هل هناك فرص لتجنب اتساع الصراع في المنطقة؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا سلطت الضوء من خلاله على تصريح مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي دميتري غندلمان الذي قال، إن إسرائيل جاهزة لأي تطور في الأحداث سواء في الدفاع أو الهجوم في ظل المناقشات حول الرد المحتمل لإيران بعد اغتيال رئيس الجناح السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الولايات المتحدة تتوقع توجيه طهران ضربة لإسرائيل في القريب العاجل لذلك أرسلت طائرات حربية وسفنا قتالية إلى المنطقة، كما تنظر إسرائيل في خيار توجيه ضربة وقائية إلى أهداف داخل إيران".
طهران تستعد للانتقام
تتوقع الولايات المتحدة رد إيران وحزب الله اللبناني على إسرائيل في القريب العاجل. وقد صرح وزير الخارجية أنطوني بلينكن بذلك خلال اجتماع مع وزراء خارجية دول مجموعة السبع. ووفقًا لمصادر موقع أكسيوس.
ووفقًا لنفس المصادر، قام بلينكن بعقد اجتماع لتنسيق الإجراءات مع الحلفاء من أجل تقليل التداعيات ومنع نشوب حرب كبيرة.
وبحسب الصحيفة، فإن "الولايات المتحدة تجهل الوقت الدقيق لبدء الهجمات، مرجحة بدأها في غضون 24 ساعة من الكشف عن هذه المعلومات".
وذكرت الصحيفة، أن "السلطات الإسرائيلية تستعد أيضًا لتصعيد محتمل، بحيث تدرس الحكومة خيار شن ضربة استباقية على إيران إذا أشارت المعلومات الاستخبارية إلى أن الهجوم وشيك".
وقد كشف دميتري غندلمان عن إمكانية تصدي "إسرائيل لأي تهديدات دون استبعاد اتخاذ تدابير وقائية"، مضيفا أن "إسرائيل جاهزة لأي تطور في الأحداث سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم".
وفي آب/ أغسطس، شنت جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربات صاروخية على أهداف عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، في مناطق شبعا وراشيا الفخار. ومن جانبه، شن حزب الله هجومًا على نقطة قيادة للجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، مما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين.
وفي اليوم السابق، أُطلق حوالي 50 صاروخا من لبنان نحو إسرائيل. يرجح الخبراء إمكانية وقوع هجوم من إيران، غير أنهم يشككون في إتخاذ إسرائيل إجراءات وقائية.
ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين قوله، إن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تعمل في هذا الاتجاه.
وأشار ساجين إلى "صعوبة إنكار احتمال وقوع هجوم، قائلا ليس بالضرورة إن ذلك سيحدث اليوم، ربما غداً، أو ربما بعد أسبوع، فالتحضير ضروري نظرا لأن القيادة الإيرانية قالت إن هذا سيكون هجوماً خطيراً. واحتمال توجيه ضربة إسرائيلية استباقية لإيران منخفض، لأن كلتا الدولتين غير مهتمتين بتوسيع الصراع وتحويل هذه "المبارزة" إلى حرب واسعة النطاق".
وفي مكالمة هاتفية جمعته مع بنيامين نتنياهو في 1 آب/ أغسطس، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن "إسرائيل قد تبقى دون مساعدة أمريكية في حال حدوث جولة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط. مع ذلك، بدأت الولايات المتحدة حشد قواتها العسكرية حول إسرائيل، وإرسال الطائرات والسفن الحربية".
وعلى وجه الخصوص، قرر البنتاغون إرسال مجموعة حاملة طائرات جديدة إلى هناك، وهي "يو إس إس أبراهام لينكولن"، بدلاً من يو إس إس تيودور روزفلت الحالية، فضلاً عن نشر أنظمة دفاع جوي إضافية. وفي جميع الأحوال، يرى بعض الخبراء أن واشنطن لا تميل إلى تصعيد التوترات في المنطقة بشكل فعال، بحسب الصحيفة الروسية.
ويعتقد ساجين أن الأمريكيين غير مهتمين بتوسيع النزاع لذلك حتى بعد اغتيال إسماعيل هنية يقنعون إسرائيل وإيران عبر وسطاء بعدم تصعيد الوضع. في المقابل، يرى رئيس مركز "دراسات الشرق الأوسط"، مراد صادق زاده، أن هناك سببًا للاعتقاد بأن الهجوم الإيراني سيكون مباشرًا.
موقف إيران تجاه إسرائيل
وأوردت الصحيفة أن جولة التصعيد الحالية في المنطقة بدأت بعد اغتيال أحد قادة حزب الله، فؤاد محسن شكر، في ضواحي بيروت في 30 تموز/ يوليو، حيث أوضحت إسرائيل أن هذه الخطوة جاءت بسبب تورط شكر في قصف مرتفعات الجولان في 27 تموز/ يوليو، مما أسفر عن مقتل 12 طفلًا وإصابة 42 شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة.
وقد سبق أن أعلن الحرس الثوري الإيراني أن "الانتقام لمقتل هنية أمر لا مفر منه، مشددًا على أن إسرائيل ستواجه عقابًا شديدًا".
ماذا ينتظر دول الشرق الأوسط؟
وأبدى المجتمع الدولي ووسائل الإعلام قلقًا بالغًا بشأن الوضع في الشرق الأوسط، حيث تصاعد مستوى التوتر بشكل متزايد. تتباين آراء الخبراء في هذا الصدد، حيث يعتقد بعضهم أن المواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران ستستمر على مبدأ "السن بالسن".
ويرى فلاديمير ساجين أن كل هذا سيستمر في شكل "الضربة مقابل الضربة" غير مستبعدا أن تكون هذه الضربة غير المباشرة من جانب إسرائيل، بل ضربة وكالة بواسطة وكالة إسرائيلية في إيران، التي تتواجد هناك ولها انتشار واسع، وهو ما أكده اغتيال هنية.
ويعتقد آخرون وفق تقرير الصحيفة، أن هناك تهديدا بنشوب صراع واسع النطاق كبير.
وفي هذا الصدد، قال مراد صادق زاده "ستزيد مستويات التصعيد. هناك خطر كبير بنشوب حرب واسعة. مما يحدث الآن، يمكن استخلاص أن السلطات في إسرائيل مهتمة بتمديد حالة الصراع لحل مشاكلها الداخلية وكذلك لمعالجة القضية مع إيران وجماعاتها الوكيلة.
وأضاف، أن "إسرائيل ترى في إيران تهديدًا لوجودها، بينما ترى إيران في إسرائيل تهديدًا لها. إسرائيل ترفع من مستوى التحديات، مما يجعل إيران مضطرة للرد على نفس المستوى".
ولا يستبعد صادق زاده تنفيذ النوايا الإسرائيلية لغزو جنوب لبنان والقيام بعملية برية هناك، حيث تستمر المناقشات حول هذا الأمر منذ كانون الثاني/ يناير.
ووفقا لصادق زاده، فإنه في حال شنت إيران صراعاً شاملاً مع إسرائيل سوف تتدخل الولايات المتحدة. وسوف يضربون من قواعدهم العسكرية في جميع أنحاء الخليج. وبالتالي، ستهاجم إيران والحركات المختلفة المناهضة للغرب هذه المناطق. وهكذا سيشمل الصراع أراضي قطر والسعودية والإمارات والأردن وبذلك المنطقة بأكملها ستشتعل.
وفي ختام التقرير، نوهت الصحيفة بأنه على خلفية التهديدات الإيرانية لإسرائيل وتصاعد التوتر، وصل أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إلى طهران في زيارة عمل، حيث التقى مسعود بيزشكيان ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري.
وخلال المفاوضات، قال بيزشكيان: "انتهى عصر قيادة واشنطن، وسيعزز التعاون بين طهران وموسكو نشر التعددية القطبية والأمن في العالم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة إيران الاحتلال حزب الله إيران الولايات المتحدة حزب الله الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
إيران تتجه نحو إلغاء الانتخابات الرئاسية.. مقترح برلماني في طهران يسلط الضوء على مفهوم الديمقراطية الدينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقترح عضو بارز في البرلمان الإيراني (مجلس الشورى) استبدال النظام الانتخابي الرئاسي الحالي في إيران بنظام يتم فيه تعيين الرئيس مباشرة من قبل المرشد الأعلى، في خطوة من شأنها أن تلغي الانتخابات الرئاسية العامة بالكامل.
وفي مقابلة مع موقع "دیدبان ایران" (مراقب إيران)، دافع عثمان سالاري، نائب رئيس اللجنة القانونية في البرلمان، عن اقتراحه، مؤكدًا أن هذا النظام "لا يتعارض مع الديمقراطية الدينية".
يُذكر أن النظام السياسي في إيران يعتمد على نموذج من الديمقراطية المقيدة، حيث يقتصر اختيار المرشحين على من توافق عليهم مجلس صيانة الدستور، الذي يهيمن عليه التيار المحافظ.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الأحزاب السياسية قيودًا صارمة، فيما تخضع وسائل الإعلام للرقابة الحكومية المباشرة أو غير المباشرة.
وأضاف سالاري أن المرشد الأعلى هو الرئيس الحقيقي للحكومة، وبالتالي لا يوجد مانع من أن يقوم بتعيين رئيس السلطة التنفيذية بنفسه.
دعوات سابقة لإلغاء الانتخابات الرئاسية
سبق أن طرحت عدة وسائل إعلام إيرانية وشخصيات سياسية مقترحات لاستبدال الانتخابات العامة للرئاسة بنظام برلماني يتم فيه اختيار الرئيس من قبل أعضاء البرلمان، بدلاً من انتخابه من قبل الشعب.
يُذكر أن الثقة العامة في منصب الرئاسة وفي النظام الانتخابي الإيراني شهدت تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الـ15 الماضية، حيث أصبح من الواضح أن رئيس الجمهورية يتمتع بسلطات محدودة جدًا فيما يتعلق بالقرارات الكبرى للدولة.
ووفقًا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (ايسنا )، التي تملكها الحكومة، فقد تمت مناقشة إلغاء الانتخابات الرئاسية لصالح نظام برلماني في يناير 2022، حيث نشرت الوكالة تقريرًا حلل فيه إيجابيات وسلبيات كل من النظامين، مستندةً إلى آراء عالم السياسة الإيراني البارز حسین بشیریه.
في تقريرها، أوضحت ايسنا أن "في النظام الرئاسي، يتم انتخاب كل من البرلمان والرئيس من قبل الشعب لفترات محددة، ولا يمكن للبرلمان إقالة الرئيس، لكنه يمتلك صلاحية مساءلته. وعلى الجانب الآخر، لا يمتلك الرئيس سلطة حل البرلمان."
أما فيما يتعلق بالنظام البرلماني، فقد أوضحت الوكالة أن "في هذا النظام، يستطيع البرلمان عزل رئيس الحكومة (عادةً رئيس الوزراء) من خلال سحب الثقة منه، كما يملك رئيس الوزراء سلطة حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة." كما أشار التقرير إلى أن الفصل بين السلطات الثلاث يكون أوضح في النظام البرلماني.
الصراع بين الرئاسة والمرشد الأعلى
تأتي هذه الدعوات لتغيير النظام السياسي في إيران نتيجة للصراع المستمر بين منصب المرشد الأعلى ومنصب رئيس الجمهورية منذ تأسيس الجمهورية عام 1979.
وقد تفاقم هذا الصراع تدريجيًا بعد تولي المرشد الأعلى علي خامنئي المنصب، حيث سعى إلى احتكار السلطة بشكل كامل.
وفي حديثه لموقع "دیدبان ایران"، أشار سالاري إلى أن "جميع الرؤساء الإيرانيين منذ عام 1989 قد وُجهت إليهم اتهامات بـ'الانحراف'، وانتهى الأمر بالمرشد الأعلى إلى النأي بنفسه عن كل منهم قبل نهاية ولايته."
وأضاف أن هؤلاء الرؤساء حصلوا في البداية على موافقة خامنئي، إلا أنهم لاحقًا انتهجوا سياسات سياسية واقتصادية واجتماعية لم تكن تتماشى مع توجهاته، مما أدى إلى تعقيد عملية اتخاذ القرار، لا سيما في القضايا الاقتصادية والسياسات الخارجية.
ووفقًا لسالاري، فإن تعيين الرئيس مباشرةً من قبل خامنئي "لا يزال ديمقراطيًا" لأن المرشد الأعلى نفسه قد تم انتخابه بشكل غير مباشر من قبل الشعب.
ومع ذلك، فإن هذا الادعاء يظل مثيرًا للجدل، حيث إن انتخاب خامنئي من قبل مجلس خبراء القيادة كان محل انتقادات واسعة، خاصةً بسبب التأثير القوي الذي مارسه أكبر هاشمي رفسنجاني، نائب رئيس المجلس آنذاك، لضمان انتخاب خامنئي، كما يظهر في مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت.
هل يتحول الاقتراح إلى واقع؟
في عام 2011، أعرب خامنئي عن دعمه لفكرة انتخاب الرئيس من قبل البرلمان، لكنه لم يتابع تنفيذها، رغم إعادة مناقشة الفكرة عدة مرات منذ ذلك الحين.
إلا أن اقتراح سالاري مختلف تمامًا، حيث ينص على أن اختيار الرئيس سيكون بيد المرشد الأعلى مباشرةً، مما يجعله أكثر شموليةً في تقليص السلطة التنفيذية.
ومع ذلك، من غير المرجح أن يتم اعتماد هذا النظام رسميًا، حيث يفضل خامنئي على ما يبدو الإبقاء على منصب الرئيس كواجهة يمكن تحميله المسؤولية عن المشكلات السياسية والاقتصادية، بدلاً من أن يتحملها بنفسه.
ويبدو أن النظام الإيراني يتجه تدريجيًا نحو مزيد من المركزية في صنع القرار، حيث تتزايد الدعوات لإلغاء الانتخابات الرئاسية، سواءً عبر الانتقال إلى نظام برلماني، أو عبر تعيين الرئيس مباشرةً من قبل المرشد الأعلى.
ومع ذلك، فإن أي خطوة من هذا القبيل قد تواجه رفضًا شعبيًا واسعًا، خاصةً في ظل تراجع الثقة العامة في النظام السياسي، وهو ما قد يؤدي إلى تعميق الأزمة السياسية داخل إيران.