نشرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية تقريرا عن أسباب تباطؤ تنمية الدول النامية، مشيرة إلى أن 100 بلد نام، بما في ذلك الصين والهند، قد لا تنجح في الوصول إلى وضع الدول المتقدمة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البلدان الناشئة "تخوض سباقا ضد الزمن". استنادا إلى الدروس المستفادة من الخمسين سنة الماضية.



ويشير "تقرير عن التنمية في العالم لسنة 2024"، الذي نشره البنك الدولي هذا الخميس، إلى أن جميع هذه البلدان تقريبا، بما في ذلك الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، معرضة لخطر الوقوع في "فخ" والفشل في أن تصبح دولا متقدمة إذا لم تتخذ القرارات الصحيحة.


وبينت الصحيفة، أن "فخ الدخل المتوسط" هو مفهوم نظري أنشأه البنك الدولي في سنة 2007 يشير إلى الخطر الذي يواجهه بلد بمجرد وصوله إلى مستوى معين من التنمية، حيث قد لا يتمكن من تخطي المرحلة الأخيرة التي ستجعله ضمن الدول المتقدمة. ويواجه البلد حينها سقفا زجاجيا: قد لا يلحق نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنظيره في الاقتصادات المتقدمة ويعاني من "الركود".

الثراء فخ
يستند التقرير، إلى دراسة لنحو 108 دول دخلت سنة 2023 في فئة الاقتصادات متوسطة الدخل، أي تلك التي يتراوح نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي بين 1136 و13845 دولارا. وتمثل هذه الدول مجتمعة 6 مليارات نسمة و40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

يكمن الخطر في الاضطرار إلى مواجهة مستوى مرتفع بشكل متزايد من الإنفاق دون النجاح في الوصول إلى مستوى من الناتج المحلي الإجمالي للفرد الذي يكفي لتمكينها من تحقيق ذلك، مما سيؤدي إلى تقييد نموهم الاقتصادي وفي النهاية، إبقائهم في مرحلة الدول الناشئة، حسب التقرير.

ويقدر إنديرميت جيل، كبير خبراء الاقتصاد في البنك الدولي، أن الصين سوف تحتاج إلى عشرة سنوات والهند إلى 75 سنة قبل أن يصل نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي إلى ربع نظيره في الولايات المتحدة. وخلال 34 سنة، تمكنت 34 دولة فقط من الخروج من هذا المأزق.

فعلى سبيل المثال، طلبت إندونيسيا، التي تأمل الانضمام بسرعة إلى "نادي الدول الغنية"، الدعم من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بداية شهر أيار/مايو من أجل البدء في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لتنميتها.

وأوضح محمد هاديانتو، رئيس التعاون متعدد الأطراف في وزارة الاقتصاد الإندونيسية، مؤخرا أن "الهدف يكمن في الهروب من فخ الدخل المتوسط والنجاح في تحويل 80 بالمئة من السكان إلى الطبقة المتوسطة".

"استراتيجية 3 إي"
وفقا للتقرير، فإن "طموح هذه البلدان الـ 108 يكمن في تحقيق مكانة الدولة ذات الدخل المرتفع في غضون 20 إلى 30 سنة". ولكن وفقًا لإندرميت جيل، فإن "عددا كبيرا للغاية من هذه البلدان يعتمد على استراتيجيات عفا عليها الزمن لكي تتحول إلى اقتصادات متقدمة".

ويتعين عليهم أن يواجهوا "صعوبات أكبر كثيرا من التي واجهها أسلافهم في الإفلات من هذا "الفخ"، بسبب شيخوخة سكانها، وزيادة النزعة الحمائية في الاقتصادات المتقدمة، وتسارع الانتقال الطاقي.


وأوردت الصحيفة، أنه للخروج من "الفخ"، يقدم البنك الدولي حلا نظريا من ثلاث خطوات. حسب التقرير، تتوافق المرحلة الأولى مع سياسات الاستثمار. أما المرحلة الثانية فهي "تجمع بين سياسات الاستثمار و"الضخ"، وعملية اعتماد التكنولوجيات من الخارج ونشرها عبر الاقتصاد بأسره". ويمكن تلخيص المرحلة الأخيرة من الخطوات الثلاثة في ثلاث كلمات: "الاستثمار والضخ والابتكار". لن تكتفي الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى "باستعارة الأفكار الرائدة في مجال التكنولوجيا من العالم، بل ستدفع عجلة التقدم.

"صنع المعجزات"
يقول إنديرميت جيل، "في الوقت الحالي، أصبحت حتمية الاقتصادات متوسطة الدخل بسيطة إلى حد مدهش: فهي ستحتاج إلى أن تصبح فعالة - في استخدام رأس المال والعمالة والطاقة".

إذا كانت الفكرة بسيطة، فإن تطبيقها سيكون أكثر صعوبة: "سوف يتعين على البلدان متوسطة الدخل أن تصنع المعجزات، ليس فقط للارتقاء إلى مصاف البلدان مرتفعة الدخل، بل وأيضا للابتعاد عن مسارات النمو عالية الكثافة للكربون التي "سوف تؤدي إلى الدمار البيئي"، وفقا للتقرير.


في المقابل، تشير توقعات البنك الدولي إلى الأسوأ. وفي بداية كانون الثاني/يناير، قدرت المؤسسة أنه بالنسبة لسنة 2024، فإن الزيادة في نصيب الفرد من الاستثمار في الاقتصادات النامية يجب أن تبلغ 3.7 بالمئة فقط في المتوسط، وهي نصف النسبة التي كانت عليها في العقدين السابقين. وأوضح نائب رئيس الخبراء الاقتصاديين في مجموعة البنك الدولي، أيهان كوسي، أنه "يجب على البلدان النامية على الأقل أن تصل إلى 4 بالمئة وتحافظ على هذه الوتيرة لمدة ست سنوات أو أكثر".

وفقا لسوميك لال، المدير المسؤول عن تقرير عن التنمية في العالم لسنة 2024، فإن "الطريق الذي نسلكه سيكون وعرا، ولكن البلدان قادرة على إحراز التقدم، حتى في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم". والدليل: مسار كوريا الجنوبية، التي تمثّل نموذجا في الدراسة، إذ نجحت في رفع دخل الفرد من 1200 إلى 33.000 دولار بين سنتي 1960 و2023، لتثبت أنه من الممكن لدولة ناشئة أن تفلت من "الفخ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين الاقتصادات اقتصاد الصين الهند صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الناتج المحلی الإجمالی البنک الدولی نصیب الفرد الفرد من

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول التي فازت بكأس العالم للسيدات؟

كأس العالم للسيدات هي واحدة من أبرز البطولات العالمية في رياضة كرة القدم، حيث تجمع أفضل المنتخبات النسائية من مختلف دول العالم للتنافس على اللقب الأغلى. منذ انطلاق البطولة لأول مرة في عام 1991، شهدت منافسات مثيرة ومباريات حافلة بالمهارات والندية. في هذا المقال، سنتعرف على الدول التي تمكنت من الفوز بلقب كأس العالم للسيدات عبر تاريخ البطولة.

الولايات المتحدة الأمريكية الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأكثر فوزًا بلقب كأس العالم للسيدات، حيث حققت اللقب أربع مرات حتى الآن. فازت الولايات المتحدة بأول بطولة كأس عالم للسيدات في عام 1991، وأتبعتها بألقاب أخرى في أعوام 1999، 2015، و2019. تميزت الولايات المتحدة بفريق قوي ومتناسق على مر السنوات، وبرزت العديد من اللاعبات الموهوبات مثل ميا هام، آبي وامباك، وأليكس مورغان.

ألمانيا

ألمانيا تأتي في المركز الثاني من حيث عدد الألقاب، حيث فازت بكأس العالم للسيدات مرتين. كان الفوز الأول في عام 2003، حيث قدمت ألمانيا أداءً استثنائيًا طوال البطولة. ونجحت ألمانيا في الدفاع عن لقبها والفوز بالبطولة مرة أخرى في عام 2007، لتصبح أول دولة تفوز بالبطولة مرتين متتاليتين.

النرويج

النرويج كانت الدولة الثانية التي تحرز لقب كأس العالم للسيدات بعد الولايات المتحدة، حيث فازت بالبطولة في عام 1995. قدم المنتخب النرويجي أداءً قويًا خلال تلك البطولة، وتمكن من تحقيق اللقب بجدارة، ليصبح واحدًا من أوائل المنتخبات التي صنعت تاريخًا في هذه البطولة.

اليابان

اليابان تمكنت من الفوز بلقب كأس العالم للسيدات في عام 2011، لتصبح أول دولة آسيوية تحقق هذا الإنجاز. كانت البطولة التي أقيمت في ألمانيا قد شهدت تألق الفريق الياباني الذي تغلب على الولايات المتحدة الأمريكية في المباراة النهائية بعد سلسلة من ركلات الترجيح، ليحقق الفوز الأول في تاريخه.

إنجلترا

في عام 2023، فازت إنجلترا بأول لقب لها في كأس العالم للسيدات، بعد أداء مميز وقوي خلال البطولة. الإنجاز الذي حققه المنتخب الإنجليزي جاء نتيجة لتطور ملحوظ في مستوى الفريق على مدار السنوات، مما أهله للتتويج باللقب العالمي.

تطور كأس العالم للسيدات

منذ انطلاقتها الأولى في عام 1991، شهدت بطولة كأس العالم للسيدات تطورًا كبيرًا على مستوى التنظيم والأداء الفني، مما ساهم في زيادة شعبيتها وانتشارها حول العالم. البطولة التي كانت تبدأ بعدد قليل من الفرق أصبحت الآن تضم منتخبات من مختلف القارات، مما يبرز التنوع والاهتمام العالمي المتزايد بكرة القدم النسائية. زيادة عدد الفرق المشاركة من 12 فريقًا في النسخ الأولى إلى 32 فريقًا في النسخة الأخيرة تعكس هذا التطور.

البرازيل وسعيها نحو اللقب

على الرغم من أن البرازيل لم تحقق حتى الآن لقب كأس العالم للسيدات، إلا أنها تعد من بين الفرق القوية في البطولة. المنتخب البرازيلي، بقيادة اللاعبات البارزات مثل مارتا، التي تُعد واحدة من أفضل اللاعبات في تاريخ كرة القدم النسائية، وصل إلى نهائي البطولة في عام 2007، لكنه خسر أمام ألمانيا. ومع ذلك، تبقى البرازيل قوة لا يستهان بها في عالم كرة القدم النسائية، وتحظى بجماهيرية كبيرة بفضل مهاراتها الفنية وأدائها المتميز.

دور القارات المختلفة في البطولة

بينما كانت الهيمنة في البطولات الأولى محصورة بين الولايات المتحدة وأوروبا، شهدت النسخ الأخيرة من كأس العالم للسيدات مشاركة ناجحة من فرق آسيوية وأفريقية. فوز اليابان بالبطولة في عام 2011 كان بمثابة إنجاز تاريخي لقارة آسيا، وقد أدى هذا الفوز إلى زيادة الاهتمام بكرة القدم النسائية في القارة. في الوقت نفسه، قدمت منتخبات مثل نيجيريا وكوريا الجنوبية أداءً مميزًا في بعض النسخ، مما يعكس التقدم الكبير الذي أحرزته كرة القدم النسائية في هذه المناطق.

الخلاصة

كأس العالم للسيدات هي بطولة تعكس التنافس القوي والمستوى العالي لكرة القدم النسائية على مستوى العالم. الدول التي تمكنت من الفوز باللقب حتى الآن هي الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، النرويج، اليابان، وإنجلترا. هذه المنتخبات أثبتت جدارتها في تقديم أداء متميز جعلها تدخل التاريخ كأبطال لهذه البطولة المرموقة.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي فازت بكأس العالم للسيدات؟
  • التبادل السياحي بين الإمارات والهند..جسر اقتصادي وثقافي
  • الصين تعلن عن مناورات عسكرية مع روسيا
  • بينها الهلال.. إليك قائمة بالفرق التي هزّ شباكها رونالدو هذا الموسم
  • نبوءة محافظ البنك المركزي ‘‘المعبقي’’ التي تحققت اليوم بحذافيرها
  • هل أفلس بنك اليمن الدولي؟.. صحفي اقتصادي يشير الى الجهة المتسببة في أزمة بنوك صنعاء
  • برشلونة يتلقى صدمة كبرى بإصابة صفقته الجديدة خلال التوقف الدولي
  • الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية تستمد قوتها من روابط تاريخية وتعاون اقتصادي متنام
  • الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية مدعومة بروابط تاريخية وتعاون اقتصادي متنامٍ
  • رئيس وزراء إيطاليا: الصين والهند يمكنهما لعب دور في حل النزاع بأوكرانيا