مصادر ليبية لـعربي21: أوامر إغلاق حقل الشرارة النفطي صادرة من نجل حفتر
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط بدء الخفض الجزئي للإنتاج من حقل الشرارة "بسبب ظروف القوة القاهرة الناجمة عن اعتصامات تجمع حراك فزان".
وناشدت المؤسسة في بيان لها اليوم الأطراف المعنية إلى ضرورة مراعاة المصلحة الوطنية، ودعم جهود المؤسسة الرامية إلى استقرار الإنتاج وزيادته.
وسبق أن نفى رئيس حراك فزان بشي الشيخ مسؤولية الحراك عن إغلاق حقل الشرار، محملا المسؤولية لـ"القيادة العامة".
وكانت شركة أكاكوس التابعة مباشرة للعمليات النفطية قد أعلنت في وقت سابق وقف عمليات إنتاج النفط الخام من حقل الشرارة اعتبارا من الثالث من آب / أغسطس الجاري على خلفية ما وصفته التأخر في تنفيذ مطالب حراك فزان الممثل لأهالي الجنوب الليبي.
وذكرت مصادر ليبية مطلعة تحدثت لـ "عربي21" وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن ما أعلنته شركة أكاكوس يتصادم بشكل صريح ومعلن مع التقارير الدولية والمحلية وأبرزها الموقف الرسمي والمعلن لحكومة الوحدة الوطنية الليبية التي أكدت أن الإغلاق كان تنفيذا لابتزاز سياسي ولما وصفته بأنه أهداف شخصية ضيقة مما يؤكد إخلاء مسؤولية الليبيين من أهالي الجنوب من عملية الإغلاق.
وعقب عملية الإغلاق الجزئي للحقل أكدت تقارير صحفية رسمية في مقدمتها ما نشرته وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية ووكالة نوفا الإيطالية وصحفية ريبوبليكا الإيطالية وصحف إسبانية عدة نقلا عن عاملين بالحقل أن أوامر بالإغلاق صدرت مباشرة من صدام خليفة حفتر باعتبار أن القوة العسكرية التي توفر عمليات التأمين والحماية للحقل والعاملين فيه تابعة للواء طارق بن زياد أحد أبرز الألوية العسكرية التابعة لحفتر والخاضعة لتعليمات نجله صدام.
ويعتبر إقدام صدام حفتر على إقفال حقل الشرارة ابتزازا سياسيا لإسبانيا التي كشفت في فبراير الماضي عن تورط تابعين لصدام حفتر في تهريب أسلحة ومعدات عسكرية متطورة من إسبانيا إلى أبوظبي ومنها إلى بنغازي وهذا يخالف القرارات الدولية والأممية التي تحظر على ليبيا استيراد السلاح والذخائر والمعدات العسكرية.
وتعرض محاولات تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية من إسبانيا أطراف مقربة من حكام بنغازي إلى الملاحقة القانونية ليس في إسبانيا فحسب بل في كامل دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة عقب اعتقال السلطات الإسبانية لعناصر تابعة لصدام متورطة بشكل مباشر في عمليات التهريب.
ووفق ذات المصدر فإن إصدار شركة أكاكوس أخلى مسؤولية المقربين من حكام بنغازي من التورط في إغلاق الحقل وأكد علاقة هذه الأطراف الوطيدة بحكام بنغازي وأذرعها السياسية والاقتصادية وخصوصا في شرق ليبيا منذ التوافق بين حكومة الوحدة الوطنية وخليفة حفتر برعاية إقليمية.
وكانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد اعتبرت، أن إغلاق حقل الشرارة، أكبر حقول البلاد، يمثل "محاولات جديدة للابتزاز السياسي".
ومساء السبت، ذكرت وسائل إعلام محلية، بينها صحيفتا "الوسط" و"فواصل"، أن مجموعة لم تعلن عن نفسها أغلقت حقل الشرارة النفطي جنوب غربي البلاد.
ونسبت تقارير إعلامية الإغلاق إلى "حراك فزان"، وهو حراك مدني يطالب بما يعتبرها حقوق المواطنين في جنوبي ليبيا، وهدد مرارا بغلق الحقل الواقع في نطاقه الجغرافي.
ودون نفي صلته بالأمر، أعلن رئيس الحراك بشير الشيخ، عبر مقطع صور فجر الأحد، أن الحقل أُغلق بأوامر من صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية في قوات شرق ليبيا، بقيادة والده الجنرال خليفة حفتر. ولم يتوفر على الفور تعقيب من صدام ولا والده.
وقالت حكومة الدبيبة، في بيان عبر منصة حكومتنا (رسمية) على "فيسبوك" الأحد: "نستنكر وندين بشكل واضح أي محاولة تهدف إلى تعطيل شريان اقتصادي مهم كحقل الشرارة".
ودون تفاصيل، أضافت أن هذه الخطوة تأتي في إطار "محاولات جديدة للابتزاز السياسي".
وأوضحت أن الحقل "يمثل حوالي 40 بالمئة من إنتاج النفط في البلاد، وحصة إنتاج ليبيا بالحقل 88 بالمئة وحصة المشغل الأجنبي 12 بالمئة (شركات رپسول الإسپانية وتوتال الفرنسية وأو.إم.في النمساوية وإكوينور النرويجية)".
هذا وسعت “عربي21” للتواصل مع الجهات المعنية المقربة من صدام خليفة حفتر ولم تتلقى ردا، وفي حال أرسلت الرد سوف يتم تعديل هذا النص ليتضمن موقفها.
ويبلغ معدل إنتاج حقل الشرارة 340 ألف برميل يوميا، ويوجد في صحراء مرزق على بعد 800 كلم جنوب العاصمة طرابلس.
الحكومة أضافت أن "الشعب الليبي دفع لوحده ثمن أزمات إقفال النفط المتكررة، التي تسببت في أضرار جسيمة للاقتصاد الوطني".
وأكدت أن "الثروات النفطية ملك لكل الليبيين ولا يجوز استخدامها كورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية ضيقة".
وشددت على أنها لن تتوانى "في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه في الاستفادة من ثرواته".
ودعت إلى "تحكيم لغة العقل وإعلاء مصلحة الوطن والمواطن، والتخلي عن الأعمال التي تضر بهما".
وحاليا توجد في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها من الأمم المتحدة، وهي حكومة الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل.
أما الثانية فهي حكومة أسامة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب.
وهذا الوضع عمَّق أزمة سياسية يأمل الليبيون حلها عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية تحول دون إجرائها خلافات بشأن قوانينها والجهة التنفيذية التي ستشرف عليها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية النفطية ليبيا ليبيا نفط اغلاق جدل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقل الشرارة من صدام
إقرأ أيضاً:
مسؤول أوكراني يتحدث لـعربي21 عن الدعم الأوروبي والتوتر مع أمريكا
قال مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، أنطون جيراشينكو، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن بلاده لن تتمكن من الصمود في وجه روسيا بدون أوروبا، مؤكدا أن القمة الأوروبية التي عقدت في لندن الأحد، دليل على حاجة الطرفين للوحدة في وجه التحديات.
ومتحدثا عن توتر العلاقة مع أمريكا، قال جيراشينكو، إن الرئيس الأوكراني سيبذل قصارى جهده لاستعادة الحوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مضيفا: " لقد ساعد الشعب الأمريكي في إنقاذ الشعب الأوكراني، وتسعى أوكرانيا والرئيس زيلينسكي إلى علاقة قوية مع الولايات المتحدة".
ويرى المسؤول الأوكراني أن توقيع اتفاق المعادن مع أمريكا يمكن أن يمثل الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية، لكن مجرد وقف إطلاق النار، بدون ضمانات أمنية، يشكل خطرًا كبيرًا على أوكرانيا، لأنه لا يضمن عدم تكرار الهجوم الروسي.
واختتمت في العاصمة البريطانية لندن، الأحد، قمة رفيعة المستوى ناقشت توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا وتحقيق سلام دائم فيها، شارك فيها قادة ووزراء من أوكرانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك وإيطاليا وهولندا والنرويج وبولندا وإسبانيا وتركيا وفنلندا والسويد وجمهورية التشيك ورومانيا.
تاليا نص حوار "عربي21" مع أنطون جيراشينكو:
ما الدور الذي تأمل أن تلعبه أوروبا كشريك استراتيجي لأوكرانيا في ظل التوترات الأخيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة؟
تحتاج أوكرانيا وأوروبا إلى بعضهما البعض لضمان الأمن الدائم في القارة. لقد كانت أوروبا دائمًا ولا تزال الشريك الاستراتيجي لأوكرانيا. تمتلك أوروبا إنتاج الأسلحة، ومرافق التدريب، والموارد المالية لدعم أوكرانيا، بينما تقاتل أوكرانيا من أجل أمن أوروبا.
لن تتمكن أوكرانيا من الصمود في وجه روسيا بدون أوروبا، ولن تكون أوروبا آمنة بدون أوكرانيا. قوتنا في وحدتنا، وأعتقد أن قمة اليوم في لندن تُظهر أن القادة الأوروبيين يدركون ذلك جيدًا.
هل هناك جهود جارية لإصلاح العلاقة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي؟
سيبذل الرئيس زيلينسكي بلا شك قصارى جهده لاستعادة الحوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائد الشعب الأمريكي. لقد ساعد الشعب الأمريكي في إنقاذ الشعب الأوكراني، وتسعى أوكرانيا والرئيس زيلينسكي إلى علاقة قوية مع الولايات المتحدة.
تشعر أوكرانيا بامتنان عميق للولايات المتحدة على كل الدعم الذي قدمته.
لقد دار حوار متوتر بين الرئيسين، لكن بلدينا لا يزالان شريكين استراتيجيين. هناك حاجة إلى حوار صريح ومفتوح بين الجانبين لتوضيح الأهداف المشتركة.
العلاقات بين الرئيسين أكبر من مجرد علاقة بين زعيمين، فهي تعكس الروابط والعلاقات بين شعبينا.
سيظل الأوكرانيون ممتنين للأمريكيين على مساعدتهم.
كيف تقيّم التغير الأخير في موقف الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا؟ وما الأسباب وراء هذا التغيير؟
من وجهة نظري، لتحقيق سلام دائم، يجب أولًا وقبل كل شيء أن تغيّر روسيا وبوتين موقفهما من الحرب. وقف الحرب يعتمد على بوتين نفسه، وحتى الآن، لا يبدو أنه ينوي التوقف. لم يتم العثور على حجج مقنعة تجبره على ذلك أو تجبره على تقديم ضمانات أمنية مشتركة لأوكرانيا وسلام عادل ودائم. وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية يشكل خطرًا على أوكرانيا.
بوتين لن يقبل إلا باستسلام أوكرانيا، ولم يتخلَّ عن خططه لتدمير بلدنا.
لذلك، يبدو لي أن هذا هو السبب الذي أثر على موقف الولايات المتحدة: فقد تبين أن التفاوض على سلام مستدام هو مهمة أصعب مما كان الرئيس ترامب يتوقع.
لكنني أثق بأن السلام سيتحقق بفضل الجهود المشتركة.
هل هناك مقترحات داخلية يمكن تقديمها للولايات المتحدة بشأن خطة محتملة لوقف إطلاق النار وتسوية سلمية مع روسيا؟
يمكن أن يكون توقيع اتفاق المعادن الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية. لكن مجرد وقف إطلاق النار، بدون ضمانات أمنية، يشكل خطرًا كبيرًا على أوكرانيا، لأنه لا يضمن عدم قيام بوتين بقصفنا مرة أخرى.
إذا لم تستطع أوكرانيا الانضمام إلى الناتو، فنحن بحاجة إلى ضمانات أمنية فعالة من حلفائنا، وخاصة من الولايات المتحدة.
في ظل التطورات الحالية، هل تعتقد أن لقاءً مباشرًا بين الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين قد يصبح ممكنًا في المستقبل القريب؟ وأي دولة تعتقد أنها ستكون مناسبة لاستضافة مثل هذا اللقاء؟
سيكون هناك لقاء بين القيادة الأوكرانية والروسية عندما يكون هناك فهم واضح للضمانات الأمنية لأوكرانيا وشروط وقف إطلاق النار. أوكرانيا تريد سلامًا عادلًا ودائمًا، بينما يريد بوتين تدمير أوكرانيا وتحويلها إلى دولة تابعة لروسيا.
الأمر المهم هو منح أوكرانيا موقفًا قويًا في أي مفاوضات محتملة.
فيما يتعلق باتفاق المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة، هل ترى أنه اتفاق عادل يخدم مصالح الطرفين، أم أن أحد الجانبين يستفيد أكثر من الآخر؟
بحسب ما أعلمه، فإن النسخة الحالية من الوثيقة هي اتفاق إطاري يحدد التعاون العام في هذا المجال.
بالطبع، هذا الاتفاق مهم باعتباره خطوة أولى نحو ضمانات أمنية، وأوكرانيا مستعدة لتوقيعه مع الولايات المتحدة، شريكها الاستراتيجي. ضمانات الأمن الفعالة لأوكرانيا هي المفتاح.
باعتبار أوكرانيا خط الدفاع الأول في أوروبا، هل تعتقد أن دوركم يتطلب التوصل إلى اتفاق خاص يعزز الأمن والدعم العسكري؟
تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية قوية وموثوقة وفعالة. كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يجب أن تصبح أوكرانيا "نيصًا فولاذيًا لا يمكن ابتلاعه من قبل أي غزاة محتملين".
عندما تصبح أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ستكون هذه الاتفاقيات موجودة تلقائيًا. وحتى ذلك الحين، أعتقد أنه يمكن توقيع مثل هذا الاتفاق.