العلماء قلقون.. ظاهرة إل نينيو أسهمت في انتشار سلالات جديدة للكوليرا
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
تشير دراسة جديدة إلى أن ظاهرة إل نينيو ربما ساعدت في نشوء وانتشار سلالة جديدة من الكوليرا خلال جائحة في أوائل القرن الـ20، وهذا يدعم فكرة أن الشذوذ المناخي قد يخلق فرصا لظهور سلالات جديدة من الكوليرا.
ومنذ عام 1961، توفي أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم في موجة جائحة الكوليرا السابعة التي حدثت منذ عام 1817.
وتشمل أهم أعراض مرض الكوليرا الإصابة بإسهال حاد يمكن أن يقتل في غضون ساعات إذا تُرك المريض بدون علاج.
ووفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في الأول من أغسطس/آب في مجلة "بلوس نجلكتد تروبيكال ديزيزس"، فإن دوافع ومحفزات انتشار أوبئة الكوليرا السابقة لم تكن واضحة، لكن إحدى الفرضيات تقول إن الظروف المناخية الشاذة قد تعمل بشكل تآزري مع التغيرات الجينية لـ"ضمة الكوليرا" (البكتيريا التي تسبب المرض) لتسهيل انتشار وهيمنة سلالات جديدة.
ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة "خافيير رودو" -الأستاذ الباحث في معهد الصحة العالمي في برشلونة بإسبانيا- في تصريح "الجزيرة نت" أن الفريق حلل سلالات منتشرة خلال جائحة أوائل القرن الـ20 في الهند، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنه يرجح أن حدث إل نينيو ساعد في خلق بيئة مواتية لانتشار الكوليرا من خلال تحفيز الظواهر المناخية المتطرفة مثل درجات الحرارة غير العادية وهطول الأمطار.
وإل نينيو هي ظاهرة مناخية تحدث خلال فترات تتراوح بين 4 و12 عاما في المحيط الهادي وتؤدي إلى دفء مياهه، وهو ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق أفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أميركا الجنوبية.
ويضيف "رودو" في تصريحه لـ"الجزيرة نت" أن "البيئة ربما ساعدت في خلق ونشر سلالة جديدة من بكتيريا ضمة الكوليرا، التي اكتشفها لأول مرة عالم الأحياء الدقيقة الألماني روبرت كوخ عام 1884، والتي تسببت في مرض منقول بالمياه. وكشفت النتائج أن أنماط وفيات الكوليرا تزامنت مع درجات الحرارة الموسمية غير العادية وهطول الأمطار الناجمة عن ظاهرة إل نينيو في الفترة من 1904 إلى 1907".
وكانت جائحة الكوليرا خلال الفترة من 1899 إلى 1923 هي الحدث السادس منذ الأول في عام 1817، وقد وصف المؤرخون هذا الحدث بأنه كان مميتا بشكل خاص في الهند والجزيرة العربية وشمال أفريقيا. وفي عام 1900، تم الإبلاغ عن 700 ألف حالة وفاة غير مسبوقة في مقاطعات مختلفة في جميع أنحاء الهند، والتي كانت آنذاك تحت الحكم البريطاني.
ربط الباحثون توقيت هذه الأحداث المناخية غير العادية بتطور سلالة غازية جديدة، صاحبها ارتفاع حاد للغاية في حالات الوفاة بين سكان الموانئ في كلكتا بالهند. بالإضافة إلى ذلك، حلّل الفريق أيضا الظروف المناخية السابقة وبيانات الكوليرا الخاصة بجائحة "إل تور" المستمرة، والتي بدأت في عام 1961.
ووجد المؤلفون أن الظروف المناخية في الماضي تحمل أوجه تشابه مع أحداث إل نينيو القوية التي ارتبطت بتغييرات في سلالات الكوليرا (سلالات جديدة تحل محل السلالات السائدة) خلال الوباء السابع المستمر. وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه في كل عام هناك 1.3 إلى 4.0 ملايين حالة إصابة بالكوليرا، و21 ألفا إلى 143 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب الكوليرا.
واستخدم الباحثون مجموعة متنوعة من الأدوات الإحصائية والحسابية على السجلات التاريخية للظروف المناخية ووفيات الكوليرا في مناطق مختلفة من الهند البريطانية خلال جائحة الكوليرا السادسة، ثم استكشف الباحثون الاحتمالات المستقبلية لظهور سلالات جديدة من الكوليرا بسبب المناخ باستخدام نماذج التنبؤ بالمناخ، وفقا للبيان الصحفي الذي نشرته منصة مجلات "بلوس" تقديما للدراسة على "يوريك آلارت". ووجدوا أن الزيادات الناجمة عن تغير المناخ في التقلبات المناخية والظواهر المتطرفة يمكن أن تعزز فرص ظهور سلالات جديدة حتى نهاية القرن الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الظروف المناخیة سلالات جدیدة إل نینیو جدیدة من
إقرأ أيضاً:
رسائل حماس في تسليم الدفعة السابعة.. انتشار وسيطرة وتنظيم
في الدفعة السابعة من عمليات تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، كان لافتا حجم الرسائل التي أرادت المقاومة توجيهها للاحتلال، حيث جرى التسليم في أكثر من مكان، وبشكل منظم، جرى فيه استعراض القوة والسلاح والسيطرة من قبل الحركة.
وسلّمت كتائب القسام، اليوم السبت، 5 أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي، ثلاثة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واثنين في مدينة رفح جنوب القطاع. كما سلمت أسيرا سادسا هو هشام السيد (من أصل فلسطيني) في نقطة ما حددتها الكتائب في شرق مدينة غزة، دون مراسم احتراما لفلسطينيي الداخل.
مراسم التسليم التي تمت في رفح والنصيرات وشرق غزة جرت وسط حشد عسكري وشعبي كبير بمشاركة عدة تشكيلات من كتائب القسام بينها وحدة الظل المسؤولة عن الأسرى.
وعلى منصتي التسليم في رفح والنصيرات، عرضت كتائب القسام أسلحة استولى عليها مقاتلوها خلال المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما رُفعت صور قادة المقاومة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على غزة.
على مرمى حجرفي رفح، قال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن عملية التسليم تمت في ميدان المشروع، على بُعد مئات الأمتار من وجود جيش الاحتلال، حيث نصبت كتائب القسام منصة رفعت عليها صور قادة القسام ولافتة كبيرة كتب عليها "نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد".
إعلانكما شهدت منطقة التسليم انتشارا أمنيًّا مكثفًا من قِبَل عناصر كتائب القسام، الذين ظهروا بأسلحتهم المختلفة، في حين كان لافتًا مشاركة عناصر من وحدة الظل، المسؤولة عن تأمين الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم وحتى لحظة التسليم.
وفي النصيرات وسط غزة، تمت عملية التسليم في ساحة بشارع صلاح الدين، وهي ثاني عملية تسلم تتم وسط القطاع، حيث جرت سابقا عملية تسليم في دير البلح.
وقال مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة إن المراسم جرت بشكل منظم وسط حشد عسكري وشعبي كبير، في منطقة كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشرت فيها على مدار أسابيع.
وبحسب المراسل، فإن الأسلحة التي عُرضت في مخيم النصيرات غنمها مقاومون خلال عمليات بينها عملية "جحر الديك" التي نفذتها كتائب القسام وعملية "كمين الموت" شرق مخيم المغازي والتي قتل فيها 22 جنديا إسرائيليا.
وأشار إلى أن مقاتلين من عدة فصائل مقاومة شاركوا في مراسم التسليم بالمخيم، وظهر على المنصة شعار "الأرض تعرف أهلها.. من الأغراب مزدوجي الجنسية".
شعبيا، تدفق آلاف الفلسطينيين إلى مكان التسليم، رغم الأجواء الماطرة والبرد القارس، حاملين أعلام المقاومة وصور قادتها، في مشهد يعكس استمرار الالتفاف الشعبي حول الفصائل الفلسطينية.
رسائل متتاليةوفي كل عملية تبادل سابقة للأسرى، تعمدت حماس توجيه رسائل للاحتلال، من خلال الحشود العسكرية والجماهيرية، والأسلحة بيد عناصر المقاومة، وحتى بعض السيارات التي اغتنمتها المقاومة من الاحتلال خلال أكثر من 15 شهرا من الحرب على غزة.
كذلك جاءت رسائل من خلال الشعارات التي كتبتها على لافتات ضخمة على منصة التسليم، وهي رسائل لإسرائيل وللعالم، بل وحتى للداخل الفلسطيني، مفادها أن الشعب الفلسطيني باق، وأن المقاومة لا تزال قوية ومسيطرة وتمسك بزمام الأمور، وقادرة على المواجهة.
إعلانففي عملية التسليم السادسة، التي سلمت فيها حماس 3 أسرى إسرائيليين السبت الماضي، تمت عملية التسليم في سيارة كانت قد اغتنمتها حماس خلال عملية طوفان الأقصى.
ورفعت الحركة خلال عملية التسليم هذه شعارات أبرزها "لا هجرة إلا إلى القدس"، وذلك في إشارة لرفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى.
وفي الدفعة الخامسة والتي جرت في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في 8 فبراير/شباط الجاري، سلمت حماس 3 أسرى إسرائيليين، وقالت في بيان إن "المشاهد العظيمة لعملية التسليم، ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو يومٌ فلسطينيٌّ بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير".
وأكدت حماس أن النصر المطلق الذي بحث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوما "أوهام تحطمت على أرض غزة للأبد".
وفي الدفعات الأربع السابقة، تم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وسط حشد عسكري لكتائب القسام وفصائل مقاومة أخرى، مما أثار امتعاض الحكومة الإسرائيلية. وفي هذه الدفعات الأربع، تم تبادل 13 أسيرا إسرائيليا مقابل 586 أسيرا فلسطينيا أُبعد العشرات منهم للخارج.