على الرغم من مرور 24 عاماً على وضع مدينة زبيد اليمنية على قائمة التراث العالمي المُعرّض للخطر، فإن إهمال الانقلابيين الحوثيين فاقم من هذا الخطر الذي تتعرض له جميع مواقع التراث الإنساني؛ إذ تم العبث بالطابع المعماري لمدينة صنعاء القديمة، وفُتح الباب أمام العبث بالمواقع الأثرية والاتجار بالقطع الأثرية.

 

وأفاد شهود في مدينة زبيد التابعة لمحافظة الحُديدة بسقوط الجزء الشمالي من أسقف السوق القديم في المدينة التاريخية بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، وبينوا أن السكان قاموا بإغلاق منافذ الممر لمنع حركة التجول خشية أن تحدث انهيارات أخرى.

 

ووفق المصادر، أبلغ السكان، الأسبوع الماضي، الجهات المختصة في المحافظة وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية الخاضعة لسيطرة للحوثيين، عن أضرار جسيمة في الجزء الشمالي من الممر ونبهوا إلى أنه آيل للسقوط دون أي تحرك جاد من تلك الجهات.

 

كما ناشد السكان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقاف التدخل وإنقاذ معالم المدينة حتى لا يتم إسقاطها من قائمة التراث العالمي.

 

وكانت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة قبل 4 أعوام أدت إلى انهيار عدد من المواقع الأثرية، وتضرر كثير من المنازل في هذه المدينة التاريخية، وناشد مثقفون ونشطاء الأمم المتحدة التدخل لإنقاذ المدينة التاريخية جراء الأضرار التي لحقت بمنازلها.

 

وأُدرجت مدينة زبيد التاريخية على قائمة التراث العالمي من قبل «اليونسكو» عام 1993، لكنها نقلت في عام 2000 إلى قائمة التراث العالمي المُعرّض للخطر؛ بسبب مخالفات البناء والعبث بمعالمها الأثرية، وكانت عاصمة لليمن على مدار القرون الـ13 الميلادي والـ14 والـ15.

 

وعُدّت المدينة من أشهر المراكز الفكرية على مستوى العالم الإسلامي؛ حيث يوجد فيها 85 مدرسة علمية إسلامية كانت تضم كل المدارس الفكرية والدينية التي تمثل المذاهب المختلفة، ولا تزال بعض تلك المدارس موجودة بأسمائها الحقيقية حتى اللحظة، ولا تزال مكتباتها تضم دوراً من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم، كما يوجد بها العديد من الرموز والمواقع الأثرية التي لا تزال شاهدة على المدينة التي ذاع صيتها على مستوى المنطقة.

 

تدخل أممي

 

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة قد أعلنت اعتزامها ترميم 400 من المنازل التاريخية في 4 مدن يمنية خلال العام الحالي، وفق ما ذكره خالد صلاح، مدير مكتب «اليونسكو» لدول الخليج واليمن، الذي بيّن أن الخطة تشمل مدينة صنعاء القديمة وعدن وزبيد وشبام حضرموت، بواقع 100 منزل في كل مدينة.

 

وذكر مدير مكتب اليونسكو أن هناك نقاشاً مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع حول آلية تنفيذ مشاريع الصرف الصحي بمدينة صنعاء القديمة، التي قال إنها «تحتاج إلى تدخل عاجل، لتغيير الشبكة المنتهي عمرها الافتراضي، ما قد يتسبب بكارثة كبيرة، كون الأرض تحت المنازل صارت رخوة ومعرضة للهبوط.

 

وأكد المسؤول الأممي أن اليونسكو تسعى في الوقت الراهن للضغط على المانحين لزيادة الدعم لليمن من أجل التوسع في تنفيذ المشاريع التنموية، بما فيها الثقافية، والحفاظ على التراث المادي واللامادي والمعالم والمدن الأثرية والتاريخية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مدينة زبيد التراث العالمي يونسكو قائمة التراث العالمی الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

«جذور».. رحلة في التراث الإماراتي

محمد عبدالسميع (الشارقة) 

أخبار ذات صلة «الدولية للحكاية» تقدم 90 فعالية الشارقة بطل الجولة الافتتاحية لـ «إكس كات» في الفجيرة

يعكس معرض «جذور»، وهو المعرض الرئيسي للدورة الـ 22، من أيام الشارقة التراثية، فلسفة شعار هذه الدورة، حيث يقدم نافذة حيّة، على تاريخ دولة الإمارات العميق، ويستعرض الجوانب المختلفة، من الحياة التقليدية، التي شكلت ملامح الثقافة الإماراتية عبر العصور، من العملات القديمة إلى العطور الشعبية، ومن أساليب العلاج التقليدية، إلى تطور التعليم.
 يقدم المعرض لمحات عن تراثنا الغنيّ، الذي يعكس تفاعل الإنسان الإماراتي، مع بيئته وحياته اليومية. ويبدأ القسم الأول بالعملات التقليدية، حيث ‎يأخذنا في رحلة عبر تطور العملات التقليدية، التي كانت متداولة في الدولة، ومراحل تحولها واستخدامها، عبر العقود الماضية، بالإضافة إلى قسم أضواء من الماضي، والذي ‎يستعرض جذور الإنارة التقليدية، حيث بدأت بأساليب بسيطة، مثل استخدام الأخشاب، ثم تطورت إلى المصابيح الحجرية والطينية، حتى ظهرت المصابيح النحاسية والتنك، التي امتازت بالمتانة وسهولة الاستخدام.
العلاج والتداوي
يقدم المعرض لمحة عن ‎العلاج والتداوي في إمارة الشارقة، التي ‎تزخر بتاريخ طبيّ عريق، يجمع بين الطب التقليدي والحديث، حيث اعتمدت في الماضي، على طرق علاجية مستمدة من الطبيعة، مثل التداوي بالأعشاب والمواد الطبيعية، إلى جانب استخدام أساليب علاجية قديمة كالحجامة والكي، كانت تمارس على نطاق واسع بين السكان.
‎ ويستكمل المعرض رحلته عبر الزمن، بمحطة الشارقة الجوية، التي افتُتحت عام 1932م، وتُعد أول مطار في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعبت دوراً محوريّاً في تاريخ الطيران الإقليمي، حيث شكلت محطة توقف رئيسية، لرحلات الخطوط الجوية الإمبراطورية بين بريطانيا والهند.
مسيرة التعليم
يضم معرض «جذور» قسماً حول مسيرة التعليم، الذي يعود إلى حضارات موغلة في القدم، حيث عُثر على آثارها في مواقع تاريخية عدة، ثم ظهر التعليم التقليدي «الكتاتيب أو المطوع»، وتعليم الحلقات العلمية، ثم التعليم التطوري أو شبه النظامي، فالتعليم النظامي، وبرزت أشهر المدارس التطورية في الشارقة، وهي المدرسة التيمية المحمودية سنة 1907م، والإصلاح سنة 1935م، وبرزت في دبي، الأحمدية التي تأسست سنة 1912م، والسالمية سنة 1923م، والسعادة سنة 1925م، ومدرسة الفلاح سنة 1926م. ويعرج المعرض على قسم صناعة العطور، حيث ‎اعتمد الأجداد في الإمارات، على النباتات والخلطات الطبيعية في صناعة العطور.
الأسواق الشعبية
 قبل أن ينهي الزائر رحلته، يجد نفسه أمام قسم الأسواق الشعبية، والتي تحتل مكانة مهمة في تاريخ المدينة الإسلامية، وفي مدينة الشارقة، كان السوق الرئيس للمدينة القديمة طولي الشكل، وممتداً على طول الشاطئ الجنوبي للخور، لمسافة كيلومترين، وذلك لسهولة تنزيل وتحميل السفن، التي تأتي إلى الميناء محملة بالبضائع المتنوعة، وكانت الأسواق في السابق، تسقف بسعف النخيل، وكانت عالية، وبها فتحات مربعة عدة للتهوية، ثم تطورت إلى دكاكين مبنية بحجارة البحر والجص، ويمتاز السوق بقربه من خور الشارقة، ما يمنح راحة للتجار، والأمان لبضائعهم، وجُعل السوق مركزاً لتجمع تجار البحر، ومن أشهر الأسواق القديمة في الشارقة، سوق العرصة، والسوق المسقوف.

مقالات مشابهة

  • باني: المدينة التي بداخلها عصبية قبلية لا يمكن أن تُبنى وترتقي وتتقدم
  • صحيفة إماراتية: تصعيد الحوثيين واحتواء الأمم المتحدة انتهاكاتهم يهدد التهدئة في اليمن
  • مسؤول أممي ليورونيوز: وقف إطلاق النار يجب أن يصمد في ظل الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة
  • «جذور».. رحلة في التراث الإماراتي
  • عدسة سانا توثق الكنوز الأثرية في المتحف الوطني بدمشق.. لوحات فسيفسائية ومنحوتات نادرة تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على سوريا
  • القبض على موظف مدينة نصر وضع أطفاله في حقيبة سيارة
  • وزير الثقافة ومديرة «اليونسكو» يستعرضان الجهود الدولية في ترميم آثار الموصل العراقية
  • عبدالله بن زايد: علاقات التعاون بين الإمارات و«اليونسكو» راسخة ومستدامة
  • وزير الثقافة ومديرة اليونسكو يستعرضان الجهود الدولية لترميم آثار الموصل
  • عبدالله بن زايد يلتقي المديرة العامة لـ”اليونسكو” على هامش القمة العالمية للحكومات