قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن الهجمات التي نفذها حزب الله اللبناني اليوم الثلاثاء على أهداف بشمال إسرائيل تؤشر لاتساع مسرح العمليات وتغير في قواعد الاشتباك وتصاعد المواجهات.

وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري أن هذه الهجمات تمثل كذلك اختلافا نوعيا في طبيعة العمليات، مضيفًا أنَّ هذا التصعيد يمثل رسالة من حزب الله لإسرائيل بامتلاكه الآليات والإمكانات لإحداث خسائر حقيقية في الداخل الإسرائيلي.

وأكد الخبير العسكري أن الهجمات الأخيرة، رغم أنها استهدفت أماكن سبق استهدافها، فإنها كانت مؤثرة جدًا، مما يعكس تطورًا في التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الوضع خلال الساعات القادمة.

وأشار الفلاحي إلى تصريحات رئيس بلدية نهاريا بضرورة توجيه ضربات داخل بيروت كرد على هذه الهجمات، تدل على رغبة إسرائيل في القيام بضربات استباقية لرد حزب الله على اغتيال إسرائيل  قائده البارز فؤاد شكر.

وأوضح أن استهداف حيفا وأهداف اقتصادية وعسكرية مهمة، يشير إلى انتقال المواجهة لمرحلة جديدة من التصعيد، مما قد يدفع إسرائيل للرد بقوة.

ويرى الفلاحي أن الوضع الحالي يتجه نحو تصعيد بطيء، خاصة في ظل إعلان حزب الله أن الرد على اغتيال شكر لم يأت بعد، كما يرى أن التأخير في الرد قد يكون نتيجة للتنسيق مع إيران، مما يتطلب تحضيرات عسكرية للرد بشكل مشترك.

وأشار الفلاحي إلى أن مقتل مدنيين نتيجة استهداف بسيط من حزب الله يعطي رسالة واضحة لإسرائيل بأنها قد تواجه خسائر كبيرة إذا صعدت من طرفها حال قيام الحزب بعملية إغراق للأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيرات.

ومن ثم، فإن رسالة حزب الله ستدفع إسرائيل -حسب الفلاحي- إلى التفكير بتحمل رد الحزب دون تصعيد، حيث إن التصعيد قد يؤدي إلى استهداف مناطق سكنية كبيرة ومنشآت حيوية، لا تتحمل إسرائيل خسائرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: على إسرائيل أن تتعلم من فشلها في الحسم مع حماس وحزب الله

ذكر مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" للبروفيسور إيال زيسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس جامعة تل أبيب، أن "من المهم أن نعترف أنه رغم الوعد بالنصر الحاسم، فإن حزب الله وحماس نجوا من الحرب، حتى وإن تعرضوا لضربات قاسية، وهناك قلق من أنهم سيعملون على إعادة بناء قوتهم والعودة لتهديد إسرائيل. وبالتالي، فهذا فشل من المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، الذين بعد فشلهم في 7 أكتوبر عادوا ليخطئوا في إدارة المعركة بعدما أضاعوا الفرصة لحسم العدو خلال أشهر القتال الطويلة".

وأضاف، أن "الرئيس ترامب هو من كان القوة المحركة وراء تحقيق الصفقة، بعد أن وعد جميع الأطراف المعنية - ويتضح أنه كان يقصدنا أيضًا - بالجحيم إذا لم يتم التوصل إلى هذه الصفقة. ترامب لا يهدأ، وهو الآن يركز على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية كخطوة أولى نحو خلق شرق أوسط جديد".

وأشار الكاتب، إلى أن "الطريق من إنهاء الحرب في غزة إلى السلام في الشرق الأوسط مليء بالعقبات ومحطات وسيطة يفضل ترامب تجاهلها - ماذا سيحدث في غزة ولبنان بعد الحرب، وماذا سيكون مصير المشروع النووي الإيراني".



وتابع، "مثل هذه العقبات لا يتم التغلب عليها في منطقتنا من خلال الإغراءات أو الوعود بالازدهار الاقتصادي، بل من خلال التهديدات باستخدام القوة. يجب أن يعرف ترامب هذا بعد فشله في محاولة دفع "صفقة القرن" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في العقد الماضي".

وأردف زيسر، "ربما يبدو ترامب ويتصرف وكأنه يهدد، ولكن في منطقتنا يعرفون قراءة ما بين السطور، ويبدو أن رسالته، ورسالة نائبه، ووزير دفاعه بيتير هاجيت، واضحة. جميعهم يوجهون دعمًا كبيرًا لإسرائيل، ولكن في الوقت نفسه يبعثون برسالة واضحة مفادها أنه ليس لدى الولايات المتحدة رغبة في الانخراط في حروب في الشرق الأوسط. بمعنى آخر، إدارة ترامب لا ترغب أو تهتم في اتخاذ إجراءات عسكرية، سواء في سوريا أو في اليمن، ومن المحتمل أيضًا في إيران".

واستدرك الكاتب، أن "ما فهمه حزب الله في لبنان، يفهمه الآن حماس في غزة، ومن المتوقع أن يفهمه الإيرانيين أيضًا - ترامب يهدد لكنه لا ينوي التحرك، وبدلاً من ذلك يركز على التوصل إلى اتفاقات وتسويات، وأولها الاتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي. من هنا الاستنتاج المطلوب - خفض الرأس وانتظار مرور العاصفة".

وأشار إلى أن "حماس في غزة لن تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار، بل ستعمل فقط على إعادة بناء قوتها العسكرية واستعادة السيطرة على السكان. أما في لبنان، فإن حزب الله يعمل على الحفاظ على الأسلحة التي يمتلكها، والدليل على ذلك أن الجيش اللبناني لم يقم بمصادرة أي صاروخ حتى الآن، سواء في جنوب الليطاني أو في شماله".



الصفقة في غزة هي ورقة هامة في برج أوراق اللعب الأمريكي الذي يهدف إلى خلق شرق أوسط جديد، ولكن من المشكوك فيه أن يصمد برج الأوراق هذا أمام أول نسمة ريح، خصوصًا أنه من الواضح للجميع أن واشنطن لا تنوي استخدام القوة لدفع برامجها الخاصة بمستقبل المنطقة بحسب الكاتب.

وختم قائلا، "من الأفضل أن تستعد إسرائيل للوضع الجديد، وأن تتعلم من فشلها في حسم المعركة ضد حماس وحزب الله خلال الـ15 شهرًا الماضية، وأن تستوعب قواعد اللعبة التي يفرضها الأمريكيون، وتجد طريقة تجمع بين التحركات العسكرية والسياسية لتمكينها من منع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان".

مقالات مشابهة

  • عون: لبنان متمسك باستكمال إسرائيل انسحابها من الأراضي المحتلة في الجنوب
  • الاتحاد الأوروبي يوسع شراكاته التجارية لمواجهة تهديدات ترامب الجمركية
  • أمن السلطة الفلسطينية: انسحبنا من جنين لتجنب الاشتباك مع الاحتلال (شاهد)
  • رئيس الحكومة الفلسطينية يكشف خطوات التصعيد ضد إسرائيل
  • حماس: ندعو لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال وإفشال عدوانه على جنين
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل
  • "أنصار الله": سنواصل استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط
  • الفلاحي بطل الجولة الثالثة لزوارق «الفورمولا 4» في أبوظبي
  • خبير إسرائيلي: على إسرائيل أن تتعلم من فشلها في الحسم مع حماس وحزب الله
  • بعد اتفاق غزة…هل يصنع الحوثيون ذريعةً أخرى لمواصلة التصعيد العسكري؟