سواليف:
2025-04-17@15:28:41 GMT

خارطة الطريق

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

#خارطة_الطريق

د. #هاشم_غرايبه

لا يختلف اثنان على أن أمتنا تعيش حاليا أسوأ حالات انحطاطها، رغم امتلاكها كل مقومات الارتقاء والرفعة، فالأموال كثيرة لكنها بأيدي سفهاء يبددونها في البذخ والتعالي في البنيان، والثروات الطبيعية وفيرة لكن أصحاب القرار في استثمارها مسلوبو الإرادة خاضعون لإملاءات سرية من المستعمر، وموقع ديارها على ملتقى ثلاث قارات، فهو عالي الأهمية الاستراتيجية، لكن أولي الأمر لا يحسنون استثمار ذلك.


لو عدنا الى جذور هذه الحالة في تاريخنا الحديث من بداية القرن العشرين، لوجدنا أن الإنكليز الطامعين بالإستيلاء على أملاك الدولة العثمانية عملوا على صعيدين معا: اختراق الأتراك بجمعية الإتحاد والترقي التي عملت على اضطهاد العرب وإرهاقهم بالضرائب والتجنيد من أجل توليد النقمة على الأتراك ودفع العرب للثورة، ومن ناحية أخرى أغرت العرب بالثورة عليهم.
هكذا وجد العرب أنفسهم فجأة مكشوفين أيتاما، بعد سقوط الدولة الإسلامية، التي تمتعوا في كنفها بالوحدة والمنعة طوال قرون عديدة، فتم إغراء مثقفيهم برعاية فرنسية أولا ثم بريطانية بأن الوحدة ستحققها الحركة القومية، ووجدت أكثر المتحمسين لها من غير المسلمين، ورافق ذلك حركة نشاط ثقافي أدبي سميت تنويرية، لكنها كانت تبشيرية بثقافة الغرب المتفوق، وتمثلت ببعثات الى أوروبا، وانتاجات هؤلاء كانت تسعى للربط الثقافي مع الفترة الجاهلية من أجل القفز عن فترة الدولة الإسلامية.
سياسيا تم تكريس التقسيم والشرذمة، فأُنشأت حدود لأول مرة بين الأقطار العربية، وأسست بريطانيا الجامعة العربية كملهاة عن فكرة الوحدة.
هنا بدأت جذور الروح الإلتحاقية بالغرب، إذ لم تولد هذه الدول العربية ولادة طبيعية من رحم الله بل كأطفال الأنابيب معا في معامل بريطانية فرنسية، لذلك لم تعرف الأنظمة أبا غير المتبني الذي استنبتها، والذي لم يفعل ذلك أبوة ورحمة، بل بهدف الإسترقاق.
هكذا أصبحت التبعية جزءا بنيويا من طبيعة النظام، ولذلك لا يمكن أن يكون مستقلا أو حتى ساعيا لذلك.
أن هنالك اتفاق على تشخيص سبب ذلك، وهو ذاته دائما عبر كل عصور هزال الأمة: الشرذمة والفرقة بسبب التكالب على الإمارة، فيضحي الطامعون بكل شيء لأجل ذلك، بما فيه مولاة أعداء الأمة، مما يعني الخضوع لشروطهم ومطامعهم.
لذا فالحل واضح، وهو استنهاض مكامن قوة الأمة، في النهضة من جديد، واستعادة التجربة التي نجحت في جمع شمل الأمة خلال عشرين عاما، ثم ارتقائها لتصبح منافسة للإمبراطوريات العطمى، فكانت حالة فريدة غير مسبوقة في تاريخها، الذي بقيت فيه مستغرقة تخلفا وتبعية لغيرها من الأمم آلافا مؤلفة من السنين.
لكن السؤال الكبير: كيف السبيل الى ذلك، وينقصنا الشخصية القيادية المخلصة الممثلة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب على ذلك حاضر، فليس كل ذلك النجاح عائد الى القدرات القيادية الفردية، بل الى الفكر الذي اتبعه ذلك القائد، بدليل أن الصعود لم يتوقف بموته، بل استمر وبتسارع، كون من كانوا حوله تتلمذوا على يديه على الإيمان بذلك الفكر والاخلاص في اتباعه وتطبيقه كنظام حياة.
هنا يصبح السبيل الى الصعود من الجب أكثر وضوحا.
والرافعة هي الفكر ذاته.
البداية يجب أن تكون على وقف الرهان على من صنع الحالة الحالية من الشرذمة والتبعية ومنتفع منها، في إمكانية الخروج منها، فمن يبرع في الهدم والتمزيق، لا يمكن أن يعهد إليه بعملية البناء والرتق.
كما أن من لا يؤمن بوجود مشكلة بنيوية في النظام السياسي العربي والتي ولدت هذا الحال المائل، بل يصور له تعاليه وكبره الأحمق أن المشكلة في طبيعة شعوبنا فيعتبرها متخلفة عن الشعوب الغربية، وكسولة خامله، أو يحيل سبب تخلفها الذي يزعمه الى الدين.
فهؤلاء أيضا لا يمكنهم المساهمة في المشروع النهضوي، لأن المحبط والمتعالي يفتقد الى الروح النضالية، وفاقد الشيء لا يعطيه.
إذن فالمشروع ملقى على عاتق متبني الفكر الإسلامي، لكن من غير اختراقهم من قبل الطامحين الى تولي الحكم بأية وسيلة، فذلك سيعيدنا الى المأزق الذي قصم ظهر الدولة الإسلامية من قبل.
المسؤولية في ذلك تقع على عاتق المؤمنين الصادقين الذين يبتغون رضوان الله، والتخلي عن انانيات حب الزعامة، والتقاؤهم علي برنامج واحد، لأجل التحامهم جبهويا، والقائد سيولد حتما من بينهم، إذ سيفرض وجوده بمقدار اخلاصه وترفعه وتضحياته.

مقالات ذات صلة كلماتٌ في وداع إسماعيل هنية “أبو العبد” 4 2024/08/06

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: خارطة الطريق

إقرأ أيضاً:

حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 

 

لا يؤمنون بيوم القيامة، لكنهم حين يتحدثون إلى الأمة العربية والإسلامية يحاولون أن يوصلوا رسالتهم بذات المصطلحات التي رسخوها في أذهانهم ومن ذلك حرب القيامة التي روج لها اليهود والنصارى وتداولتها بعض المراجع الدينية الإسلامية؛ وهي لا تعني القيامة التي نؤمن بها، لكنها تعني القيامة التي يريدونها لهزيمة الإسلام والمسلمين والتي استعدوا لها بأسلحة ذات قدرات تدميرية عالية من أجل بث الرعب والخوف والهزيمة النفسية لدى المرجفين والمنافقين والمجتمع الإسلامي بشكل عام.

الله سبحانه وتعالى حذرنا في القرآن الكريم من خشية الكفار والمشركين مهما كانت قوتهم حيث قال تعالى ((الا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين)) التوبة- 13- وفي آية أخرى ((واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم))الانفال-60-، حديث الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- في شرح الآيات أن العذاب الذي تتوعدنا به أمريكا أو غيرها لا يساوي شيئا أمام عذاب الله، فعلينا أن نخشى الله ولا نخشى أمريكا أو غيرها.

مجرم الحرب “نتن ياهو” صرح بأنه يسميها حرب القيامة (هرمجدون)- حسب تصريحه- ستكون بمثابة حرب الأيام الست التي هزمت فيها جيوش ثلاث دول عربية واستولى الكيان المحتل على ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين؛ (حربنا ليست في غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط، كما غيرت تلك القرارات وجه الشرق الأوسط، فبشجاعة جنودنا وبالعمل الوثيق مع ترامب سنعيد رسم الخريطة).

ما يتحدث عنه –مجرم حرب الإبادة يعني استكمال تفتيت الدول العربية وزيادة مساحة الكيان المحتل وصولا إلى إسرائيل الكبرى.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تسريبات لخريطة الشرق الأوسط الجديد في 28/9/ 2013م، حيث تم تقسيم سوريا والعراق إلى (دولة سنية ودولة شيعية ودولة كردية ودولة علوية ودولة درزية) وتقسيم السعودية إلى دويلات في الشرق والغرب والشمال والجنوب وفي الوسط دولة سنّية خاصة بالمذهب الوهابي؛ واليمن إلى شمال وجنوب.

الملاحظ أن هذه النشوة المفرطة جاءت بعد زيارة “نتن ياهو” لأمريكا وتزويده بالأسلحة الحديثة والمتطورة من “الشيطان الأكبر” بالإضافة إلى التمويلات التي تعهد بها صهاينة العرب (قرن الشيطان ووكيله) وغيرها من الأنظمة، حتى المغرب رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة اشترت قمرا تجسسيا من إسرائيل بمليار دولار دعما وتأييدا لليهود.

دول أوروبا -النادي المسيحي المغلق -داعم أساسي في حرب القيامة المزعومة ودورها لا يقل عن دور أمريكا، رغم تزايد وتصاعد المعارضة للإجرام الصهيوني هناك، لذلك قد تقدم الدعم الفعلي مع إتاحة المجال أمام الاعتراضات مهما كانت، فمن المستحيل التفريط بالكيان المحتل، لكن من السهل تجاوز كل قرارات الأمتين العربية والإسلامية.

الأوروبيون لن يكتفوا بما يقوم به التحالف الصهيوني المسيحي “إسرائيل وأمريكا” هم من أوجدو”إسرائيل” ومكنوها حتى في ظل انقسام دول الاتحاد الأوروبي بين تأييد القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإدانة جرائم الإبادة والتطهير العرقي؛ والأخرى التي تؤيد العصابات الإجرامية الصهيونية؛ وهي الدول الفاعلة والمؤثرة ولها إرث استعماري ومنها خرجت الحروب الصليبية للاستيلاء على بيت المقدس واسترجاعها من أيدي المسلمين .

اتحاد الدول العربية (جامعة الدول العربية) وغيرها من التجمعات التي أنشأتها الدول الاستعمارية بموجب اتفاقيات (سايكس بيكو) وما تلتها من معاهدات مع تلك الدول، لن تخرج عن قرارتها المعلنة التمسك بحل الدولتين، أما إيقاف جرائم التهجير والإبادة، فلن تستطيع لأنه تمت مصادرة قراراتها السيادية وثرواتها وجيوشها وأقصى شيء يمكنها القيام به هي تنفيذ الأوامر والتوجيهات الاستعمارية في تدمير بعضها البعض لاستمرار التفرق والاختلاف.

التحالف الصهيوني الصليبي، يهدد بحرب القيامة ويبيد غزة وفلسطين ويقصف اليمن وسوريا ولبنان وإيران، لأنه يريد الخلاص منها وبقية الدول العربية معظمها مشاركة في دعم الإجرام بتمويلاتها وقدراتها العسكرية والاقتصادية وغير ذلك؛ وبعضها تشاهد منتظرة استكمال جرائم التطهير والإبادة لتنفيذ بقية السيناريو لمن بقي على قيد الحياة ونجا من الموت، وفي تصريح لأمين عام الأمم المتحدة بعد زيارته لغزة (المدنيون في غزة يعيشون في دوامة موت لا تنتهي) .

سيعملون على تدمير غزة والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر إن قبلوا؛ فقد تكفل الاتحاد الأوروبي بدفع ثمن ذلك بقرض للأردن بنصف مليار يورو، ومصر بأربعة مليارات يورو؛ مما يعني أن تصريحات ترامب سيتم تنفيذها كأمر واقع فالثمن قد دفع وقيمة (غزة) تساوي 36مليار دولار.

حرب القيامة التي يسعى إليها التحالف الصهيوني الصليبي تهدف إلى قيام إسرائيل الكبرى باستغلال التفوق التكنولوجي والعسكري وكما صرح مجرم الحرب “نتن”بقوله “نسعى لتحقيق إنجاز مماثل لما حققناه في حرب 1967م التي غيرت خريطة الشرق الأوسط” مستفيدا من علاقاته مع “ترامب” برسم خريطة أكبر لإسرائيل بشكل أكبر وأفضل.

ما تم تقديمه كقروض لمصر والأردن، قد يكون ثمن سكوت، لا ثمن توطين، لكن (ترامب ونتن ياهو) لديهما رؤية متطابقة، وفي حال رفضهما، فالسعودية لديها مساحة واسعة يمكن تهجيرهم اليها خاصة والوطن العربي لديه مساحة واسعة ولكن إسرائيل مساحتها قليلة بالمقارنة .

خطة “ترامب ونتن” تعتمد على استغلال الميزات الاستراتيجية التي يتمتع بها العالم العربي والإسلامي خاصة وقد تهيأت لهم الظروف ليفعلوا ما يشاؤون سواء بالحرب أو بالمفاوضات، فالدول العربية منفردة ومجتمعة لا تريد الحرب وليست لديها الإمكانية للمواجهة، وحسب تصريحه (مكتبي هو الشرق الأوسط وقلمي يحمل علم إسرائيل).

أما عن أهمية إسرائيل لأمريكا فيقول سيناتور أمريكي – إنها القاعدة المتقدمة لأمريكا من أجل التحكم في الشرق الأوسط ومواجهة الصين وروسيا وضمان بقاء الأمتين العربية والإسلامية تحت السيطرة والهيمنة وفائدتها تتعاظم وتتضاعف مع استمرار التفوق الصيني والتوسع الروسي؛ فلابد من زيادة مساحة إسرائيل بضم الأراضي المجاورة لها -غزة والضفة الغربية- بتهجير أهلها وضم سيناء لها (فسيناء جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وهي مقدسة بقدسية ارض إسرائيل) وفقا للمعتقدات اليهودية.

الدول العربية ملتزمة بحل الدولتين وتحقيق السلام، لكن الحلف الصهيوني الصليبي يريد الحرب ويفرض الواقع الذي يريده، (لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية ولا بوجود منظمة تريد تدميرنا)، ولأول مرة في التاريخ تصدر دولة قانونا بعدم السماح بقيام دولة أخرى وقانوناً بتشريع حق العودة لليهود ومنع الفلسطينيين .

حرب القيامة بدأت والإجرام يستعرض إمكانياته وقدراته في غزة والضفة واليمن ولبنان وسوريا وإيران والصمت والخذلان بلغ ذروته والإعانة والإمداد أيضا، وصرخات الاستغاثة والنجدة تتعالى من الأطفال والنساء والشيوخ ولا مجيب.

علماء الإسلام أوجبوا الجهاد بكل أشكاله وأنواعه طالما أن الإجرام لا يُراعي في مؤمن إلاَّ ولا ذمة؛ كان يزعم أنه يريد القضاء على الحركات الجهادية واليوم استولى على الضفة الغربية وأنهى دور السلطة الفلسطينية.

القيادي الفلسطيني د. مصطفي البرغوثي وجه نداء استغاثة للدول العربية والإسلامية الـ (57) ودعاها لتجاوز الصمت والتآمر الرهيب على ما يجري من جرائم الإبادة والتهجير والجرائم ضد الإنسانية (لماذا لا تقولون لإسرائيل كفى وتكسروا الحصار المفروض على غزة والضفة؛ إسرائيل تستهدف سوريا ولبنان وغزة وغدا مصر والأردن وتتصرف كألازعر؟ لماذا لا ترسلون قافلة تضم ممثلين عن مجموع الدول العربية والإسلامية؟ هل تخافون أن تقصفهم إسرائيل؟ لماذا لا تجلبون صحفيين من بقاع العالم ليوثقوا صورا للمساعدات المكدسة أمام معبر رفح وتفضحون جرائمهم وتوقفون الإجرام الذي تتعرض له غزة )، البرغوثي لم يطالب الأنظمة بتحريك الجيوش أو التهديد بها، لأنه يدرك جيدا أن الإجرام يمتلك كل المعلومات عنها ويستطيع تدميرها في ساعات معدودة، كما حدث في حرب النكسة، والتي يتبجح “نتن ياهو” أنها غيرت خريطة الشرق الأوسط، فخلال ستة أيام فقط دُمرت جيوش ثلاث دول عربية، هي الجيش المصري واستولى جيش الاحتلال على سيناء وغزة التي كانت تحت إدارته والجيش السوري واستولى على هضبة الجولان والجيش الأردني واستولى على الضفة الغربية واستولى على مزارع شبعا من الجيش اللبناني حيث استولى الكيان على مساحة من الأراضي تساوي ثلاثة أضعاف ارض فلسطين كاملة.

 

 

مقالات مشابهة

  • إزالة 7 مزارع سمكية مخالفة لحرم الطريق بمساحة 56 فدانا جنوب بورسعيد
  • استمع: بيان الانقلاب الذي سجلته المليشيا بصوت عماد عبد الرحيم (كادر حزب الأمة )
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • محافظ الغربية: خدمة المواطن واجب ومسئولية.. والتواصل المباشر الطريق الأسرع للحل |صور
  • هل الأحزاب السودانية ظالمة ام مظلومة؟
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • إزالة 5 مزارع سمكية مخالفة لحرم الطريق بمساحة 36 فدانا جنوب بورسعيد
  • ملتقى الأزهر: الانصراف عن منهج الله بات ظاهرة بين بعض الشباب
  • ماذا يعني هذا في اليمن ؟
  • بالفيديو | خارطة إسقاط 19 طائرة أمريكية من نوع (MQ-9) باليمن