سجلت أسعار النفط، ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 6-8-2024، معوضة خسائر اليوم السابق، حيث تغلبت مخاوف تأثير الصراع في الشرق الأوسط على الإمدادات على القلق من ركود محتمل في الولايات المتحدة قد يضر بالطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ارتفاع أسعار النفط 1% وسط مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط

 

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.

25 دولار، أو 1.6 %، إلى 77.55 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.35 دولار، أو 1.9 %، إلى 74.29 دولار وذلك وفقا لوكالة الأنباء العمانية.

وعلى جانب العرض، أظهرت وثائق وبيانات تتبع السفن انخفاض صادرات النفط من فنزويلا، العضو في منظمة أوبك، في يوليو مع تعرض وحدات معالجة الخام لانقطاعات ما أدى إلى تقليص المخزون المتاح من منطقة الإنتاج الرئيسية وتأخير تحميل الشحنات.

قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، الثلاثاء، إنه يتوقع نمو الطلب على النفط بين 1.6 مليون ومليوني برميل يوميا في النصف الثاني من هذا العام، مضيفا أن أساسيات السوق لا تدعم الانخفاض الحالي في أسعار النفط.

ويتوقع الناصر، الذي يرأس شركة النفط الأعلى ربحية في العالم، أن يبلغ الطلب العالمي على النفط 104.7 مليون برميل يوميا في عام 2024 مشيرا كذلك إلى توقعات بطلب يتجاوز 106 ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من العام. وجرى تداول خام برنت عند نحو 76.6 دولار اليوم الثلاثاء، وهو أدنى مستوى له منذ يناير. وقال متعاملون إن ذلك مدفوع بتوقعات بأن تباطؤ النمو الاقتصادي من شأنه أن يقلل الطلب حتى مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات بسبب التوتر في الشرق الأوسط.

وأوضح الناصر في مكالمة لإعلان نتائج الأعمال "في رأيي أن السوق تبالغ في رد الفعل والأساسيات لا تدعم انخفاض الأسعار الذي نشهده اليوم".

وأشار أيضا إلى أنه يتوقع زيادة الطلب في الصين في النصف الثاني من العام إلى 17.5 مليون برميل يوميا.

وقال الناصر "أود أن أضيف أيضا أنه يبدو أن هناك مراجعة مستمرة للطلب في اتجاه تصاعدي من جانب عدد من المتنبئين والوكالات، وهو ما يجعل من الصعب اتخاذ قرارات استثمارية مستندة إلى بيانات إذ تظل المراجعات تحمل مفاجآت للسوق إلى حد ما".

وأوضح الناصر أيضا أنه يتوقع أن تعمل الحكومات على دعم مخزونات الخام الاستراتيجية وأن هذا من شأنه أن يساهم بشكل أكبر في "الطلب الجيد على النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة". ولم يحدد تلك الدول.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النفط أسعار النفط تعاملات اليوم الشرق الأوسط الولايات المتحدة العقود الآجلة لخام برنت صادرات النفط أسعار النفط برمیل یومیا

إقرأ أيضاً:

من قرارات ترامب إلى أوبك وجلسة السوداني.. شبح الانهيار المالي يخيّم على العراق

بغداد اليوم - بغداد

في منعطف اقتصادي حاد، بدأ العراق يترنّح تحت تأثير قرارات مفاجئة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثّلت برفع التعريفات الجمركية على مجموعة من الدول، كان بينها العراق بنسبة صادمة بلغت 39%. وبينما تترنّح الأسواق العالمية تحت ضغط هذه الحرب التجارية المستعرة، تتحرك منظمة أوبك بدفع أمريكي لزيادة الإنتاج، في توقيت يُهدد بانهيار أسعار النفط إلى ما دون 45 دولارًا للبرميل.

وسط هذا المشهد القاتم، وجدت الحكومة العراقية نفسها أمام خطر مزدوج: ضرب مباشر للميزان التجاري، وتدهور محتمل في عائدات النفط التي بُنيت عليها موازنة الدولة بسعر 70 دولارًا للبرميل. هذا التهديد العميق دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عقد جلسة طارئة مع وزرائه المعنيين، في محاولة لاحتواء الصدمة قبل أن تتحوّل إلى أزمة مفتوحة.

لكن السؤال الأعمق الذي يُخيّم على الشارع العراقي هو: هل تكفي هذه التحركات لتجنب الانهيار؟ أم أن العراق مقبل على تكرار سيناريو 2020، حين سُحقت البلاد تحت ثقل انهيار النفط، وارتبك فيها حتى دفع الرواتب؟


تحذيرات جادة

حذّر خبراء اقتصاديون، بينهم مختصون عراقيون، من أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بفرض تعريفات جمركية مرتفعة قد تقود إلى انهيار كبير في أسعار النفط العالمية، مع احتمال وصول سعر البرميل إلى 45 دولاراً خلال الأشهر المقبلة، ما يُنذر بخطر مباشر على اقتصاد العراق المعتمد أساسًا على العوائد النفطية.

وكشف تقرير نشرته شبكة ذا نيو أراب، اليوم الأحد (6 نيسان 2025)، وترجمته بغداد اليوم، أن التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب ضد عدد من الدول، سيتسبب بتراجع ملحوظ في حركة التبادل التجاري العالمي، وانكماش اقتصادي واسع يُؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب على النفط.

وقال التقرير إن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على عدد من الدول، شملت العراق بنسبة 39%، في خطوة وصفها الخبير الاقتصادي قمران قدير بأنها "تتحدى المنطق الاقتصادي"، وتؤدي إلى سلسلة من التداعيات السلبية من بينها: تباطؤ النمو، ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة التضخم، خصوصًا في الاقتصادات الكبرى كأمريكا، الصين، أوروبا، اليابان، وكوريا الجنوبية.

وأضاف قدير أن هذه الاضطرابات ستنعكس على مستوى الطلب العالمي على الطاقة، في وقت يُتوقع أن تواصل دول "أوبك"، وعلى رأسها السعودية، رفع مستويات الإنتاج تحت ضغط أمريكي، مما سيُفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب، ويدفع الأسعار إلى الانهيار نحو حاجز 45 دولارًا للبرميل.


العراق في قلب الأزمة.. موازنة مبنية على 70 دولارًا للبرميل

في سياق متصل، أشار التقرير إلى أن الموازنة العراقية لعام 2025 اعتمدت سعر 70 دولارًا لبرميل النفط، وهو ما يضع الاقتصاد العراقي في موقع حرج في حال تحقق سيناريو انخفاض الأسعار، خاصة وأن أكثر من 90% من إيرادات الدولة تعتمد على الصادرات النفطية.

وبحسب التقرير، فإن "الخطر المزدوج" يتمثل في كون العراق متضررًا مباشرًا من التعريفات الأمريكية المفروضة عليه من جهة، ومعرّضًا لانهيار الأسعار العالمية من جهة أخرى، ما قد يسبب أزمة مالية داخلية تهدد قدرة الدولة على تغطية نفقاتها الأساسية.

وأفاد التقرير بأن هذا التطور دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عقد جلسة طارئة مع عدد من الوزراء المعنيين، تم خلالها الاتفاق على خطوات لتقوية التعاون مع الولايات المتحدة في محاولة لتخفيف التأثيرات المباشرة، لا سيما على التبادل التجاري الثنائي.

لكن ذا نيو أراب أكدت، نقلاً عن مصادر اقتصادية، أن هذه الإجراءات "لن تكون كافية لاحتواء التأثيرات غير المباشرة"، خاصة تلك المتعلقة بانخفاض أسعار النفط الناتج عن ركود اقتصادي عالمي مرتقب.


تداعيات أكبر على دولة ريعية

ويُعد الاقتصاد العراقي من أكثر الاقتصادات هشاشةً في المنطقة، نظرًا لاعتماده شبه الكامل على إيرادات النفط، دون وجود بدائل إنتاجية أو صناعية كافية. وبالتالي، فإن أي تراجع في أسعار النفط ينعكس مباشرة على قدرة الحكومة على دفع الرواتب، تمويل المشاريع، وتقديم الخدمات الأساسية.

ويحذّر مراقبون من أن استمرار السياسة الاقتصادية الأمريكية على هذا النحو، سيُجبر العراق إما على الاقتراض مجددًا، أو خفض الإنفاق العام، في وقت تُعاني فيه البلاد أصلًا من أزمات مزمنة في الكهرباء والبنى التحتية وارتفاع البطالة.


مقارنة بتجربة 2020.. هل يتكرر الانهيار؟

يُذكر أن العراق واجه وضعًا مشابهًا في عام 2020، عندما انهارت أسعار النفط إلى ما دون 30 دولارًا للبرميل نتيجة جائحة كورونا وانهيار الطلب العالمي، مما تسبب بعجز مالي كبير وتأخر في دفع رواتب الموظفين لعدة أشهر. ويرى محللون أن تكرار هذا السيناريو سيكون كارثيًا في ظل غياب إصلاح اقتصادي حقيقي، ويزيد من هشاشة الدولة أمام الضغوط الخارجية والداخلية.

وبينما تسعى الحكومة العراقية إلى تقليل الاعتماد على النفط في خطاباتها الاستراتيجية، إلا أن الواقع المالي يؤكد أن أي انهيار في الأسعار سيبقى الخطر الأكبر الذي يهدد استقرار البلاد في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار النفط
  • النفط الأمريكي يهبط إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل
  • من قرارات ترامب إلى أوبك وجلسة السوداني.. شبح الانهيار المالي يخيّم على العراق
  • أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 6 أبريل 2025.. وعز يسجل هذا الرقم
  • أسعار النفط عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من 3 سنوات
  • أسعار النفط تسجل تراجعًا بنسبة 7%
  • النفط في أدني مستوي منذ ديسمبر 2021
  • "دانا غاز" و"نفط الهلال" تتجاوزان 500 مليون برميل مكافئ في حقل "خور مور"
  • بسبب الرسوم الجمركية.. النفط يسجل أسوء أداء خلال أشهر
  • الذهب يسجل خامس مكسب أسبوعي على التوالي