دعت السلطة المحلية في محافظة حضرموت، الأحزاب والمكونات السياسية والمنظمات الشخصيات الاجتماعية والعلماء ومقادمة القبائل، إلى اجتماع موسع الخميس القادم، في محاولة أخيرة منها لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد الذي يقوده حلف قبائل حضرموت احتجاجاً على تردي الأوضاع والخدمات. 

وذكر بيان للسلطة المحلية، أن هذه الدعوة تأتي في سياق الدعوات الصادقة والمتكررة للسلطة المحلية للحفاظ على وحدة الصف واجتماع الكلمة والتلاحم لحماية الجبهة الداخلية والمحافظة على نعمة الأمن والأمان، وتعميق معاني الترابط والتوحد، مشيرة إلى أن السلطة المحلية شرعت منذ اليوم في دعوة ممثلي المكونات والشخصيات، للخروج باتفاق يحفظ لحضرموت أمنها ووحدة كلمتها.

وفي السياق، ناقش محافظ حضرموت، مبخوت مبارك بن ماضي، مع قادة المكونات والأحزاب السياسية والنقابات وعدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية، الثلاثاء، بالمكلا، مستجدات الأوضاع الراهنة بالمحافظة، وجهود التوافق حول حقوق حضرموت وتعزيز أمنها ووحدة الكلمة والصف.

وتطرق النقاش إلى الصعوبات والتحديات الراهنة والقضايا المرتبطة بحياة المواطنين وتحسين مستوى الخدمات.

وأكد المجتمعون وفق إعلام محافظ حضرموت الاتفاق حول القضايا التي تعزز التلاحم المجتمعي وتوحيد الكلمة والصف والحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها.

ونصبت قبائل حضرموت بقيادة وكيل أول المحافظة، رئيس حلف القبائل عمرو بن حبريش العليي، حواجز لمنع مرور ناقلات نفط كانت خارجة من الشركات العاملة في المنطقة، وأجبرتها على التوقف.

في حين دعا الناطق الرسمي لحلف قبائل حضرموت، العكش سعيد السعيدي، جميع القيادات الحضرمية في المراكز العليا للدولة والقيادات العسكرية والأمنية والقوى السياسية والمجتمعية لتأييد مطالب حضرموت التي هي مطالب أجيالهم، فهذه المواقف  ستسجل لهم في صفحات مضيئة. 

وتشمل مطالب حلف قبائل حضرموت: الاعتراف بحق حضرموت وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية، ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع، أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في التسوية الشاملة في البلاد، وعدم التصرف بنفط حضرموت أو تصديره أو تسويقه إلا بعد تثبيت مكانة حضرموت وضمان حقوقها بما يرتضيه أهلها. إضافة إلى مطالب أخرى متعلقة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية ورفع المعاناة عن أبناء حضرموت.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: قبائل حضرموت

إقرأ أيضاً:

حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد

 

 

 

نور المعشنية

 

في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.

ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.

في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.

الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.

إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.

ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.

معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.

كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.

ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.

فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.

ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.

مقالات مشابهة

  • حضرموت.. قبليون يسيطرون على نقطة عسكرية عقب مواجهات مع “سلطات التحالف”
  • تحالف العدوان يغذي الصراعات المحلية في محافظة حضرموت المحتلة
  • العدوان يغذي الصراعات المحلية في حضرموت
  • قبائل الحداء تعلن النفير وتؤكد الوفاء لفلسطين ومواجهة التصعيد الأمريكي
  • قبائل كسمة بريمة تعلن النفير العام وتؤكد مواصلة دعم فلسطين ومواجهة التصعيد الأمريكي
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • على وقع التصعيد الحضرمي.. بن ماضي يلتقي سفراء الاتحاد الأوروبي ويدعو لدعم التنمية في المحافظة
  • قبائل كسمة بريمة يعلنون النكف والاستنفار لمواجهة التصعيد الأمريكي
  • قبائل الزرانيق بالحديدة تعلن النكف والنفير لمواجهة التصعيد الأمريكي الصهيوني
  • قبائل الزرانيق بالحديدة تعلن النكف لمواجهة التصعيد الأمريكي الصهيون