تقدير بريطاني: نتنياهو مستعد للتصعيد في المنطقة ولا يكترث بالتوصل لصفقة
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
شدد المدير السابق لفرع المخابرات الخارجية البريطاني، جون سوارز، على استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتصعيد في الشرق الأوسط بدلا من التوجه نحو التهدئة، وذلك على ظل ترقب الأوساط في المنقطة لهجوم إيراني محتمل على دولة الاحتلال ردا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية.
وقال سوارز في مقال نشره في "فايننشال تايمز" تحت عنوان "نتنياهو مستعد للتصعيد في الشرق الأوسط"، إن "ملامح الصراع في الشرق الأوسط بدأت تكشف عن حقائق هامة، أبرزها أنه صراع ذو توليفة من الاستراتيجيات العليا، يُضاف إليها القليل من السياسة".
وأضاف أن "حكومة نتنياهو استطاعت في الأسابيع القليلة الماضية، إظهار مواطن قوتها، وخاصة تلك التي يتمتع بها جهاز مخابراتها الموساد، الذي استطاع بقدراته أن يستهدف ويغتال زعماء مثل هنية في طهران والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في بيروت".
وبحسب كاتب المقال، فإن رئيس وزراء الاحتلال "قد كشف عن أولوية استراتيجية يعتقد أنها قد تبقيه في منصبه رئيساً للحكومة وتحقق أهداف الأمن الإسرائيلي".
ولفت إلى أن نتنياهو "مستعد من أجل تحقيق ذلك للتصعيد بدلا من التهدئة، ولا يكترث لأمر صفقة وقف إطلاق النار مقابل الرهائن"، موضحا أن رئيس وزراء الاحتلال "يريد أيضا أن يضع إدارة بايدن في مأزق سياسي وأن يساعد دونالد ترامب على العودة إلى البيت الأبيض".
وأشار سوارز، إلى أن "اغتيال هنية يسلط الضوء على أن تحرير الرهائن الإسرائيليين ليس من بين بنود استراتيجية رئيس الحكومة الإسرائيلية، إذ إن قتل أكبر مسؤول عن التنسيق بين الوسطاء الدوليين الأمريكيين والقطريين والمصريين في حماس، الذي يقوم بدور سياسي فقط ويُستبعد أن يكون قد شارك في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يُعد من أكثر العوامل التي تدفع بالأمور في المنطقة نحو مزيد من التصعيد".
وذكر الكاتب أن نتنياهو يستهدف من خلال اغتيال هينة وشكر، نقل الحرب مع حزب الله إلى مستوى آخر يلعب فيه الشأن الاستراتيجي الدور الأكبر، حسب تعبيره
واختتم سوارز مقاله، بالإشارة إلى أن "الأوضاع على الأرض ترجح كفة دخول حزب الله في حرب مع إسرائيل، إذ إنه من المرجح أن تدفع إيران بحزب الله في اتجاه هذه المواجهة لعدة أسباب".
وأوضح أن أبرز هذه الأسباب أن "إسرائيل لم تقتل قائدا إيرانيا، كما أن طهران تمر بظرف دقيق بسبب عملية التحول السياسي في ظل قيادة رئيس لم يُختبر بعد ويصعب خوض صراع بهذا الحجم تحت قيادته، ما يجعلها حريصة على تفادي مواجهة مباشرة مع إسرائيل" على حد قوله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نتنياهو إيراني الاحتلال إيران نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عرائض العصيان تحاصر نتنياهو وقائد جيش الاحتلال يحذر من نقص عدد الجنود
تتصاعد في "إسرائيل" حملات توقيع جنود احتياط ومتقاعدين على عرائض تطالب الحكومة بإعادة الأسرى من غزة، حتى على حساب وقف الحرب، وهذه المرة صدرت عن عسكريين في لواءي المظليين والمشاة وآخرين من جهاز الاستخبارات العسكرية، وفق إعلام عبري.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وقّع أكثر من 1600 من قدامى الجنود في لواءي المظليين والمشاة، رسالةً تدعو إلى إعادة جميع الرهائن، حتى لو كلّف ذلك وقف الحرب.
ووفق الصحيفة ورد في الرسالة: "نحن جنود وقادة لواءي المظليين والمشاة، الذين تحمل رايتهم عبارة: لن يُترك أي جندي خلفنا، ندعو إلى إعادة الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني وقف الأعمال العدائية. هذه دعوةٌ لإنقاذ الأرواح".
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن نحو 170 خريجا من برنامج "تلبيوت" التابع للاستخبارات العسكرية وقّعوا رسالة طالبوا فيها بإطلاق سراح الرهائن عبر إنهاء الحرب، دون دعوة لرفض الخدمة الاحتياطية.
ووفق الإذاعة ورد في الرسالة: "إن الدعوة لإنقاذ الرهائن المدنيين والعسكريين واجب أخلاقي أساسي في منظومة القيم التي تربينا عليها وخدمنا بها".
وأضاف الخريجون: "ندين محاولات إسكات أصوات وآراء زملائنا، الذين يساهمون ويخدمون في الجيش".
وتابعوا: "في هذا الوقت، تخدم الحرب في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية أكثر من كونها احتياجات أمنية"، وهو ما يؤكد عليه الموقعون على رسائل مماثلة.
يأتي ذلك فيما تكتسب دعوات إعادة الأسرى الإسرائيليين بغزة حتى لو كان على حساب وقف الحرب زخما كبيرا في صفوف الاحتياط بالجيش الإسرائيلي ما بات يشكل تحديا لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقائد الجيش إيال زامير.
وحذّر الأخير الحكومة من أن نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تنفيذ مخططاتها في الحرب على قطاع غزة.
وقد يتفاقم هذا النقص في الجنود في ظل عرائض متواترة يوقّعها عسكريون للمطالبة بإعادة الأسرى، ولو بوقف الحرب، وهي ما باتت تعرف إعلاميا بـ"عرائض العصيان".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الاثنين، إن زامير الذي تولى مؤخرًا قيادة الجيش، أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته أن "الاستراتيجيات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة، لا سيما في غياب مسار دبلوماسي مُكمّل".
وحذر من أن "نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تحقيق طموحات القيادة السياسية ومخططاتها في غزة".
و"يعكس تحذير زامير فجوةً متزايدة بين القدرة العملياتية للجيش والتطلعات السياسية الأوسع للحكومة"، وفق الصحيفة.
وفي 11 نيسان/ إبريل الجاري، وقّع نحو ألف من جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي رسالة تدعو إلى وقف الحرب لتحرير الأسرى بغزة، وتبعهم في خطوتهم 150 ضابطا سابقا في سلاح البحرية وعشرات العسكريين في سلاح المدرعات.
وفي 12 نيسان/ أبريل، انضم إليهم نحو 100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط الإسرائيلية ومئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية و2000 من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.
وكان نتنياهو، سعى لوصف هذا التحرك بأنه "رفض" للخدمة بالجيش الإسرائيلي لكن الموقعين سارعوا لنفي ذلك.
وحرصوا جميعا على التأكيد أن "هذه الحرب في هذا الوقت تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية" في اتهام لنتنياهو بمحاولة إطالة أمد الحرب لأسباب شخصية.
وكانت "إسرائيل" جندت نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة بالحرب منذ شنها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لم تسمه: "زامير لا يُزيّف الحقائق، بل يُطالب القيادة بالتخلي عن بعض أوهامها".
ورأت "تصريحات المسؤول تؤكد إحجام الجيش الإسرائيلي عن عدم تكرار ما يصفه المسؤولون بإخفاقات الماضي".
وأوضحت ذلك بأن "المكاسب العسكرية التي تحققت في وقت سابق من الحرب تآكلت، بعد أن امتنعت الحكومة عن اتخاذ إجراءات سياسية لإزاحة حماس من السلطة".
وزادت بأنه "بعد ثمانية عشر شهرا من الصراع، لا تزال حماس تسيطر على معظم قطاع غزة".
وأردفت: "يُقال إن زامير يُؤيد هجومًا بريًا أكثر حسمًا يهدف إلى هزيمة حماس عسكريًا، باستخدام تكتيكات مختلفة عن المُستخدمة قبل وقف إطلاق النار الأخير، وبينها تطويق المناطق الرئيسية وتفتيش المدنيين على مراحل".
و"ومع ذلك، قد تستغرق إعادة احتلال غزة بالكامل أشهرًا عديدة، وربما سنوات، وستتطلب إعادة تفعيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط"، حسب الصحيفة.
واستدركت: لكن "معدلات مشاركة جنود الاحتياط الحالية في الوحدات القتالية تتراوح بين 60 في المئة و70 في المئة وفقًا للجيش - وهي أرقام أُبلغت بالكامل لنتنياهو وكبار الوزراء".
وتعني هاتان النسبتان عزوف ما بين 40 بالمئة و30 بالمئة من عسكريي الاحتياط عن المشاركة في حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدعم أمريكي مطلق.
الصحيفة نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي آخر لم تسمه: "هناك قلق من أن هذه الأرقام لن تتحسن في حال شن هجوم أوسع".
وفي آذار/ مارس الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه مع تراجع الاستجابة لطلبات الخدمة الاحتياطية بالجيش، لجأت بعض وحداته إلى نشر إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد.