فى حب التتار.. «قازان» عاصمة المستقبل الإنسانى
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
يبدو لى أن قازان، تصدر خطابا إسلاميا جديدا، فيه من الحرص على ثوابت الدين، بقدر ما فيه من محاولة تحديث رؤية المسلمين لدينهم، وعلاقتهم بأنفسهم، وعلاقتهم بغيرهم، والتحفيز على المشاركة فى المنجز الإنسانى معرفيا وحضاريا، مستندا لما أمر به هذا الدين، من استخدام العلم طريقا للتقدم فى الحياة، بقدر التمسك بالقيم الروحية والأخلاقية مهما تغيرت الحياة.
قازان عاصمة تتارستان، وهى من أغنى وأجمل دول الاتحاد الروسى، وأنا أعرف تماما، إننا بمجرد نطق " تتارستان" أى أرض التتار، سنستدعى على الفور المغول وجرائمهم التاريخية وأبرزها تدمير بغداد حاضرة الخلافة الإسلامية.
الحقيقة إن التتار ليسوا المغول، وإن كانا أبناء عمومة، بل إن المغول غزوا أراضى التتار، وأخضعوهم لسيطرتهم، بل إن قازان ذاقت على أيديهم ما ذاقت بغداد، كما أن كقزان ذاقت ما أصعب من ذلك فى عهد بعض القياصرة وأبرزهم إيفان الرهيب، ثم فى عصر الاتحاد السوفيتى الذى حاول أن يدمرالهوية الدينية والثقافية للبلاد.
مررت على الماضى بسرعة شديدة، لأننى أرى أن قازان هى عاصمة المستقبل الإسلامى، بل عاصمة المستقبل الإنسانى، لا لأنها فقط تتبنى خطابا إسلاميا جديدا، بل لأن هذا الخطاب، يستند إلى ما تستند إليه المقاصد التتارستانية الحديثة، وهى قيم التسامح والتعدد والتعايش بين بنى الإنسان.
مالفت انتباهى ثم قلبى وعقلى، إلى تتارستان، هو مهرجانها السينمائى مهرجان قازان الدولي للسينما الإسلامية، وقد أصبح المهرجان منذ انطلاقه فى 2005، واحدا من أهم المهرجانات فى العالم، ويبدو أيضا أنه فى طريقه لتجاوز المفاهيم الغربية الاحتكارية عن فن السينما.
وعادة ما يفتتح المهرجان، مفتى قازان، وهى رمزية بالغة الدلالة، تنفى ماشاع عن الإسلام بأنه ضد الفن.بل ما شاع بين المسلمين أنفسهم، بأن الفن وخاصة فن السينما، يتنافى تماما وابتداءا مع الإسلام، رغم أن هذا الدين ينتصر لكل ما ينتصر للحياة فنا أو أدبا.
وبمراجعة الدول والأفلام المشاركة عبر دوراته، سنكتشف أن المهرجان ليس قاصرا على الدول الإسلامية، وأن موضوعات أفلامه إنسانية بالدرجة الأولى، خاصة تلك التى تدور حول قيم السلام والتسامح، واحترام القيم الدينية والحضارية، وهو ما يعبر عنه شعار المهرجان "إلى ثقافة الحوار عبر حوار الحضارات"، والشعار وحده يدل على القيمة الإنسانية لبلد اسمه"تتارستان"
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
دبي تستثمر في الكفاءات الوطنية للمستقبل
وقعت “دبي الرقمية” اليوم اتفاقية تعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، لتطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز مهاراتها في استشراف وتصميم المستقبل عبر برامج تدريبية متقدمة وتقنيات حديثة، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية عالميا بحلول عام 2030.
وقع الاتفاقية طارق الجناحي المدير التنفيذي لقطاع التمكين المؤسسي في دبي الرقمية، وسعيد الفلاسي المدير التنفيذي لقطاع تصميم ومسرعات المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل.
تركز الاتفاقية على دعم الشباب عبر برنامج “رواد الرقمنة”، الذي يوفر تدريبا لمدة عام كامل في المهارات الفنية والتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وأدوات الثورة الصناعية الرابعة.
وقال طارق الجناحي، إن الاتفاقية تعزز رؤية دبي الرقمية بخصوص تمكين الكفاءات الوطنية ودعم تحول دبي الرقمي، مع التركيز على تطوير مهارات تقنية متقدمة واستشراف المستقبل، كما تعكس الرؤية المشتركة مع مؤسسة دبي للمستقبل حول أهمية التحلي باليقظة المعرفية والعمل على تشكيل المستقبل بدلاً من استشرافه فقط.
وأكد سعيد الفلاسي، أن الاتفاقية تهدف إلى إعداد كوادر قادرة على التعامل مع التحولات العالمية، مشيرا إلى أن دبي تعمل على إطلاق مبادرات إستراتيجية لبناء قدرات وطنية تواكب التغيرات السريعة، مشيرا إلى أن الاتفاقية تركز على تعزيز المرونة والاستباقية لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتعزيز تنافسية دبي.
وتشمل الاتفاقية، إطلاق برامج تدريبية بالتعاون مع شركات عالمية في مجال التكنولوجيا، وتطوير مهارات البحث والابتكار، إضافة إلى المشاركة في فعاليات دولية لعرض أحدث تقنيات المستقبل.وام