اعتقال وتقييد مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية في تونس
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
تونس- حكم على شخصية معارضة تونسية بارزة ومرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، مسجون منذ أكتوبر/تشرين الأول، بالسجن لمدة عامين في وقت متأخر من ليل الاثنين، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكانت عبير موسي (49 عاما)، رئيسة الحزب الدستوري الحر وعضوة سابقة في البرلمان، قد قدمت ترشحها السبت عن طريق محاميها، قبل يومين من صدور الحكم عليها، حسبما ذكرت إذاعة موزاييك اف ام المحلية.
وتعتبر موسي من أشد المنتقدين للرئيس التونسي الحالي قيس سعيد، وحُكم عليها بموجب المرسوم 54، وهو قانون أصدره سعيد في عام 2022 لمكافحة "الأخبار الكاذبة".
قدمت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شكاوى ضد موسي في فبراير/شباط بعد أن أدلت بتصريحات علنية انتقدت فيها الهيئة بينما تستعد البلاد للانتخابات الرئاسية.
وفي صباح الاثنين، قدم سعيد ترشحه الرسمي للانتخابات المقرر إجراؤها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، في حين مُنع المرشحون الرئيسيون من تحدي الرئيس الحالي - بما في ذلك الملاحقة القضائية والسجن.
وقال سعيد (66 عاما) عند تسجيل ترشحه للرئاسة للصحفيين في العاصمة تونس إن ترشحه يأتي في إطار "حرب التحرير وتقرير المصير" التي تهدف إلى "إقامة جمهورية جديدة".
جاء ذلك قبل وقت قصير من إعلان ثلاثة من المرشحين الرئاسيين الرئيسيين أن السلطات رفضت طلباتهم بالوصول إلى سجلاتهم الجنائية ــ وهو شرط أساسي لتسجيل المرشحين في الانتخابات ــ وعقوبة السجن التي صدرت على موسي.
تم القبض على موسي (49 عاما)، وهي سياسية معروفة ونائبة سابقة، في 3 أكتوبر/تشرين الأول أمام القصر الرئاسي، حيث جاءت لتقديم طعون ضد المراسيم التي أصدرها سعيّد.
وإذا تم تأييد الحكم في الاستئناف أو إجراءات لاحقة، فسيتم منع موسي رسميًا من الترشح لمنصب الرئيس، لأن أحد معايير الترشح هو أن يكون لدى المرشحين سجل جنائي نظيف.
وتواجه اتهامات أخرى، بما في ذلك "الاعتداءات التي تهدف إلى تغيير شكل الحكومة"، بالإضافة إلى محاكمتها بموجب المرسوم 54.
- المنتقدون يتعرضون للملاحقة القضائية -
وقال منتقدون إن القانون استُخدم لقمع المعارضة السياسية في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات التي يتصدرها سعيد.
وعلى مدى الثمانية عشر شهرا الماضية، تمت مقاضاة أكثر من 60 صوتا ناقداً بموجب المرسوم، وفقا للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
ويقبع عدد من المرشحين المحتملين الذين ينافسون سعيد - الذي استولى على سلطات واسعة النطاق بعد عامين من انتخابه في عام 2019 - في السجن أو قيد المحاكمة.
وحكم على الشخصية الإعلامية نزار الشعري ليلة الاثنين بالسجن ثمانية أشهر، بعد أيام من اعتقال ثلاثة من موظفي حملته الانتخابية للاشتباه في تزوير التوقيعات.
وقال منذر الزنايدي في مقطع فيديو نشره على فيسبوك إن "الجهة العاملة تحت إشراف سعيد رفضت منحه السجل العدلي".
وتمنع هذه الخطوة بشكل غير رسمي ترامب وآخرين من الانضمام إلى السباق، مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الترشيحات في السادس من أغسطس/آب.
وقال الأميرال المتقاعد كمال عكروت في منشور على فيسبوك إن السلطات "غير قادرة على تسليم سجله الجنائي" لأن المسمى الوظيفي الموجود على بطاقة هويته الوطنية أصبح قديما.
وأضاف عكروت أن "السلطة الحاكمة قررت إقصاء كل صوت معارض"، و"التوجه نحو نظام غير ديمقراطي يرفض التعددية والتداول السلمي للسلطة".
نشر مغني الراب المتحول إلى رجل أعمال كريم الغربي - المعروف باسمه الفني K2Rhym - مقطع فيديو على فيسبوك أظهر فيه رسالة ترفض طلبه بالحصول على السجل الجنائي، دون تحديد سبب لذلك.
وفي الأسبوع الماضي، حُكم على أربع نساء يعملن في الحملة الرئاسية للغربي بالسجن بتهمة شراء توقيعات تأييد.
ولكي يتم إدراجهم في الاقتراع، يتعين على المرشحين تقديم قائمة توقيعات من 10 آلاف ناخب مسجل، مع ما لا يقل عن 500 توقيع ناخب لكل دائرة انتخابية.
وقال سعيد إنه جمع أكثر من 240 ألف توقيع.
- "تأجيج الخوف" -
وفي مواجهة اتهامات بالقمع، نفى سعيّد يوم الاثنين أن تكون حكومته تسيء معاملة الأصوات الناقدة، قائلاً إن "من يتحدث عن القيود واهم".
وقال "لم أظلم أحدا والقانون يطبق على الجميع بالتساوي وأنا هنا كمواطن لأترشح لمنصب".
وأضاف "لن نقبل بتدخل أي جهة خارجية في خيارات شعبنا".
ومن بين المرشحين المحتملين الآخرين المسجونين عصام الشابي، زعيم حزب الجمهوري الوسطي، وغازي الشاوشي، رئيس حزب التيار الديمقراطي الاجتماعي، وكلاهما محتجز بتهمة "التآمر ضد الدولة".
ويعد السياسيان من بين أكثر من 20 معارضًا لسعيد تم اعتقالهم منذ بدء موجة الاعتقالات في فبراير/شباط 2023.
ونددت مجموعة تضم نحو 30 منظمة غير حكومية الأسبوع الماضي بـ "الاحتجاز التعسفي" للمرشحين، والهيئة الانتخابية التي "فقدت استقلالها" و"احتكار الفضاء العام" لدعم محاولة إعادة انتخاب سعيد.
وفي الشهر الماضي، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامار إنه منذ استيلاء سعيد على السلطة، "أصبحت الانتهاكات التي اعتقدنا أنها جزء من ماضي تونس أكثر وضوحا ومنهجية".
"بدلاً من المناقشات النابضة بالحياة في المشهد السياسي التعددي، لاحظت القمع الحكومي، مما أدى إلى تأجيج الخوف والرعب بشأن ما قد يأتي في المستقبل".
وقال سعيّد، الاثنين "نحن في حرب تحرير ولا نريد تقييد حريات أحد.. ولم أتدخل في عمل القضاء".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
عبد المنعم سعيد: الحروب العالمية الحالية ليست استثنائية
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، إن ما يحدث من صراعات خلال الفترة الحالية أمر معتاد في العالم خلال العقود الماضية، مضيفًا أن هناك تصورًا بأن العالم يعيش لحظة استثنائية، وهذا الامر غير حقيقي، لأن الصراعات والحروب معتادة.
وتابع، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الثلاثاء، أن أحد مزايا ما حدث خلال الفترة الأخيرة هو ضرب عصر المليشيات سواء في سوريا أو لبنان أو العراق، مشيرًا إلى أن أذرع إيران بدأت تتقلص، ولكن الموقف الإسرائيلي في حالة توحش، وفي حاجة للتعامل معه.
وأضاف أن قوى الإصلاح والبناء الداخلي تتزايد خلال الفترة الاخيرة، بينما القوى التي كسرت فكرة الدولة تحت راية المقاومة في حالة انحسار، خاصة بعدما حدث في قطاع غزة ولبنان خلال السنوات الاخيرة.