ما تأثيرات تأخير الشحن على سلاسل التوريد العالمية والصادرات؟
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
نشر موقع "إس أند بي غلوبال" تقريرًا سلط فيه الضوء على تأثيرات تأخيرات الشحن على سلاسل التوريد العالمية والصادرات في ظل الأحداث الجيوسياسية والتغيرات المناخية، ما أدى إلى انخفاض في حجم الطلبات التصديرية الجديدة.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع العالمي أظهر أن سلاسل التوريد العالمية قد تأثرت سلبًا بشكل متزايد بتأخيرات الشحن في شهر تموز/يوليو.
زيادة تأخيرات الشحن
أوضح الموقع أن الأحداث الجيوسياسية والتغيرات المناخية زادت من اضطرابات الشحن العالمي، والتي تفيد تقارير المُصنعين الآن بأنها تتسبب في زيادة التأخير في توريد المدخلات إلى المصانع. وتتضمن بيانات مسح مؤشر مديري المشتريات تقارير استقصائية من الشركات حول أسباب التغييرات في مقاييس الأعمال الرئيسية. ويمكن تحليل هذه الأدلة النوعية لإنتاج سلسلة بيانات توضح كيفية تأثير العوامل المختلفة على ظروف الأعمال بمرور الوقت.
وخلال ذروة الجائحة، كانت تأخيرات الشحن تؤثر على إطالة أوقات تسليم الموردين بما يقارب 12 ضعف متوسط المدى الطويل. وبحلول أوائل سنة 2023، كان عدد التأخيرات المتعلقة بالشحن قد عاد تقريباً إلى المعدل الطبيعي. لكن سنة 2024 شهدت عوامل مختلفة عطلت الشحن، وقد شملت هذه العوامل انخفاض منسوب المياه في قناة بنما، وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مما تسبب في تحويل السفن حول أفريقيا بدلاً من نقل البضائع إلى أوروبا عبر قناة السويس، وأدى ذلك إلى تمديد أوقات الشحن بما يصل إلى أسبوعين.
وقد تباين تأثير هذه التأخيرات في الشحن حتى الآن، ولكنه ارتفع بشكل ملحوظ في شهر تموز/يوليو، وهو الآن يبلغ أربعة أضعاف متوسط المدى الطويل تقريبًا. ومع أن هذا المعدل لا يزال أقل بكثير من ذروة التأثير الذي شوهد خلال الجائحة، إلا أنه تأثير لم يشهده مسح مؤشر مديري المشتريات خلال 15 سنة من البيانات المتاحة قبل الجائحة.
خسائر التصدير
أفاد الموقع بأن تأثير مشاكل الشحن لا يقتصر على طول مدة تسليم الموردين، فقد ارتفع عدد الشركات المصنعة التي أبلغت عن انخفاض طلبات التصدير الجديدة في تموز/يوليو أيضًا بسبب تأخيرات الشحن إلى ما يقارب خمسة أضعاف المتوسط على المدى الطويل. وعلى هذا النحو، تشير البيانات إلى أن تأخيرات الشحن كان لها تأثير ضار بشكل متزايد على التجارة العالمية والنمو الاقتصادي في بداية الربع الثالث. وبناءً على ذلك، ساهمت خسائر الصادرات الناجمة عن تأخيرات الشحن في انخفاض طفيف في أحجام طلبات التصدير العالمية الجديدة للشهر الثاني على التوالي.
أكد الموقع أن ارتفاع أسعار الشحن يؤدي أيضًا إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الصناعي بدرجة لم نشهدها منذ شباط/ فبراير، وإن كان ذلك بدرجة أقل بكثير مما كان عليه خلال الجائحة. وينضاف إلى ذلك العوامل الأخرى مثل تكاليف الطاقة وأسعار المواد الخام الأوسع نطاقًا التي لها تأثير تضخمي على المدى الطويل وسط ضعف الطلب. كما أن تضخم تكاليف العمالة له تأثير صفيف حاليًا، وبالتالي، لا يزال التأثير التضخمي الإجمالي الناجم عن مشاكل الشحن متواضعًا في الوقت الحالي. وقد انخفض تضخم تكاليف مستلزمات المصانع العالمية بشكل طفيف للغاية في شهر تموز/يوليو، وإن كان قد سجل ثاني أعلى مستوى له على مدار السبعة عشر شهرًا الماضية. لكنه سيكون عاملًا يجب مراقبته في الأشهر المقبلة حيث تسعى البنوك المركزية إلى الحصول على تأكيدات بأن معدلات التضخم آخذة في الاعتدال بشكل مستدام.
تباينات سلاسل التوريد
تفاوتت درجة تباطؤ سلاسل التوريد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. في منطقة اليورو، على سبيل المثال، تسارعت أوقات تسليم الموردين في المتوسط في شهر تموز/يوليو، مخالفةً بذلك الاتجاه العالمي المتمثل في تباطؤ أوقات التسليم. ولكن أوقات التسليم تباينت حتى داخل منطقة اليورو. فقد تسارعت في ألمانيا والنمسا، بينما تباطأت في اليونان وإسبانيا وهولندا، وبدرجة أقل في إيطاليا وفرنسا.
وباستثناء ميانمار، فقد لوحظت أعلى درجة تباطؤ سلسلة التوريد في أستراليا، رغم تسجيل حالات تأخير كبيرة أيضًا في تايوان والمكسيك وروسيا والبرازيل والمملكة المتحدة، وكذلك كندا وكوريا الجنوبية. وتم الإبلاغ عن عدد قليل من مشاكل التسليم في الولايات المتحدة واليابان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي التجارة الصادرات التجارة الصادرات الواردات تاخير الشحن المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شهر تموز یولیو سلاسل التورید المدى الطویل
إقرأ أيضاً:
المادة المضادة.. السبيل للتحليق بين النجوم في أوقات قياسية
عند الحديث حول رحلات الفضاء، فإن ثمة مجموعة واسعة من محركات الصواريخ القادرة على تنفيذ مختلف المهام والرحلات الفضائية، فهناك المحركات التي تعمل بالوقود السائل، وأخرى بالوقود الصلب، كما أن هناك المحركات النووية الحرارية، وتختلف كفاءة المحرك عن الآخر، وفقا لنوع المهمة ومدتها.
إلا أن حلم اختراق الآفاق والهروب من المجموعة الشمسية إلى النجوم الأخرى في الكون بات أمرا يراود العلماء بين الفينة والأخرى، ولا يخفى على أحد أن الأمر صعب ومعقد للغاية باستخدام تقنيات محركات الصواريخ الحالية، وعليه، فثمة مقترحات لبدائل قد تكون من وحي الخيال في هذه الأثناء، لكن من الممكن أن تتوفر مستقبلا، لا سيما مع تكثيف الجهود على إيجادها.
ومن التقنيات المطروحة، وربما أهمها حتى اللحظة، هو استخدام المادة المضادة، التي تعمل عكس المادة العادية، أي أنها تتألف من جسيمات مضادة بالطريقة نفسها التي تتكون منها المادة العادية من جسيمات أولية ولكن بخصائص معاكسة، فعلى سبيل المثال يكون الإلكترون سالب الشحنة في المادة العادية وموجب الشحنة في المادة المضادة، ويسمى في هذه الحالة (البوزيترون).
ولحسن الحظ، فإن العلماء تمكنوا في وقت سابق من إيجاد هذه المادة المضادة المثيرة، لكن تطلب الأمر كميات هائلة من الطاقة لإنتاج كمية ضئيلة للغاية، عن طريق استخدام معجل مضاد البروتون في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، وخلصت التجربة إلى إنتاج حوالي 10 نانوغرامات سنويا بتكلفة عدة ملايين من الدولارات.
إعلانويتطلب إنتاج غرام واحد من المادة المضادة حوالي 25 مليون كيلووات/ساعة من الطاقة، وهو ما يكفي لتزويد مدينة صغيرة بالطاقة لمدة عام، كما أنه سيكلف أكثر من 4 ملايين دولار بأسعار الكهرباء المتوسطة، مما يجعلها واحدة من أغلى المواد على وجه الأرض.
وفي البحث الذي أشرف عليه باحثون من جامعة الإمارات العربية المتحدة، فإنهم تناولوا بعناية السبل الممكنة لإمكانيات تطوير محرك فضائي باستخدام المادة المضادة، رغم صعوبة الأمر، في الدراسة التي نشرت مؤخرا في دورية "إنترناشونال جورنال أوف ثيرموفلويدز".
تنتج المادة المضادة بشكل أساسي في مصادمات الجسيمات (بيكسابي) المادة المضادة
اكتشفت المادة المضادة لأول مرة عام 1932 عندما لاحظ الفيزيائي كارل ديفيد أندرسون البوزيترونات -وهي الشكل المضاد للإلكترون- في الأشعة الكونية أثناء مرورها عبر جهاز خاص يسبب تكوّن سحب صغيرة تظهر مسارات الجسيمات، وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1936 تقديرا لاكتشافه، ثم استغرق الأمر 20 عاما حتى جرى إنتاجها بشكل صناعي لأول مرة.
ومنذ ذلك الحين، سعى العلماء إلى دراسة المادة المضادة بطرق متنوعة، وقد لاحظوا أن عند اجتماع جسيم ما بجسيم مضاد له، يحدث حينها أن يفني كل منهما الآخر، وينتج عن هذا مقدار من الطاقة. فعندما يتلامس بروتون المادة المضادة مع البروتونات أو النيوترونات في المادة العادية، تنطلق طاقة مدمجة، عادة على شكل أشعة غاما، وأيضا جسيمات عالية الطاقة قصيرة العمر، تعرف بالبَيُون والكَايُون، والتي تتحرك بسرعات نسبية.
وعليه، من الناحية النظرية، يمكن لمركبة فضائية تحتوي على كمية كافية من المادة المضادة أن تعتمد على هذا النمط من الانفجارات، والتدمير الذاتي، كوسيلة دفع مستعينة بأشعة غاما مصدرا للطاقة.
ووفقا للدراسة، فإن كمية الطاقة الكلية التي يطلقها واحد غرام من مضادات البروتونات عند تدميرها تساوي 1.8 × 10¹⁴ جول، أي أكثر بـ100 مرة من كثافة الطاقة في مفاعل الانشطار والاندماج النووي، وهي بطبيعة الحال أكثر بكثير من الطاقة الصادرة عن أقوى محركات الصواريخ الموجودة حاليا.
إعلانوتقترح الورقة البحثية أن الأمر ممكن نظريا، لكنه سيستغرق وقتا طويلا لتحقيقه، لا سيما أن الأبحاث العلمية حاليا تصب في صالح الذكاء الاصطناعي بفارق شاسع عن بقية المجالات، وإذا ما قورن بينهما فإن ثمة ألف ورقة بحثية تصدر سنويا في النماذج اللغوية الكبيرة، وهي أحد أشكال الخوارزميات التي تسهم في ازدهار الذكاء الاصطناعي، في حين هناك ما يقارب 100 ورقة بحثية سنويا تتناول المادة المضادة.