“تريندز” يناقش دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أكد خبراء ومتخصصون في مجالي الصحة والتكنولوجيا، شاركوا في ندوة علمية موسعة، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الذكاء الاصطناعي أصبح يؤدي دوراً محورياً في مجال الرعاية الصحية بمختلف جوانبها، ولكن هذا الدور لا يؤشر إلى استبدال الأطباء بالروبوتات، بل ستكون عاملاً مساعداً لا غنى عنه بالقطاع الطبي في المستقبل القريب.
وقالوا إن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تُستخدم فعلياً في تشخيص الأمراض وتحليل الأورام والأشعة، مما يجعلها جزءاً قائماً في منظومة الرعاية الصحية، وليست مجرد نقاشات مستقبلية خيالية.
وجاءت الندوة، تحت عنوان “دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الرعاية الصحية.. الآفاق المستخلصة من نتائج استطلاع الرأي”، وبالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين منهم، هيئة الصحة في دبي، ومكتبة الإسكندرية، ومركز الحسين للسرطان بالأردن، وشركة محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصال الاستراتيجي.
وقالت مريم الجنيبي الباحثة في مركز “تريندز” إن العالم شهد في الأعوام الأخيرة تطورات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وانتشرت تطبيقاته في مختلف المجالات، ولكن يظل القطاع الصحي من أكثر القطاعات التي يمكن أن تستفيد من هذه التقنيات المتقدمة، مشيرة إلى أن “تريندز” واكب تطورات الذكاء الاصطناعي باستطلاع يقيس آراء النخبة حول ‘دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية‘ ، فيما تناقش الندوة مع خبراء في مجالي الصحة والتكنولوجيا، نتائج هذا الاستطلاع، وكيفية استخدام التقنيات الحديثة لتطوير المجال الصحي.
واستهل مناقشات الندوة، سلطان ماجد، نائب رئيس قطاع “تريندز دبي”، ومدير إدارة الباروميتر العالمي، بكلمة رئيسية، قال فيها “ إن الذكاء الاصطناعي أصبح محور اهتمام كبير في السنوات الأخيرة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 39 في المائة من الأشخاص لديهم اهتمام عام بدور الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية، ومع ذلك، فإن أكثر من نصفهم يعتقدون أنه من غير الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال الحيوي”.
وأضاف : أن جميع هذه الأرقام مبنية على استطلاع نخبوي أجراه “تريندز”، وجاءت هذه الندوة لسبر أغوار الذكاء الاصطناعي، وفهم دوره الفعلي في تحسين خدمات الرعاية الصحية، حيث ينصب النقاش حول الفوائد والتحديات المرتبطة بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع الحيوي.
من جانبها أكدت الدكتورة سهام المريّض، أستاذة علم الأوبئة والصحة العامة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه “تريندز”، كشفت عن أن 4 في المائة من المشاركين يعملون في القطاع الصحي، و5 في المائة لديهم معرفة بالتعليم الصحي، ولكن كان من المدهش أن 10 في المائة فقط من المشاركين على دراية بتقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، وأدرك 14 في المائة فقط أهمية الهجمات الإلكترونية، رغم أنها التحدي الأكبر في هذا المجال.
من جانبه، ذكر الدكتور إياد سلطان، مسؤول مكتب الذكاء الاصطناعي والابتكارات المعلوماتية في مركز الحسين للسرطان بالأردن، أن نتائج استطلاع رأي “تريندز” حول “دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية”، كانت صادمة بالنسبة له، لأن أكثر من 70 في المائة من المستطلعة آراؤهم شباب ولا تزيد أعمارهم على 45 عاماً، ولكنهم غير مطلعين على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح سلطان أنه لا يمكن إخفاء دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحليل الفحوصات والأشعة والتقارير، فهو أساسي وسيتسلل شيئاً فشيئاً إلى الممارسة الطبية بشكل عام، ولكن هذا لا يعني استبدال الأطباء بالروبوتات، بل سيكون عاملاً أساسياً لا غنى عنه بالقطاع الطبي في المستقبل القريب، كما سيسهم في تحسين حياة الأطباء والمرضى.
وعزى الدكتور أحمد سمير، رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مكتبة الإسكندرية، تردد الجمهور من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مخاوفهم من الهجمات الإلكترونية التي قد تسرب معلومات شخصية عن المرضى، ولكن بعض المخاوف الأخرى قد تكون متأثرة بما تعرضه وسائل الإعلام وما تتضمنه أفلام الخيال العلمي، التي تصور الذكاء الاصطناعي كقوة تغزو العالم وتحل محل العقل البشري.
ويرى أن واقع الذكاء الاصطناعي مختلف تماماً عن هذه التصورات، حيث تستخدم تقنياته في المجالات الطبية لتحليل البيانات الكبيرة بدقة وسرعة تفوق القدرات البشرية، وهذه التقنيات تُستخدم فعلياً في تحليل الأورام والأشعة وغيرها، مما يجعلها جزءاً من الرعاية الصحية الحالية، وليست مجرد نقاشات مستقبلية خيالية.
وأكدت الدكتورة سمر صبيح، نائبة الرئيس لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في شركة محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصال الاستراتيجي، أن استطلاع الرأي الذي أجراه “تريندز” حول “دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية”، يحيلنا إلى أهمية نشر الوعي حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بين المجتمعات العربية، لضمان فهم أعمق واستفادة أوسع من هذه التقنيات.
وذكرت، أن العالم بحاجة إلى سياسات واستراتيجيات محددة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة والمجالات الطبية، مع مراعاة عامل الثقة والجوانب الأخلاقية والأمنية، وذلك لضمان نجاح وتكامل الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، ولتعزيز الثقة والقبول المجتمعي لها.
وفي سياق متصل ، أوضح الدكتور حامد يحيى، استشاري البحوث والدراسات وتحليل البيانات في هيئة الصحة في دبي، أن هناك فرصاً واعدة سيوفرها الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، ومنها، زيادة قدرة تشخيص الأمراض، وتقليل الكلفة العلاجية، وإدارة الموارد البشرية بكفاءة عالية، وإدارة الموارد التقنية، وتخفيف العبء عن مقدمي الرعاية الأولية، إلى جانب زيادة الكفاءة والإنتاجية، وتحسين بيئة البحث والابتكار، والتنبؤ بالاتجاهات الصحية المستقبلية، وتحليل البيانات الضخمة، وتعزيز التعليم والتدريب والتقييم.
وحول التحديات التي تواجه استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، أكد يحيى أنها تتنوع بين “الخصوصية، وإيجاد بنية تحتية تكنولوجية عالية، وتوفر استثمارات مالية كبيرة، والتكامل والمواءمة بين ما هو موجود من تكنولوجيا صحية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وعملية التنظيم والقوانين والسياسات التي تحكم استخدام هذه التقنيات”.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: تقنیات الذکاء الاصطناعی هذه التقنیات فی المائة
إقرأ أيضاً:
“تريندز “للتدريب وجامعة جون هوبكنز يبحثان تعزيز التعاون
بحث معهد تريندز الدولي للتدريب “TITI”، وجامعة جون هوبكنز – كلية الدراسات الدولية المتقدمة “SAIS”، سبل تعزيز التعاون الأكاديمي وتطوير برامج تدريبية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المتطورة.
وركز الاجتماع، الذي عقد أمس في مقر المعهد، على استكشاف إمكانيات تقديم برامج أكاديمية وتدريبية مبتكرة تعكس أحدث التوجهات العالمية في مختلف المجالات، مع التركيز بشكل خاص على المجالات ذات الأولوية، مثل التحولات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وعدد من القضايا الاقتصادية والأمن السيبراني، والاستدامة، وغيرها.
وأكد الجانبان أهمية بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد تساهم في تعزيز المعرفة وتطوير الكفاءات في المنطقة، وتوفير فرص تعليمية متميزة للكوادر الشابة.
يأتي الاجتماع في إطار سعي المعهد إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الأكاديمية العالمية الرائدة، وتوفير منصات تعليمية متطورة تلبي احتياجات الأفراد والمؤسسات.وام