شبكة انباء العراق:
2025-04-25@07:21:56 GMT

أمة عربية جبانة ذات رسالة مهانة

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..

لعلها من أغرب الأمم فالذين يدعون أنهم أصل العرب في بعض دول الخليج وبعض الدول العربية يسارعون للتطبيع مع الكيان الصهيوني ويشمتون بالشهداء ويعلقون على مواقع التواصل الإجتماعي تأييداً للصهاينة وحربهم ضد الشعب الفلسطيني وعمليات الإبادة الجماعية التي يشنها المحتل الإسرائيلي الغاصب ويطلبون بكل وقاحة من العدو الصهيوني أن يكسر حماس وحزب الله والحوثيين وإيران .

تحول غريب في الشعور تجاه قضية الشعب الفلسطيني حيث تتجسد الدناءة في أبشع صورها وأخسها على الإطلاق فإذا كنا تعودنا من بعض حكام الخليج وبعض قادة البلدان العربية الخنوع والذل والعبودية لأمريكا وإسرائيل وكنا نقول إن الشعوب العربية مختلفة ولديها مزاج مختلف عن الحكام الذين يستسلمون للإرادة الأمريكية المتحكمة ويميلون لإتخاذ قرارات في صالح الغرب . أن الشعوب لها موقف شجاع مساند للقضية ولكننا نجد اليوم فئات إجتماعية في البلدان العربية المطبعة مع إسرائيل تنزاح إلى مواقف حكامها وهذا لا يبدو نتيجة لليأس من الصراع بل نتيجة الثقافة التي أخذت الحكومات العربية الخائنة تصديرها لشعوبها ومنها أن هناك طوائف دينية يجب محاربتها كالشيعة وإيران ويجب التحالف مع إسرائيل ضدها وأن هناك منظمات سنية كالأخوان المسلمين وحركة الجهاد وحماس ويجب شن الحرب ضدها وهذا ما تفعله إحدى دول الخليج التي تحشد ضد كل تحرك شعبي في أي بلد عربي كما فعلت في سوريا ومصر ودول المغرب بل وساندت الحرب الأهلية في السودان لصالح الدعم السريع الذي يحارب الحكومة الشرعية والجيش النظامي لمجرد أن هذه الدولة تعتقد أن البرهان والجيش يضمان مجموعات من الإخوان المسلمين . وبالتالي فنحن اليوم لسنا في مواجهة الغرب وأمريكا والصهيونية العالمية بل هناك من دخل ضمن هذا التحالف الشيطاني من الحكومات العربية والإسلامية وحتى الشعوب المدجنة التي أصبحت أسيرة لثقافة غربية وهذا ما رأيناه مؤخراً في دولة خليجية حيث إعتقال رجال الدين والمثقفين والسماح للمثليين والمغنين والملحدين أن يقيموا الحفلات الماجنة في مدن محافظة ومدن أخرى عديدة . وتم فصل الشعوب العربية تلك عن قضاياه الحقيقية في مواجهة الصهيونية العالمية التي تضع الخطط لتفكيك الدول العربية وتقسيمها وتصدير ثقافة المجون والرذيلة لها لتتحكم بها وتسيطر على العقول والقلوب وتحول الناس في هذا المكان من العالم إلى أشباح بلا قلب ولا عقل ولا ضمير لتشغلهم بالترف المادي والغناء والمثلية والخمور والحفلات والإبتذال الرخيص والتشبه بالنساء .
الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المظلوم كشفت زيف الغرب والديمقراطية الأمريكية الكاذبة وحقيقة بعض الأنظمة العربية التابعة للصهاينة والمنضوية تحت لواء الأعور الدجال . فرغم سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً بل رأينا كيف يعبر بعض العرب عن شماتتهم بالفلسطينيين وبدلاً من التضامن معهم والتشجيع ليصمدوا أمام آلة الموت والخراب وجدنا رجال دين ومنظمات وكتاب وصحفيين وسياسيين يبررون لنتنياهو وحكومته جرائمهم الوحشية ولا يهمهم سقوط آلاف الضحايا ويلومون الضحية لأنها توجعت وعانت وجرحت وتعرضت للموت ولا يقولون الحقيقة ولا يفكرون في أن الفلسطينيين في أرضهم وأن كل يهودي ليس له الحق في الوجود على هذه الأرض ويجب أن يرحلوا فليس لهم مستقبل هنا والغد لأهل الأرض ولا يلام من يقاتل من أجل أرضه ودينه وتاريخه ووجوده ومستقبله . هذه المجموعات من الحكام والبشر المهزومون من الداخل يحاولون تكريس الإنهيار والهزيمة ويقفون إلى جانب الجلاد ضد الضحية في موقف لا أخلاقي مدان ومستهجن فالمسلم الأصيل والعربي الحقيقي لا يخون ولا يساوم على شرفه لكن هؤلاء فقدوا الشرف فحولوا الأمة العربية إلى أمة عربية جبانة ذات رسالة مهانة . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حين تتصدّع الشرعية ويُختَطف العقد ويشتعل الرجاء: متى تثور الشعوب؟

في لحظة ما، دون إنذارٍ مسبق، يُشعل أحدهم عود ثقاب على حافة مدينة نائمة. لا يظنّه أحد أكثر من فعلٍ فرديّ، انفعاليّ، عابر، لكن تلك الشعلة الصغيرة تُوقظ في ملايين الناس ما ظنّوا أنّه مات فيهم: الغضب، الكرامة، والحقّ في السؤال.

الثورات لا تُدبَّر على ورقٍ أبيض، ولا تُولد بمرسوم، ولا تمضي وفق تعليمات. إنّها انفجار مؤجل، تأتي حين تتآكل السلطة من الداخل، لا حين تسقط من الخارج. تأتي حين تُصبح الطاعة خيانة للذات، ويغدو الصبر مرضا جماعيا، ويصبح السكوت حُكما جائرا.

“ماذا تثور الشعوب؟"، ليس سؤالا صعبا، فالجوع، والذل، والقمع كفيل بجعل الأرض تغلي. لكن السؤال الأكثر إلحاحا هو: متى تثور الشعوب؟ ولماذا لا تثور دائما؟ ما اللحظة التي تنقلب فيها الموازين؟ متى يصبح الحُكم بلا غطاء، والخوف بلا وظيفة، واليأس بلا فائدة؟

الجوع، والذل، والقمع كفيل بجعل الأرض تغلي. لكن السؤال الأكثر إلحاحا هو: متى تثور الشعوب؟ ولماذا لا تثور دائما؟ ما اللحظة التي تنقلب فيها الموازين؟ متى يصبح الحُكم بلا غطاء، والخوف بلا وظيفة، واليأس بلا فائدة؟
لنفكّك هذا السؤال لا كمجرّد حدث سياسي، بل كتحوّلٍ أخلاقي- تاريخي، نقرأه من خلال ثلاث عدسات فكرية كاشفة: الماوردي، وروسو، وإرنست بلوخ.

لا يجمعهم عصر ولا مدرسة، لكن يجمعهم إدراك عميق بأنّ الطغيان لا يُهزَم بالسيف فقط.. بل بكشف زيفه، ونزع القداسة عنه، واستعادة الحلم من بين أنقاضه.

الماوردي: حين تتحوّل الشرعية إلى قيدٍ على الناس لا على السلطان

كان الماوردي ابن زمن سياسي مختلّ، حيث الخلافة العباسية قد فقدت هيبتها، والسلطة الواقعية انتقلت إلى السلاطين والولاة. لكن ما قاله في "الأحكام السلطانية" ظلّ أخطر من صراعات العروش:

"إذا جار السلطان، واستُنفدت وسائل النصح، وفُقد الأمل في إصلاحه، وصار بقاؤه فتنة على الجماعة.. جاز خلعه، إن وُجد العدل سواه".

بهذه العبارة، أسّس الماوردي لمفهوم شرعية مشروطة، لا شرعية مطلقة. فالسلطان لا يُطاع بوصفه رمزا، بل ما دام حافظا للعدل. والعدالة ليست فضيلة أخلاقية فقط، بل مبدأ بقاء سياسي.

هذه الرؤية تفسّر انفجار الثورة التونسية في شتاء 2010-2011: حين تحوّلت الدولة من حامٍ للشعب إلى عبءٍ عليه، حين صار القانون أداة انتقام، وكرامة المواطن محلّ مساومة، حين استُنفدت كل وسائل "الإصلاح من الداخل"، انقلب الناس على شرعية صارت أداة استعباد.

لم تكن الثورة مجرّد ردّ على بطالة أو فساد، بل كانت صرخة ضدّ دولة خانت معنى وجودها. ولهذا لم يكن الشعار الاقتصادي هو ما هزّ الشارع، بل الشعار السياسي العميق: "الشعب يريد إسقاط النظام".

حين تُصبح الدولة مظلّة لاحتكار السلطة والثروة، فإنها، وفق الماوردي، قد فقدت شرعيتها.. حتى وإن بقيت على الورق "قانونية".

روسو: حين يُختَطَف العقد الاجتماعي وتُقنّن الهيمنة

كتب جان جاك روسو عن السلطة في عصر بدا ديمقراطيا على الورق، لكنه حوّل الناس إلى رعايا باسم القانون:

"حين تمثّل الدولة مصالح فئة قليلة، فإنّها لم تعُد شرعية، حتى وإن بدت قانونية".

العقد الاجتماعي، عنده، ليس وثيقة مؤرشفة، بل ميثاق حيّ بين الناس. وإذا اختُطفت الإرادة العامة، سواء بالبيروقراطية أو المال أو الإعلام، فإنّ الدولة تصبح تمثيلا زائفا.. لا شرعية حقيقية.

انظري إلى ثورة يناير في مصر: لم تكن المشكلة في غياب المؤسسات، بل في أن هذه المؤسسات لا تُمثّل أحدا، البرلمان كان أداة تلميع، الانتخابات كانت مُسيّرة، والدولة كانت تتحدث عن الشعب، لكن دون أن تستمع إليه.

وحتى بعد الثورة، اختُطِف العقد من جديد، عادت الدولة في زيّها العسكري-المدني، تُعيد إنتاج منطق الهيمنة باسم "الاستقرار".

روسو لا يقدّس الثورة من حيث هي فوضى، بل يراها لحظة استعادة للعقد المغتصب، وحين تُستبدل الثورة بثورة مضادة ذات واجهة قانونية، يصبح الانفجار القادم أكثر عنفا.. وأقل توقيرا للنظام.

بلوخ: حين يتحوّل الحلم من رغبة فردية إلى طاقة جماعية
الثورة ليست معادلة حسابية، ليست حاصل ضرب الجوع في الظلم في القمع، بل هي لحظة شديدة التعقيد، تتولد حين يتصدّع هيكل الشرعية، ويُختطَف تمثيل الإرادة العامة، ويشتعل الرجاء في هوامش الحياة
لم يكن إرنست بلوخ مهتما بما يحدث فقط، بل بما يُمكن أن يحدث:

"ما من شيء عظيم حدث، إلا وكان مسبوقا بصورة عنه في الوجدان الجماعي".

الحلم، عند بلوخ، ليس خيالا مجرّدا، بل هو وقود التغيير. الثورة تبدأ حين ترى الجماهير في نفسها شيئا أكبر من وضعها، وتؤمن بأن هذا العالم لا يستحقّها كما هو.

هكذا بدأت الثورة الروسية، ليس فقط في مصانع بتروغراد، بل في تخيّل عالم بلا قياصرة، وهكذا خرج شباب السودان عام 2019 لا ليرفعوا لافتات خبز، بل ليقولوا: "حرية، سلام، وعدالة".

الحلم عند بلوخ ليس ترفا فكريا، بل ضرورة سياسية. فمن لا يحلم، لا يثور، ومن لا يرى مستقبلا آخر، لن يُخاطر بالخروج من الحاضر.

خاتمة: حين يلتقي الوعي بالهشاشة ويقوده الرجاء

الثورة ليست معادلة حسابية، ليست حاصل ضرب الجوع في الظلم في القمع، بل هي لحظة شديدة التعقيد، تتولد حين يتصدّع هيكل الشرعية، ويُختطَف تمثيل الإرادة العامة، ويشتعل الرجاء في هوامش الحياة.

الماوردي يحذّرنا من شرعية لا تحرس العدل.. روسو يكشف لنا أن العقد الاجتماعي لا يُكتب مرة واحدة.. بلوخ يمنحنا وعدا: أنّ الحلم ليس ترفا، بل نواة التحوّل.

السؤال إذا ليس: لماذا لا تثور الشعوب؟ بل: هل ما زالت ترى وجها آخر للمستقبل؟ هل ما زالت تحتفظ بصورة ما عن حياة تستحق أن تُعاش؟ فإن وُجد هذا الرجاء، ولو في أغنية، أو قصيدة، أو نظرة في الميدان.. فإنّ الثورة آتية، لا محالة.

مقالات مشابهة

  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • المقاطعة الاقتصادية.. سلاح الشعوب في وجه الطغيان
  • ياسر سليمان: الجائزة العالمية للرواية العربية أصبحت المنصة التي يلجأ إليها الناشر الأجنبي
  • «شركات السياحة»: معرض سوق السفر العربية فرصة لزيادة الدفقات السياحية من الخليج
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • مصر تحصد جائزة أفضل رسالة ماجستير بالمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية بالكويت
  • أهم حدث رياضي في مايو 2025.. البطولة العربية للجولف بمشاركة 110 لاعبين من 12 دولة عربية
  • حين تتصدّع الشرعية ويُختَطف العقد ويشتعل الرجاء: متى تثور الشعوب؟
  • زيارة ترامب إلى الخليج.. فرصة عربية أم تهديد لفلسطين؟
  • لعبة العنكبوت والسرطان