والمدارج، يجب تدمير كل هيكل مرتبط بنظام الحوثيين، بالإضافة إلى ذلك، يجب التواصل مع الحكومة اليمنية المتمركزة في عدن، ومع الجماعات المسلحة الأخرى، يبدو أن هناك ما لا يقل عن ثلاث أو أربع جماعات أخرى، ويتم تزويدها بالتمويل والأسلحة، ويجب أن ينشغل الحوثيون ببقائهم داخل اليمن وليس بشن هجمات على إسرائيل ) هذه تفاصيل المخطط الإسرائيلي والمؤامرة المشتركة مع أمريكا وبريطانيا والتي يراد لأدواتهم التحرك على ضوئها في المرحلة الراهنة .
ولا غرابة فما تحدث به ليبرمان سبقه إليه المرتزق عيدروس الزبيدي عضو ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي المعين من الرياض والذي ينصب نفسه رئيسا لما يسمى بدولة الجنوب العربي خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقب موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي جاءت تحت مسمى صفقة القرن والذي أكد بأنه لا يرى أي مانع في الدخول في علاقات مع كيان العدو الإسرائيلي، وقبله المدعو خالد اليماني وزير خارجية شرعية الفنادق الأسبق الذي جلس مع النتن ياهو ومسؤولين صهاينة وعبر عن سعادته بذلك ورأى بأنه من الطبيعي الاعتراف بإسرائيل كدولة باعتبار ذلك أمرا واقعيا حد زعمه، وقس على ذلك بقية المواقف والتوجهات الصادرة عن العديد من السياسيين والناشطين والحقوقيين والإعلاميين المحسوبين على تيار العمالة والخيانة والارتزاق بشقيه السعودي والإماراتي والذين يقفون إلى صف الصهاينة في عدوانهم على غزة، ويظهرون مرونة فيما يتعلق بالتطبيع مع هذا الكيان والاعتراف به، ولا يرون في ذلك أي ضرر أو خطر على القضية الفلسطينية ولا على الأمة، حيث يرون بأن مصدر الخطر هو إيران دون غيرها تماشيا مع النظرة والتوصيف الإسرائيلي .
وهنا وفي ظل النزعة السايكوباتية العدائية الإجرامية الإسرائيلية تجاه إخواننا في قطاع غزة والمصحوبة بحالة خذلان عربي وإسلامي ودولي، لم يعد من خيار لدى القيادة والشعب والقوات المسلحة اليمنية غير المضي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لغزة وأهلها، ولا يمكن رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام لهذا الكيان الإجرامي مهما حصل، ولن يجدي رهان الصهاينة على المرتزقة نفعا في محاولة إثناء اليمن عن القيام بواجبها الديني والأخلاقي والإنساني، ومن الغباء التعويل على المرتزقة في تحقيق انتصار عسكري أو إنجاز أمني عجزت عن تحقيقه حاملات الطائرات الأمريكية والمدمرات فائقة الدقة، وإذا ما انساق المرتزقة خلف الإغراءات الإسرائيلية فإنهم بذلك يضعون أنفسهم في دائرة الاستهداف المباشر باعتبارهم جبهات تابعة للعدو الصهيوني، وسيتم التعامل معهم بنفس الطريقة والأسلوب في الردع، وفي كل الأحوال لن تتوقف جبهة الدعم والإسناد لغزة، بل ستزداد وتيرة عملياتها، وتتوسع وسيسهم ذلك في تخلي الكثير من المغرر بهم عن الالتحاق بصفوف الصهاينة اليمنيين، وسيسارعون للانضمام إلى الجبهة الوطنية المناهضة لإسرائيل والمساندة لغزة .
بالمختصر المفيد، نتحدى إسرائيل نصرة ودعما وإسنادا لغزة، نتحداها بفضل الله وعونه وتأييده، ولن ينفعها الجواسيس ولا المرتزقة، بإمكانها أن تتفادى عمليات اليمن النوعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة، وهي مسألة بسيطة وليست معقدة، إذا ما أرادت لسفنها الملاحة بأمان، ولمستوطنيها السلامة من صاروخ فلسطين 2اليماني الفرط صوتي، وطائرة يافا المسيرة اليمانية العابرة للحدود .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.